Browsing Tag

goodreads

التدوينات العربية سينما - Movies

إعادة تعريف الأشياء .. “Liberal Arts”

22 أغسطس، 2013

http://soundtrack.ucoz.com

“هناك وقت يبدأ الشخص منا بالخوف من عد سنوات  عمره… “

أو أعتقد بأنها جملة قريبة لما قالها أستاذ جامعي في حفل تقاعده في فيلم “Liberal Arts“, حينها عرفت فقط أن الذكريات التي مرت عليه أفزعته حقا تلك اللحظة, يحدث أن تفزعني الذكريات , وحجمها لا أصدق بأنني فعلا مررت بكل تلك التجارب!

الأمر ليس له علاقة بالتقدم بالعمر أو الخوف من الوصول لمرحلة ” الكبر”  كل ما في الأمر أنني حقا أشعر بأن الخيارات تقل كلما كبرنا , أتوق لسذاجة الصغار , أحب التفاؤل الذي كنت أشعر به , شعوري بأن العالم مكان جميل كل ما أحتاجه هو الدوران فيه وبأنني العنصر الذي سينير زواياه المظلمة, الآن أصبحت أختبئ خلف كتاب وأرقب العالم من الطرف , وككل الكبار أحيانا أتغاضى عن الزوايا المظلمة وأتجاهل وجودها حتى لا أصبح ملزمة بإعادة الضوء لها كما وعدت العالم في داخلي حينما كنت في 19  من العمر.
وأعتقد بأنه  فيلم مناسب تماما لي في هذه الفترة, يوم ميلادي  بعد 20 يوم تقريبا,  الفيلم ينقل لنا فكرة إعادة مشاهدة الحياة بشكل آخر  بعيون جديدة من خلال زيارة  شخص لجامعته التي تخرج منها يأتي من مدينته الصاخبة ليحتفل مع أفضل أستاذ عرفه بتقاعده ليجد أن المكان يشده إليه, ليبدأ بشكل  فعلي بأخذ التقدم بالعمر بالحسبان حتى أنه يبدأ بعد السنوات وقسمتها والتفكير بحياته سابقا والآن وبالمستقبل.
أحببت أن أسجل الأفكار التي طالما خطرت لي ووجدت بأن هذا الفيلم كررها على لسان أبطاله, أو حتى استفز عقلي للتفكير بها بعد المرور بأفكار كثيرة , حتى لو كانت عشوائية….
– ماذا لو كنا نسير في شوارع المدن التي نحبها ونستمع للموسيقى التي نحب كخلفية لكل أحداثنا هل سيجعل هذا منها أقل حدة ؟ أقل سخافة؟ أقل بشاعة؟ أكثر جمالا؟ هل سيبرز كل الجمال الذي نتغاضى عنه بطبيعتنا التي يفرضها علينا النضج؟ هل سنتخيل بأن كل الوجوه أصبحت مبتسمة لنا حتى ولو كانت إبتسامة غير مرئية؟

