Browsing Category

رفوف المكتبة – Books

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ليلة لشبونة

26 نوفمبر، 2012

رواية ليلة لشبونة .. 
للألماني إريش ماريا ريمارك

“ربما أطلق في المستقبل على عصرنا هذا اسم زمن السخرية”.

حينما تتحول حياة الإنسان وحريته لدفتر صغير, يسمّى جواز السفر وأحيانا يكون وثيقة إدانة, الكاتب الألماني “إيريش ماريا ريماك” يصف في ليلة لشبونة, مشاعر المهاجرين الفارين من الديكتاتورية, والذين يعيشون واقع ضيق متناقض لا يرفضهم ولا يقبل بهم.
رواية تتحدث عن مهاجر -معتقل هارب- يحكي قصته في ليلة واحدة لمهاجر غريب يجمعهما ذات الضياع وكلاهما يحلم بأرض لاتهددهما معتقلاتها, كيف يتجول شفارتيس دون تفسير لتصرفاته سوى أنه أراد الحياة, يبحث عن سبب في عقله الباطن لكل ما أقدم عليه من مغامرات لكنه لا يجده إلا حينما يلتقي “هيلين” بعد خمس سنوات من الفراق, فيجد فيها “نكهة” لحياة تشرد وهرب أجبر على أن يعيشها.

ذكرياتنا ليست تحفة عاجية معروضة في متحف محكم ضد الغبار. بل حيوان يعيش” ويلتهم ويهضم.. إنها كالتنين في الأساطير, تلتهم نفسها لأنها الطريق الوحيد الذي تستطيع من خلاله الاستمرار.”

وصفت الرواية مانشرته النازية بين الناس من خوف وضياع, أحالت الحياة لكابوس طويل يتكرر حتى يصبح الفزع منه أمرا ثانويا بجانب ما يشعرون به حقيقة تجاهه.
أحببت الرومانسية الخفية التي أضافها وجود هيلين في الرواية الحب الذي فقد نفسه بين بقية المشاعر المختلطة , والذي خيل لنا بأنهم فقدوا القدرة على تذكر طريقة إحياءه إلا من لمحات سريعة بين حالة الهرب والاعتقال والقيود.

نستطيع أن نحس بأن المشاعر التي كتبت بها حقيقية لدرجة أن الخوف من الجستابو تسلل إلي بطريقة غريبة كنت أقرأ بسرعة في محاولة مني بأن أهرب أنا الأخرى منهم كما يفعل البطل وزوجته.
بالرغم من أن الرواية شدتني منذ البداية وأحسست بها في كل فواصلها ومنعطفات أحداثها لكنني لا أعتقد بأنها من الروايات التي قد سأتذكرها يوما, كل أحداثها اتكأت على مجموعة من الصدف والحظ الجيد التي وجدت بأنها تتناقض مع ظروف الأبطال, الأمر الذي أخرجها من الواقعية –إلى مجرد قصة- شيء ما ينقصها ربما الترجمة أخذت جزءا من روحها.
أعطيها نجمتين ونصف.

مراجعتي للكتاب في قودريدز 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

تاريخ القراءة

21 نوفمبر، 2012

 كتاب تاريخ القراة لـ ألبرتو مانغويل 

دار الساقي

 

“القراءة مثل التنفس إنها وظيفة حياتية أساسية”

يتحدث ألبيرتو مانغويل عن تاريخه مع القراءة وتاريخ القراءة ذاته محاولا وصف العلاقة مع الكتاب من وجهة نظره كقارئ, معلومات الكتاب كثيرة,  لو نقلت كل اقتباس أعجبني من الكتاب لوجدت بأنني أنقل لكم الـ”384″ صفحة كاملة لذلك فكرت لماذا لا أتحدث عن علاقتي أنا مع الكتاب عن تاريخي الخاص مع القراءة؟, لم أكتب يوما عن طقوسي أو علاقتي بالكتاب.

“وبحسب نظرية وتروك فإن القراءة ليست ظاهرة خصوصية في البنية أو المزاج وهي ليست فوضوية أبدا إلا أنها أيضا عملية غير متناغمة كليا ومتراصة يكون فيها معنى واحد هو الصحيح كلا, إن القراءة عملية خلاقة إبداعية تعبر عن محاولة القارئ المنتظمة لإنشاء وتكوين معنى واحد أو أكثر ضمن أحكام اللغة وقواعدها.”

نجد في الكتاب عرضا لتاريخ الطباعة ومراحل تطور شكل الكتاب, ومتى أصبح الكتاب في متناول الجميع بعد أن كان ملكا لطبقة معينة, عن أشهر القارئين, وأشهر الكتاب والكثير من المعلومات التي توصل إليها الكاتب والاقتباسات والكثير من الكتب التي يدلك عليها مانغويل ويحرضك على قراءتها.

” أنا أظن كتب كافكا عام 1904 إلى صديقه أوسكار بولاك ” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي لا تعظه وتخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذا؟, كي يجعلنا سعداء كما كتبت ؟ يا إلهي , كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب, والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها. إننا نحتاج إلى الكتب التي تنزل علينا كالبلية التي يؤلمنا, كموت من نحب أكثر مما نحب أنفسنا, التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدا عن الناس, مثل الانتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا, هذا ما أظنه”.

