Browsing Tag

مدونة مشاعل العمري

Daftar - دفتر التدوينات العربية

الصدق في الكتابة

25 يناير، 2017
10400447_801935429917142_1672545369283701050_n

Artwork by: Christian Schloe

كلنا نعرف معنى كلمة الصدق، لكن حينما نود أن نسقطها على الكتابة، وتحديدا على العنصر الخفي في العملية الإبداعية، تلك المشاعر خلف هذا العمل أو ذاك النص، خاصة في القصص الخيالية، كيف يمكننا وصف كلمة الصدق هنا؟. 

أتذكر حوارا دار بيني وبين صديقتي إحسان في عام ٢٠٠٨ إن لم تخني الذاكرة كانت وجهت لي سؤالا في أول لقاء دار بيننا: ( بالنسبة للتدوينات في موقعك هل تحكي فيها قصصا حدثت لك بالفعل؟)، أجبتها بـ لا!، فكان ردها علي يحمل الكثير من التعجب، قائلة:  لكن عماد الكتابة هو الصدق كيف ستكوني صادقة لو لم تكوني الشخص الذي عاش تفاصيلها؟”، حقيقة لم أجب بأي كلمة ذلك اليوم وانتهينا بحديث آخر.

هذا السؤال أحدث ربكة داخلي، كوني أبحث في تلك الفترة عن تعريف لمعنى الصدق في الكتابة خاصة حينما نحكي قصصا من وحي خيالنا أليست مختلقة؟ حتى وإن كان جزء منها مستدعى من الواقع الذي عشناه أو حدث لشخص ما نعرفه لكن بالتأكيد بقية التفاصيل أضافها الخيال أوجدها من العدم، بالتالي معظم التفاصيل غير حقيقية، إذا كيف يمكنني الكتابة بصدق هنا؟.

تلك المرحلة من حياتي كانت مرهونة للبحث عن صوتي الحقيقي أو عن نقاط قوتي، لذلك توقفت عن الكتابة لفترة من الزمن وأصدقكم القول كانت فترة غريبة بعض الشيء. أتذكر أن بعد هذا الحوار بسنتين، إلتقيت إحسان واستعدت تفاصيل ذلك اليوم معها وقلت لها بأنني توقفت عن الكتابة بسبب سؤالها، وأخذنا نناقش كلمة الصدق وما تعنيه لنا.

Continue Reading

Art سيرة

Daehyun Kim .. فلسفة التأمل

15 أغسطس، 2016
daehyun-kim-itsnicethat-6-2

Interface

 

“I draw to meditate on myself and others”

الإطلاع على لوحة جديدة لـ موناسي غالبا ما يرتبط بالكتابة، شيء ما في الأبيض والأسود الذي يستخدمه يستفز قدرات التعبير داخلي، تعرفت على موناسي، في أكثر المراحل ظلمة في حياتي فالأسود والشُخوص المُضطربة لامستني وأيقظت شيء داخلي، رُبما بعد كل هذه السنوات التي قضيتها في الكتابة تنبهت من خلال لوجاته إلى أن الفن من أعظم مصادر الإلهام بالنسبة لي.
حينما كنت أزور موقعه للتعرف أكثر على فنّه، كنت أشعر بأن هناك عنصر مهم بالإضافة إلى الأبيض والأسود، وهو العنصر الذي بقيت أفتش عنه في لوحاته وأتساءل عن شيء حاضر أشعر به ولا أراه، حتى جاءت اللحظة التي تنبهت بها أن لوحاته تقع تحت تأثير بقعة الضوء يشبه إلى حد ما التصوير الفوتوغرافي، وكأنه بلوحاته يلتقِطُ صورة لعالمه الذي لا يراه سواه.
بساطة موناسي وتفرده بأسلوب يجعل من النُقطة السَوداء على لوحاته حكاية تشرح الكثير لمتذوقي فنّه، خلال بحثي تَـبّين لي بأن الأصالة فيما يقدم تكمُن من صراحته الذاتية، فهو لا يدعي أن فنّه يتبع نظرية، ولا يُحاول فلسفة الأشياء، يقول بمنتهى البساطة :” فقط أرسُم وِفق مَشاعري اليَومية”، لذلك لوحاتَه عميقة، تناقش أفكار وظواهر اجتماعية، أو تشرح الإضطرابات النفسية التي يعيشها الإنسان المعاصر بصدق مجرد، لا يمكنني تجاهل تأثيره عليّ.
أتذكر أحد الإقتباسات التي أحتفظ بها لموناسي، إذ يقول فيه: “أرسم من أجل التأمل في ذاتي وفي الآخرين”، وهو حقا الإحساس الذي وصلني منذ أول لوحة عرفتني على فنّه،  كانت بعنوان (Interface) جعلتني أفكر كثيرا وأتأمل في ذاتي في علاقة الأشياء بداخلي، وأيقظت أسئلة جديدة، كيف أن الإنسان قابل للتشكل والتغيير وبأنْ ملامحه رهينة اللحظة والمكان.
دراسته للفن الشرق آسيوي القديم ألقت بظلالها على أسلوبه وهويته الفنيّة، درس الفنان في سيؤول- كوريا الشمالية، ويعيش بها حاليا، حيث يعمل في مشروع حياته “موناسي” اسمه الحقيقي (Daehyun Kim) لا
 أعرف حقيقة كيف ينطق اسمه بشكل صحيح، لكن يكفي أننا نتحدث لغة فنية واحدة.

