Browsing Category

قالوا – Quotes

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

تاريخ القراءة

21 نوفمبر، 2012

 كتاب تاريخ القراة لـ ألبرتو مانغويل 

دار الساقي

 

“القراءة مثل التنفس إنها وظيفة حياتية أساسية”

يتحدث ألبيرتو مانغويل عن تاريخه مع القراءة وتاريخ القراءة ذاته محاولا وصف العلاقة مع الكتاب من وجهة نظره كقارئ, معلومات الكتاب كثيرة,  لو نقلت كل اقتباس أعجبني من الكتاب لوجدت بأنني أنقل لكم الـ”384″ صفحة كاملة لذلك فكرت لماذا لا أتحدث عن علاقتي أنا مع الكتاب عن تاريخي الخاص مع القراءة؟, لم أكتب يوما عن طقوسي أو علاقتي بالكتاب.

“وبحسب نظرية وتروك فإن القراءة ليست ظاهرة خصوصية في البنية أو المزاج وهي ليست فوضوية أبدا إلا أنها أيضا عملية غير متناغمة كليا ومتراصة يكون فيها معنى واحد هو الصحيح كلا, إن القراءة عملية خلاقة إبداعية تعبر عن محاولة القارئ المنتظمة لإنشاء وتكوين معنى واحد أو أكثر ضمن أحكام اللغة وقواعدها.”

نجد في الكتاب عرضا لتاريخ الطباعة ومراحل تطور شكل الكتاب, ومتى أصبح الكتاب في متناول الجميع بعد أن كان ملكا لطبقة معينة, عن أشهر القارئين, وأشهر الكتاب والكثير من المعلومات التي توصل إليها الكاتب والاقتباسات والكثير من الكتب التي يدلك عليها مانغويل ويحرضك على قراءتها.

” أنا أظن كتب كافكا عام 1904 إلى صديقه أوسكار بولاك ” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي لا تعظه وتخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذا؟, كي يجعلنا سعداء كما كتبت ؟ يا إلهي , كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب, والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها. إننا نحتاج إلى الكتب التي تنزل علينا كالبلية التي يؤلمنا, كموت من نحب أكثر مما نحب أنفسنا, التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدا عن الناس, مثل الانتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا, هذا ما أظنه”.

أتنفس الكتب بشكل يومي أسافر وأحلق على بساط الورق بنهم لا ينقطع, وتعبير السفر مع الكتاب رغم أنه يستخدم بشكل كبير ولكنها مشاعر حقيقية يصفها القارئ, كنت ألتهمه ببطء أخاف أن أنتهي منه وتنتهي المتعة التي انتظرتها كثيرا, القراءة أكثر الممارسات التي تحدث توازنا داخليا لي, وتكشف لي جوانب خفية وتعلمني وتحتويني وتقلب معي حيرتي, العمل الوحيد الذي أقوم به بحب كبير لا ينضب.
كل من أحب القراءة مرّ بذات المشاعر وربما عبر عنا مانغويل في كتابه, في كل ما أقتبسه نجد أننا نبتسم ونقول ” نعم هذا صحيح أنا أفهمك”, بدأ لدي الشغف بالكتاب, قبل تعلمي للقراءة في “الروضة” كنت أقضي وقتا كبيرا أقلب القصص المصورة وأحاول أن أستخرج الحروف التي تعلمتها, كنت أقرأ بطريقتي الخاصة فقصتي كانت في أي كتاب كالتالي :   س م ب  ع ن خ ت, وهي بالترتيب أول حرف من اسم والدتي  وحرف الميم الأول من اسم والدي  وحرفي وحرف شقيقي وحرف الباء حرف شقيقتي “النون والخاء والتاء” أول حروف أسماء أصدقاء الروضة, كنت أنسج الكثير من القصص لخيالي وأحكيها لخالد “صديقي في الروضة” الذي تساءلت خلال كتابتي لهذه القصة هل يتذكرني الآن؟ وهل يتذكر قصصي المختلقة التي لا تتكرر كل مرة أمسك بالكتاب لأحكي لهم.
لا أتذكر أن الحروف كانت تعني لي شيئا بجانب الصور كانت مجرد أشكال, وهي بدايات لأسماء العالم, واعتقدت وقتها بأنهم وضعوها ليتعرف كل الأطفال على أول الحروف بـ أسماء والديهم وأشقاءهم.

