Browsing Tag

تدوينة

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كومة كتب: أخرج في موعد مع فتاة تحب “القراءة”

31 مايو، 2018
الصورة: بينترست

الصورة: بينترست

في مدونتي القديمة كنت أجمع تعليقاتي على مجموعة من الكتب وأضعها في تدوينة واحده سميتها “كومة كتب” أحببت أن أبعث الحياة في هذه التدوينات من جديد وإليكم هذه “الكومة”.

الصبية والسيجارة
بونوا ديتيرتر

رواية ساخرة تحث على التأمل، العدالة الهشة التي تترك الإنسان أمام مؤسسات تحمل شعار ميزان العدل لكنها أبعد ما تكون عن ذلك، هذا يعيدني لأسئلة كنت قد سألتها قبل عامين من الآن وأعادها لي الفيسبوك قبل عدة أسابيع: “ماهي العدالة؟ وهل هناك أنظمة عادلة حقًا؟”.
في رواية الصبية والسيجارة؛ تقلب حياة رجلين بسبب سيجارة. هي القاسم المشترك غير أنها حولت حياة محكوم بالإعدام لنعيم وأردت حياة شخص آخر للدرك الأسفل، وكيف تفاعلت الجماهير مع كلا الحالتين. ذات الجماهير التي سيّرها إعلام مجموعة إرهابية لخلق لعبة إعلامية ضحيتها أشخاص معدودين لا حول لهم ولا قوة غير الوقوف لتسلية الحشود خلف الشاشة. القصة فيها من الجنون ما يجعلك تقف قليلا لتتساءل. حينها تتحول المأساة إلى لعبة.

فكرت كثيرا بمعنى “رأي الجماهير” وكيف يحكم المجتمع على صواب فكرة من عدمها فقط لأنها سائدة ويرددها الجميع، كيف ينسى المجتمع من أن يعمل عقله ويبدأ بالنفاق وادعاء المثل العليا والقيم التي قد لا يفهم معاناها من الأساس.

تجدر الإشارة هنا إلى نقطة ذكرت على غلاف الرواية أنها كتبت في عام ٢٠٠٥م لكنها استشرفت الوضع الراهن للشرق الأوسط؛ سيطرة الإرهابيين وإشغالهم للرأي العام، ومسرحيات الكوميديا السوداء التي تحدث اليوم.

كل ماكنت أفكر فيه خلال فصول هذه الرواية، التناقض، الشعارات الرنانة، الإرهاب، العدالة، الطفولة، السيجارة ….. وحتمًا ستبقى عالقة بين أفكاري لوقت لا بأس به.

 

وهم
الشادي سعود الحركان

بدايةً هي رواية غريبة، أدخلتني في متاهات عقل الإنسان الذي اختلط عليه حبل الوهم بالحقيقة، لتنتهي بي على مرفأ لا أعرف أي السفن أنزلتني، لكن يجب أن أقول بأنني لم أتوقعها بهذه القوّة أو التأثير، بقيت أفكر بها ليوم كامل بعد الانتهاء منها. أنصح بقراءتها بلا انقطاعات طويلة وبتركيز، حتى لا ينتهي بك الحال تائه بين وهمها وحقيقتها. 
بداية جميلة مع الكاتب وأعتقد بأنها لن تكون رحلتي الأخيرة معه. 

 

أخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة
اختيار وترجمة محمد الضبع


ابحث عن فتاة تحب الكتابة. ستكتشف أن لديها حس فكاهة عاليًا، أنها متعاطفة وحنونة لدرجة بالغة، أنها ستحلم وتبتكر عوالم وأكوانًا كاملة لأجلك. هي التي ينحني الظل أسفل عينيها، هي الفتاة ذات رائحة القهوة والكوكاكولا وشاي الياسمين الأخضر. هل رأيت تلك الفتاة، ظهرها متقوّس باتجاه مفكرتها الصغيرة؟ تلك هي الفتاة الكاتبة. أصابعها ملطخة أحيانًا بالجرافيت والرصاص، وبالحبر الذي سيسافر إلى يدك عندما تتشابك مع يدها. هي لن تتوقف أبدًا عن تذكّر المغامرات، مغامرات الخونة والأبطال. مغامرات الضوء والظلام. الخوف والحب. تلك هي الفتاة الكاتبة. لا تستطيع أبدًا مقاومة ملء صفحة فارغة بالكلمات، مهما كان لون الصفحة