 

daehyun-kim-itsnicethat-1

I see you in the sea of you

 

FACES THAT I HAVE TO FACE BEFORE I SLEEP

FACES THAT I HAVE TO FACE BEFORE I SLEEP

 

Creature of Loneliness

Creature of Loneliness

 

AN ABSTRACT ROMANTICIST

AN ABSTRACT ROMANTICIST

التدوينات العربية رقص

حديث الجسد لترافس وول

11 أغسطس، 2014

http://www.youtube.com/watch?v=aA0B0UUBMSk

ترافس وول ، كل مرة أشعر بأن هذا سقفه في الجمال والإبداع، أكتشف بأنها لاتزال البداية،ويبرهن لي بإمكانية تحليقه لمستوى آخر، في حلقة “So You Think You Can Dance” الـ10، صمم رقصتين من عالم خارجي لا نعرفه أبدا، لكن ترافس قدمه لنا بكل جمال العمل الفني، كل ما أفكر به، خلال هذه الرقصة أي مشهد منه أحتاج أن ألتقطه كصورة وأضعه أمامي كمثال بسيط عن معنى “الفن الكمال الإبداع” , لكن للأسف في الرقص لايمكننا أبدا التقاط لحظة وتعليقها في إطار ذهبي أمامنا.

في الرقصة الجماعية للشباب، أوصلني للمنطقة التي نجد أنفسنا بها أحيانا و الأشخاص من حولنا يتخبطون في حياتهم الخاصة، وكل مرة نجد أن هناك من يمد يده للمساعدة، وكأن كل خيبات من نعرف وخيباتنا الخاصة جمعت لتكون في نفس الزمان والمكان، لا نشاهد سوى أشخاص يهون وأشخاص يرتقون، والجمال كان في اتحادهم جميعا في المنتصف، لكن المشهد الذي كان في الجزء الأخير من الرقصة يقف الراقصون لأداء حركات متشابه واحدة منهم وكأنهم يتلقون صفعات تعيدهم للوراء ليعودوا ليقفوا مرة أخرى ويتلقون الصفعة التالية, والثالثة، مشهد لن يخرج من ذاكرتي أبدا، طيلة أجزاء الرقصة وأنفاسي محبوسة وكأنني أرقص معهم.

بداية تعرفي على ترفس بشكل مكثف كان في تصميمه رقصه قدمها، روبرت وأليسون، كانت مهداة لأمه التي كانت تعاني من السرطان تمثل مساندته لها خلال مراحل العلاج، أسرتني هذه الرقصة بكل تفاصيلها، المشاعر والتكنيك والموسيقى والأغنية التي اختارها ترافس، ولفتت نظري لقدرة هذا الفن على إيصال رسالة،، وبعدها كان فاتنا في تصميم رقصه لتاكر و روبرت، تعبر عن الأخوة، من خلال تصوير حياة شخص وأخوه يحاول انتشاله من المنطقة السوداء التي وقع بها من خلال إدمانه، كانت قطعة فنية رائعة وقريبة في الحديث عن الحب الأخوي الذي لا يبرزه الفن إلا من أعمال بسيطة ومتفرقة.وفي حلقة الأمس كان ترافس حقا مصرا على أن يرى دمعات مني، وهو برهنة على إمكانية تحويل الرقص لرسالة اجتماعية هادفة.