وبعد عام واحد بعد أن تعلمت حروف الهجاء كاملة في المرحلة التمهيدية قبل المدرسة أصبح النص بالنسبة لي سحرا ولغزا يستفز عيني على فك شفراتها, بدأت أنبذ كل القصص ذات الصور الكثيرة والنصوص القليلة, توقفت عن شراء قصص الأطفال واستبدلتها بـ “أطلس التاريخ” وبعض من كتب والدتي التي غالبا عن تخصصها التاريخ, لأكون صريحة لم أكن أفهم شيئا من المكتوب  لم تكن تعنيني الدولة العباسية , أو الأموية , أو أي شيء آخر كنت سعيدة فقط بنطقها أ م و ي ة , ا ل ق ا د س ي ة , وهكذا سعيدة بالحروف بتعلمي لنطقها متصلة وأفضل جزء حينما أنسخ الاسم وأفككه لحروف منفصلة, كانت متعة كبيرة لي أقضي معظم الوقت سعيدة بها.

“كان تحمسي مفرطا إلى درجة أنني كنت أظن سأصبح إنسانة غير سعيدة إن لم أعثر دوما على كتاب جديد أقرأه”

بعد أن “فكيت الحرف” مرت علي مرحلة الابتدائي كاملة وأنا متعطشة بشكل كبير للقراءة لكن لم أجد أبدا كتاب مناسب لخيالي أستطيع قراءته بسعادة, وكنت مبتدئة باللغة الإنجليزية ففضلت أن تكون هذه المرحلة لقراءة الكلمات الانجليزية اشتريت قصص أطفال باللغة الإنجليزية وأعدت مرحلة الحروف وتركيب الكلمات وكنت أسعد بذلك.
بدأت المرحلة المتوسطة بكتب لأغاثا كريستي قرأت أكثر من 16 كتاب في المرحلة الأولى وكان هذا العدد كبير جدا على طالبة مجتهدة تقضي نصف يومها تذاكر دروسها وتكمل تعليم اللغة الإنجليزية  “بشكل ذاتي”  كنت أحب تعليم نفسي وفك رموز الحروف الجديدة, وانتقلت بعدها لقراءة ماجدولين المنفلوطي وغادة السمّان و مسرحيات شكسبير كان تدرجي في القراءة غريب أقفز من نقطة لأخرى بنهم لا يعرف كيف ينتظم.


طقوسي:
من طقوسي قبل بداية كل كتاب  أقسم عدد صفحاته على الأيام التي أخصصها له ونقاط التوقف التي أحددها تكون قانون مقدس بالنسبة لي إذا فشلت يوم واحد في الوصول إليه أشعر بأن مزاجي يرتبك!! ولا أستطيع أن أكمل القراءة بشكل منتظم وقد أترك الكتاب لغيره حتى أتصالح مع نفسي وهذا نوع من العقاب الذاتي لأنني لم أنتظم بالخطة , وأحب جدا الرقم 20 أو 30 أو 50 في توزيع الصفحات على الأيام , نادرا ما أقرأ 33 صفحة أو 53  , أحب أن أقف على أحد مضاعفات هذه الأرقام قبل أن أنام.

“غير أن القراءة في الفراش تعتبر أكثر من مجرد تمضية للوقت, إنها تمثل نوعا من الوحدة. فالمرء يتراجع مركزا على ذاته, ويترك الجسد يرتاح, ويجعل من نفسه بعيدا لا يمكن الوصول إليه مخفيا عن العالم”

الأماكن :
ترتبط كثيرا في ذاكرتي الأماكن التي قرأت بها الكتاب حينما أتذكر أحد سطوره أتذكر المكان ليس لدي مكان محدد فكتابي في حقيبتي دائما, أقرأ في انتظار المستشفى, في انتظار صالون التجميل, في الكافي, أختار كل فترة أو مرحلة من عمري كافي معين للقراءة فيه , كنت أفضل ستاربكس (آيسلاند) , بعدها  كوستا كوفي (في جرير مول) , بعدها أدمنت على القراءة في تيانا الكورنيش, وحاليا كليلة في الروضة * , وهناك أماكن أخرى قرأت بها خلال استراحتي في المولات أثناء التسوق أسترق صفحات من نصاب اليوم مع فنجان القهوة, ولا شيء أجمل من يوم أمارس به شيئان أحبهما “التسوق والقراءة”, وفي آخر اليوم يجب أن أبقي بعض الصفحات للقراءة في السرير خصوصا في أيام الشتاء بكوب النعناع بيدي والكتاب يرتاح أمامي كل قارئ يمر على سطوري هذه سيفهم معنى أن تختم يومك بما تحب.