أتنفس الكتب بشكل يومي أسافر وأحلق على بساط الورق بنهم لا ينقطع, وتعبير السفر مع الكتاب رغم أنه يستخدم بشكل كبير ولكنها مشاعر حقيقية يصفها القارئ, كنت ألتهمه ببطء أخاف أن أنتهي منه وتنتهي المتعة التي انتظرتها كثيرا, القراءة أكثر الممارسات التي تحدث توازنا داخليا لي, وتكشف لي جوانب خفية وتعلمني وتحتويني وتقلب معي حيرتي, العمل الوحيد الذي أقوم به بحب كبير لا ينضب.
كل من أحب القراءة مرّ بذات المشاعر وربما عبر عنا مانغويل في كتابه, في كل ما أقتبسه نجد أننا نبتسم ونقول ” نعم هذا صحيح أنا أفهمك”, بدأ لدي الشغف بالكتاب, قبل تعلمي للقراءة في “الروضة” كنت أقضي وقتا كبيرا أقلب القصص المصورة وأحاول أن أستخرج الحروف التي تعلمتها, كنت أقرأ بطريقتي الخاصة فقصتي كانت في أي كتاب كالتالي :   س م ب  ع ن خ ت, وهي بالترتيب أول حرف من اسم والدتي  وحرف الميم الأول من اسم والدي  وحرفي وحرف شقيقي وحرف الباء حرف شقيقتي “النون والخاء والتاء” أول حروف أسماء أصدقاء الروضة, كنت أنسج الكثير من القصص لخيالي وأحكيها لخالد “صديقي في الروضة” الذي تساءلت خلال كتابتي لهذه القصة هل يتذكرني الآن؟ وهل يتذكر قصصي المختلقة التي لا تتكرر كل مرة أمسك بالكتاب لأحكي لهم.
لا أتذكر أن الحروف كانت تعني لي شيئا بجانب الصور كانت مجرد أشكال, وهي بدايات لأسماء العالم, واعتقدت وقتها بأنهم وضعوها ليتعرف كل الأطفال على أول الحروف بـ أسماء والديهم وأشقاءهم.

وبعد عام واحد بعد أن تعلمت حروف الهجاء كاملة في المرحلة التمهيدية قبل المدرسة أصبح النص بالنسبة لي سحرا ولغزا يستفز عيني على فك شفراتها, بدأت أنبذ كل القصص ذات الصور الكثيرة والنصوص القليلة, توقفت عن شراء قصص الأطفال واستبدلتها بـ “أطلس التاريخ” وبعض من كتب والدتي التي غالبا عن تخصصها التاريخ, لأكون صريحة لم أكن أفهم شيئا من المكتوب  لم تكن تعنيني الدولة العباسية , أو الأموية , أو أي شيء آخر كنت سعيدة فقط بنطقها أ م و ي ة , ا ل ق ا د س ي ة , وهكذا سعيدة بالحروف بتعلمي لنطقها متصلة وأفضل جزء حينما أنسخ الاسم وأفككه لحروف منفصلة, كانت متعة كبيرة لي أقضي معظم الوقت سعيدة بها.

“كان تحمسي مفرطا إلى درجة أنني كنت أظن سأصبح إنسانة غير سعيدة إن لم أعثر دوما على كتاب جديد أقرأه”

بعد أن “فكيت الحرف” مرت علي مرحلة الابتدائي كاملة وأنا متعطشة بشكل كبير للقراءة لكن لم أجد أبدا كتاب مناسب لخيالي أستطيع قراءته بسعادة, وكنت مبتدئة باللغة الإنجليزية ففضلت أن تكون هذه المرحلة لقراءة الكلمات الانجليزية اشتريت قصص أطفال باللغة الإنجليزية وأعدت مرحلة الحروف وتركيب الكلمات وكنت أسعد بذلك.
بدأت المرحلة المتوسطة بكتب لأغاثا كريستي قرأت أكثر من 16 كتاب في المرحلة الأولى وكان هذا العدد كبير جدا على طالبة مجتهدة تقضي نصف يومها تذاكر دروسها وتكمل تعليم اللغة الإنجليزية  “بشكل ذاتي”  كنت أحب تعليم نفسي وفك رموز الحروف الجديدة, وانتقلت بعدها لقراءة ماجدولين المنفلوطي وغادة السمّان و مسرحيات شكسبير كان تدرجي في القراءة غريب أقفز من نقطة لأخرى بنهم لا يعرف كيف ينتظم.


طقوسي:
من طقوسي قبل بداية كل كتاب  أقسم عدد صفحاته على الأيام التي أخصصها له ونقاط التوقف التي أحددها تكون قانون مقدس بالنسبة لي إذا فشلت يوم واحد في الوصول إليه أشعر بأن مزاجي يرتبك!! ولا أستطيع أن أكمل القراءة بشكل منتظم وقد أترك الكتاب لغيره حتى أتصالح مع نفسي وهذا نوع من العقاب الذاتي لأنني لم أنتظم بالخطة , وأحب جدا الرقم 20 أو 30 أو 50 في توزيع الصفحات على الأيام , نادرا ما أقرأ 33 صفحة أو 53  , أحب أن أقف على أحد مضاعفات هذه الأرقام قبل أن أنام.