بداية برقصة جاسيكا وكايسي انتهاء بالرقصة الجماعية التي أدها الشباب السبعة المتبقون في المنافسة.

برنامج “So You Think You Can Dance” وصل لمرحلة رائعة من الكمال كل تفاصيله مدروسة بشكل مذهل، رقصات كثيرة دخلت التاريخ منه كوصلات فنية مذهلة نقلت الرقص من مجرد حركات لمرحلة التعبير الحداث والظواهر الاجتماعية وإيصال إحساس المظلوم أوالمختلف، الآن فقط فهمت إحساس محبي الشعر والقصائد،، وإحساسهم بما خلف الكلمات، هنا الرقصات كانت بالنسبة لي قصائدي التي أحب.

Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حَوجن

26 ديسمبر، 2013

image (2)

أنهيت رواية ” حوجن” –بفتح الحاء- ، لا أنكر الفضول الذي تلبسني –نعم تلبسني بما أن الرواية عن الجن- لقراءتها, لكن جدولي المزدحم بالأعمال التي أتوق لقراءتها أخرها حتى الآن, وكان سبب تقديمي لها على حساب الكتب الأخرى لأن زميلات  العمل نسقن للقاء مع الكاتب إبراهيم عباس،– للأسف لم أحضره بسبب اجتماع مع فريق العمل في وقت اللقاء- ففكرت بقراءتها لمناقشته على بينة وليس مجرد أخذ الانتقادات التي سمعتها.
في البداية اعتقدت بأن الرواية موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17, وكنت أرى أنها مناسبة لخيالهم بدون تجاوزات بالقصة لا تناسب أعمارهم بل كلها قائمة على الخيال الذي هو حي في فيهم أكثر من البالغين الذين يغرقون في الواقعية وينسون الحلم والخيال الذي غالبا ما يكون مفتاح للواقع،  لكن بعد ذلك لم أجد أي إشارة للفئة العمرية لذلك افترض أنها  رواية للكبار.

فكرة  العمل بإسقاطاته على واقعنا وأفكارنا عن الجن كانت ممتازة،  لكن ما أفسد كل هذا الحوارات، أولا من حيث مستواها  لا تتناسب مع أعمار أبطال القصة، وكأنها بين طالبات متوسطة وليست طالبات في كلية، أو جامعة، وأيضا كونها بالعامية كلها – في نظري –ليست مبررة ربما لو استعان ببعض المفردات الدارجة العامية في الحوارات وليس النص كاملا لكان عملا أدبيا جميلا.
هناك تفاصيل صغيرة متناقضة أحيانا أفسدت أيضا اندماجي مع القصة، لو أهتم بهذه التفاصيل كان سيجعل منه عمل عبقري وربما يحول لفيلم بكل سهولة ويكون أيضا فيلم عبقري، لكن للأسف لم تكن بالمستوى الذي تخيلت.
مثال للأحداث المتناقضة لم يقدم تبريرات مناسبة لبعض النقاط مثل كون الجني لا يستطيع الخروج والباب مقفل رغم انه في نقاط أخرى كان الجني يحرك يده خلال الإنسان كيف يخترق الإنسان ولا يخترق الجدر؟ , بالإضافة إلا أنه –سواء كانت حقيقة أو نسج خيال الإنسان- من المتعارف عليه أن الجن يمرون خلال الأشياء كان من الأحرى به أن يقدم تفسيرا لسبب كون الجن لا يستطيع اختراق الباب أو الجدار ويكون هذا التفسير مساعدا في سير الأحداث، وسأقدم مثال توضيحي  بعمل آخر لكاتب مختلف، اطلعت على قصة البطل فيها مصاص دماء ومن المتعارف أنه لا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصاص الدماء أو منعه من امتصاص دمه فما كان من كاتب القصة إلا أن أضاف في سياق الأحداث شيء أطلق عليه “عشبة الفيرفين” التي تحرق مصاص الدماء وقدمها في سياق القصة بل وأصبحت من العناصر التي تساهم في تحويل الأحداث وتغييرها مثل هذه التفسيرات تساهم في ربط القارئ بالقصة أكثر.
بعض الأجزاء تقفز فيها الأحداث بطريقة غير منطقية بالنسبة لي, وتتطور بدون مقدمات, مثلا حب حوجن لسوسن, أو طريقة تقبلها للحديث مع جني!!,، ستكون أقرب للواقعية لو كان هناك أحداث بين تقبلها للحديث معه وبين محاولاته، أن يكون هناك محاولات من قبل الجني قبل أن  تقبل البطلة في الحديث معاه ولاتشعر بغرابة الموقف أو “الخوف” الذي كان غيابه بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة لي، ولأحدث هذا التطور البطيء سببا للحب يمكننا تقبله بشكل أكثر بدون حتى شك بأنه أفضى لهذا الحب.