علاقتي بالكتاب :
يصيبني حب التملك مع الكتب أي كتاب أقرأه فهو يحوي تاريخي ملاحظاتي اقتباسات مفضلة لحظاتي الخاصة, يحوي داخلة رحلتي سفري المفضل, لا أعير الكتب إلا في حالات نادرة مع توصيات كثيرة ولا أسمح لأحد أن يكتب على كتبي أو يحدد شيء –رغم أني أكتب وأحدد كثيرا- أشعر بأن من يفعل ذلك فقد أربك رحلتي وتاريخي, أي شخص يطلب مني استعارة كتاب أهدي له نسخة أخرى, حالات خاصة جدا وأشخاص معينين من سمحت لهم باستعارة كتبي من ضمنهم أختي التي دائما ما تهين كتبي بمعاملتها بطريقة لاترضيني , وتغضب إن أنا وجهت لها أي ملاحظه وقد تعيد لي الكتاب قائلة :”أخر مرة أخد منك شيء” , وهي بالمناسبة هذه الأيام تقرأ كتاب لي وأحاول قدر المستطاع أن لا أنبهها كل دقيقة على أنها “رمت” كتابي على الأرض وبقيّ هناك ليلة كاملة أنا فعلا أحاول أن لا أصبح إنسانة صعبة جدا لمن يستعير مني كتابا ولكنها عادة لم أستطع أن أكف عنها.

كتابي المفضل  ..
من أكثر الأسئلة التي تستفز قارئة مثلي سؤال :” أفضل كتاب بالنسبة لك” أرد عليه بـأن أقول :” هي كومة كتب وليست كتابا واحدا”, حقيقة أجد صعوبة في تحديد كتاب مفضل, كثيرة هي الكتب التي أبكتني كثيرة التي أوصلتني لبر الأمان و احتوت أسئلتي, كثيرة هي التي أدخلتني عالما مجنونا أو فجرت جنونا كامنا فيّ, كثيرة تلك السطور التي توقف عقلي عندها كثيرا, والتي صححت لي مفاهيم , وفتحت لي الطريق للوصول لقناعات, كثيرة التي ساعدتني لأزور العالم وأتعرف على الشوارع والأماكن والخصائص, والمجتمعات.

تاريخ القراءة من الكتب التي سأعود لقراءته مرة أخرى, شكرا صديقتي مها الجبر التي أهدتني هذه النسخة وقد كنت قبلها أبحث عنه وأطلبه من المواقع المخصصة لبيع الكتب ودائما حظي يقف معاندا لي وتنفذ النسخ قبل وصولي إليها, كتاب ممتع جدا ورائع.

*سكان جدة يعرفون الأماكن طبعا
* العبارات الغامقة بين القوسين”” من الكتاب

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

سوناتا لأشباح القدس

24 سبتمبر، 2012

رواية : سوناتا لأشباح القدس

واسيني الأعرج

 

*
*
*
“كنت كلما رأيتها في لباسها الفلسطيني المليء بالمزركشات والموتيفات الحية والنوار، اعترتني رغبة في أخذ الفرشاة بجنون وتغميسها في لباسها ورسم أشكال مجنونة من ألوان فستانها”

مثل كل ما يتعلق بفلسطين يبقى الأقصى وطعم الزيتون في خلفية مشاهد الذاكرة تحمل الكثير من المشاهد للفستان الفلسطيني الأسود بنقوشه, تمر في ذاكرتي مع كل سطر, كل المدن حتى تلك التي لاتنام تتقازم بجانب فلسطين حينما تكون ذكراها حاضرة.
واسيني يكتب هنا بلغة أكثر من رائعة, لغة تفسر الحنين والحزن بطريقة لايجيدها سواه.