 
عنوان الكتاب لفت نظري، اعتقدت في البداية بأنه إمّا مذكرات أو رواية، لكنه عبارة عن مجموعة مقالات أو تدوينات جمعت في كتاب، ولأنني لم أقرأ التدوينات من قبل فقد كانت رحلة جميلة مليئة بالأفكار والمعلومات التي استوقفتني للتأمل والتفكير.
بالنسبة لي أفضل الربط بين المقالات أو كنت أتمنى لو كتبت بشكل تخيّلته مسبقًا، في النهاية تمنيت لو لم أنتهي منه.

 

لعبة دي نيرو
راوي الحاج

تبدأ من بيروت المجروحة وتمتد لباريس وروما، قبل أن تنطلق لهناك تأخذنا في جولة لنشهد بأنفسنا على حياة الأبطال آلامهم ومخاوفهم، نطوف في شوارع بيروت وأزقتها، لتنقل لنا تفاصيل حرب لبنان، نتعرف على الصديقين الذين لم يكونا إلا مثالا على واقع الشباب الذي لا يفهم الحرب لكنه وجد نفسه جزء منها ويجب أن يتخذ قرارات يومه وفقًا لقواعدها البشعة.

بعد ما أنهيت قراءة الكتاب سألت نفسي سؤلًا بسيطًا: لماذا لم أقتني بقية كتب راوي الحاج؟ منذ أول ١٠ صفحات استحوذ الكاتب على كل اهتمامي. أكثر من مجرد سرد لتفاصيل قصّة، بل هي امتداد يمس جوانب عدّة؛ الجانب النفسي للبطل، الجانب المجتمعي والسياسي للبنان، والجانب الإنساني، والأكثر تأثيًرا في كل تلك التفاصيل؛ هو الإنسان الذي يصطدم بواقع قدرته على ارتكاب العنف، الذي يجد نفسه أمام خيارات يرفضها جميعها لكنها الحياة والواقع، يحاكم نفسه ويجد في كل النظرات حوله حكمًا على مستوى إنسانيته، عالم آخر خلفي بعيد لكنه الأكثر تأثيرًا وسيطرة. 

لا أتذكر اسم البائع – دار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- الذي نصحني بشراء الكتاب في معرض كتاب جدة العام الماضي، حينما اقتنيت رواية “الجاسوسة” لباولو كويلهو، قال لي البائع أنا متأكد من هذا الكتاب سيحوز على إعجابك، وظل يتحدث عن راوي الحاج، وعن كتاباته ترددت كثيرًا في شراء بقية كتبه، لا أريد تكديس المزيد من الكتب دون قراءة، فضلت أن أتذوق أسلوب الكاتب قبل شراء بقيّة كتبه وحقًا أشعر بالندم لأنني اتخذت هذا القرار وتمسكت به بالوقت الخطأ. المعرض القادم سيكون اسم راوي الحاج ضمن قائمتي. 

الحجر الحي
لينور دي زوكوندو

لا تنسى أين وضعت ذاكرتك، لأنك ستنسى معها ذاتك، ولن تجدها إلا برحلة طويلة مع الحياة، مايكل أنجلو ورحلة البحث عن الصخور التي سينحت بها تماثيل قبر “جول الثاني” لكنها كانت أكثر من مجرد انتقاء للصخور، في تلك القرية النائية حفر النحات ليجد كل الأسرار التي خبأها وكل ما احتاجه ليجد ذاته هي أرواح بريئة تلاحم معها في رحلته.
علاقة الفنان بما يصنع هذا ماشدّني في هذه القصّة، علاقته بأعماله السابقة، كيف تعود لزيارته، الحوارات الداخلية التي يبقى يحدث ذاته فيها، وكيف ينظر بترقب لأعماله القادمة.