أروع ما في الرواية إمكانية إسقاطها على الواقع تقبل الآخر العنصرية الأفكار النمطية التي تنسينا الحكم على الشخص بعيدا عن خلفياتنا الثقافية,  إسقاط بعض المظاهر الدينية, لذلك أكرر كلامي لو كانت موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17 لكانت جدا مناسبة، بكل الأسلوب.

لأول مرة أقرأ كتاب دون الخروج باقتباسات تعيش معي وتستفزني لقراءة أجزاء من الرواية أعتقد لأن اللغة كانت بسيطة وحذرة في أكثر الأجزاء.
كان من الممكن الخروج بعمل أكثر قوة خط القصة جميلة لو أضاف أجزاء لتتحدث بقية الشخصيات عن نفسها لنتمكن من فهم دوافعها وأفكارها مثل الجزء المخصص لسوسن لكانت حقيقة  أروع بمراحل، وربما لأضافت الكثير.
طوال فترة قراءتي للرواية وفي عقلي مقارنة بين “حوجن” و جنية غازي القصيبي,  كنت مندمجة تماما مع الجنية كانت عمل قوي جدا ومتميز ولم يترك القصيبي لنا فراغا لنخرج من الاندماج الكامل كل التفاصيل الصغيرة في علاقة الجنية بالإنسي كانت مغطاة بطريقة عبقرية لم نشعر بتناقض حتى ولو كانت مجرد قصة خيالية, حوجن تشبه للجنية بطريقة أكثر “حداثة “, لكن باختلاف اللغة مستوى الحوارات أقصد, وتصاعد الأحداث, طريقة تطور علاقة الجنية بحبيبها لماذا أحبته .. وهكذا أعرف أنه من الخطأ مقارنة عملين وكاتبين لكن ماقصدته هو من ناحية بناء القصة والتفاصيل الصغيرة وليس الأسلوب لكل كاتب طريقته طبعا.

غالبا ما أتقبل الأعمال المجنونة والغريبة والشخصيات الغريبة, لكن  خلف القصة غالبا يكون عمل قوي يغطي كل النقاط التي قد تطرأ في خلفية تفكيرك أثناء التقدم مع الأحداث لذلك تجبرك على الاندماج وكأنها قصة واقعية تحدث أمامك, ما هي أسباب افتقاد رواية حوجن لهذه القوة لا أعلم,  قرأت بأن للكاتب 3 مؤلفات قبل حوجن وإلا لاعتقدت بأنها البداية، هل الكاتب أستعجل بتقديم عمله للنور؟ كلها احتمالات  واردة, لكن لم اندم على اليوم الذي قضيته مع حوجن, فهمت القصة التي يتحدث عنه الجميع تقريبا, وأطلعت على الادعاءات بأنها تعلم السحر وما إلى ذلك وفهمت بأن العمل أبعد من أن يكون عن هذا, وبالتوفيق للكاتب في رواياته المقبلة.  

 صفحتي في القودريدز

التدوينات العربية سينما - Movies

The Croods رحلة البحث عن الحياة

24 أكتوبر، 2013

stardima.com_13758013041

-The rules don’t work out here

-They kept us alive!!!

-That wasn’t living!, that was just not dying…! There’s a difference.