الرواية أخذت من عاطفتي لتستقر بين سطورها, هل تضحكون إن قلت لكم بأنني بكيت من أول صفحاتها وكنت أبكي بين كل صفحة والأخرى ذاك البكاء الذي أكرهه تلك الدمعات التي تسقط دون أي فعل داخلي, كنت أتساءل هل فلسطين وذكراها ورائحة زيتونها وشجراتها أصبحت جرحا تعرفه أجسادنا بمجرد مروره وتبكيه؟, مثل القدس حاضرة غائبة نعرفها وبيننا وبينها كل شيء إلا الحضور.
من نيويورك إلى القدس نروح ونجيء بين حاضر ميّ وماضيها بين ألمها وطفولتها أتوقف كل مرة لأبحث في قوقل عن أسماء لوحاتها صدقت بوجودها وقررت بأن أول ما أفعله حينما أذهب لنيويورك زيارة المتاحف ومشاهدة لوحاتها, لكن محرك البحث خانني بأنه لم يظهر أي شيء عن لوحاتها وعن الفنانة هل تعمد واسيني على أن يضع كل تفاصيل اللوحات وأرقام بيعها بالمزادات لنصدق القصة أم أنها حقيقية لكنها غابت عن ذاكرة الشبكة العنكبوتية؟.
لم أعرف كيف أصف الرواية سيدة تقاوم مرضها ؟ أم ذكرى وطن غائب ؟ أم موت يتربص لخطف سيدة؟ هل هي محاولة حياة مستميتة, أم عدم اكتراث بالموت, ام تدوين اللحظات والحياة في عدها التنازلي؟, هل هي تسجيل لمراحل الضياع؟, هل هي ذاكرة فرشاة فنانة تستلهم لوحاتها من لون الجراح؟, أم ترانيم الموت؟.
الفن بموسيقاه ولوحاته وألوانه, دائما ما يسطر حياة البؤساء كملحمة مسموعة ومشاهدة, في هذه الرواية كلما قرأت سطرا تخيلت صوت الموسيقى التي ألفها يوبا وكأنها صوت الدبكة الفلسطينية ممزوجة بالجاز بتناغم لم أحلم بأنني قد أسمعه يوما ما.
لمن لم يقرأ أشباح القدس هي لغة الجمال الحزين الذي قد نمر بجانبه ونعايش لحظاته لكننا لا نستشعره إلا بالإشارة إليه.. هنا فرشاة ونوته موسيقية, و دمع وقدس ودماء, ومقاومة وفلسطين, سرطان ينهش أجزائها ويتربع داخلها وكأنها وطنه.

.”الدنيا لا تمنحنا إلا ما نسرق منها”

.”الزمن تغيّر رأساً على عقب يا يمَّا .. ويبدو أنَّ عظماء هذا الزمن صغارا في الأصل, ولا يُنتظر منهم ما يُعيد التوازن لأرض أصبحت اليوم تميد في كلّ الاتجاهات”

“الغريب في الأمر هو أنّنا كلَّما كنّا بعيدين عن مكان الذاكرة, نتذكَّر الأشياء دفعة واحدة, ولكنَّنا عندما نقترب منها يحتلّها فجأة بياض قلق.”

.”أميل إلى الهرب نحو المبهم لكي لا تكتشف حماقاتي الخفية, بدأت أسكن الألوان لكي أقول ما أشتهي قوله بدون أن أضطر إلى التبرير”

* الجُمل بين الأقواس اقتباسات من الكتاب

 

Media التدوينات العربية قالوا - Quotes

Close is nothing.. Close is Meaningless

4 مايو، 2012

 

Laura: You must be proud you get so close
Maggie
: Close is nothing, Close is Meaningless*
*Pan Am
 