طالما كانت لغزاً أود لو أعرف جوابه، كل الأعمال التي خطفت أنفاسي بماذا فكّر الفنان وهو يخلقها؟.

لاعب الشطرنج
ستيفان زفايغ

رواية عظيمه بين سطورها حملت الكثير من الأفكار والمعاني، لا يمكنني نسيان شخصياتها أو تفاصيلها الأخاذة حتى اليوم رغم مرور وقت طويل على قراءتها، هذا النوع من الكتب هو ما أبحث عنه أن تبدأ من مكان وتنتهي منه إلى مكان آخر لن أتحدث عن تفاصيل الرواية لكنني أنصحكم بشدة بخوض هذه الرحلة لكن حذار ستكون مسيرتكم على رقعة شطرنج، فكروا ألف مرة قبل أي خطوة تخطونها… نعم فكروا ألف مرة.

 

أفكار التدوينات العربية العمل الحر - Freelancer

للتقارير المعتمدة على الأرقام.. كيف يجد الصحفي مصادره للانفوجرافيك؟

27 سبتمبر، 2017
13620824_10209944229072505_6076473866931326550_n

مثال لمادة إنفوغرافيك عملت عليها لصحيفة الوطن.


أصبح الإعتماد كبيرا على طريقة الانفوجرافيك، لتلخيص القصة الصحفية، خاصة في الصفحات الأولى من الصحف السعودية المحلية، وتحولت هذه القصص لصور تتناقل في مواقع التواصل الاجتماعي وبعد فهمنا لمعنى صحافة البيانات، هناك خطوات تتبع لتغذية القصص بالأرقام، والتحقق من صحتها والاستفادة من كل المصادر المتاحة وبخطوات بسيطة يمكن إيجاد الأرقام والعمل على قصصك الصحفية.

كيف أختار موضوعي؟

المختلف في صحافة البيانات، هو تركيزها على موضوع معين لا يمكن معه التشعب. وإلا لأصبحت عبارة عن أرقام مجتمعة وغير مفهومة فصحافة البيانات كما وصفها الصحفي الفلسطيني خالد كريزم هي “صحافة تنظيم الفوضى”. وهناك أمثلة كثيرة على استخدامات صحافة البيانات يمكنك الإطلاع عليها عالمياً وهنا مجموعة من الأمثلة لاستخداماتها.

الخطوة الأولى: البداية من العنوان

كن محددا عن عنوان مادتك الصحفية، ثم إنطلق للجهات ذات العلاقة سواء بزيارتها أو زيارة موقعها على الانترنت وطلب بيانات وإحصائيات محددة، يقول الصحافي السعودي ماجد الكناني: “تواجد الانفوجرافيك في الإعلام السعودي لم يقتصر على الصحف، وإنما أصبح هناك أفراد ومؤسسات تقدم إنفوجرافيك خاص بها، وخاصة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، صحافة البيانات تعتبر حديثة عهد في الصحف السعودية، وهي فن وعلم وأسلوب صحفي ممتاز قضى على الكم الهائل من الكلمات التي لم تعد تقرأ.”. وهناك قسم متخصص في شبكة الصحفيين الدوليين، تجمع فيه أهم ما يمكنك معرفته عن صحافة البيانات وأدواتها ويمكنك أيضًا استخدام هذه النصائح وتطبيقها على صناعة المحتوى بشكل عام.

الخطوة الثانية: جمع المعلومات

هناك أرقام كثيرة تنشر بشكل يومي، يمكن بنظرة متفحصة أن تتحول إنفوجرافيك، كونها ملعبا جديدا في الصحف المحلية، خاصة الأرقام التي تطالعنا بها الصحف بشكل متكرر، مثل أرقام نسب البطالة، لو جمعت أرقام ١٠ سنوات أو آخر ٥ سنوات، يمكن معالجة البيانات ومقارنتها بأعداد الخريجين كل عام على سبيل المثال، والخروج بقصة صحفية قوية ومؤثرة وتمس المجتمع عن تدى تزايد البطالة أو توجيه مخرجات الجامعات. لكن مصادر المعلومات مهمة بأهمية الرقم ذاتها حتى لا تصبح قصتك هشة يمكن لأي شخص أن يجد بها ثغرة، وبطبيعة الحال لا تريد أن تخل بأخلاقيات العمل الصحفي، و تكون سببا بتضليل القراء بأرقام مزيفة.