LiberalArts
– هذا الفيلم  يصف طريقة القراء في حب كتبهم , أحسست بأنني أشاهد أصدقائي القودريزيين وتخيلت لو أننا قررنا  التخلي عن  التكنولوجيا وأحدهم قرر أن يطلق على مكتبته اسم “قودريدز” , بأننا سنجلس بين رفوف الكتب ونتحدث فقط عن الكتاب الاقتباسات الآراء الأفكار الخيال الجمال عن مانحب , عن ما سبب لنا الصدمة عن الكتب الجيدة عن الكتب السيئة عن تدهور الأذواق عن قائمة الأكثر مبيعا عن الرومانسية , الكتب الكلاسيكية , عن الفلسفة , عن أفكارنا التي كبرت, عن إعادة إحياء الأطفال التي بداخلنا , عن أول دهشة في أول اقتباس ننقله, عن الكتب التي نود لو أن العالم كله يصمت ليستمع إلينا نقرأها  , عن أعيننا التي تختبئ خلف السطور تهرب من الواقع لتعيشه في الكلمات, عن تجارب مستعارة من شخصيات الروايات, عن حيوات تمنينا لو أننا نعيشها, وعن أنفسنا.
– هناك كتب تعيد تعريف الحياة في دواخلنا , هل تعتقدون بأن هناك كتاب يقتل إنسانا؟
– الجمال موجود ويعرف كلا منا بأنه موجود, لكن سنتذوقه لو شاركنا شخص آخر استشعاره.
– كان غروري وكبريائي وسذاجة الصغار يمنعاني دائما من الاعتراف بأن الحياة بوجود شريك أقل رعبا.
– مثلما نحتاج الكتب الرائعة الفوق مدهشة, نحتاج للكتاب السخيف وللكتاب العادي نحتاجها جميعا لنتذوق كل درجات الجمال.
– أود أن أسير في الشارع أقرأ كتابي المفضل دون أن أكترث بالنظرات , بأن أستلقي بكل بساطة على العشب الأخضر أو حتى على الرمال وأقرأ , أن أكتب رسائل بخط يدي وأرسل بها لأي شخص أصف بها مشاعري بشكل مطول, أن أتحدث بكل بساطة كيف تغيرت نظرتي للأشياء, أريد أن أنتظر الأشياء الجميلة أن تأتي إلي بكل بساطة, أريد حقا  تلك البساطة التي كنت أعامل بها العالم في زمن ما قبل أن أتفاجأ بأن الحياة تحدث كما تريد ليس كما نخطط له قبل أن تصغر العدسة التي أرى بها العالم وقبل أن تقل الأشياء التي أشعر تجاهها بالدهشة الحقيقية.
-على غير عادة الأفلام الأمريكية مؤخرا, في “Liberal Arts” سمعنا هنا صوت العقل والمنطق وليس صوت الحاجات والجسد, كانت علاقة الرجل بالفتاة علاقة فكرية جميلة تبادل للمشاعر تجاه الأشياء الكتب الحياة الموسيقى بشكل راقي جدا.

– فيلم Liberal Arts قاتل  , من نوع جميل , لكنه من ذلك النوع من الأفلام الذي يصبح أكثر لذة إذا ما شاركك شخص ما مشاهدته, أن تشاهده وحيدا يعني أنك تتخلى عن نصف جماله وحتما ستشاهد الجزء المتشائم منه فقط.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

المكتبة في الليل – ألبرتو مانغويل

22 يوليو، 2013

2452483

” كيف  نجرؤ، كقرّاء، على الأمل بأن نمسك بين أيدينا دورة العالم والزمن، في حين أن العالم سيتخطى دائماً حافات الصفحةوكل مايمكننا أن نشهده هو اللحظة المحددة بمقطع أو قصيدة ” 

المكتبة في الليل , كتاب آخر مثير للاهتمام للكاتب ألبرتو مانغويل, دائما كقارئة تخطر ببالي أفكار عن التصنيف عن الكتاب نفسه, عن انتظاره لي على رف المكتبة المنسي لأقرأه, عن مشاعره تجاهي هل يشعر بي وهو بين يدي؟.

دائما حينما أختار كتاب أشعر في نفسي بأن بقية الكتب تنظر لي معاتبة على عدم اختيارها لذلك أبقى وقت طويل بين كتابين لأختار “المحظوظ” الذي وقع اختياري عليه.

“تعلّمنا مكتباتنا أن بوسع الكتب مساعدتنا أحياناً على التعبير بكلمات عن أسئلتنا، لكنها لاتمكننا بالضرورة من إستظهار الأجوبة”

 وكما تحدثت في تاريخ القراءة عن تاريخي الخاص بدلا من سرد كل المعلومات التي وردت بالكتاب لأنه بأكمله يستحق القراءة, في هذه الرحلة الأخرى عن الكائن الورقيّ الذي نحب, في تصنيفي للكتب أتبع تصنيفات تقليدية بين كتب فكرية-فلسفية دينية عن الصحافة, أدب وأقسمه من داخل كل قسم إلى كتب عربية و كتب مترجمة كتب انجليزية, وفي الأدب أقسمها “أدب شرق آسيوي, أمريكي , لاتيني , أوروبي “, وهناك رف خاص لكتبي المفضلة حتى لو كانت بموضوعات وتنتمي لتصنيفات عدة هذا الرف المقدس لدي الذي أعود إليه في ساعات المزاج المتقلب, أقرأ الاقتباسات التي علمت عليها بقلمي أثناء القراءة, أقرأ الأجزاء المفضلة لدي أعيد قراءة الكتاب بأكمله وهكذا.