إيقاف مسلسل “Pan Am” أمر كارثي لفضولية مثلي، خصوصا في النهاية المثيرة في الموسم الأول وأنا التي وقعت في حبه من الحلقة الأولى وأتمنى أن يعاد النظر في مسألة إكماله.
المسلسل يحكي عن حقبة الستينات من الناحية السياسية الاجتماعية، من خلال رواية حكاية نصفها معلق بين السماء والأرض، مجموعة من مضيفات شركة “بان آم”  يدخلن عالم الجواسيس، في أيام الحرب الباردة ضد ألمانيا. الحكاية مزيج من وصف للحياة الاجتماعية في أمريكا والحياة السياسية وأثر الحرب الباردة.
الشخصيات، الحبكة، القصة كلها عناصر شدتني في العمل، ابتداء من ألوان الملابس  إنتهاءا بالعالم الطائر كان ساحرا بالنسبة لي، طالما تمنيت العمل في مجال يتطلب مني السفر المستمر أمر مثير بالنسبة لي.
من أكثر الشخصيات التي أحببتها شخصية “ماغي” شخصية لا تكف عن التنقيب عن الطرق التي توصلها إلى أهدافها وأحلامها، لا تبحث عن الأهداف لأنها واضحة بالنسبة لها، لا تعرف الرفض أو اليأس، تسلك أيَّ طريق المهم أن تصل خلال 14 حلقة لم تفشل في الوصول مرة واحدة، ذكية طموحة وجريئة، ولكن أمامها الكثير من العوائقالتي إختارت الالتفاف حولها بدلا من مواجهتها.
طوال الـ14 حلقة عقدت الكثير من المقارنات بين الشخصيات في المسلسل، وتذكرت صديقتي التي لطالما أكدت أن محدودية الخيارات قد تفيد في مقابل الخيارات اللامحدودة، التي قد يضيع العمر ولا نعرف ماذا نريد أو نختار وكنت ولازلت لا أتفق معها في ذلك. 
ربما محدودية الخيار  تفيد من لا يريد أن يتعب في الخيار والتفكير ولا يمانع أن يكون موجها، لكن بالنسبة للعقول المنطلقة –مثل ماغي ولكن بنسخة عربية- كيف ستواجه الحواجز الكثيرة بدل أن توجه كل طاقتها للوصول، قد يضيع العمر في محاولة كسر هذه الحواجز، والحياة أقصر من أن تضيع.

عقد المقارنات حينما أتابع مسلسلات أمريكية أمر مرهق بالنسبة لي خصوصا وضع المرأة، أحب المسلسلات التي أجد فيها إلهام، لذلك أهرب من المسلسلات العربية –الخليجية تحديدا- التي تحب أن تعرض المرأة وكأنها لاتخرج عن خيارين، إن كانت –طيبة وحبوبة- فهي ضعيفة تبكي أكثر من أن تتحدث، أو أن تكون قوية و “خبيثة”,،لاتوجد في نظرهم شخصية متوسطة إلا ماندر.
وعودة إلى “بان أم” .. توقف المسلسل للأسف لن يكون هناك المزيد من الرحلات والمزيد من المؤمرات والحبكات.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

رأيت رام الله

29 أبريل، 2012

 

 

رواية: رأيت رام الله , لمريد البرغوثي

“الغربة كالموت، المرء يشعر أن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين. منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائما سواي.”-1

