Browsing Tag

الإلتزام

أفكار التدوينات العربية العمل الحر - Freelancer يومياتي - Diary

كيف أوفق بين العمل والدراسة؟

27 فبراير، 2018
PAUL REID/GETTY IMAGES

PAUL REID/GETTY IMAGES


“- إنت مريضة؟!”

هذه السؤال سمعته أكثر من مرة ١٠٠ مرة خلال العام الماضي، وأنا في قمة أناقتي –أو هكذا كنت أظن- لأصدقكم قولًا هذه التساؤل كان القشة التي قصمت ظهر البعير دخلت في إحدى الليالي في نوبة بكاء لا أعرف لها سببًا مباشرًا في ذلك الوقت، لكنني أعتقد بأنني أفهم جيدًا مسبباتها اليوم، هذه الدموع قادتني للتفكير بأيامي ولاحظت بأنني دائمًا: “أوشك على الانفجار”، الركض اللانهائي بلا توقف على مدى العامين الماضيين، محاولة إنهاء كل شيء بشكل عشوائي، لا يوجد وقت للنظر للوراء قليلًا، لذلك السؤال الذي أحاول أن أجيب عنه؛ كيف أوفق بين العمل والدراسة؟ كيف أخفف على نفسي هذه الأحمال وأوجد مساحة للتنفس لممارسة بعض الأنشطة المحببة. وهل حقًا يمكنني الوصول للتوازن الذي أطمح له؟.

حينما قررت العودة للجامعة وإكمال تعليمي، كنت أعرف ما سيواجهني، لكنها خطوة مهمة وضرورية. السنة الجامعية الأولى كنت أنتقلت للعمل الحر. والعام الثاني عدت للعمل بدوام كامل. هل هناك حقًا فرق بين نوعي العمل؟ حقيقة المهام واحدة وكمية العمل متساوية. حاولت بطرق شتى لكن لم يحالفني الحظ بشكل تام بأن أجد طريقة التوازن المثالية. لكن وجدت طرق لتخفيف الضغط.

إليكم بعض الأفكار:

حياتك مختلفة عن الآخرين
استيعاب هذه النقطة من أهم المحطات، نعم حياتك مختلفة عن الآخرين ولتخطي هذه المرحلة بسلام وبأقل الخسائر الجسدية والفكرية والعملية عليك تحديد يومك والتخطيط بما يتناسب معك –أنت- أي مغريات خارجية ستتسبب بإرباك جدولك اليومي لا تلزمك في هذه الفترة يعني اتصال هاتفي مفاجئ من صديقة لتناول الشاي أو القهوة والحديث المطول عن كل شيء بالحياة مرفوض تماًما إلا إذا كانت مكافأتك لنفسك على إنجاز مهام الأسبوع بوقت قياسي. هذه الخطوة الأهم من كل هذه التدوينة.

التخطيط
نعم قد تبدو نصيحة بديهية، وقد تكون شخصية لا يجدي معها التخطيط، لكن تعلُّم هذه المهارة سيوفر عليك الكثير من الوقت ويساعدك على ترتيب الأولويات والانتهاء منها واحدة تلو الأخرى، وصدقيني الإحساس الذي ستشعرين به أثناء شطب بالمهام التي انتهيت منها لا يمكن أن يضاهيه أي إحساس آخر. الورقة والقلم والفواصل والمنظمات هم أصدقاؤك في هذه المرحلة، كتابة كل المهام الأسبوعية وتوزيعها على الأيام سيساعدك بالتركيز ومعرفة ما تم إنجازه.

لا تلغي عطلة نهاية الأسبوع.
في ظل الركض المستمر طوال الأسبوع التوقف للراحة حتى ليوم واحد مطلب أساسي، قد نتجاهله أحيانًا في سبيل إكمال مهام عمل أو كتابة الواجبات الجامعية والبحوث المطلوبة وغيرها من التفاصيل التي تقحمها في الوقت الذي من المفترض أن نكون فيه نأخذ قسطًا من الراحة. بعد اعتماد العطلة الأسبوعية في جدولي لاحظت الفرق قدرتي على الركض مجددًا في بداية الأسبوع تجددت وكأنها مرحلة شحن للطاقة.

التوقيت للمهام
جربت استخدام المؤقت لتحديد وقت للعمل، فالعد التنازلي أمامي يحفزني على العمل حتى لا يهزمني الوقت وبين كل ٢٥ دقيقة عمل أعطي نفسي ٥ دقائق للراحة أنجزت بهذه الطريقة الكثير من الواجبات الجامعية ومهام العمل.