في الكتاب تحدث مانغويل عن تاريخه الشخصي في البحث عن الشكل المناسب للمكتبات عن المكان المناسب لإقامة مكتبته, عن كتبه المنسية في الرفوف العليا, مطعما ذلك بــ معلومات من هنا وهناك, أحببت عناوين الأقسام واختياره لها بعناية الحديث في كل جزء من الكتاب شيق جدا أفضل الأقسام : “المكتبة عامل بقاء, المكتبة ورشة عمل , المكتبة عامل مصادفة” هي أكثر ما شدني في الكتاب..

الكتاب بعد أن انتهيت منه سيذهب لقسم الكتب المفضلة وأيضا دخل في قائمة الكتب التي سأشتري منها نسخا لإهدائها لكل من يحب القراءة من حولي, معلوماته ثرية وأسلوبه شيق تمنيت لو أن الكتاب طالت صفحاته أكثر وأكثر.

كل قارئ هو لا منتمي ، منبثق من الجحيم، ومبحر ضد تيار نهر النسيان “ليث” نحو الذاكرة”

كتاب آخر قراته لمانغويل “تاريخ القراءة”   قودريدز

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الحارس في حقل الشوفان

17 يناير، 2013

7015554

رواية : الحارس في حقل الشوفان 
ج.د سالنجر 
ترجمة غالب هلسا

“كان أحد أولئك المزيفين الذين يوسعون الفراغ الذي حولهم حين يردون على سؤال وجه لهم*”
الرواية حقيقة تتحدث عن واقع المراهق ربما عبر عنه هولدن –المتحدث في الرواية- بطريقة ناقمة على المجتمع “المزيف” كما يعتبره, والذي يمقت الكبار المزيفون , لأنه بدأ يدخل عالم الكبار ويعرف الفرق بين عالمه الصغير السابق والعالم الذي عليه أن يدخله الآن وربما هذا التذبذب والمنطقة المتوسطة هي التي تسبب كل  “الحيرة” والتعب والضياع التي يمر بها المراهق ربما عبر عنها أو بقيت حبيسة نفسه.
هولدن يعبر بنا شوارع نيويورك يعاني الوحدة القاتلة ويهرب من منزله المكان الذي يعتبره مركز العاصفة التي ستلحق به وهي كذلك بالنسبة للمراهقين, الرواية تعمقت في نفس المراهق ونقلت لنا ما يشعر به في لحظات يتصرف كالبطل البالغ الكبير وأخرى يبكي مثل الأطفال, خصوصا موقفة من أخته حينما أراد أن يصل إليها ليطمئن, هذا دليل بأنه يحتاج لشخص يثق به.
فلسفته حقيقة مميزة وتلفت النظر كيف ينظر مراهق للعالم بهذه النظرة التي هي تتكون نتاج تجارب وخبرات كبيرة ربما هولدن – ومن مثله في عالمنا الحقيقي خارج الرواية-  شخصيات رائعة ضاعت في زحمة المشاعر التي كبرت في هذا العمر, بالحقيقة احترت كم نجمة أمنحا وقرأت مراجعات الرفاق في الصالون, قالوا بأن الفكرة عظيمة لكن السرد ممل بالنسبة لي لم أشعر بالملل من سرده أبدا , لكن الرواية شرحت سلوك أو وصفت نفسية مراهق حينما انتهيت منها لم أعرف ماذا أضافت لي شعور متذبذب بين 4 أو 3 نجمات وكانت الأخيرة الأقرب, وحقيقة توقعت النهاية بأن يكون في مصح نفسي فعلا كان تعامله مع العالم وفكرته عنه تحتاج لتقويم أو ع الأقل لشخص يفهم كيف يتعامل معه.
خلال الرواية شعرت بالأسف على والديه , حقيقة وجود أفكار بهذا العمق داخل رأس صغيره عمره 16 عاما ليس بالأمر السهل أبدا, وفعلا أصبح العالم مكان خطر على المراهقين هذا ما أشعر به لا أعلم.
بقية الإشارة إلى أن الترجمة وفقت بنقل لغة المراهق الساخر المكتئب , قرأت نصوص من النص الأصلي وأعتبر الترجمة ممتازة,  إلا بعض الجمل التي لي عليها ملاحظة ولكن المترجم له فلسفته من خلالها.
* من الراوية

صفحتي في موقع Goodreds

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

رفوف المكتبة - Books

خفت الكائن التي لاتحتمل -ميلان كونديرا

1 سبتمبر، 2009

8687

من المسودات  المحبوسة من jun-1-2009

هل نكون حقاً ظلمنا الثقيل دائماً؟ هل ما نقوم به كـ ردة فعل عكسية للأشياء هو ناتج عن “ضغط الخفة ” اللامتناهي؟ بعثت لي صديقتي التي تشاركني قراءة هذا الكتاب برسالة تقول :

– شيء يشبه القتامة في نفسي !