“غير أن القراءة في الفراش تعتبر أكثر من مجرد تمضية للوقت, إنها تمثل نوعا من الوحدة. فالمرء يتراجع مركزا على ذاته, ويترك الجسد يرتاح, ويجعل من نفسه بعيدا لا يمكن الوصول إليه مخفيا عن العالم”

الأماكن :
ترتبط كثيرا في ذاكرتي الأماكن التي قرأت بها الكتاب حينما أتذكر أحد سطوره أتذكر المكان ليس لدي مكان محدد فكتابي في حقيبتي دائما, أقرأ في انتظار المستشفى, في انتظار صالون التجميل, في الكافي, أختار كل فترة أو مرحلة من عمري كافي معين للقراءة فيه , كنت أفضل ستاربكس (آيسلاند) , بعدها  كوستا كوفي (في جرير مول) , بعدها أدمنت على القراءة في تيانا الكورنيش, وحاليا كليلة في الروضة * , وهناك أماكن أخرى قرأت بها خلال استراحتي في المولات أثناء التسوق أسترق صفحات من نصاب اليوم مع فنجان القهوة, ولا شيء أجمل من يوم أمارس به شيئان أحبهما “التسوق والقراءة”, وفي آخر اليوم يجب أن أبقي بعض الصفحات للقراءة في السرير خصوصا في أيام الشتاء بكوب النعناع بيدي والكتاب يرتاح أمامي كل قارئ يمر على سطوري هذه سيفهم معنى أن تختم يومك بما تحب.

علاقتي بالكتاب :
يصيبني حب التملك مع الكتب أي كتاب أقرأه فهو يحوي تاريخي ملاحظاتي اقتباسات مفضلة لحظاتي الخاصة, يحوي داخلة رحلتي سفري المفضل, لا أعير الكتب إلا في حالات نادرة مع توصيات كثيرة ولا أسمح لأحد أن يكتب على كتبي أو يحدد شيء –رغم أني أكتب وأحدد كثيرا- أشعر بأن من يفعل ذلك فقد أربك رحلتي وتاريخي, أي شخص يطلب مني استعارة كتاب أهدي له نسخة أخرى, حالات خاصة جدا وأشخاص معينين من سمحت لهم باستعارة كتبي من ضمنهم أختي التي دائما ما تهين كتبي بمعاملتها بطريقة لاترضيني , وتغضب إن أنا وجهت لها أي ملاحظه وقد تعيد لي الكتاب قائلة :”أخر مرة أخد منك شيء” , وهي بالمناسبة هذه الأيام تقرأ كتاب لي وأحاول قدر المستطاع أن لا أنبهها كل دقيقة على أنها “رمت” كتابي على الأرض وبقيّ هناك ليلة كاملة أنا فعلا أحاول أن لا أصبح إنسانة صعبة جدا لمن يستعير مني كتابا ولكنها عادة لم أستطع أن أكف عنها.

كتابي المفضل  ..
من أكثر الأسئلة التي تستفز قارئة مثلي سؤال :” أفضل كتاب بالنسبة لك” أرد عليه بـأن أقول :” هي كومة كتب وليست كتابا واحدا”, حقيقة أجد صعوبة في تحديد كتاب مفضل, كثيرة هي الكتب التي أبكتني كثيرة التي أوصلتني لبر الأمان و احتوت أسئلتي, كثيرة هي التي أدخلتني عالما مجنونا أو فجرت جنونا كامنا فيّ, كثيرة تلك السطور التي توقف عقلي عندها كثيرا, والتي صححت لي مفاهيم , وفتحت لي الطريق للوصول لقناعات, كثيرة التي ساعدتني لأزور العالم وأتعرف على الشوارع والأماكن والخصائص, والمجتمعات.

تاريخ القراءة من الكتب التي سأعود لقراءته مرة أخرى, شكرا صديقتي مها الجبر التي أهدتني هذه النسخة وقد كنت قبلها أبحث عنه وأطلبه من المواقع المخصصة لبيع الكتب ودائما حظي يقف معاندا لي وتنفذ النسخ قبل وصولي إليها, كتاب ممتع جدا ورائع.