The Coroods

فكرة عبقرية .. طريقة التعبير فيها شيء مدهش,  ربما يكون “كارتون” لكنه واقعي جدا تشعر بكل مشهد منه يمسك بشكل أو بآخر, تأجيلنا للتعبير عن مشاعرنا, الخوف من العالم الخارجي , الخوف من كلمة ” جديد ” عدم مراعاة متغيرات الزمان لاتقدم لنا سوى انهيار عالمنا الحالي فوق رؤوسنا بينما نحن نحاول إحياء تراث ميت لا يصلح للحياة اليوم, العيش في الظلام رغم شروق شمس يصلنا ضياءها ولو من بعيد, الفرق بين أن أكون حيا وبين كوني لم أمت بعد, القواعد القوانين خلقت لتساعدنا على الحياة إذا أصبحت عائق بيننا وبين الحياة هي بالتأكيد تحتاج لإعادة نظر, لا نتكلم هنا عن طرد كل شيء- قانون- قديم ونبذ التراث, لكن الفيلم يحاول أن يوصل بأن الأجيال مختلفة, متطلبات الزمان مختلفة إذا لم نجد طريقة للتأقلم والتكيف مع التغيير سيصلنا ويفرض نفسه علينا وربما يقضي علينا لأنه شيء من فطرة الحياة.
الفيلم استطاع أن يوصل فكرة المزج بين العقول الجديدة والقوة الكامنة في خبرة العقول القديمة التي ربما نسيت كيف تفكر في ظل تكرار ذات القوانين والأفكار والاعتياد عليها هي الطريقة الوحيدة للحياة الحقيقية البعيدة عن الموت المبكر المتمثل بتجمد حياة عقولنا قبل أن نموت بشكل حقيقي, منع الصغار من اختيار حياتهم ربما يقتل فيهم بذرة الإبداع ولا يستطيعون مجابهة الحياة لأنها ستباغتهم حقا في أوقات سباتهم.

 الكثير من الأفكار تفجرت خلال الساعة والنصف مثير للتأمل والتفكير, ربما من يقرأ هذه التدوينة قبل مشاهدة الفيلم لن يفهم شيئا لكنني أنصحكم بمشاهدة الفيلم في سهرة عائلية توصل لكل جيل بأنه بحاجة للآخر  بطريقة ذكية ومدهشة ومسلية, ربما بعدها يمكنكم فهم التدوينة جيدا, أعترف بأنني كتبتها تحت تأثير الفيلم ربما لو انتظرت ليوم آخر سأنسى كل الأفكار, تأثرت كثيرا بمشهد تضحية الآب كان فعلا رسالة جميلة قوية جدا.

Random thoughts

عندما يسوق الإعلان التجاري للعنصرية

1 أكتوبر، 2013

helme

يظهر أحمد حلمي وسيارته متعطلة أمام سيارة سيدة في إعلان تجاري , تطلب منه السيدة -التي يظهر من ملابسها شبه الرسمية بأنها أربعينية- أن يزيح سيارته ويرد عليها بأن تأتي لتدفع  سيارته معه كما يطلبه من أي مار بالشارع, يتقدم الإعلان ليصل إلى نقطة  يبدأ فيها حلمي بالتهام الشيبس يتخيلها فتاة رشيقة صغيرة ويمد لها الشيبس لتشاركه  سعادته, لتعود السيدة الأولى بالظهور ويعدل عن مشاركتها الأكل باستهجان لشكلها.
الإعلان ارتكب خطأين الأول خاص بالتسويق لا أعتقد من مصلحة المنتج أن يشير للهيئة أو الوزن ولكن هذه ليست مسؤولية المتلقي, والخطأ الفادح هنا هو بثه لرسالة عنصرية سخيفة ضد النساء اللاتي لا يتماشين مع المقاييس الحالية للجمال, ولا يشبهن العارضات أو لأنهن لا يرتدين التنانير الضيقة أو يتصرفن بغنج مشابه لمقاييس الأنوثة التي أصبحت أمر مسلم به في نظر العالم بعد بثها في الأفلام والإعلانات وكل الوسائل الإعلامية, حتى وإن كانت تتجاهل اختلاف العالم وتنوعه وسذاجة حصره بنوع واحد وشكل محدد خصوصا الأنوثة التي تحمل أكثر من مجرد فكرة المهظر الخارجي والهيئة, هذه الطريقة البشعة في توجيه التفكير وتنميط الأفكار تحاول دفع الجميع للتفكير بطريقة واحدة.

