Browsing Tag

كتب

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كافكا على الشاطئ

9 فبراير، 2013

photo-(10)

“عاجلا أم آجلا – تتفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا”*

رواية : كافكا على الشاطيء – هاروكي موراكامي
المركز الثقافي العربي
ترجمة : أيمان رزق الله
حسابي في موقع قودريدز

تحذير : إذا لم تقرأ الرواية لا تكمل بقية السطور , لا أريد أن أفسد عليك بعض المتعة أثناء قراءتها..
لم تخيّب ظني النهاية , لو كانت  بطريقة غير هذه لكنت تحسرت على الأسبوع الذي قضيته بين صفحاتها, لم أبحث عن نهاية تفسر الأحداث كنت أريدها مبهمة غريبة مثل الأحداث وكانت كما تمنيت.
بين حياتين  “كافكا ونكاتا”  ينتهي الأول ليبدأ الثاني من جديد, في عالم غرائبي وغير متوقع, هروب الطفل- الشاب , كافكا تامورا من حياته السابقة خوفا من “تدمير روحه”  ليجد نفسه في وسط  غابة متشابكة , الحياة غابة حقيقية, متشابكة الخطوط والأقدار.

“هناك عالم آخر مواز لعالمنا هذا, وإلى حد ما يمكنك أن تخطو إليه وتعود منه آمناً. طالما كنت حريصاً, ولكن تجاوز هذا الحد وستضلّ الطريق. إنها متاهة.”*

هروب كافكا أوصله للفراغ بين العالمين يخترقه حتى يصل للموت  يجده هادئا بشكل لم يفهمه, أشعر أن جزء الغابة واختراقها ما كان إلا رمزا عن تعبه من الحياة التي تدمره ويأسه حتى وصل للموت على قدميه , و ما كان رميه لبوصلته وحقيبته إلا تخلي عن كل ما يربطه بالحياة لذلك وجد الجنديين الحارسين بعد ذلك مباشرة.
الرواية أقرب وصف لها بأنها مجنونة, سيريالية, لم أكن أبحث بين سطورها عن أي شيء منطقي  ولم أستغرب بأي تفصيل يضاف, حينما أقرأ عن رجل يحدث القطط ويسقط السمك من السماء؟ هل علي أن أنتقد أي حدث بعد ذلك بالراوية ؟ لا أعتقد لذلك جعلت الجنون يقودني حيث يريد.

“حولني العيش إلى لا شيء  أمر غريب … يولد الناس ليعيشوا, صح؟ ولكن كلما عشت أطول , فقدت ما في داخلي أكثر فأكثر – وصرت خاويا”*

مواجهة النفس حقيقة بكل التفاصيل التي مر بها الشخص ربما تساعده على الخيار بشكل أفضل هل يريد أن يموت؟ هل يريد العيش في المدينة الصامتة؟ , هل يريد إتباع عجوز يحدث القطط ولا يعرف القانون؟  وغيرها من التفاصيل, كل شخصية في الرواية واجهت نفسها بما تعتقد بأنها “هي” لتتصالح في النهاية وتقبل مصيرها وتتعامل معه.
أحببت المعلومات التي مرت خلال الـ621 جنونا , المعلومات عن الأكل الياباني والمدن والتاريخ , تشابك الأحداث والتقاءها في النهاية, لم أشعر بالملل لأنها حكت أيضا عن الموسيقى العالمية والأدب الياباني القديم أسماء مثيرة للاهتمام تمر على القارئ الذي يجد نفسه أمام تلميحات ودروس أدبية قد تعطيه لمحة عن أسماء وقصص وحياة العديد من الأدباء اليابانيين, الحوارات التي تحمل أفكارا فلسفية مبهرة حقا, أعيدها مرة ومرتين خصوصا حوارات كافكا وأوشيما, كأنني فهمت بأن كل مانمر به أو حتى جزء من الضياع الداخلي سنجده في الكتب الكلاسيكية القديمة كإجابات وخطوط إرشاد وحكم.