حينما كنت في المرحلة المتوسطة كانت القنوات الفلسطينية في فترة الانتفاضات هي برنامجي المفضل رغم الجنازات التي أشاهدها الأطفال الذين يقدمون أرواحهم قبل حجارتهم الأمهات اللاتي يقفن شامخات أثناء مرور جنازات أبنائهم, كلها كانت تشكل في نظري قوة عربية لم أعرف مثلها ولم أتذوقه أبدا, فلسطين الحجارة لا أنسى أبدا كم بكيت وكم تقلبت وأنا لازلت أرتدي “مريول” المدرسة من قناة لأخرى أنا من جيل كان يظن بأنه يفهم المأساة العربية, لكنني وبعد “رأيت رام الله” لم أعرف شيئا أبدا وكل غصة قهر كنت أظنني أفهمها وأعيشها, كلما قرأت وكبرت أعرف أكثر وأحزن أكثر, وأكره جهلنا.
هذه الرواية كتبت بلغة الحنين , الممزوجة بغصة الظلم , هذه السيرة من أول صفحاتها مع تلك الشهادة التي لم تجد “حائطا” تعلق عليه , إلى ” ورقة لم الشمل” , وهي تذكير لكل من سها أوتناسى , الرواية بسطت المشهد تحدثت عن الشتات وكأن مريد يجمع الحروف ليلقي بها خلف ظهره لكنها تتبعه أينما حل, هل يخاف مريد أن ينظر خلفه؟ .
من أفضل ما قرأت في وصف حال الفلسطينيون اللاجئون ” أدبيا” سبق وأن قرأت رواية اللاجئة, لكن هذه الرواية صورت حالة أخرى كما لو أن الوطن ” حقيبة سفر”.
ما أحببته بأن مريد وثق من خلال ما قد أسماه سيرته الشخصية أسماء وشخصيات فلسطينية وعربية لها ثقلها نضاليا و ثقافيا, وحتى الأم الفلسطينية الطالب والطفل والرجل الكهل الذي مرت سنواته في نضال وتفاؤل “صعب”, كان حاضرا بطل الرواية هي فلسطين , المقسمة التي لازالت تربط أجزاءها ببعض لازال هناك خط لاتستطيع إسرائيل مسه أو قطعه أو بناء المستوطنات عليه لعزل الفلسطينيين يجمع بين الوطن بأكمله يمثله حتى اللاجئون الذين عاشوا حياتهم على أمل العودة كل شيء مؤقت خارج فلسطين مؤقت يسرق منهم الكثير ويحي الكثير.
-2″نسيج السجادة هو المستوطنات عليها بعض النقوش متناثرة هنا و هناك هي كل -ما تبقى لنا- من فلسطين.”

رأيت رام الله , لم تغرق في عاطفتها بدون أن تشير إلى الأخطاء, العاطفة “واقعية” إن صح لي القول, رغم أنها بسيطة إلا أن في اللغة عمق “جارح”, تركض الأحداث ذهابا و إيابا على خط الزمن لكنها تبقى في الحاضر لانتظر للمستقبل أبدا ربما لأن الكاتب أعتاد على عيش اللحظة التي لا يعرف قادمها وكذلك كل شخوص الرواية, لم تنظر للمستقبل تركتها للقدر يعبث أو يعيد ترتيب الأشياء.
توقفت كثيرا عن أمنيات مخبئة للكاتب الرواية مريد البرغوثي حينما قال بأنه لا يملك مكتبة, وأين سيضعها لو امتلاكها, أمنيات صغيرة تقتل على يد الغربة, الرواية تصف 30 عاما وبينه وبين فلسطين جندي إسرائيلي, الذي قال عنه :
“بندقيته هي تاريخي الشخصي, هي تاريخ غربتي. بندقيته التي أخذت منا أرضَ القصيدة و تركت لنا قصيدة الأرض في قبضته تراب و في قبضتنا سراب.”-3
يتحدث بها مريد عن الغربة وما تفعله عن اللجوء عن الذكريات التي نسيت الشاب الذي غادر ليعود وعلى أطراف جبينه ثلج الغربة الذي لن يذوب.
الصدفة الجميلة أنني قرأتها بعد رواية ثلاثية غرناطة, التي كتبتها رضوى عاشور زوجة مريد برغوثي التي كان يتحدث عنها وكأنها ملاكا كل مرة يغرق فيها في وصف ملؤه الحنين ومرارة الغربة يعود ليذكر روضة كأنه يستعين بها على ذكرياته.

1-2-3 : مريد برغوثي

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ثلاثية غرناطة

6 مارس، 2012

هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع.
لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.
لايسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح.
يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة.*

*رضوى عاشور

 

