Browsing Tag

كونديرا

التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

سبتمبر 1-15: مجهول في حفلة التفاهة

3 سبتمبر، 2016

DSC00491
– الحياة مملة!
– أعتقد بأنه ينقصك الكثير من الصبر إنتظريها فالحياة تحدث دفعة واحدة ..
شخص مجهول*

١\٩\٢٠١٦م   .. تمام الساعة الثانية ظهرا ..  (مابين البين)

لسبب لم أتبيّنه بعدْ، هذا الحوار الذي جرى بيني وبين شخص لا أعرفه، لازال يدور في مُخيلتني، خِلال الأسبوع الماضي الذي قضيتُه أفكر؛ كيف أن العمر يركض بإتجاه المجهول، كنت أفكر بالرقم ٣٠، الذي ما انفك يُغازل أفكاري منذ عُمرٍ مبكر، الحياة تحدث دفعة واحدة، بقيت أحاول تحليل هذه (الدفعة الواحدة) طوال اليوم الأول والثاني من سبتمبر، وحينما كنت منهمكة أنتقل تارة بين أفكاري وتارة أخري لعملي الكثير المتشعب، لمحت في بالي فكرة توقفت خلالها عن الكتابة وقلت مخاطبة نفسي: عرفت قصد ذلك الشخص ، أن الأشياء التي تسرق وقتنا تحدث في ذات الوقت حتى أننا لن نعرِف كيف يمكننا توزيع كل الأمور الحياتية على الـ٢٤ ساعة التي ماعادت حتى تكفي للعيشِ بأقل تقدير ممكن.

منذ حاورت ذاك الشخص المجهول الذي أتمنى لو أنني عَرِفتُ اسمه.. هممم تعرف  ( ياقارئي المحتمل)، لا أُخفيكَ سِراً، قد يكون هذا الشخص من وحي خيالي، أشعر أحياناً بأني أعيش في منطقة متوسطة بين اليقضة والحلم، في عالم إخترعة عقلي ليكون مُستقرا في مكانٍ يعرفُ دهَاليزَه وزواياه، أمسيتُ لا أعرف الفرق بين الواقع والخيال، بكل الأحوال سواء كان ذاك الحوار حقيقيا أم لا، فقد لمسني جدا، وها هو الآن يعود للواجهة من جديد، أعتقدُ بأنه صَارع الكثير من الذكريات الأخرى ليفاجأني بالظهور مرة أخرى مصحوبا بالرقم ٣٠ والكثير من الأشياء الأُخَر.

ولأزيد الأمر تعقيدا، فكرت كيف يمكن أن أدخل عامي الـ٣٠، هممم فكرت بوسيلتي الأكثر شهرة للهروب،(الكتاب) الذي كان بساط الريح لأحلامي وعوالم أخرى منذ أن كنت أرى نفسي مع المحقق بوارو أحاول حل لغز القضية١حتى الوقت الذي أجد كتفي يلتصق بكتف كافكا على الشاطيء٢، نستمع كلانا للموج ذاته، ونغوض داخل أعماق أعماقنا، قررت بأنني سأقرأ أكثر ليكون يومي مقعدا بشكل لا يمكن لأي أحد أن يتخيله، قراءة كتاب كل يوم كانت ولازالت حلما يراودني لكنني رغَم إنفصالي الجزئي عن الواقع -هو إنفصال اختياري بالمناسبة -إلا أنني أفاجئ نفسي بعقلانية تطل برأسها كل حين عرفت بأن قراءة كتاب كل يوم أمر أشبه بالمستحيل بظل الحياة العملية التي أعيشُها، فكتاب كل يومين سيكون أمراً معقولاً، لذلك أقول أهلا سبتمبر وأبدأ أول كتاب.

٢\٩\٢٠١٦م   الساعة التاسعة إلا ربع صباحا  ( الكتاب الأول : حفلة التفاهة)

سألت نفسي لماذا إخترت كتاب ( حفلة التفاهة) والجواب ليس محاولة فلسفية لإسقاط أي شيء على الواقع الشبه تافه، ببساطة؛ لأنه الكتاب الوحيد الذي لم أقرأه من سلسلة كتب ميلان كونديرا، ولأنه من المفضلين، فكانت حفلة التفاهة في المستهل. 

أدهشني كونديرا سابقا بشكل مضاعف عن ما حدث مع هذا الكتاب، ربما سيكون كل ما يمكنني تقديمه هو نجمتين من خمسة لهذا الكتاب.
كونديرا من أكثر الكُتّاب الذي يتقنون تفكيك الأشياء وتقديمها كوجبة فلسفية دسمة مثلما ما فعل مع الخفة والبطئ والفرح والخلود والانتماء والهوية والأقنعة والحياة، وغيرها فيما قرأت له سابقا، كنت أظن أنني على موعد مع الدهشة التي ستخلفها لي حفلة التفاهة تلك. 

الكاتب نجح في إيصال فكرة التفاهة لي، وكان بارعا في توظيفها مثلما قال الكاتب طاهر الزهراني. لكن وبعد قول كل ذلك، ألسنا نتفق بأن الواقع شبيه بتلك الحفلة؟ وربما كرهناها لأنها مواجهة للذات. الجدير بالذكر أنه وبالرغم من صغر حجم الرواية إلا أن شخصياتها واضحة المعالم، استطعت تفريق واحدة عن الأخرى هنا تظهر براعة كونديرا الروائية، وربما كل ما نشعر به الآن بعد نهاية الرواية هو إحساس قصد أن يوصله لنا، تفاهةٌ هي؟ إذا فلتكن كذلك. عزيزي القارئ المحتمل.. إذا كنت لم تقرأ شيئا لميلان كونديرا لا أعتقد أن البداية مع حفلة التفاهة فكرة سديدة، لذلك أتركها لآخر القائمة.