“أنا أحب غريبي الأطوار… أما الأشخاص العاديين الذين يعيشون بطريقة عادية فهم الذين يجب أن تحترس منهم”*

فكرت كثيرا بعد الانتهاء منها ماذا اكتب؟ وقررت أنني سأفتح “مستند ورد ” وأكتب دون تفكير, لأنني لن أكتب هنا محاولة لتبرير أو ترتيب جنون موراكامي, هذه أروع تجربة لي مع هذا الكاتب في أول قراءة له لم أفهمه حقيقة بالشكل الكافي, لكن مع “كافكا على الشاطئ” أخذني لعالم مختلف حقا كنت أحتاج لجرعة من هذا النوع الغامض تعيد لي التوازن الداخلي وفعلا وجدتها هنا, ربما انتهت دون أي أشارات أو إجابات لكنني أفضلها هكذا لأضع ما أريده من إجابات أو لأبحث في عقلي عن ما لا اعرفه حتى أملّ وأعود لأفكر.

ملاحظة إلى نفسي:  “عزيزتي مشاعل المستقبلية , ربما تودين قراءة هذه الرواية مرة أخرى عني شخصيا أرشحها لك جدا في عمر مختلف وحالة فكرية مختلفة, لأتأكد من أن هذا الجنون يروق لك , لا تترددي إذا ما وقفتي يوما أمامها في مكتبتك, لكنها لا تقرأ فقط لتجاوز حالة الملل , تقرأ لأنك تريدين قراءتها, وقت ممتع أتمناه لك”.

photo-(6)

“إذا تذكرتني أنت, فلا يهمني إن نسيني الجميع”*

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الحارس في حقل الشوفان

17 يناير، 2013

7015554

رواية : الحارس في حقل الشوفان 
ج.د سالنجر 
ترجمة غالب هلسا

“كان أحد أولئك المزيفين الذين يوسعون الفراغ الذي حولهم حين يردون على سؤال وجه لهم*”
الرواية حقيقة تتحدث عن واقع المراهق ربما عبر عنه هولدن –المتحدث في الرواية- بطريقة ناقمة على المجتمع “المزيف” كما يعتبره, والذي يمقت الكبار المزيفون , لأنه بدأ يدخل عالم الكبار ويعرف الفرق بين عالمه الصغير السابق والعالم الذي عليه أن يدخله الآن وربما هذا التذبذب والمنطقة المتوسطة هي التي تسبب كل  “الحيرة” والتعب والضياع التي يمر بها المراهق ربما عبر عنها أو بقيت حبيسة نفسه.
هولدن يعبر بنا شوارع نيويورك يعاني الوحدة القاتلة ويهرب من منزله المكان الذي يعتبره مركز العاصفة التي ستلحق به وهي كذلك بالنسبة للمراهقين, الرواية تعمقت في نفس المراهق ونقلت لنا ما يشعر به في لحظات يتصرف كالبطل البالغ الكبير وأخرى يبكي مثل الأطفال, خصوصا موقفة من أخته حينما أراد أن يصل إليها ليطمئن, هذا دليل بأنه يحتاج لشخص يثق به.
فلسفته حقيقة مميزة وتلفت النظر كيف ينظر مراهق للعالم بهذه النظرة التي هي تتكون نتاج تجارب وخبرات كبيرة ربما هولدن – ومن مثله في عالمنا الحقيقي خارج الرواية-  شخصيات رائعة ضاعت في زحمة المشاعر التي كبرت في هذا العمر, بالحقيقة احترت كم نجمة أمنحا وقرأت مراجعات الرفاق في الصالون, قالوا بأن الفكرة عظيمة لكن السرد ممل بالنسبة لي لم أشعر بالملل من سرده أبدا , لكن الرواية شرحت سلوك أو وصفت نفسية مراهق حينما انتهيت منها لم أعرف ماذا أضافت لي شعور متذبذب بين 4 أو 3 نجمات وكانت الأخيرة الأقرب, وحقيقة توقعت النهاية بأن يكون في مصح نفسي فعلا كان تعامله مع العالم وفكرته عنه تحتاج لتقويم أو ع الأقل لشخص يفهم كيف يتعامل معه.
خلال الرواية شعرت بالأسف على والديه , حقيقة وجود أفكار بهذا العمق داخل رأس صغيره عمره 16 عاما ليس بالأمر السهل أبدا, وفعلا أصبح العالم مكان خطر على المراهقين هذا ما أشعر به لا أعلم.
بقية الإشارة إلى أن الترجمة وفقت بنقل لغة المراهق الساخر المكتئب , قرأت نصوص من النص الأصلي وأعتبر الترجمة ممتازة,  إلا بعض الجمل التي لي عليها ملاحظة ولكن المترجم له فلسفته من خلالها.
* من الراوية