الأندلس لغز ساحر بالنسبة لي أقرأ هنا وهناك تفاصيلها الكثيرة تأخذني مرة للزهو والفخر بطريقة مضحكة أحيانا, ومرة أغضب من تشويه التاريخ والحضارة من أسماء لم تضف للتاريخ الإسلامي شيئا.
مايميز ثلاثية غرناطة ..أنها رواية قريبة للإنسان حاولت رضوى أن تتحدث عن الإنسان والعديد من الأجيال, عن الحياة الاجتماعية والحب, و كيف عاش الأندلسيون تقلبات المجد والرخاء وكيف دفع ثمن مئات السنين من الانهيار البطيء.
الوصف والتفاصيل الدقيقة ترضي نهم قارئة مثلي تكمل التفاصيل من خيالها حينما لا تتوفر, قلما توقفت عن القراءة مع ثلاثية غرناطة كما مع غيرها من الكتب التي أقف أتأمل المشاهد لإكمال شكل فناء المنزل مثلا أو ملامح شخص حتى أعيش التفاصيل بحذافيرها, رواية التفاصيل رواية الوداع والرحيل ربما استطيع أن أطلق عليها النسخة العربية من مئة عام من العزلة … ولكنها مئة عام من السقوط والوداع الطويل.
أبكتني فصولها كيف يشاهد المسن نيران تلتهم مجهود المئات من السنين والأشخاص في ثواني… كنت قد مت في خيالي قهرا قبل ان يموت …. الكتاب هذا الكائن الذي يمد تفاصيله لتصبح وأرواحنا جزء واحدا كيف أصبح مجرم هارب مختبئ في ذاك الزمان.
قرأت الكثير عن الأندلس لكنني أتعامل مع تلك البلاد “كحدث” حضارة سقوط.. مع ثلاثية غرناطة دخلت عوالم الأشخاص كيف واجهوا السقوط كيف تكيفوا مع الحياة كيف حرسوا دينهم وسقوا لغتهم من مياه عيونهم.. مع أزقة غرناطة وبقية المدن وقصورها وحجارتها وهي تنطق بهويتها سمعت صوت الكتب وهي تنعي موت زمان رخاءها .. حتى بناء الشخصيات كان مذهلا في الثلاثية .. في خط زمن مذهل متى يقف ومتى ينتقل لحدث آخر .. حتى في ثرثرة الشخصيات أحسست في بعض النقاط أنها كناية عن زمن متكرر لا ينتهي من إعادة نفسه بملل, أحسست أن التفاصيل الكثيرة والثرثرة جزء من خطة رضوى مع الرواية, وإن كانت في نظر من ناقشت معهن الرواية هي مجرد إضافة لا داعي لها.
فترة حرجة من التاريخ الإسلامي العربي الأندلسي , فترة الضعف السقوط الحصار .. كلها والثوار يشكلون أملا ترسله الجبال مرات استبشار الأهالي رغم ما يعيشون, أحببت كيف يظهر في لحظات, ليخفف علينا غصة رافقتني .. رغم أنني اعرف التاريخ كنت بطريقة مثيرة للشفقة أنتظر أن تقول رضوى عاشور بأن الثوار انتصروا وعادت الأندلس مسلمة عربية..
الأندلس غرناطة البيازين …. إلخ تاريخ وحكاية لا نمل تكرارها مئات السنين تبعت بعضها وانقضت ولازالت حكاية الرثاء الكبيرة التي نعيد ترديدها ولم تجف حتى اليوم الجفون التي تبكي سقوطها المر.

English Blogs قالوا - Quotes

Letters to Juliet

4 نوفمبر، 2010

letters_to_juliet_poster_02

Dear Claire:

WHAT and  IF , are two words as non-threatening…as words can be.

But put them together, side by side ,and they have the power , to haunt you for the rest of  your  Life

What if ?
I
don’t know how your story ended ,but if what you felt then was true Love…then it’s never too Late . If it was true then ,why wouldn’t it be true now ?*

* Letters to Juliet

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ذاكرة للنسيان

19 يونيو، 2010

zakira
ذاكرة للنسيان – محمود درويش
صادر عن دار رياض الريّس عام 2007
صفحة: 194
,

كتب عن ذاكرة للنسان ليصف يوم حصار شاق جدا كان قد خاضه بكل تفاصيله بلغة رائعة وحوارات رائعة  :

متى تقبلني ؟
عندما أصدق أن في وسعي أن أصدق ان هاتين الشفتين مفتوحتان لأجل ..!
إذن لمن ؟
لصوت قادم من كوكب بعيد

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

نـُزل الظلام

8 يونيو، 2010

7951579

نـُزل الظلام- للمدون  ماجد الجارد
صادر عن دار الانتشار العربي ,
128 صفحة

يبدوا أن حياتي لا تعرفُ سوى بُعدين إما النور أو الظلمة, و إما البقاء أو الترحال , إما بذخُ الأمومة أو واحة الحرمان مفتقدة البُعد الثالث , ذاك القائم بين بُعدين المعنِي بتحقيق التسوية حتى لو كانت بالعُتمة وإستراحة المسافر وحد الكفاية ,أما يكفيني حرماني من رؤية وجه أمي !!