الخطوة الثالثة: تعزيز المعلومات

 حسابات الجهات الحكومية، والشركات الكبرى مؤخراً إلتفت لأهمية الأرقام والإحصائيات تم إعدادها من قبلهم، أبرزها هيئة الإحصاء ووزارة العدل التي كانت السباقة بنشر تفاصيل من احصائياتها السنوية مثل أعداد قضايا الطلاق، أو جرائم السرقة وغيرها، يمكن الاعتماد على أحد هذه الأرقام لبناء قصة صحفية، لكن إحذروا أخذ المعلومات كما هي ونشرها، في نهاية المطاف غرضك هو صناعة قصة صحفية، لا أن تنقل الأرقام، وهناك فرق كبير بينهما .

الخطوة الرابعة: معالجة الأرقام

معالجة الأرقام تكون من خلال جمع أرقام من إحصائيات متعددة، مثلا: أرقام العاطلين عن العمل وأرقام الخريجين، يمكنك محاولة معرفة ما هي التخصصات التي تحتوي فيها أعلى نسبة بطالة وهل لازالت هذه التخصصات تخرج طلاب وطالبات بأعداد كبيرة؟ وبذلك تكون وصلت للقارئ البسيط بمعلومة مفادها أن هناك أعدادا كبيرة عاطلة عن العمل في هذا التخصص فهو غير متلائم مع متطلبات سوق العمل الحالية. وهذه مادة تمس المجتمع وسيلتفت إليها. هل هناك مصادر أخرى ؟ يقول الكناني أيضا عن توفر المعلومات:

“توفير المعلومة في صحافة البيانات يأخذ جهدا مضاعفا عن المادة الصحفية الأخرى، وتعتمد بشكل كامل على الصحفي، يجب عليه أن يستقصي ويدقق ويبحث وينقب حتى يخرج بمادة، وحاليا هناك مراكز ومراصد تقدم معلومات دقيقة كونها مراكز بحثية، بدأت في الانتشار وتقدم الأرقام التي من الممكن أن يعود الصحفي لها لتدعيم المادة الصحفية”.

بعد تحديد الموضوع، وزيارة الجهات الحكومية أو مواقعها للبحث عن أرقام، يمكنك عمل التالي:

– البحث الشامل في الإنترنت لمعرفة الأخبار ذات العلاقة التي نشرت سابقا، وفي حالة وجدت أرقاما قديمة يمكن أن تساعدك في تسلسل القصة الصحفية، لكن تأكد من التواصل مع كاتب القصة الصحفية أو الجهة التي زودته بالاحصائية للتأكد من المعلومات، سر النجاح يكمن بسؤالك الدائم عن صحة معلوماتك حتى لو نشرت من صحفي معروف فهناك دائما معلومات لا تعرفها أنت قد تغير مجرى القصة.

– الجمعيات المتخصصة: هي دائما مصدر مهم لسؤالها عن الأرقام أو زيارتها للحديث مع القيمين عن موضوعك ويمكنك دائما الخروج بأفكار واستكشاف الجديد لمادتك من الأشخاص المتخصصين.

– الأكاديميون والباحثون: في كل موضوع ستجد شخصا مهتما، يبحث ويجمع الأرقام الخاصة به، سيكون عنصرا مساعدا في بناء قصتك، وتجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال زيارة الوسوم المتخصصة، أو من خلال مداخلاتهم السابقة في البرامج التلفزيونية أو الصحف المحلية.

هل أثق بأرقام مواقع التواصل الاجتماعي؟

هناك جدل كبير بين أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصادر موثوقة من عدمه لكنها بطبيعة الحال هي مساحة يمكنك من خلالها الاطلاع على آراء الناس لكن لا تعتمد على أرقام تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تعود لأصلها وتطلع عليها بنفسك، مهما كان الشخص الذي نشر المعلومة مشهورا.