*سكان جدة يعرفون الأماكن طبعا
* العبارات الغامقة بين القوسين”” من الكتاب

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

هوس العبقرية

17 نوفمبر، 2012

"صورة ماري كوري مع ابنتيها ايرين وأيف"

 كتاب : هوس العبقرية : الحياة السرية لماري كوري
لـ   باربارا جولدسميث  

“كتاب هوس العبقرية هو كتاب الشهر في صالون الجمعة وهذا أول كتاب أقرأه مع القروب”.
لم أكن أتوقع أن أنسجم مع الكتاب, معرفة تفاصيل حياة شخصية عبقرية معروفة, أمر ملهم حقاً, كل الصعوبات والمراحل التي قطعتها لتكون “العالمة” ماري كوري, قبل زواجها, تعليمها, أعمالها المتنوعة في سبيل توفير المادة التي تساعدها للتعلم, الشغف الذي عاشت تغذيه كله ملهم ولا أستطيع إلا احترامه.
برغم أنني بعيدة عن المجال العلمي, لكن الإلهام هام لتغذية الأحلام مهما كانت, قراءتي لهذا الكتاب جاءت في وقتها المناسب,  كنت قد فقدت الأمل في أحلامي أو حتى إمكانية الوصول, لكن بعد الانتهاء من الكتاب واجهت نفسي بكل العوائق وعرفت بأنها لم تكن شيئا بجانب ما عانته أو مرت به ماري كوري, لكنها انتصرت وحولت كل فشل وعثرة لوقود يدفعها للأمام.
ماري كوري لم تواجه فقط سوء الحالة المادية, كانت تواجه مجتمع وفكر ذكوري وندرة الفرص, وتواجه البرد أيضا تفاصيل حياتها قبل الزواج وغرفتها الباردة أثرت بي كثيرا, أعتقد بأنها تستمد الدفء من العلم ومن حلم الوصول, لحظة , هل كان هناك وصول في رأيي ماري؟؟ , كانت محاربة دائمة تسعى خلف العلم وتطلبه حتى آخر أيامها ليس هناك وصول بل نجاح فقط, يحضّرها لنجاح آخر.
أحببت علاقة ماري بزوجها, تشارك الشغف والحلم عنصر مهم في الحياة الزوجية حتى لو كانت المجالات مختلفة في قصة ماري وجدت زوجا يشبهها في حب العلم, لكن وجود حلم لدى أي شخص يجعل منه أكثر تقبلا واحترام لطموح الآخرين.

تحويل ماري كوري لكل تجربة حياتية لمعادلة علمية أو تجربة أمر لفت نظري مثل تجربة الطبخ والولادة وتربية الأطفال.
سيرة ماري كوري وهذا الكتاب تحديدا الذي يصف حياتها يصلح بأن يكون هدية نفيسة لكل من نحب, والدروس التي نتعلمها من قراءة حياتها أكبر بكثير من دراسة معاني التضحية والسعي والاجتهاد مجردة دون قصة, وأعتقد أن هذا الجيل بحاجة لقدوة أو مثال  يعلمهم الكثير الذي عجزوا أن يتفهموه خصوصا حب العلم والنظر للعلوم بأنها جزء مهم من الحياة, لأن التعليم الآن لا يخرج إلا جيل يبحث عن درجات النجاح وينظر للمواد العلمية بأنها عبئ أكثر من كونها أمورا تتصل بالحياة حتى لو بدت المركبات أمرا خاصا بالدراسة فقط ولكنها بالتأكيد متصلة بحياتنا, وهذه مسؤولية المناهج التي لم تغرس مع ما تفعله من تلقين حب العلم وأهميته لحياتنا, بل تقدم العلم على أنه مواد مملة جدية لا تصلح للحياة العلمية وتعطي انطباع بأن السابقون اكتشفوا كل شيء ولم يعد هناك مجال للمزيد من العلماء.
عائلة كوري تتشرب العبقرية الأم وابنتها يحصلن على جائزة نوبل, ولفت نظري كيف تتخرج ابنة ماري كوري ايرين من الجامعة مع مرتبة الشرف في تخصص “رياضيات وكيمياء وفيزياء”.
دائما أقول بأنني أقدر أبداع المرأة أكثر من الرجل ليس تعصب جنسي,  لأنني أعرف أن المرأة دائما تحفر الصخر في كل خطوة تخطوها, إذا كان الطريق للرجل ميسر أو لأكون منصفة, ليس ميسرا بقدر ما أن الفرص مفتوحة أمامه دائما ليبدأ ليس محروما من البدايات أما المرأة خصوصا في مجتمعنا, البداية بحد ذاتها هي سلسلة من التعقيدات وإذا  انتهت منها  الطريق فيه عقبات كثيرة, لذلك إبداعها ووصولها يؤثر بي أكثر من نجاح الرجل.

شكرا ” صالون الجمعة” لتعريفي على هذا الكتاب خمسة نجوم  ونص.