الإعلان الناجح يحمل رسالة هادفة أبعد من مجرد شخص مشهور أو ممثل كوميدي, هذا ما يتوقعه المجتمع من الشركات أن تساهم ولو بجزء بسيط ببعث رسائل مصاحبة للتسويق كأقل عمل تقدمه للمجتمع الذي يعيش به  المتلقي الزبون الجمهور الفئة المستهدفة المستهلك أي كان مسمى الفرد داخل الشركة لا أن تكون غير مبالية بهذه الطريقة.
يشير الباحث الدكتور يوسف محمد, إلى أن ” الإعلان التجاري يعكس مضموناً ثقافياً معيناً, وأن هناك علاقة بين النسق القيمي للمجتمع والاستمالات الإعلانية التي تعكس الثقافة السائدة في المجتمع من خلال الإعلان التجاري”*, هذا يجبرنا على التفكير في علاقة الثقافة العربية في السخرية من المرأة وتحديدها كعنصر سلبي؟ , لا أريد أن أكون متباكية ومبالغة في وصف الواقع لكنه يتحدث عن نفسه إذا ما أردنا أن نفكر بالنظرة السائدة للمرأة في الدول العربية وإذا قلنا سائدة يعني أنها غالبة وليست معممة على الجميع, أضف إلى ذلك أن الثقافة العربية تؤثر أيضا بشكل كبير على نظرة الشركات في إعلاناتها للمجتمع لا أعتقد بأنها تكترث برسالة الإعلان لأنها بالحقيقة لا تهتم بردة الفعل الشعبي عليها لأنها تعرف بأن الثقافة الاجتماعية لا تتخذ رد فعل قوي تجاه الرسائل الأخلاقية إلا إذا كانت تحمل إيحاءات تسخر من الدين, حتى وأن غضب المجتمع من أسباب أخرى أخلاقية لا تكاد تذكر وتتخذ شكل هاشتاق تويتري يعيش ليومين ثم يموت.

أما في ما يخص تأثير الإعلان على ثقافة المجتمع إذا ما  وضعنا في عين الاعتبار كونه جزء من الإعلام ومن المواد التي يشاهدها الجميع دون استثناء فأن تعزيز مثل هذه النظرة والاستهتار بأي شخص لا يمثل الفكرة السائدة أي كانت, وتحولها لمادة مضحكة فإن بها تعزيز لفكر سخيف ليس من صالحنا أن ينتشر في مجتمعنا ويجد من يشجعه.
جزء كبير من المستهلكين الآن لا تحركهم إعلانات سخيفة ويعوا بشكل كبير أن الشركات تخلت عن أدوارها الايجابية وأصبح هدفها تسويقي بحت لا يهتم بمدى ملائمة المنتج أو حتى جودته يهتم بالبيع بالتوزيع وبالانتشار حتى لو كان على حساب أحد فئات المجتمع, وللأسف المرأة من أكثر العناصر المستهدفة بالسخرية- التي لا أراها ترتقي لأن تكون كوميديا حتى- في الإعلانات, وبالمناسبة لسنا ضد السخرية أبدا لكن إذا كانت توجه رسائل هادفة بالتساوي للرجل أو المرأة ليس لإضحاك أحدهما على حساب الآخر أو السخرية من شكل وزن أو ربط الشكل بمقاييس واحدة تتجاهل تنوع العالم واختلافه, وهذا الإعلان نموذجا لمثل هذه الرسائل وهناك العديد من الأمثلة منها إعلان سنيكرس “إنت مو أنت” التي تصور أن النسخة السلبية من الرجل هي امرأة إذا عاد لطبيعته سيكون رجل سعيد.

أتمنى من أحمد حلمي أن يفكر بالرسائل التي تحملها الإعلانات قبل أن يشارك بها لأنه عنصر مهم في انتشارها, سواء تلك المباشرة أو الغير مباشرة والاستهتار بمثل هذه الإعلانات خطأ فادح لا يقدم أي فائدة, وهو أمر يساهم في ملئ فراغات الشاشة لا أكثر.

 

ـــــــــــــــــــــــــ
*دراسة “القيم الثقافية التي تعكسها استمالات الإعلان التلفزيوني دراسة مقارنة لعينة من إعلانات القنوات الفضائية” للباحث د / يوسف سلمان سعد محمد.
*سنكرس قدم إعلان جديد استبدل فيه المرأة كعنصر سلبي بشخصية وهمية مثل الجوكر لا أعلم إن كان انتقادات الإعلان هي السبب أن ماذا؟.