الدور الذي يمكن أن تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي هنا: تساعدك على الإلتقاء بأشخاص مهتمون في نفس المجال الذي تكتب عنه، وأشخاص مطلعون على مستجدات كثيرة قد تطلب أرقامهم أو بريدهم الإلكتروني لتتواصل معهم وتستفيد من خبرتهم بتوجيهك لإحصائيات أو محاور مهمة يمكنك الارتكاز عليها. وبعضهم قد يكونوا أكاديميين لديهم أبحاثهم الخاصة التي قد تفيدك. لكن لا تعتمد أبدا على أرقام منتشرة من خلال وسوم تويتر أو صور فايسبوك.

Continue Reading

التدوينات العربية العمل الحر - Freelancer

أسطورة (تنظيم الوقت) قد تصبح واقعا

30 يوليو، 2016

‏لقطة الشاشة ٢٠١٦-٠٧-٢٨ في ١٢‎.٣٩‎.٥٦ م

 

البداية دائما بأفكار كبيرة وأمنيات عظيمة، فالحلم بالمجان، لذلك نختارُ تمضية الوقت بالأحلام والغوص في أفكار لا تكلفنا حتى مشقة العمل الجاد، ولا أنكر بأن الأحلام أكثر جمالا ويمكن فقط بفكرة أو غمضة عيْن أن تختفي عوائق كثيرة، ونبدأ حلم جديد كل لحظة،  قد يصلنا شيءٌ من نشوة  الإنتصار أو لمحات من الجمال الذي ربما قد يكون واقعا لو عملنا جاهدا لتحقيقه، ولسهولته نكتفي بذلك الخيال ونعاود زيارة ذات الأحلام كل يوم، وهذه النقطة الفارقة في حياة المبدعين التي تتمثل بالحلم والعمل.

أعتقد بأن نصف الحياة  تضيع في الحيرة والنصف الآخر قد يضيع في محاولة مغالبة هذه الحيرة، قلة فقط من يجد طريقا لكسر قيود هذا الشرك الذي نجدنا حبيسي قضبانه. كنت أقرأ في موضوعات منوّعة، عن روتين  العظماء والمبدعين اليومي، لمادة بحثت بها وترجمتها لجريدة الوطن، كنت أفكر طوال اليوم بعد الإنتهاء من تسليم المادة، كم يلزمهم من جهاد النفس للبقاء على ذات الوتيرة اليومية دون الملل؟ وهل كانت هناك الكثير من الملهيات التي تساعد على تشتيت إنتباههم كل يوم؟ والأهم من ذلك كيف تصرفوا حول تلك الملهيات؟.

عني شخصيا، رغم كل البحوث التي أجريتها تحت بند ( كيف أخطط لحياتي وكيف أنظمها) لازلت أعاني كوني أعيش في طقس من الفوضى التي تغزوا كل زوايا حياتي الروحية والواقعية، وحتى تلك الإفتراضية، لكن مستوى الإنتاج الذي أعيشة ليس هو ما أرضاه لنفسي لا يهم إن كنت أعمل ١٢ ساعة في اليوم لكن هل جميعها ساعات فعالة بالحقيقة ومنتجة؟ أُفضِّل العمل ثلاث ساعات، أقدم بها كل طاقاتي على أن أوزعها على ١٢ ساعة من العمل الذي لا أستخدم به سوى أدنى درجات طاقتي.

هناك أسئلة تدور في عقلي لم أجد لها جوابا حتى الآن ولازلت أتعلم من تجاربي لمحاولة تحديد ما أستطيع عمله؟ هل يمكن تحقيق أكثر من هدف في ذات الوقت؟ وهل هناك إستراتيجيات تساعد في تنظيم الوقت، هذه النقطة كانت محط إهتمامي في الفترة الماضية، ولاحظت بعد ذلك بأنني أيضا أضعت جزءا كبيرا من الوقت في البحث عن طريقة لتنظيم الوقت وهذه النكتة التي خرجت بها من كل ذلك.

