رفوف المكتبة - Books

حصيلة الأيام

14 سبتمبر، 2009

4613831

من المسودات : Read in Dec 22, 2008

كثيراً ما سُئلت من أين يأتي إلهام كتبي لست أعرف الإجابة إنني أراكم في رحلة الحياة تجارب تأخذ بالانطباع في أشد طبقات الذاكرة عمقاً وتتخمر هناك وتتحول ثم تنبثق في بعض الأحيان كنباتات غريبة من عالم آخر .

 

وكما أحببتها دوماً قوية رقيقة كنسمة في رواياتها سيرة إزابيل لليندي هذه التي كتبتها بطريقتها وكما ترى هي ذاتها وأسرتها ساخرة من الحياة ومن مشاكل الحياة ومن ألامها , تتحدث في هذا الكتاب وكأنه رسالة طويلة لأبنتها ( باولا) التي ماتت بعد صراع مع المرض وخلفت فراغات هائلة في قلب وحياة وروح والدتها إزابيل الليندي التي بحثت عن كل الطرق لكي تتواصل مع ابنتها بعد الموت مرت بطقوس لأديان غريبة , ترى روح باولا قريبة منها دئماً تحدثها وكأنها بين يديها أو تتكئ عليها كما تفعل الأمهات دائماً حينما يتحدثن مع بناتهن الأقرب إلى قلوبهن,

 

مرت بطقوسها المصاحبة لكل كتاب تؤلفه بين زياراتها الخاطفة الدامعة لغابة باولا التي قذفوا برمادها كما أوصت في بحيرة كانت تكتب قابضة على حفنة من رماد جسد ابنتها تخلطه بتربة الأزهار ورمل الحديقة تخلطه وكأنها تريد لباولا أن تنمو من جديد بجانب غصن الوردة أو أن تفلق الأرض لتخرج وتنفض عنها جذور الأشجار وتبتسم لعائلتها , أحسست بقرب التقاليد التشيلية فيما يخص العائلات من تقاليدنا, دائماً مجتمعين متقاربين تعيش في مكان واحد قريب يتواصلون ويكبر الأحفاد قريبون من الجدة الحنونة , أحببت كفاحها كيف تقرب أبنائها وكي تقوم لهم اعوجاج أيامهم , كيف تكون حماة غريبة الأطوار وكيف تكون جدة تدلل حفيدها وتراقبه يكبر , كيف تكون زوجة مكافحة, كيف تسافر بحثاً عن الإلهام لقصة وكيف تحاول خلق رحلات تعيش في عقل أحفادها وتحفز خيالهم ,

أحببت عائلتها وخصوصاً الجدة هيلديتا التي بكيت كثيراً على موتها .

 

ملاحظة :

حياتنا هنا ( نحن معشر النساء ) عبارة عن ترجمه لرغبات غيرنا لا تكون أبداً خياراتنا إلا ما ندر نابعة منا حينما قرأت حياة إزابيل بكل طقوسها الغربية وأفكارها عرفت بأننا لا نلمك تجارب حقيقية هنا ولا خيارات نابعة من ذواتنا الحقيقة مجرد بعض تجارب مكرره نمضي بها على مضض خوفاً أو لا مبالة أو كواقع مفروض علينا .

 

وأيضا تقول إيزابيل:

*

السنون تمضي بتكتم على رؤوس أصابعها ساخرةً بصوتٍ هامس وفجأةً ترعبنا في المرآة تضرب فجأة ركبنا أو تغمد خنجراً في ظهرنا , الشيخوخة تهاجمنا يوماً بعد يوم لكنها تتكشف بوضوح مع اكتمال كل عام .

 

*

الحياة ليست صورة يرتب أحدنا فيها الأشياء كي تبدو جميلة ثم يثبت الصورة بعد ذلك لزمن تالي إنها صيرورة قذرة غير مرتبة سريعة مفعمة في المفاجئات الأمر الوحيد المؤكد هو أن كل شيء يتغير .

You Might Also Like

No Comments

Leave a Reply

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.