رفوف المكتبة - Books

خفت الكائن التي لاتحتمل -ميلان كونديرا

1 سبتمبر، 2009

8687

من المسودات  المحبوسة من jun-1-2009

هل نكون حقاً ظلمنا الثقيل دائماً؟ هل ما نقوم به كـ ردة فعل عكسية للأشياء هو ناتج عن “ضغط الخفة ” اللامتناهي؟ بعثت لي صديقتي التي تشاركني قراءة هذا الكتاب برسالة تقول :

– شيء يشبه القتامة في نفسي !

كنت أرغب بأن أجيب عليها وأقول ”خفة هذا الفراغ الذي نعيشه بدأت تزعجك لا شيء أسود يا صديقتي حتى الظلام لم يعد أسوداً صدقيني نحن نشعد به حتى لو وقفنا تحت أنوار الفلاشات في حفل أوسكار أو في مسرح كبير فُتحت كل أنواره”

لكنني وكما أشيائي الأخرى التي أعدلُ عن تنفيذها في آخر اللحظات لم أرسل شيئاً و بقيت أفكر وحسب!

الحياة واحدة واختياراتنا حتى وإن إرتدت حُلة “الاختيار من متعدد” هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر إذا لم نتحرر ونخلص أنا “نا” من الجميع ونحدد أينـ “نا” بالضبط من كل ما يحدث!، يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع اقتطاع شيء من الماضي أو تثبيت ورقة ملاحظات صفراء على جدار الزمن لنحدد : “هنا كنا أغبياء” على الأجزاء التي بخفة الطيش العجيبة فرطنا بخيارات مثيرة، ولا نملك فوهة في ذلك الجدار لنعود حيث يجب علينا إعادة تجارب أو لإعادة خيار ما، نحن لو استمعنا لــ :”ينبغي ذلك ” داخلي لكان أسهل علينا تقبل ما نحن فيه.

أول مصافحة لي للكاتب التشيكي : ميلان كونديرا بالرغم من أن مؤلفه هذا يقبع منذ مدة في قائمة كتبي لكنني كل مره أجده فيها لا أتشجع كثيراً على اقتناءه واليوم عرفت أنني فرطت بمتعة كبيرة شكراً لي لأنني تداركت الموقف وطرقت بابه، فلسفته الكتابية شيء يجمع بين أن تقرأ قصة وأن تسقط ذلك عليك، يحلل دوافع الشخصيات بطريقة ماكرة جداً حيث نتابع تسلسل الأحداث وكأننا نشاهد فلم سينمائي إلى أيّ النتائج تقف تحليلاته لا نملك إلا أن نقول محدثين أنفسنا ” أوه كنت أعرف انه سيحدث ذلك !! “

كتب عن الإنسان بطريقة قوية تخجلنا أحياناً منا، كإنها تواجهنا مع القبح الكامن فينا، كان كتفي لا يقف عن الإرتفاع وشفتاي ترتفع من تلقاء نفسها لأقول فعلاً فعلاً شيء طبيعي، هناك من يخون وهنا من يخاف النوم وحيداً وذاك لا يحب أن تنام معه أحداهن على فراش واحد وتلك مولعة بالستر والأخرى تمقت مسيرات الكذب الكبرى و الشيوعية التي تفرض نفسها كــ آذن كبيرة على الكل وهناك حرب دائرة لكن كل ذلك يتحدث ميلان من خلاله عن الإنسان يغوص به لدرجة تجعله يتحدث عني وعنك وعنكم أحببت فلسفته بشكل خرافي.

من خفة الكائن :

وهذا الظلام نقيٌ كاملٌ من غير صورٍ و لا رؤى وليس لهذا الظلام نهاية ولا حدود إن هذا الظلام هو اللانهاية التي يحملها كلٌ منا في ذاته, إنه ليس على من يبحث عن اللانهاية إلا أن يغمض عينيه

يمكن على الدوام التعبير عن مأساة الحياة باستعارة فكرة الثقل فيقال إن عبئاً سقط على كواهلنا

ليست الرواية اعتراف يبوح به المؤلف وإنما هي اكتشاف لماهية الحياة البشرية في الشرك الذي سارا العالم إليه

 

 

حسابي في قودريدز