رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الموت يمر من هنا ,, !

8 فبراير، 2009

كأن  عبده خال  يقول من خلال ما يكتب :

إربطوا على قلوبكم حجراً  علّ الحزن يهرب حين يضيق عليه المكان  .

تلك القرى البعيده  التي يقدمها لنا عبده خال  في كتبه هي  أقدام كبيره تدوس أطرافنا عنوة  فــ نظل نحاول الفكاك  وتأتي تصرفاتنا من وقع الألم  سريعة كهارب   طفق يركض بدون تفكير ليجد قبلته دائماً  شطر التعب !  , في  الموت يمر من هنا  كان طيف الموت كبيراً قريباً ماثلاً امام العيان منذ أن تحط نظراتنا على أول سطر  نسقط  فيه , كنت كلما هَمَمت بها أتأمل العنوان كثيراً وأعيدها إلى مكانها  لأنني عرفت عبده خال جيداً  لا فسحة للأمل فيما يكتب  النهايات موجعة حتى لو أتت مثلما تخيلنا أو أردنا لابد من غصه  نتداركها بالتفكير الكثير , الموت يمر من هنا العنوان لوحده حكاية قد تلهينا لأيام طويله ونحن  نحاول الإمساك بخطوط الموت التي تمر ( من هنا او هناك ) أحسست بتلك العين التي قلعت    وركضت يدي تتفقد عدد أصابعها    كنت أغطي أجزائي خوفاً من السوط الذي ينهال على الأجساد بين سطور الموت  هناك و تاره أجد أن يدي تتوقف لتغلق منافذ السمع مع تعالي صرخات الخوف والترجي والإستجداء هناك   وفي راحة قدمي أحست بذلك الجذع الذي إخترق قدم أحدهم<

أيحدث معكم أن يتلبسكم الكتاب بهذه القسوة  كما يحدث معي ؟

نمت جبال من  القهر حتى وجدتني أنحدر بقوه حينما أقفلت  الكتاب عند نقطة النهاية ظللت لمدة طويله أنحدر من هذا الجبل الذي ما إن إنتهى حتى تركني عبده خال بعد روايته  أتجرع بعض  التفكير على مضض  فقدتُ الإحساس بعد الموت يمر من هنا وأصبح  كل ما أشعر به هو ( لاشيء )  , أعتقد أنني يجب أن آخذ بعض الراحه مما يكتبه ذلك الأسمر   بعد فسوق الطين نباح مدن تأكل العشب الموت يمر من هنا ,  أعتقد أنني تشبعت لحد كبير يكفيني  عدداً لا بأس به من الأعمار  , يجب أن أتوقف عنه هنا لألتقط أنفاسي قليلاً   , ولن أستأنفه إلا إذا نَمتْ  لي دعامات و حواجز تقيني شر الإنزلاق لسطوره  فيما بعد.

ملاحظات :
1- الرواية مليئة بالأخطاء الإملائية الغريبة كأن يقدم حرف في كلمة أو يلغى من الأساس !
2- أحببت  تعريف أو بيان معنى بعض الكلمات الجنوبية التي يضعها الكاتب في أسفل بعض الصفحات .
3- الجنوب مرتع خصب لكل الأساطير  والغريب أن الكثير منهم يسلم ويصدق بتلك الأساطير .

4- ليس هناك بطل محدد في الموت يمر من هنا بإستثناء الموت فكل شخصية أخذت وقتها من الحديث و سرط الحكايات, وكان لكل شخصيه أسلوب محدد أستطيع من خلاله تخيلها .
5-  القفزات الزمينة  مبهره هنا لم تكن مثلها في الطين حينما كانت تلك القفزات تبعثر فكري كثيراً .

شيءٌ من الموت يمر من هنا :
* الحياة سؤال كبير جداً , ونحن نتف ضئيلة من هذا السؤال الضخم, نعبر أنفسنا  دون أن نتمكن من إجابته كلما ألح علينا .
* هناك من يربطك بعينيه وعندما تغادره يوكلك لظلك.
* إننا حقول لهذا الزمن الذي  يزرع فينا ويحصد .