 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

كل الأسماء – ساراماغو

5 نوفمبر، 2012

كل الأسماء – جوزيه ساراماغو

ترجمة : صالح علماني – دار المدى

برغم من أنها رواية كل الأسماء إلا أنها خالية إلا من اسم البطل دون جوزيه الذي كانت رحلته خلال الرواية هي البحث عن امرأة مجهولة, أو البحث عن ذاته التي شاخت دون أن تجد شيئا تبذل من أجله وقتها.
يصف دون جوزيه الموظف الحكومي في إدارة السجل المدني الذي يعمل كاتبا يسجل بيانات الأحياء والموتى, حياته الرتيبة التي تسير على نمط واحد كأي موظف عادي كما يقول, يبحث عن شيء يفهم به ذاته ويطعّم وقته بشيء يعيش ليكمله.
دون جوزيه لديه هواية ربما تكون أصغر من عمره الذي خط الشيب طريقه إلى قمته, فهو مغرم بجمع المعلومات عن المشاهير, لتتحول هذه الهواية إلى سبب ليجد ذاته ويقدرها بعد أن عثر على بطاقة لامرأة مجهولة دست نفسها بالخطأ بين بطاقاته التي استعارها من مقر عمله ليسجل المعلومات التي يحتاجها عن المشاهير, ليبدأ رحلة للبحث أعادت إليه الحياة وروح المغامرة التي قتلتها رتابة حياته.
روح الرواية رائعة قدرته على الوصف ومناقشة فلسفة الأسماء والأرقام و الحياة والموت والخط الفاصل بينهما, والملل و الرغبات المجنونة الغريبة, بغرابة الشخصية التي تتحدث لسقف الغرفة وتكتب “جرائمها البريئة” في دفتر.
الفصل الذي تحدث فيه عن الراعي والمقبرة كان الأفضل, هل وجد المرأة المجهولة التي دفعته ليكون مجرما في نظر القانون؟ رغم أنه لم يؤذ أحدا.
الحوارات وطريقتها وتداخل المتحدثين في الرواية كتبت بعبقرية لم أشعر بأنني تهت في أي قسم منها, أول تجربة لي لقراءة سارماغو لكن عبقريته حتما ستقودني للمزيد.
المترجم الرائع صالح علماني, شكرا لجمال روحك التي تنقل لنا الجمال بحذافيره.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حتى الملائكة تسأل

28 سبتمبر، 2012

كتاب حتى الملائكة تسأل – د.جفري لانغ

 

جفري لانج حفزني للتفكير  في علاقتي بديني وفي طريقة أدائي للفروض, حينما أقرأ لشخص يتحدث عن علاقته بالقران والتأثير الذي شعر به بعد إسلامه كيف تغيرت حياته وكيف يفسر الصلاة ولقاءه بربه 5 مرات باليوم, الأمر يدعوا للتأمل, نحن المسلمون منذ الولادة, هل فكرنا بالدين و درسناه بهذه الطريقة العميقة؟؟؟
كنت في مراحل متقدمة من عمري أبحث عن إجابات لبعض التساؤلات عن الإسلام والديانات والله, لكن كنت أجهل المصادر التي من خلالها أستطيع أن أوسع مداركي, لم أشك يوما بأن الإسلام هو الدين الذي أنتمي إليه, ولم أشك أبدا بوحدانية الله, فقد كنت أريد أن أستشعر المعاني الداخلية لديني بطريقة بعيدة عن التقليدية, أتذكر أنني سألت أحدى مدرساتي عدة أسئلة من الدروس التي لم أقتنع بها, – كأي مراهقة- لا تعي المعنى الحقيقي للكثير من الأحكام التي لازال عقلي الصغير-في ذلك الوقت- لا يستوعبها, وكنت عنيدة في مسألة الاقتناع لا أقدم على شيء دون أن يمر داخل جمجمتي الصغيرة ويخرج برضاي, أتذكر أنها قالت لي بالحرف الواحد:”هذا هو الدين بدون أسئلة ما أنت إلا أمة الله وعليك تنفيذ تعليماته دون سؤال”, وحينما قلت لها أن الأحكام تختلف شدتها من مذهب لأخر ردت علي:” المذهب الوحيد الصحيح هو ماتدرسينه هنا في المدرسة غيره ” كلام فاضي”” حقيقة استوقفتني كلماتها وثقتها التي تتحدث بها وكأن من كتب واجتهد في هذا المذهب هو الوحيد القادر على تفسير كلام الله حرفيا, نسيت تلك المرحلة وتجاوزتها لكنني لم أنسى كيف كان تأثير جوابها علي وعلى نظرتي للدين, اعتقدت وقتها بأنه فقط إتباع أعمى ليس له علاقة بالروح والعقل.
الآن مع عنوان الكتاب قبل الدخول في تفاصيله, قلت صحيح كيف يخافون السؤال والملائكة سألت الله ؟, الأمر جدا معقد لترتيب تفكيري عن الكتاب لذلك سأتحدث بنقاط ربما لا تكون مترابطة لكنها جزئيات من الكتاب أردت أن أكتب عنها وأذكرها.

Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

سوناتا لأشباح القدس

24 سبتمبر، 2012

رواية : سوناتا لأشباح القدس

واسيني الأعرج

 

*
*
*
“كنت كلما رأيتها في لباسها الفلسطيني المليء بالمزركشات والموتيفات الحية والنوار، اعترتني رغبة في أخذ الفرشاة بجنون وتغميسها في لباسها ورسم أشكال مجنونة من ألوان فستانها”

مثل كل ما يتعلق بفلسطين يبقى الأقصى وطعم الزيتون في خلفية مشاهد الذاكرة تحمل الكثير من المشاهد للفستان الفلسطيني الأسود بنقوشه, تمر في ذاكرتي مع كل سطر, كل المدن حتى تلك التي لاتنام تتقازم بجانب فلسطين حينما تكون ذكراها حاضرة.
واسيني يكتب هنا بلغة أكثر من رائعة, لغة تفسر الحنين والحزن بطريقة لايجيدها سواه.

