Browsing Tag

هاروكي موراكامي

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

23 أبريل

1 مايو، 2014

 

هذه التدوينة متأخرة جدا

لازالت أكثر تسلية أقوم بها القراءة رغم حبي للموسيقى للرقص للخروج في نزهات مفاجأة لكن الكتاب كان ولا يزال أكثر تسلية وهروب ودواء للخروج من المزاجات السيئة والأزمات، وكل مرة يساعدني كتاب على المرور من مواقف كثيرة أشكر الله على نعمة حب القراءة وأشكره لأنه خلقني وانا متعلقة بالكتاب ومهتمة به.اليوم في يوم الكتاب العالمي 23 أبريل، قررت المشاركة في مبادرة الكتاب الطائر، التي أطلقها نادي القراءة في جامعة أم القرى” تتلخص بتبادل القراء للكتب سواء بشكل مباشر بين الأصدقاء أو بترك كتاب في مكان عام ليستفيد منه قارئ آخر ربما ” مر من هنا” يوما ما، مع كتابة ملخص عن الأثر الذي خلفه الكتاب في نفس صاحبه.

مشاغل الحياة تنسيني يوم الكتاب كل عام لكنني أتذكره من خلال شبكات التواصل الاجتماعي فاحتفل به وحيدة وبشكل خاص بترتيب مكتبتي بقراءة كتاب من الكتب المفضلة لدي، هذا العام نبهتني ليوم الكتاب صديقتي بيان بوقت كافي حتى أفكر باحتفاليتي البسيطة، وكنت أنوي إهداء كتب لكن ما يؤرقني حقا هو أن أهدي كتاب لشخص لا يقدره، فاكتشفت مصادفة مباردة جامعة أم القرى وأشكرهم عليها، سأهدي كتب للغرباء يوم 23 و 24، لم أقرر الأماكن التي سأضع بها الكتب لكنني حتما سأشارك.

وللإبقاء على طقوسي الشخصية، في يوم الكتاب، ساعدتني والدتي في ترتيب مكتبتي التي لا تتضمن أي نوع من التصنيف غير “الكتب المفضلة- الأقل تفضيلا – حتى الكتب التي لم أحبها في أسفل المكتبة أو خلف الكتب التي أحب”، والدتي سألتني : لماذا تحتفظين بالكتب التي لا تحبينها؟، اجبتها بأنها إما أن تكون هدية عزيزة علي، أو أنني أحتفظ بها ربما أحبها أحد الأجيال القادمة من أحفادي، جوابي هذا لم يقنعها تماما، لأنها تفضل التبرع بالكتب التي لم أحبها في سبيل إفساح المجال أمام بقية الكتب.

قررت، فيما يخص “طقس لقراءة” قراءة كتاب “كافكا على الشاطئ” لـهاروكي موراكامي، في يوم الكتاب هذا العام ربما لن أنهيه كاملا بيوم واحد لكنني سأحاول جاهدة أن أنهيه سأجعل اليوم كامل عن ولـ القراءة.

وهذا الفلم القصير هو إهداء لكل محبي القراءة، فكرت بعد انتهاءه هل المكتبة تحتفظ داخلها بصور قراءها؟ سؤال مجنون لكنه حي داخلي أود ان اعرف كيف تراني مكتبتي ؟، هل تعتبر اهتمامي المبالغ فيها أمرا عاديا، هل تكرهني الكتب التي صنفتها بالأقل تفضيلا فما دون ذلك؟