* ومادام الموت هو الوجهة الوحيدة فمن الأفضل أن يكون موتك عرساً يفتح نوافذ الفرح للآخرين , كي يمدوا قاماتهم قليلاً وهم يسيرون بك صوب قبرك  ويشتاقون لإجترار سيرتك  حينما تظلم الطرقات إن الموت هو الموت لاتموتوا كما تموت البهائم .
* كنت أنقش الحياة وحينما فرغت وجدت أن الجدار أعمى !
* لقد نفذ الموت هذه المره !
* ظللت الليل بأجمعه أنصب إبتسامة بيضاء لعينيها حتى إذا قطفتني كنت يانعاً بها ولهاً ,ما أتعس هذا الليل خبئني من الموت هذه المره أيضاً.
* لماذا إذا غربت النساء من حياتنا أصبحنا وحوش كاسرة ؟
* نحن نخلق أحزاننا بغباء ونمعن في تضخيمها لتحيل حياتنا إلى كابوس مريع .
* عندما تضحك تمنح الحزن متسعاً أرحب لأن يداهمك ببطئ .
* هذه الحياة تظل تدور فيها باحثاً عن الجهات الأربع  وتدور وتدور , وعندما تموت تمنح الأخرين  حق توجيهك , عندها لا تعرف إلى أين يسيرون بك ! .
* الحياة أقصر من لحظة إنتظار !

* كم أنا وحيد أطلقتني الحياة نطفة واحدة ,وأخذت تلهو بي تمدني  حتى تبلغَ بي حدود َ الموت , وتعاود جمعي في حفنة تراب و أنا – في الحالتين – أبحث عن التوحد , أبحث عن من ؟ ومع من ؟ ليتني كنت قادراً على قهر هذا الظلام ! يخيل إلي أنني لو أستطعت عبور هذا الظلام سأكون سعيداً  بتلك الأحداث التي عايشتها , وسأكون فخوراً بهذه الجروح التي يحملها جسدي وقلبي ! .

You Might Also Like

13 Comments

  • Reply حائط الزمن 8 فبراير، 2009 at 12:47 م

    ((كنت أنقش الحياة وحينما فرغت وجدت أن الجدار أعمى))
    ربما من كتب هذه الحروف يعتقد بأن الجدار أعمى إذا مانقش حياته بأسلوبه

    وربما هو أعمى كما يقول الكاتب

    ولكني أخالف فلسفة هذا الكاتب

    أيحدث معكم أن يتلبسكم الكتاب بهذه القسوة كما يحدث معي ؟

    نعم أوافقك الرأي فكثيرا ً ما يتلبسني الكتاب بحزنه الصامت فلا أحب أن أتلذذ بالأحزان

    تحياتي لك

  • Reply أنين 8 فبراير، 2009 at 1:42 م

    مساء الخير يا صديقتي
    كم اشتقت لقراءة رؤيتك لما تقرئينه
    عبده خال مدهش وقادر في كل مره على احداث انطباعات مختلفه

    أيحدث معكم أن يتلبسكم الكتاب بهذه القسوة كما يحدث معي ؟

    .
    عني أجل أنا كذلك في كل مرة انتهي فيها من كتاب او روايه فإنها تظل تملؤني
    وأفكر بها كثيراً كل كتاب انتهي منه اخرج بشيء جديد وبصورة جديده ايضا
    ويتغير شيء لابد أن يتغير شيء حتى اتأكد أن ما قرأت كان حقاً مهما بالنسبة لي

    اما عن هذه الروايه سأقتنيها قريبا فهي من ضمن قائمتي ..

    شكرا لك كثيرا فقد كانت هذه من أجمل التدوينات التي قرأتها

    تحياتي ومودتي

  • Reply سجينه الذكريات 8 فبراير، 2009 at 5:25 م

    مساءك ورد,,, مشاعل,,, عبدة خال متميز في كتابته, لكنه سوداوي بعض الشي,,, 🙄 ,,اعجبني كثيرآ ما قطفته من كلمات , وخاصه ,, الحياة اقصر من لحظه انتظار.. 😆 ,,موفقه في انتقائك… اتمنى ان احتفي بك بين قصاصاتي .. كل التحايا…http://eeratt.blogspot.com/

  • Reply ريم 9 فبراير، 2009 at 7:12 م

    عبده خال .. لم أقرأ له سوى (الأيام لا تخبيء أحداً) ..
    لم أجد شيئا كهذه العبارات التي نقلتها هنا ..
    ولي عادة سيئة حين أقرأ مالايشدني لكاتب ما .. لا أغفر له !! فلا أجازف بوقت له آخر !!.