كل إنجاز بمكافأة
يمكنك استخدام الأنشطة التي تحبين كمكافأة لذاتك، يعني قراءة كتابك المفضل أو حضور ليلة الفيلم الأسبوعية للأصدقاء يجب أن تكون بعد إنجاز مهام الأسبوع فأنت بممارسة هذه الأنشطة تكافئن ذاتك بالشكل الذي يليق بإنجازك. -كتابة هذه التدوينة وتصفح الإنترنت كانت مكافأتي لنفسي اليوم بعد إنجاز كل المهام في الوقت المحدد- لذلك أنا هنا أشارككم تجربتي وأتمنى منك مشاركتي بنصائحكم أمامي سنتين من الدراسة الجامعية وأحتاج للكثير من الدعم والتشجيع.  

الالتزام الالتزام الالتزام
في نهاية المطاف، تحتاج لإنهاء هذا المهام شئت أم أبيت، لذلك محاولة التأخير والتسويف لن تجدي نفعًا، التعامل بجدية مع المهام والانتهاء منها في وقتها المخصص، يساعدك في تخفيف حمل التفكير بالمتأخر وتجنبك لحظات الندم أو الضغط المبالغ فيها التي تطرأ عليك حينما تتراكم المهام.

الاستفادة من الوقت بدل الضائع
طريقتك في إدارة الوقت هنا مختلفة عن حياة الترف السابقة، يمكنك استخدام الوقت الذي تقضيه في التنقل في السيارة لإرسال إيميلات العمل أو الرد على رسائل متعلقة بالمهام الوظيفية أو قراءة كتب الجامعة، وإذا كان المشوار طويل أو في أوقات الذروة التي تكون فيها الشوارع مكتظة – بالنسبة لي- فهي أفضل الأوقات لحل الواجبات الجامعية، لحظات الانتظار بين المحاضرات وغيرها هي أوقات ممتازة لترتيب ملاحظات المحاضرات وما لاحظته أن كتابة الملاحظات -التلخيص- بخط واضح وطريقة مرتبة حفظ لي الوقت أثناء حل الواجبات أو المذاكرة بنسبة تصل لـ ٢٥٪. فبكل الأحوال أنت متواجدة في المحاضرة بدلًا من قضاء الوقت لاحقًا بالتلخيص حينما تعودين للمنزل طوري التكنيك الخاص بتدوين الملاحظات وستلاحظين الفرق.

الحياة الصحية
ربما تتساءلين عن أهمية هذه النقطة ولكن من تجربة شخصية ممارسة الرياضة والحرص على أكل الوجبات الصحية وشرب الماء، ساعدني على حفظ طاقتي والاستعداد التام للركض المتواصل، وخفض من إحساس الإرهاق الدائم. وتعطيك إحساس بأنك لم تهملي نفسك بعد وأن هناك ما يمكنك عمله لذاتك بعيدًا عن مهام العمل والمشاغل الدراسية.

بداية اليوم مبكرًا
أعرف أن البعض يعد نفسه كائنًا ليلي، ولنكون واقعين الحياة تحدث في الليل كل التفاصيل المثيرة واللقاءات مع الأصدقاء الفعاليات والعزائم كلها أنشطة ليلة، لكننا هنا نتحدث عن فترة في حياتك سواء كانت ٤ سنوات جامعية، أو حتى سنة أو سنتين من الدراسة، تتخللها بعض العطلات التي يمكنك من خلالها التعويض والسهر وممارسة الحياة كما تشتهين. وإذا كنت موظفة بداوم كامل فبكل الأحوال ستستيقظين مبكرًا، لماذا تضعين حملًا إضافيًا على عاتقك بأن تكوني نصف نائمة خلال وقت الدوام، أو أثناء تأديتك مهامك الوظيفية؟.

وقت أقل لمواقع التواصل
تصفح مواقع التواصل الاجتماع والاطلاع على حياة الناجحين لن يوصلك للنجاح، حددي وقت للتصفح لكنه ليس على حساب المهام التي ستوصلك للنجاح بشكل فعلي.

لا تخجلي من طلب المساعدة
المقربين منك والمهتمين لأمرك سيسعدهم أن يكونوا سببًا في التخفيف من أحمالك، أو حتى فقط تشجيعك، لذلك في حالة احتجتي لأي مساعدة لاتترددي بطلبها من  عائلتك أو الأصدقاء.

أخيرًا ..  كل ما ذكرته أعلاه مجرد نقاط خففت عني حدة التعب والتوتر الذي أعيشه منذ أن عدت لمقاعد الدراسة. ومرة أخرى ركزي في حياتك وجدولك ووقتك أكثر من المجاملات التي لن تضيف لك سوى المزيد من العبء وستحولك لزومبي متواجدة بجسدك لكن عقلك في سبات عميق. وتذكري أنها مرحلة مؤقتة انتهي منها لتعودي لجدولك الطبيعي بأسرع وقت ممكن.

وبالتوفيق في رحلاتكم العملية والدراسية