http://www.youtube.com/watch?v=VljJIQuPDSE

الكتاب الطائر، فيلم قصير، يجسد الكتاب على هيئة كائن حي يقتله الهجر وتحييه القراءة، وهو رسالة للتفكير بكتبنا المركونة على الرفوف، ودعوة لتشجيع المحيطيين بنا لقراءتها.
حينما ينهار العالم ونفقد كل ما نمتلكه ويتبعثر كل ركن فيه، حتى الحروف التي سطرت داخل الكتب تهرب من بين أصابعنا، لتطير عاليا بينما يثقلنا للعالم لنعيش فيه، حينما نتحول لشخصيات باهته و ننسى بأننا نملك كنز في المعرفة التي جنيناها من قراءة الكتب.
يبدأ الفيلم بالسيد موريس ليسمور، جالسا في البلكونة ليكتب، وتضرب العاصفة المكان لتطير كل المباني وتتهدم المدينة، بينما يتمسك هو بالكتاب الذي بين يديه والذي وجد أن حروفه تبعثرت مع العاصفة، وبينما كان يتفقد الخراب الذي حل جراء الإعصار، يشاهد فتاة تطير معلقة بمجموعة كتب ترفرف بأغلفتها وكأنها عصافير طائرة، لترسل إليه كتابا طائرا يأخذه للمكتبة الساحرة التي تحوي على كتب تحلق كل صباح، يهتم بالمكتبة وبإحياء الكتب القديمة التي شارفت على الموت نتيجة هجرانها، ويجلس ليكتب مذكراته.
يهدي السيد ليسمور الكتب لكل الزائرين الذين يتحولون من البهتان للألوان الزاهية حالما يمسكوا بالكتاب بين يديهم، لتعيد إليهم الكتب حيويتهم وتبث الحياة فيهم من جديد.
القراءة أشبه برقص وتحليق من نوع خاص حينما نترك قبل قراءة أي كتاب كل أفكارنا المسبقة ونستقبل الكتاب بتجرد حتما سنجد أنفسنا نحلق عاليا، لنستقبل الأفكار الجديدة ونحاول تفهمها قبل الحكم عليها مسبقا.
الكتب التي نقرأها تهدي لنا اعمارا تضاف لسنواتنا وكأننا كلما كبرنا، عدنا من جديد على عتبات الشباب لنعيد الرحلة مع كل كتاب نقرأه، نولد وتنتهي اعمارنا والكتب تظل في مكانها بانتظار الجميع.
الفيلم حاز على 14 جائزة عالمية من ضمنها جائزة الأوسكار في الحفل الـ84 ، عن فئة الأفلام الأنمي القصيرة، أخرجة ويليام جويس وبراندن أولدنبيرق، وهو مستوحى من قصة أطفال.

*المكتوب باللون الرمادي هو مادة كتبتها لجريدة مكة عن فيديو الكتاب الطائر

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كافكا على الشاطئ

9 فبراير، 2013

photo-(10)

“عاجلا أم آجلا – تتفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا”*

رواية : كافكا على الشاطيء – هاروكي موراكامي
المركز الثقافي العربي
ترجمة : أيمان رزق الله
حسابي في موقع قودريدز

تحذير : إذا لم تقرأ الرواية لا تكمل بقية السطور , لا أريد أن أفسد عليك بعض المتعة أثناء قراءتها..
لم تخيّب ظني النهاية , لو كانت  بطريقة غير هذه لكنت تحسرت على الأسبوع الذي قضيته بين صفحاتها, لم أبحث عن نهاية تفسر الأحداث كنت أريدها مبهمة غريبة مثل الأحداث وكانت كما تمنيت.
بين حياتين  “كافكا ونكاتا”  ينتهي الأول ليبدأ الثاني من جديد, في عالم غرائبي وغير متوقع, هروب الطفل- الشاب , كافكا تامورا من حياته السابقة خوفا من “تدمير روحه”  ليجد نفسه في وسط  غابة متشابكة , الحياة غابة حقيقية, متشابكة الخطوط والأقدار.