    ((كنت أنقش الحياة وحينما فرغت وجدت أن الجدار أعمى))
    أعجبتني شديدا !!.. لدرجة أرغب أن أعقب : إذن فلأنقش الموت !!.

    أما تلبس الكتب .. فأحلام مستغانمي كنت أغرق بين عباراتها !!.

  • Reply Dantil 11 فبراير، 2009 at 7:39 ص

    :

    تعرفين ياميشو
    الموت يمر من هنا ضمن الروايات الّتي خططتُ قراءتها هذه الإجازة
    لغة عبده خال لغة انسانية جداً
    أحبُّ الكتابات المليئة بالحكمة والحِس الشخصي
    وهذا ما ألمسه في حرف خال ..

    مُمتنة لكِ ياجميلة
    ولذائقتك 😉

  • Reply نوفه 16 فبراير، 2009 at 6:11 ص

    أشعر بان هذا الكتاب رائع و لكن الروايات الحزينة تقتلني و خصوصاً

    روايات محمد علوان 🙁

    قرأتها حتى المنتصف و توقفت أسلوبها في قمة الروعة و

    هي كحبكة درامية في غاية الجمال و لكنها تجلب الكئابة لي 🙁

    تشوقت كي أقرأ هذا الكتاب و لكني أخشى الحزن

    سلمت يمناك على هذا العرض الجميل

  • Reply fεmaℓe symphoηy 16 فبراير، 2009 at 2:13 م

    عبده خال !
    لم أقرأ له أي رواية مسبقاً سوى مقالاته في جريدة عكاظ
    أجد إبداع غير منقطع في الروايات العربية
    ولكن حقاً لم أعد قادرة على إنهاءها منذ أن أدمنت الروايات الإنجليزية

    (F)

  • Reply Honey 18 فبراير، 2009 at 8:50 ص

    عبده خال هذا المبدع !

    ( فسوق ) هي أول ماقرأت له وانبهرت بقلمه حد الجنون

    جميع رواياته وضعتها في قائمتي لمعرض الكتاب القادم 😉

    its nice to meet u meesh ^.~

    http://lulabaybee.blogspot.com/ زوريني

  • Reply Photon 21 فبراير، 2009 at 2:24 ص

    عبده خال ..
    بالرغم مما قيل ومايقال عنه .. الا انني احترم قلم هذا الانسان كثيرا ..
    اوصل لنا الحزن والفجيعه بطريقة جميلة ,, تجعلنا نلتهم حروفه التهاما ..
    انا مبهوره بهذا الانسان ..
    اقرئي ايضا الايام لا تخبيء أحدا .. واغرقي في متاهات “خال”
    شكرا مشاعل ..

  • Reply عزوز 28 مارس، 2009 at 2:15 م

    ” كنت أنقش الحياة وحينما فرغت وجدت أن الجدار أعمى ! ”
    مع أني ما قرأت له غير ” فسوق ” لكني أظنه سيكون منطلقاً
    بنفس الإبداع وبغير الطريقة
    وفقك الله أختي

  • Reply انوسة 14 سبتمبر، 2009 at 11:30 م

    للتو انهيت الرواية
    انا الان في حالة صدمة
    سوف اعلق لاحقا

  • Reply محسن حكمي 25 نوفمبر، 2009 at 4:49 ص

    مشاعل . .

    بقدر إعجابي وحبي للروائي الكبير عبده خال ( خصوصاً في ” الموت يمر من هنا ” ) . . بقدر ما أدهشني عرضك هنا وقراءتك . . :f2:

  • Reply بندر الحربي 27 ديسمبر، 2009 at 3:16 ص

    الموتُ يمر من هنا .
    عبده خال .. الأديب الفاخر لغةً ومضمونا , كم أحتاج قراءته لأكثر من رواية .

    مشاعل أنتِ جميلة , قراءتك للرواية مذهلة .
    كوني بالقرب يا فاتنة .. :f2:

  • Leave a Reply

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.