الرواية أخذت من عاطفتي لتستقر بين سطورها, هل تضحكون إن قلت لكم بأنني بكيت من أول صفحاتها وكنت أبكي بين كل صفحة والأخرى ذاك البكاء الذي أكرهه تلك الدمعات التي تسقط دون أي فعل داخلي, كنت أتساءل هل فلسطين وذكراها ورائحة زيتونها وشجراتها أصبحت جرحا تعرفه أجسادنا بمجرد مروره وتبكيه؟, مثل القدس حاضرة غائبة نعرفها وبيننا وبينها كل شيء إلا الحضور.
من نيويورك إلى القدس نروح ونجيء بين حاضر ميّ وماضيها بين ألمها وطفولتها أتوقف كل مرة لأبحث في قوقل عن أسماء لوحاتها صدقت بوجودها وقررت بأن أول ما أفعله حينما أذهب لنيويورك زيارة المتاحف ومشاهدة لوحاتها, لكن محرك البحث خانني بأنه لم يظهر أي شيء عن لوحاتها وعن الفنانة هل تعمد واسيني على أن يضع كل تفاصيل اللوحات وأرقام بيعها بالمزادات لنصدق القصة أم أنها حقيقية لكنها غابت عن ذاكرة الشبكة العنكبوتية؟.
لم أعرف كيف أصف الرواية سيدة تقاوم مرضها ؟ أم ذكرى وطن غائب ؟ أم موت يتربص لخطف سيدة؟ هل هي محاولة حياة مستميتة, أم عدم اكتراث بالموت, ام تدوين اللحظات والحياة في عدها التنازلي؟, هل هي تسجيل لمراحل الضياع؟, هل هي ذاكرة فرشاة فنانة تستلهم لوحاتها من لون الجراح؟, أم ترانيم الموت؟.
الفن بموسيقاه ولوحاته وألوانه, دائما ما يسطر حياة البؤساء كملحمة مسموعة ومشاهدة, في هذه الرواية كلما قرأت سطرا تخيلت صوت الموسيقى التي ألفها يوبا وكأنها صوت الدبكة الفلسطينية ممزوجة بالجاز بتناغم لم أحلم بأنني قد أسمعه يوما ما.
لمن لم يقرأ أشباح القدس هي لغة الجمال الحزين الذي قد نمر بجانبه ونعايش لحظاته لكننا لا نستشعره إلا بالإشارة إليه.. هنا فرشاة ونوته موسيقية, و دمع وقدس ودماء, ومقاومة وفلسطين, سرطان ينهش أجزائها ويتربع داخلها وكأنها وطنه.

.”الدنيا لا تمنحنا إلا ما نسرق منها”

.”الزمن تغيّر رأساً على عقب يا يمَّا .. ويبدو أنَّ عظماء هذا الزمن صغارا في الأصل, ولا يُنتظر منهم ما يُعيد التوازن لأرض أصبحت اليوم تميد في كلّ الاتجاهات”

“الغريب في الأمر هو أنّنا كلَّما كنّا بعيدين عن مكان الذاكرة, نتذكَّر الأشياء دفعة واحدة, ولكنَّنا عندما نقترب منها يحتلّها فجأة بياض قلق.”

.”أميل إلى الهرب نحو المبهم لكي لا تكتشف حماقاتي الخفية, بدأت أسكن الألوان لكي أقول ما أشتهي قوله بدون أن أضطر إلى التبرير”

* الجُمل بين الأقواس اقتباسات من الكتاب

 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

Coming Up for Air

11 سبتمبر، 2012

 رواية جورج أوريل , الصعود إلى الهواء

رواية تحكي لحظات الترقب للحرب, والحياة الرمادية التي يعيشها العالم الأوروبي بين الحربين العالميتين, الحياة الاجتماعية الرتيبة, بطل الرواية رجل, يحكي ماضيه مقترنا بالحاضر محاولة للإمساك بلحظة سعادة هاربة أو نشوة نصر حتى لو بصيد سمكة.

البطل –الراوي- يحاول أن يشرح الفوضى الخفية النفسية والاجتماعية – إن صح التعبير عنها هكذا- ترقب لحرب وتفكير في المستقبل باقتصاد متواضع وحياة لاتعرف هل تعلن أجواء الحرب أو تعود لحياة طبيعية.

رواية شبيهه بـ1984 لنفس الكاتب باختلاف التركيز على نقاط معينة في 1984 كانت سياسية بالدرجة الأولى, الصعود إلى الهواء هي الغوص داخل نفسية المحارب القديم الذي لا يعرف هل سيعود ليحمل السلاح مرة أخرى ؟, كيف يفكر في مستقبله في ظل ظروف قد تنهار بقيام حرب أخرى.

الرجل الذي يعود لأماكنه القديمة يبحث عن راحة أو وجوه قديمه مألوفة فلا يجد شيئا الزمن يركض للأمام يدوس على الذكريات القديمة يغير ملامحها كي لانعرفنا من خلالها الزمن لايرحم من أصابه الحنين أبدا, الزمن كائن واضح يقول دائما بأن الأشياء تتغير لكننا لانكف عن تصديق وهمنا الداخلي, ولانكف عن شتم الزمن وكرهه بالرغم من أنه يعد في نظري أصدق وأوضح الكائنات حتى اللحظة.