 

“أنظر حولك: لا أحد من جميع أولئك الذين تراهم موجود هنا بإرادته. بالتأكيد ما قلته منذ برهة هو الحقيقة الأكثر تفاهة بين جمع الحقائق إنها في غاية التفاهة والجوهرية، إلى حد كفوا عن رؤيتها وسماعها”كونديرا

بقي أن أشير إلى أن الفصل الأخير في الرواية مختلف تماما وبدونه لكنت ندمت على الوقت الذي قضيته في قراءتها، الحوار بين آلان ووالدته المتخيلة, رفع من تقييم الرواية في نظري، وكان سببا بالنجمتين.

٢\٩\٢٠١٦م  الساعة السادسة مساءا  ( الوصاية البشرية )
Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

رفوف المكتبة - Books

خفت الكائن التي لاتحتمل -ميلان كونديرا

1 سبتمبر، 2009

8687

من المسودات  المحبوسة من jun-1-2009

هل نكون حقاً ظلمنا الثقيل دائماً؟ هل ما نقوم به كـ ردة فعل عكسية للأشياء هو ناتج عن “ضغط الخفة ” اللامتناهي؟ بعثت لي صديقتي التي تشاركني قراءة هذا الكتاب برسالة تقول :

– شيء يشبه القتامة في نفسي !

كنت أرغب بأن أجيب عليها وأقول ”خفة هذا الفراغ الذي نعيشه بدأت تزعجك لا شيء أسود يا صديقتي حتى الظلام لم يعد أسوداً صدقيني نحن نشعد به حتى لو وقفنا تحت أنوار الفلاشات في حفل أوسكار أو في مسرح كبير فُتحت كل أنواره”

لكنني وكما أشيائي الأخرى التي أعدلُ عن تنفيذها في آخر اللحظات لم أرسل شيئاً و بقيت أفكر وحسب!

الحياة واحدة واختياراتنا حتى وإن إرتدت حُلة “الاختيار من متعدد” هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر إذا لم نتحرر ونخلص أنا “نا” من الجميع ونحدد أينـ “نا” بالضبط من كل ما يحدث!، يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع اقتطاع شيء من الماضي أو تثبيت ورقة ملاحظات صفراء على جدار الزمن لنحدد : “هنا كنا أغبياء” على الأجزاء التي بخفة الطيش العجيبة فرطنا بخيارات مثيرة، ولا نملك فوهة في ذلك الجدار لنعود حيث يجب علينا إعادة تجارب أو لإعادة خيار ما، نحن لو استمعنا لــ :”ينبغي ذلك ” داخلي لكان أسهل علينا تقبل ما نحن فيه.

أول مصافحة لي للكاتب التشيكي : ميلان كونديرا بالرغم من أن مؤلفه هذا يقبع منذ مدة في قائمة كتبي لكنني كل مره أجده فيها لا أتشجع كثيراً على اقتناءه واليوم عرفت أنني فرطت بمتعة كبيرة شكراً لي لأنني تداركت الموقف وطرقت بابه، فلسفته الكتابية شيء يجمع بين أن تقرأ قصة وأن تسقط ذلك عليك، يحلل دوافع الشخصيات بطريقة ماكرة جداً حيث نتابع تسلسل الأحداث وكأننا نشاهد فلم سينمائي إلى أيّ النتائج تقف تحليلاته لا نملك إلا أن نقول محدثين أنفسنا ” أوه كنت أعرف انه سيحدث ذلك !! “

كتب عن الإنسان بطريقة قوية تخجلنا أحياناً منا، كإنها تواجهنا مع القبح الكامن فينا، كان كتفي لا يقف عن الإرتفاع وشفتاي ترتفع من تلقاء نفسها لأقول فعلاً فعلاً شيء طبيعي، هناك من يخون وهنا من يخاف النوم وحيداً وذاك لا يحب أن تنام معه أحداهن على فراش واحد وتلك مولعة بالستر والأخرى تمقت مسيرات الكذب الكبرى و الشيوعية التي تفرض نفسها كــ آذن كبيرة على الكل وهناك حرب دائرة لكن كل ذلك يتحدث ميلان من خلاله عن الإنسان يغوص به لدرجة تجعله يتحدث عني وعنك وعنكم أحببت فلسفته بشكل خرافي.

من خفة الكائن :

وهذا الظلام نقيٌ كاملٌ من غير صورٍ و لا رؤى وليس لهذا الظلام نهاية ولا حدود إن هذا الظلام هو اللانهاية التي يحملها كلٌ منا في ذاته, إنه ليس على من يبحث عن اللانهاية إلا أن يغمض عينيه

يمكن على الدوام التعبير عن مأساة الحياة باستعارة فكرة الثقل فيقال إن عبئاً سقط على كواهلنا

ليست الرواية اعتراف يبوح به المؤلف وإنما هي اكتشاف لماهية الحياة البشرية في الشرك الذي سارا العالم إليه

 

 

حسابي في قودريدز