التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

الخلود – ميلان كونديرا

21 ديسمبر، 2011



هل الرواية شيء آخر سوى فخ منصوب للبطل؟” “

* ميلان كونديرا-الحياة هي في مكان آخر

هنا كانت الخلود فخ لأفكارنا ولتوقعاتنا, الرواية/الحياة نقطة البداية ونقطة نهاية وبينهما حالة من الخطوط والأشياء المتشابكة التي توصلنا إليها أنا(نا) الخاصة, في رواية كونديرا هذه السهلة الممتنعة روى الحياة بكل تعقيداتها بكل فوضاها, ليس هناك بداية لأي شيء قد تبدأ من المنتصف لتجدك تترنح بين الماضي والمستقبل رغم أنك لازلت هاهنا مكانك في حاضر غير معروف تحاول تفسير الصدف والحياة, وتفكر بهؤلاء الخالدين الذين لا يملكون من خلودهم إلا أسماءهم وكل ماعداه هو أصوات غيرهم ممن يعشقون الأشياء ليبدؤوا باختلاق قصص عن خلودها.
“العالم الكونديري” مختلف تماما عن أي عالم آخر, لا يوجد تسلسل تقليدي كما في بقيّة الروايات, هي محاكاة للحياة “الغير متوقعة”, لا يمكن قراءة رواياته بدون تركيز, لأنه حتى حينما يصف المشاعر يربطها بأفكار فلسفية تستحق التأمل والتفكير.
“الخلود” تحتاج فعلا لفأس وحقيبة حتى تنقب وتحمل ماتريد, تشبه الرحلة الشاقة التي تنتهي بها لتحقيق حلمك, لتغلق أخر صفحاتها وأنت تعرف أنها تستحق العناء, رواية بلا أبطال الحياة هي البطلة الوحيدة, ولكل شخصية مكانه من العالم أناه التي شكلت له نظرته للحياة وطريقة تعامل الحياة معه.
الخلود.. جعلتني أفكر في “حياتي” كما اعرفها ومحاولة تفسير كيف يعتقد الآخرون عن “أناي”, مجرد تفكير بكل ما عبرت عنه وكيف سمعه الآخرون, لأنني كونت تلك النظرة بما قلته.
الجميل في حوار الكتّاب الذي تداخل مع مجريات القصة, -همنقواي وغوته- من “يُحسدون” على الخلود كأن الراوي أراد القول أننا محضوضون لأن أنا(نا) نصنعها نحن بطريقتنا ولا يكتبها غيرنا كما يعتقد عنا.
“كونديرا” الاستثنائي يُجيد تحويل الصدف إلى أحداث مهمة, يُجيد بشكل رائع بتحويل المعاني البسيطة لأفكار عميقة, كونديرا مليء بالدهشة أحب أن أقرأ عملا ينقل الحياة بكل تفاصيلها الفوضوية دون أن يقدمها وكأنه طريقة واحدة وخط مستقيم وتسلسل منطقي, الحياة هي أكبر الأفكار/الأشياء/ الغير منطقية, وهذا ما يقوله كونديرا.
قرأت “الخلود” في سهرة جميلة وأكملتها على مراحل لم تفسد متعة قراءتها.

قرأت لميلان كونديرا : خفة الكائن التي لا تحتمل , الحياة هي في مكان آخر , فالس الوداع , فن الرواية, حتى الآن الخلود أجملها.

من رواية الخلود:
تَغَيّرَ الوضع, وفهم الصحافيون بأن طرحْ الأسئلة ليس فقط طريقةً لعمل صانع الريبورتاج الذي يتابع بتواضع تحقيقا ما ممسكاً بمفكرته في يده, بل طريقة لممارسة السلطة حقاً, ليس الصحافي هو من يطرح الأسئلة, بل هو الشخص الذي يملك الحق المقدس بطرحها , وبِطرْحِها على أيِّ كان, وحول أي موضوعٍ كان.
ولاتقوم سلطة الصحافي على حق طرح السؤال بل على حق المطالبة بِجواب.”
**
“حتى لحظة معينة, يبقى الموتُ شيئا أبعد من أن نهتم به , إنه ليس على مد النظر إنه غير مرئي. إنه الطور الأول للحياة , أكثر الأطوار سعادة.”

**
“اسمُ عائلتنا أيضا, هو يُقسَم لنا بالمصادفة, دون أن نعرف متى ظهر في العالم, ولا كيف التَقَطَهُ أحد الأجداد المجهولين. إننا لانفهم هذا الاسمَ مطلقاً, ولا نعرف شيئاً عن تاريخه, ومع ذلك نحمله بإخلاص مُمَجّد, نتوحّد به ويروق لنا جداً, ونفخر به بشكل يدعو للسخرية كما لو أننا نحن الذين ابتدعناه تحت تأثير إلهام عبقري”
**
“-آنييس, قال بول…وجهُكِ لا يشبه أي وجهٍ آخر..
(ابتسمت)
– قال بول: لا تبتسمي .. أتكلم بجد…. عندما نحب أحداً, نحب وجهه وهكذا نجعله مختلفاً كلياً عن الآخرين.
– تعرف.. أنت تعرفني من وجهي, تعرفني كوجهٍ, ولم تعرفني على نحو آخر قط.. ولهذا لم يخطر لك بأنه يمكن ألاَّ يكون وجهي هو أنا!!!!.”
**
“جميعنا في جزء ما من أنفسنا نعيش وراء الزمن, ربما أننا لا نَعي عمرَنا إلا في لحظات استثنائية, وأننا معظم الوقت أشخاص بلا أعمار*”

في قودريدز

You Might Also Like

4 Comments

  • Reply حكايات أخرى 12-01-2012 « الديكاميرون 11 يناير، 2012 at 4:26 م

    […] ماركيز يحسم قضية تهم الكثير من المبدعين فى العالم الخلود – ميلان كونديرا التدوينة السابقة« في مصاحبة النبطي — رواية […]

  • Reply منة الله 31 يناير، 2012 at 7:20 م

    مرحبا مشاعل ..
    معك منة الله من مصر
    لدي موقع صغير مهتم بالكتب و مراجعاتها بأسلوب جديد نوعًا ما ، معتمد على الجمع بين الفكرة العقلية و الفكرة البصرية أيضاً
    http://hirabook.com/
    هنا نموذج لأعمالنا
    http://hirabook.com/files/wq(1).pdf
    قرأت في مدونتك مقالات عن كتب أعجبني فيها أسلوبك و رؤيتك لما تقرأين ، هل تسمحين لي بإعادة نشر كتابتك في “حراء” (منسوبة إليكِ بالطبع) ?

  • Reply Mashael 31 يناير، 2012 at 7:36 م

    أهلا منة الله حياك الله , تحت أمرك كل ما في المدونة 🙂 بالطبع يشرفني …..
    وياحبذا لو تكتبي “” مشاعل العمري”” :gift1: :f2:

  • Reply منة الله 1 فبراير، 2012 at 6:05 ص

    من عيوني سيدتي الجميلة
    شكرًا جزيلًا
    :f2:

  • Leave a Reply

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.