الرواية اختناق بالحقيقة وهرب إلى المجهول

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

الصحفي العالمي

28 مايو، 2012

 

كتاب الصحفي العالمي — ديفيد راندال
موجود في جرير والعبيكان

أول فكرة خطرت في بالي بعد الانتهاء من كتاب “الصحفي العالمي”, هل أستطيع أن أصل إلى درجة الاحتراف الذي تحدث عنها دايفيد راندال في كتابه؟, ربما في أي بيئة عملية أخرى سيكون الجواب السهل, مع الصبر والممارسة والتعلم والالتزام بالمبادئ الصحفية ستصلين, لكن في بيئة مشابهة لما نعيش فيها الأمر أشبه بمهمة مستحيلة, أو شبه مستحيلة.
وهذا ليس نظرة متشائمة لكنها واقعية, في كل الأمثلة التي تحدث عنها كنت أقول في نفسي هذه جرأة كبيرة من الصحفي, وبعض القصص أقول ربما لو كانت هنا لتم منع نشر القصة أو حتى على أقل تقدير لم يكن الصحفي يستطيع أن يصل إلى هذا الكم الهائل من المعلومات.
الكتاب مفيد جدا للمبتدئين مثلي يضع النقاط على الحروف ويفسر شكل العمل الصحفي المحترف بغض النظر عن الموضوع أو المادة أصبحت أركز بطريقة كل صحيفة في تناول الموضوعات, تنبهت للكثير من المعلومات البسيطة المهمة في بناء المادة, وطريقة نسب المعلومات لأصحابها, وأكثر الطرق السخيفة التي يجب علي أن أبتعد عنها, وطرق البحث المحترف, ومحاولة الحصول على قصص صحفية مهمة أو مفيدة, وضحكت حينما ينتقد سلوك سبق وان وقعت به, علمني ردت الفعل التي يراها المحترفون في عملي حينما يصلهم بأخطائه.
ولن أتوقف عن التفكير بتناقض الحديث عن الإعلام في المجتمع الأمر الذي أجده مربك بالنسبة لي – كمبتدئة- من خلف كل الأحلام والآمال والطموحات التي أرسمها, أصطدم ليس فقط بمحدودية الحرية في الإعلام بل حتى على مستوى المتلقين هناك نظرة سلبية للإعلام في السعودية في خليط عجيب من التناقض مجتمع يصرح بأنه لا يثق بالإعلام أو على أقل تقدير المجتمع الافتراضي دائما ما يصرح أفراده بأن الإعلام السعودي غير مقنع وغير نزيه وموجّه, بينما لا يجد حديث يقتل به الوقت سوى أخذ كل ما يكتبه هذا الإعلان على محمل الجد لنقده بل ويحمله  نتائج  التأخر  أو قلة الوعي في المجتمع, السؤال الذي يطرح نفسه كلما قرأت –حلطمة المتحلطمين- كيف أستطيع أن أعمل بمهنية وكل المتلقين في التجمعات الإلكترونية تتناقل الأخبار  بنية مسبقة بأنها مجموعة أكاذيب, دعوني أقول أن الإعلام وأن كنت أجد عليه بعض الملاحظات , فهو ربما  لا يحترم عقل القارئ بالشكل المطلوب حقيقة لكنه في المقابل يمثل وجهة نظر لا يجب أن تحجب لأن البعض لم تعجبه.
دأب البعض في الانتقاد بالتحدث عن المشكلة وكأن الفرد منا أو المواطن ليس له يد في بدايتها, فهو يلوم الإعلام على قلة الوعي في المجتمع والسؤال الذي يطرح نفسه, هل الإعلام الذي يتحدث عنه هو الوحيد المؤثر في صناعة أفكار الأفراد أليس المجتمع يقع تحت مؤثرات كثيرة دينية اجتماعية سياسية..إلخ.

وسط كل تلك الملاحظات  والكم الهائل من الإحباط الذي يواجه ما أطمح إليه والسبب وراء اختياري لهذا المجال, يجعلني مع كل معلومة جديدة أتعلمها أو كتاب اقرأه, أتساءل هل يمكن أن أقدم ما يكتب هنا, وأنا أواجه مجتمع يخشى الدخول في تفاصيله لانتقاده بل ويرمي بكل محاولة إصلاح اجتماعية إلى أنها رغبة في الفساد والتغريب مثلما يحاول إعلام معين أن يسوق لها- وأنا هنا لا أنكر على أحد أن يسعى خلف أهدافه التي في نظره تستحق لكن كيف يُصدق إعلام عن إعلام؟.
و لا أتحدث على العموم لكن في الدائرة الأكثر شهره في الشبكات الاجتماعية, من الدائرة التي ينظر لها بأنها واعية ويؤول عليها الكثير,  أجد حقيقة تنصل من المسؤولية ورمي بكل المساوئ على الإعلام والوزارات  مع تجاهل كون كل تلك الأسباب التي ذكرت والتي تسبب التأخير هي من المجتمع وبسببه هي وصلت إلى ما وصلت إليه.
أعرف أن الحديث تشعب من الكتاب حتى محطات أخرى ونقاط أخرى لكنها تشكل أفكاري التي أسعى للتصالح معها حتى أستطيع العمل في المجال الذي أحب بكل حماس وشغف.
مرة أخرى الكتاب رائع ومنهج مهم وبداية مهمة للمبتدئين