صفحتي في موقع Goodreds

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

أن تقتل طائرًا بريئًا

15 يناير، 2013



رواية : أن تقتل طائرًا بريئًا  
هاربر لي 

الرواية جاءت على لسان سكاوت وهي طفلة تروي عن المنطقة التي عاشت فيها, جزء من شيطانتها الصغيرة , عن حياة القرى وأهلها وطريقة الحياة فيها والعنصرية التي اكتشفتها من دفاع والدها المحامي عن متهم “ملّون”, الرواية أشبه بفيلم أمريكي , الحبكة والقصة والتسلسل والضرب على وتر العاطفة , الصفحات الأولى لم تشدني وكنت أمر عليها بملل, إلا أن تعليقات أعضاء قروب “صالون الجمعة” عن الرواية شجعتني على المواصلة.
” إذا لم تقرأ الرواية أفضل أن لا تكمل المراجعة هنا, ربما أفسد عليك بعض المتعة لاحقا”
في البداية أحب أن أنوه بأنني انتقدت كيف تكون هذه الأفكار العميقة والملاحظات من طفلة صغيرة في بداية قراءتي ولم أستسغ الفكرة , لكن بعد إكمالها وتكوين صورة عن طريقة تربية الأب لأطفاله في الرواية, وحبه للقراءة وتشجيعه لأطفاله على التعبير تفهمت الأمر وبالإضافة إلى استماعي لحوار دار بين أم وأطفالها من معارف العائلة كانوا ناضجين بطريقة لم أصدقها, لذلك تجاوزت عن هذه الملاحظة.
الموضوعات الأساسية –غير وصف القرية و الطفولة فيها- في الرواية هي الطبقات الاجتماعية والعنصرية ضد الملونين في أمريكا , أو في ولاية من ولاياتها التي تتعامل مع الشخص على أساس لونه, الرجل الأبيض الذي ينظر بتعال على أي رجل أسود في أمريكا يستحقر أيضا أي رجل أبيض يدافع عن متهم كل تهمته بأنه “ملون” ومهما كانت الأدلة واضحة فإن لونه يغيبها تماما عن تفكير المحلفين الذين يحكمون بما نشئوا عليه “عنصرية ضد السود” وليس بما يمليه عليهم عناصر مثل العدل والأدلة الواضحة.

 

تذكرت وأنا أشاهدها الأفلام التي تحكي عن العنصرية ضد السمر, وكنت أربطها في العنصريات التي تمارس في مجتمعي ضد فئات معينة , بالرغم من أنه –كما في المجتمع الأمريكي سابقا أيضا- لاتوجد أفضلية لأي طرف على آخر إلى بالخيال المريض الذي يصور للإنسان بأنه إذا ولد أبيضا –أو أي عنصري آخر- فهذا يكفيه عن أي شي آخر.
الحوارات في الرواية رائعة, طريقة تربية أتيكوس لجيم وسكاوت , جميلة الحديث مع الصغار بثقة وبطريقة تشعرهم بأنهم كبارا دائما ما تعطي نتائج على شخصياتهم التي تنضج بسرعة, وأن كانت تحتفظ بشيطناتها الطفولية اللذيذة.
الرواية هي المولود الوحيد لكاتبتها “هاربر لي” حولت لفيلم سينمائي, في عام 1962, أفضل لو أنني قرأت الراوية باللغة الإنجليزية, سأحاول الحصول عليها بلغتها الأصلية وأقرأها.