كنت أرغب بأن أجيب عليها وأقول ”خفة هذا الفراغ الذي نعيشه بدأت تزعجك لا شيء أسود يا صديقتي حتى الظلام لم يعد أسوداً صدقيني نحن نشعد به حتى لو وقفنا تحت أنوار الفلاشات في حفل أوسكار أو في مسرح كبير فُتحت كل أنواره”

لكنني وكما أشيائي الأخرى التي أعدلُ عن تنفيذها في آخر اللحظات لم أرسل شيئاً و بقيت أفكر وحسب!

الحياة واحدة واختياراتنا حتى وإن إرتدت حُلة “الاختيار من متعدد” هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر إذا لم نتحرر ونخلص أنا “نا” من الجميع ونحدد أينـ “نا” بالضبط من كل ما يحدث!، يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع اقتطاع شيء من الماضي أو تثبيت ورقة ملاحظات صفراء على جدار الزمن لنحدد : “هنا كنا أغبياء” على الأجزاء التي بخفة الطيش العجيبة فرطنا بخيارات مثيرة، ولا نملك فوهة في ذلك الجدار لنعود حيث يجب علينا إعادة تجارب أو لإعادة خيار ما، نحن لو استمعنا لــ :”ينبغي ذلك ” داخلي لكان أسهل علينا تقبل ما نحن فيه.

أول مصافحة لي للكاتب التشيكي : ميلان كونديرا بالرغم من أن مؤلفه هذا يقبع منذ مدة في قائمة كتبي لكنني كل مره أجده فيها لا أتشجع كثيراً على اقتناءه واليوم عرفت أنني فرطت بمتعة كبيرة شكراً لي لأنني تداركت الموقف وطرقت بابه، فلسفته الكتابية شيء يجمع بين أن تقرأ قصة وأن تسقط ذلك عليك، يحلل دوافع الشخصيات بطريقة ماكرة جداً حيث نتابع تسلسل الأحداث وكأننا نشاهد فلم سينمائي إلى أيّ النتائج تقف تحليلاته لا نملك إلا أن نقول محدثين أنفسنا ” أوه كنت أعرف انه سيحدث ذلك !! “

كتب عن الإنسان بطريقة قوية تخجلنا أحياناً منا، كإنها تواجهنا مع القبح الكامن فينا، كان كتفي لا يقف عن الإرتفاع وشفتاي ترتفع من تلقاء نفسها لأقول فعلاً فعلاً شيء طبيعي، هناك من يخون وهنا من يخاف النوم وحيداً وذاك لا يحب أن تنام معه أحداهن على فراش واحد وتلك مولعة بالستر والأخرى تمقت مسيرات الكذب الكبرى و الشيوعية التي تفرض نفسها كــ آذن كبيرة على الكل وهناك حرب دائرة لكن كل ذلك يتحدث ميلان من خلاله عن الإنسان يغوص به لدرجة تجعله يتحدث عني وعنك وعنكم أحببت فلسفته بشكل خرافي.

من خفة الكائن :

وهذا الظلام نقيٌ كاملٌ من غير صورٍ و لا رؤى وليس لهذا الظلام نهاية ولا حدود إن هذا الظلام هو اللانهاية التي يحملها كلٌ منا في ذاته, إنه ليس على من يبحث عن اللانهاية إلا أن يغمض عينيه

يمكن على الدوام التعبير عن مأساة الحياة باستعارة فكرة الثقل فيقال إن عبئاً سقط على كواهلنا

ليست الرواية اعتراف يبوح به المؤلف وإنما هي اكتشاف لماهية الحياة البشرية في الشرك الذي سارا العالم إليه

 

 

حسابي في قودريدز