حسابي في قودريدز

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

رأيت رام الله

29 أبريل، 2012

 

 

رواية: رأيت رام الله , لمريد البرغوثي

“الغربة كالموت، المرء يشعر أن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين. منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائما سواي.”-1

حينما كنت في المرحلة المتوسطة كانت القنوات الفلسطينية في فترة الانتفاضات هي برنامجي المفضل رغم الجنازات التي أشاهدها الأطفال الذين يقدمون أرواحهم قبل حجارتهم الأمهات اللاتي يقفن شامخات أثناء مرور جنازات أبنائهم, كلها كانت تشكل في نظري قوة عربية لم أعرف مثلها ولم أتذوقه أبدا, فلسطين الحجارة لا أنسى أبدا كم بكيت وكم تقلبت وأنا لازلت أرتدي “مريول” المدرسة من قناة لأخرى أنا من جيل كان يظن بأنه يفهم المأساة العربية, لكنني وبعد “رأيت رام الله” لم أعرف شيئا أبدا وكل غصة قهر كنت أظنني أفهمها وأعيشها, كلما قرأت وكبرت أعرف أكثر وأحزن أكثر, وأكره جهلنا.
هذه الرواية كتبت بلغة الحنين , الممزوجة بغصة الظلم , هذه السيرة من أول صفحاتها مع تلك الشهادة التي لم تجد “حائطا” تعلق عليه , إلى ” ورقة لم الشمل” , وهي تذكير لكل من سها أوتناسى , الرواية بسطت المشهد تحدثت عن الشتات وكأن مريد يجمع الحروف ليلقي بها خلف ظهره لكنها تتبعه أينما حل, هل يخاف مريد أن ينظر خلفه؟ .
من أفضل ما قرأت في وصف حال الفلسطينيون اللاجئون ” أدبيا” سبق وأن قرأت رواية اللاجئة, لكن هذه الرواية صورت حالة أخرى كما لو أن الوطن ” حقيبة سفر”.
ما أحببته بأن مريد وثق من خلال ما قد أسماه سيرته الشخصية أسماء وشخصيات فلسطينية وعربية لها ثقلها نضاليا و ثقافيا, وحتى الأم الفلسطينية الطالب والطفل والرجل الكهل الذي مرت سنواته في نضال وتفاؤل “صعب”, كان حاضرا بطل الرواية هي فلسطين , المقسمة التي لازالت تربط أجزاءها ببعض لازال هناك خط لاتستطيع إسرائيل مسه أو قطعه أو بناء المستوطنات عليه لعزل الفلسطينيين يجمع بين الوطن بأكمله يمثله حتى اللاجئون الذين عاشوا حياتهم على أمل العودة كل شيء مؤقت خارج فلسطين مؤقت يسرق منهم الكثير ويحي الكثير.
-2″نسيج السجادة هو المستوطنات عليها بعض النقوش متناثرة هنا و هناك هي كل -ما تبقى لنا- من فلسطين.”

رأيت رام الله , لم تغرق في عاطفتها بدون أن تشير إلى الأخطاء, العاطفة “واقعية” إن صح لي القول, رغم أنها بسيطة إلا أن في اللغة عمق “جارح”, تركض الأحداث ذهابا و إيابا على خط الزمن لكنها تبقى في الحاضر لانتظر للمستقبل أبدا ربما لأن الكاتب أعتاد على عيش اللحظة التي لا يعرف قادمها وكذلك كل شخوص الرواية, لم تنظر للمستقبل تركتها للقدر يعبث أو يعيد ترتيب الأشياء.
توقفت كثيرا عن أمنيات مخبئة للكاتب الرواية مريد البرغوثي حينما قال بأنه لا يملك مكتبة, وأين سيضعها لو امتلاكها, أمنيات صغيرة تقتل على يد الغربة, الرواية تصف 30 عاما وبينه وبين فلسطين جندي إسرائيلي, الذي قال عنه :
“بندقيته هي تاريخي الشخصي, هي تاريخ غربتي. بندقيته التي أخذت منا أرضَ القصيدة و تركت لنا قصيدة الأرض في قبضته تراب و في قبضتنا سراب.”-3
يتحدث بها مريد عن الغربة وما تفعله عن اللجوء عن الذكريات التي نسيت الشاب الذي غادر ليعود وعلى أطراف جبينه ثلج الغربة الذي لن يذوب.
الصدفة الجميلة أنني قرأتها بعد رواية ثلاثية غرناطة, التي كتبتها رضوى عاشور زوجة مريد برغوثي التي كان يتحدث عنها وكأنها ملاكا كل مرة يغرق فيها في وصف ملؤه الحنين ومرارة الغربة يعود ليذكر روضة كأنه يستعين بها على ذكرياته.

1-2-3 : مريد برغوثي