“هناك عالم آخر مواز لعالمنا هذا, وإلى حد ما يمكنك أن تخطو إليه وتعود منه آمناً. طالما كنت حريصاً, ولكن تجاوز هذا الحد وستضلّ الطريق. إنها متاهة.”*

هروب كافكا أوصله للفراغ بين العالمين يخترقه حتى يصل للموت  يجده هادئا بشكل لم يفهمه, أشعر أن جزء الغابة واختراقها ما كان إلا رمزا عن تعبه من الحياة التي تدمره ويأسه حتى وصل للموت على قدميه , و ما كان رميه لبوصلته وحقيبته إلا تخلي عن كل ما يربطه بالحياة لذلك وجد الجنديين الحارسين بعد ذلك مباشرة.
الرواية أقرب وصف لها بأنها مجنونة, سيريالية, لم أكن أبحث بين سطورها عن أي شيء منطقي  ولم أستغرب بأي تفصيل يضاف, حينما أقرأ عن رجل يحدث القطط ويسقط السمك من السماء؟ هل علي أن أنتقد أي حدث بعد ذلك بالراوية ؟ لا أعتقد لذلك جعلت الجنون يقودني حيث يريد.

“حولني العيش إلى لا شيء  أمر غريب … يولد الناس ليعيشوا, صح؟ ولكن كلما عشت أطول , فقدت ما في داخلي أكثر فأكثر – وصرت خاويا”*

مواجهة النفس حقيقة بكل التفاصيل التي مر بها الشخص ربما تساعده على الخيار بشكل أفضل هل يريد أن يموت؟ هل يريد العيش في المدينة الصامتة؟ , هل يريد إتباع عجوز يحدث القطط ولا يعرف القانون؟  وغيرها من التفاصيل, كل شخصية في الرواية واجهت نفسها بما تعتقد بأنها “هي” لتتصالح في النهاية وتقبل مصيرها وتتعامل معه.
أحببت المعلومات التي مرت خلال الـ621 جنونا , المعلومات عن الأكل الياباني والمدن والتاريخ , تشابك الأحداث والتقاءها في النهاية, لم أشعر بالملل لأنها حكت أيضا عن الموسيقى العالمية والأدب الياباني القديم أسماء مثيرة للاهتمام تمر على القارئ الذي يجد نفسه أمام تلميحات ودروس أدبية قد تعطيه لمحة عن أسماء وقصص وحياة العديد من الأدباء اليابانيين, الحوارات التي تحمل أفكارا فلسفية مبهرة حقا, أعيدها مرة ومرتين خصوصا حوارات كافكا وأوشيما, كأنني فهمت بأن كل مانمر به أو حتى جزء من الضياع الداخلي سنجده في الكتب الكلاسيكية القديمة كإجابات وخطوط إرشاد وحكم.

“أنا أحب غريبي الأطوار… أما الأشخاص العاديين الذين يعيشون بطريقة عادية فهم الذين يجب أن تحترس منهم”*

فكرت كثيرا بعد الانتهاء منها ماذا اكتب؟ وقررت أنني سأفتح “مستند ورد ” وأكتب دون تفكير, لأنني لن أكتب هنا محاولة لتبرير أو ترتيب جنون موراكامي, هذه أروع تجربة لي مع هذا الكاتب في أول قراءة له لم أفهمه حقيقة بالشكل الكافي, لكن مع “كافكا على الشاطئ” أخذني لعالم مختلف حقا كنت أحتاج لجرعة من هذا النوع الغامض تعيد لي التوازن الداخلي وفعلا وجدتها هنا, ربما انتهت دون أي أشارات أو إجابات لكنني أفضلها هكذا لأضع ما أريده من إجابات أو لأبحث في عقلي عن ما لا اعرفه حتى أملّ وأعود لأفكر.

ملاحظة إلى نفسي:  “عزيزتي مشاعل المستقبلية , ربما تودين قراءة هذه الرواية مرة أخرى عني شخصيا أرشحها لك جدا في عمر مختلف وحالة فكرية مختلفة, لأتأكد من أن هذا الجنون يروق لك , لا تترددي إذا ما وقفتي يوما أمامها في مكتبتك, لكنها لا تقرأ فقط لتجاوز حالة الملل , تقرأ لأنك تريدين قراءتها, وقت ممتع أتمناه لك”.

photo-(6)

“إذا تذكرتني أنت, فلا يهمني إن نسيني الجميع”*