رفوف المكتبة - Books

كم بدت السماء قريبة …..!

28 فبراير، 2009


,
,
,
 

 كم بدت السماء قريبة في تلك الأرجوحة المعلقة على شجرة الحياة حينما كانت الحياة باتساعها هي قريتنا الصغيرة ,

رواية بتول الخضيري , أصنفها ضمن الكتب اللذيذة بتفاصيلها الكثيرة التي استحالت شاشة وزر صغير مع كل وصف أضغطه ليتوقف قليلاً لأستمتع بجماليات المشهد الصغير المفصل بطريقة صغيرة لأن الحياة تقف في منتصف كل الأشياء و المتناقضات تنهشها من الطرفين تميل تارة للجمال و آخرى للقبح بأشكاله , من بين السطور تفوح رائحة ألوان وعطور ما تلبث أن تعكر صفوها رائحة السجائر و بارود الحرب الذي قدمته لنا بتول بغرابة متداخلة بطريقة فضه كما هي الحرب دوماً كأنها أرادت أن تقول هذه الحرب لا تستأذننا لتكون بيننا وبالرغم من أننا نتجاهلها ونتعامل مع وجودها وكأنها ضيف ثقيل إلا أنها لا تهتم لكل تلك الهمزات واللمزات التي نتحدث بها عنها وبحضورها تفرض واقعها على أيامنا نحاول رغم كل الدمار أن نعيش ونتوه بين الحياة الطبيعية وبين الأوضاع الصعبة نخترع الضوء في ليالي العتمة و نرطب الأجواء رغم الحر الخانق نلقي الحب قسراً في قلوبنا رغم ما تسربه لنا الحرب من خوف وكره وانتقام ,أفضل المقاطع تلك التي كانت في قاعة الرقص أجمل شيء في الحياة حينما نرقص على جروحنا بلا مبالاة كانت هذه رسالتها من دروس الرقص في أيام الحرب الصعبة ,

كم بدت السماء قريبة من تلك الأرجوحة الطفولية وفي كل الأيام التي عشناها في الوطن أو ابتلعتنا الغربة السماء قريبة دائماً على مرمى النظر ,العنوان بحد ذاته حكاية جميله جداً أحببت من خلال هذه الرواية بتول الخضيري ولي موعد قريييب مع غائب تلك التي قالوا بأنها تفوق هذه السماء جمالاً.

من الرواية :

*لكن يجب أن نقسو على أنفسنا لنبرر جهدنا .

*الرقص منطق , حركات الجسم منطق وجودكم هنا منطق التناسق هو الأصل قبل أن يدخل عليه عنصر الموسيقى .

*نلقي نظرة على عازف البيانو المأجور الذي ينتظر تعليماتها كأنه في محنه نعلم جميعاً أن أرنبة أنفه مثقوبة ربما كان يأمل أن يعفى من الخدمة بفضلها .

* إن التنسيق بين حركة الذراعين والساقين والوجه هو العامود الفقري لكل خطوة احرصوا على التنسيق قبل التصميم , لا تفكروا بالانطباع الذي تتركونه على الخشبة بل أنصتوا  لالتواءات  مفاصلكم ودعوها تحدد لكم خبرتكم في إدراك الذات .

*نشبه مجموعة من قنادس سود نقرض أحلام بعضنا لنبني لأنفسنا أعشاشاً على مياه كانت بالأصل راكدة .

*بدأت أدخل زمناً لشدة كآبته أكاد أمسك هواءاً ثقيلاً في قبضة يدي .

*على كل حال ما أذكى أن نتدارك أخطائنا قبل فوات الأوان لكن من جهة أخرى ما أغبي أن ندع أجمل ما في الحياة يمر من جانبنا فتضيع الفرصة .

You Might Also Like

6 Comments

  • Reply بسمه 28 فبراير، 2009 at 3:53 م

    قراءة رائعه..
    لعلي أقتنيها قريبا
    شجعتيني لأقوم بقراءه سريعه لروايه ما
    شكرا لك 😳

  • Reply نجلاء 28 فبراير، 2009 at 4:03 م

    رائعه وحديثك عنها اروع ستكون بحوزتي قريبا”..

    بعيدا”عن ما كتبتي ..
    ارجوا أن تنيري الرياض بحضورك معرض الكتاب الدولي ان أمكنك ذلك ؟؟
    لك ودي 😳

  • Reply نبض 1 مارس، 2009 at 3:16 ص

    قرأت لها غايب منذ فترة تقريباً .. لكن
    حديث العراق في سطورها أربكني ..
    ستكون ” كم بدت السماء قريبة ” على
    الرف قريياً ..

    (F)

  • Reply نوفه 3 مارس، 2009 at 11:20 م

    تعجبني كثيراً قراءاتك 🙂

    مبدعه في عرض الكتاب القراءة لك أروع حتى من قراءة الكتاب

    شكراً لهذا العرض المميز

  • Reply منٌـو/ غفرالله لها 4 مارس، 2009 at 5:48 ص

    بتول وأسلوبها الرائع من الكتاب الذين تستمتع بكل حرف بكل جملة
    ولكل جملة معنى يآآه عليها رائعة .. قرت لها رويتين كم بدت السماء قريبة
    وغايب ، طبعا غايب تفوق كم بدت السماء قريبة كثير كثير
    أنصحك فيها لاتفوتينها 😉

  • Reply AMAL 8 مارس، 2009 at 4:36 م

    الرواية جدا رائعة قرأت غايب و لكن لم تتفوق على كم بدت السماء قريبة

    ربما لأني فتاة قروية كنت أعلم عما تتحدث خصوصا صوت ” طب ,طب ,طب ”

    قراءة رائعة للرواية

  • Leave a Reply

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.