هنا حسابي في موقع Goodreads 

 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

رفوف المكتبة - Books

خفت الكائن التي لاتحتمل -ميلان كونديرا

1 سبتمبر، 2009

8687

من المسودات  المحبوسة من jun-1-2009

هل نكون حقاً ظلمنا الثقيل دائماً؟ هل ما نقوم به كـ ردة فعل عكسية للأشياء هو ناتج عن “ضغط الخفة ” اللامتناهي؟ بعثت لي صديقتي التي تشاركني قراءة هذا الكتاب برسالة تقول :

– شيء يشبه القتامة في نفسي !

كنت أرغب بأن أجيب عليها وأقول ”خفة هذا الفراغ الذي نعيشه بدأت تزعجك لا شيء أسود يا صديقتي حتى الظلام لم يعد أسوداً صدقيني نحن نشعد به حتى لو وقفنا تحت أنوار الفلاشات في حفل أوسكار أو في مسرح كبير فُتحت كل أنواره”

لكنني وكما أشيائي الأخرى التي أعدلُ عن تنفيذها في آخر اللحظات لم أرسل شيئاً و بقيت أفكر وحسب!

الحياة واحدة واختياراتنا حتى وإن إرتدت حُلة “الاختيار من متعدد” هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر إذا لم نتحرر ونخلص أنا “نا” من الجميع ونحدد أينـ “نا” بالضبط من كل ما يحدث!، يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع اقتطاع شيء من الماضي أو تثبيت ورقة ملاحظات صفراء على جدار الزمن لنحدد : “هنا كنا أغبياء” على الأجزاء التي بخفة الطيش العجيبة فرطنا بخيارات مثيرة، ولا نملك فوهة في ذلك الجدار لنعود حيث يجب علينا إعادة تجارب أو لإعادة خيار ما، نحن لو استمعنا لــ :”ينبغي ذلك ” داخلي لكان أسهل علينا تقبل ما نحن فيه.

أول مصافحة لي للكاتب التشيكي : ميلان كونديرا بالرغم من أن مؤلفه هذا يقبع منذ مدة في قائمة كتبي لكنني كل مره أجده فيها لا أتشجع كثيراً على اقتناءه واليوم عرفت أنني فرطت بمتعة كبيرة شكراً لي لأنني تداركت الموقف وطرقت بابه، فلسفته الكتابية شيء يجمع بين أن تقرأ قصة وأن تسقط ذلك عليك، يحلل دوافع الشخصيات بطريقة ماكرة جداً حيث نتابع تسلسل الأحداث وكأننا نشاهد فلم سينمائي إلى أيّ النتائج تقف تحليلاته لا نملك إلا أن نقول محدثين أنفسنا ” أوه كنت أعرف انه سيحدث ذلك !! “

كتب عن الإنسان بطريقة قوية تخجلنا أحياناً منا، كإنها تواجهنا مع القبح الكامن فينا، كان كتفي لا يقف عن الإرتفاع وشفتاي ترتفع من تلقاء نفسها لأقول فعلاً فعلاً شيء طبيعي، هناك من يخون وهنا من يخاف النوم وحيداً وذاك لا يحب أن تنام معه أحداهن على فراش واحد وتلك مولعة بالستر والأخرى تمقت مسيرات الكذب الكبرى و الشيوعية التي تفرض نفسها كــ آذن كبيرة على الكل وهناك حرب دائرة لكن كل ذلك يتحدث ميلان من خلاله عن الإنسان يغوص به لدرجة تجعله يتحدث عني وعنك وعنكم أحببت فلسفته بشكل خرافي.

من خفة الكائن :

وهذا الظلام نقيٌ كاملٌ من غير صورٍ و لا رؤى وليس لهذا الظلام نهاية ولا حدود إن هذا الظلام هو اللانهاية التي يحملها كلٌ منا في ذاته, إنه ليس على من يبحث عن اللانهاية إلا أن يغمض عينيه

يمكن على الدوام التعبير عن مأساة الحياة باستعارة فكرة الثقل فيقال إن عبئاً سقط على كواهلنا

ليست الرواية اعتراف يبوح به المؤلف وإنما هي اكتشاف لماهية الحياة البشرية في الشرك الذي سارا العالم إليه

 

 

حسابي في قودريدز