وجدت دراسة أجريت على موظفين وأعتقد بأننا نستطيع أن نسقطها على كل المهام والأهداف التي نحن بصدد إنجازها تقول بأن الموظف يقضي ١١ دقيقة في كل مهمة بعدها يتشتت إنتباهه لمدة ٢٥ دقيقة في الإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيره، وبالنسبة لي مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء كبير من عملي سواء للجريدة، أو في عمل الشركة أو حتى لمدونتي الخاصة، فعملي يعتمد بشكل أساسي على البحث من خلال هذه المواقع فالعمل المتعلق في المجال الإعلامي هو كل متكامل لا يمكن أن تكون كاتب ومعد لبرامج تلفزيونية بدون مهارات بحث عالية من خلال هذه المواقع وتواجد دائم لإلتقاط ما يمكن العمل عليه وتقديمه سواء للجريدة، أو لما تُعِده وتقترحه من برامج.

بعد شهور قضيتها في التفكير في كيفية التغلب على التشتت والإستفادة القصوى من تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن واقع تجربتي تعلمت التالي:

الإلتزام

  • أولا المسألة تحتاج للمواظبة والإلتزام التام والوعي بأنني في هذه المواقع كجزء من عملي وليس على الدوام الغاية هي قضاء وقتا ممتعا.

عمل ما تحبه

  • ولتحويل حتى البحث لمسألة ممتعة تخصصت في مجالات تهمني مثل الفن بأنواعه قراءة الكتب ومعلومات عن الكتاب وعالم الكتابة.
  • حولت كل مهمة بحث في موضوعات خارج إهتماماتي إلى فكرة ممتعة بأن أبتكر شخصية لقصة أكتبها لاحقا ويمكن نشرها في مدونتي يوما ما،  فمثلا لو كانت المادة التي أكتبها عن علم النباتات يكون بحثي محاولة لتغذية شخصيتي في القصة، حتى تكون الكتابة عنها لاحقا مبني على حقائق قد يشعر أي شخص خبير بأنها شخصيةٌ حقيقة.

الوقت المستقطع مطلب أساسي

  • تخصيص وقت لمتعتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي حتى لو كانت خلال فترات العمل وجدت شيئا أود مشاركته مع أصدقائي فكل ما أفعله هو وقت مستقطع لمشاركة الرابط والرد على رسالتين ومن ثم العودة.

المهام واضحة ومكتوبه

  • كتابة قائمة المهام اليومية وحملها دائما في حقيبتي أو بجانبي على المكتب يساعدني على إبقاء وعيي حاضرا بأن هناك ما يجب أن أنجزه.

التطلع

  • تذكير نفسي دائما بذلك الشعور بالإمتلاء والراحة بعد إنجاز مهمة ليكون حافزا لإنهاء ما أقوم به بدون كسل أو تقاعس.
  • فصل الإنترنت عن جهازي حال توفر كل المصادر التي أحتاجها للكتابة وبذلك يكون التركيز على نقطة واحدة ووحيدة أعمل عليها

تحديد الوقت المفضل

  • من المهم جدا إكتشاف الوقت المناسب للإنجاز، فلكل شخص منها ساعته الداخليه التي تتعامل مع الأوقات بطريقة مختلفة فهناك من يعتبر الصباح قمة النشاط، وهناك من ينتمي لليل، وبالنسبة لي كائنة صباحية أنجز الكثير إذا ما بدأت العمل في ساعات الصباح الأولى، وبقية اليوم يكون مستوى تركيزي أقل بمراحل، وأعترف أنه وبظل نمط الحياة الذي يتخذ من المساء والليل مسرحا أبدي، عليّ أن أختار مجد أزلي؟ أو لحظات متعة وقتية مع الأصدقاء وكلاها أمران مهمان وعلى الفرد منها تحديد أولوياته.

*الصورة من مادتي في جريدة الوطن عن الروتين اليومي لبعض الأسماء المبدعة (إضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الكامل)