النور حالة ” حلم ” للمكفوفين، يرسمون خارطة طرقهم بحواسهم الأخرى برائحة الأشياء و أصواتها، “نزل الظلام”، بتناول حياة بعض الطلاب في معهد النور للمكفوفين يبدأ بدخول طالب إلى المعهد بعد أن فقد بصره تدريجياً يشاهد الأشخاص حوله -وجوههم وأشياءهم- ببعثرة غريبة وكأنهم ألوان ملقاة على ورقة بلا ترتيب يبحث عن نور قوي حقيقي ليتمكن من تلمس طريقه داخل المنزل يجذبه قلب أمه وحبها كالمغناطيس لا يحتاج في سبيله إليها أيّ نوع من الأضواء لكن حينما كبُر أجبر والداه بقلب يعتصره الألم لفراقه بأن يدخلونه معهد للنور حتى يستطيع إكمال تعليمه ويلتقي هناك بمجموعة أصدقاء تجمعهم أضواء قوية تنطلق من الداخل نور الأمل وحب الحياة يقودهم للسخرية من ” عماهم ” حينما وجدوا أنفسهم مجبرين على قطع شارع عام في رحلة تعد مغامرة بالنسبة لهم، يحكي الكاتب عن روتين المعهد و قصوره عن تفهم أعمار المكفوفين كأنهم فقدوا مع فقدان بصرهم حقهم بأن يعيشوا الحياة كما يحلو لهم، من خلال سرد لأحداث حياتهم يوضّح أنهم لا يواجهون معضلة كبيرة هناك عدة أوجه في الحياة تهديهم النور الساطع، لغة الكتاب رقيقة يمكنك الإنتهاء منه في جلسة واحدة.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الإنسان ذو البعد الواحد

22 مايو، 2010

8051381

الإنسان ذو البعد الواحد – هاربرت ماركوز
صادر عن دار الآداب ترجمة جورج طرابيشي
في  268 صفحة .

إن المجتمع الصناعي المقدم لم يزيف حاجات الإنسان المادية فحسب بل زيف  أيضاً حاجاته الفكرية فكره بالذات والفكر أصلا عدو لدود لمجتمع السيطرة لأنه يمثل قوة العقل النقدية السالبة التي تتحرك دوماً باتجاه ما يجب أن يكون لا باتجاه ما هو كائن  وهذه القوة هي خاتمة المطاف قوة إيديولوجية .

الكتاب مقسم إلى :
– تخدر النقد -مجتمع بلا معارضة
– أشكال الرقابة الجديدة في المجتمع الأحادي البعد وانغلاق العالم السياسي فيه
– تغذية الفكر السلبي في الفكر الأحادي البعد و إحباط منطق التناقض
وفصول أخرى
,

السياسة هي الممارسة التي تتطور من خلالها المؤسسات الاجتماعية الأساسية وتتحد و تستمر وتتبدل إنها ممارسة الأفراد مهما تكن الصورة التي هم منضمون عليها ومن هنا كان لامناص من أن نطرح على أنفسنا من جديد هذا السؤال :
كيف يستطيع الأفراد المساسون الذين ينعكس تشويههم حتى في حرياتهم و صبواتهم ؟
كيف يستطيعون أن يتحرروا من أنفسهم ومن سادتهم في آن واحد وما السبيل إلى كسر الحلقة المفرغة ؟

,
يشرح ( في بداية التسعينات )  هربرت ماركوز  عالم الاجتماع الراحل أطروحته التي أراد بها نقد المجتمع الصناعي الحديث، وعن سيطرته على حياة الشعوب الفكرية ومحاولة إقصاء الإنسان لأن المجتمع الصناعي عمد إلى تقسم الأعمال وإلغاء الفردية، ويناقش فكرة تسيس رغبات الفرد و حصرها في إيطار واحد رغم أن هذا الخيار الوحيد المفروض بالحقيقة يلبس قناع الحرية والتعددية وهو بالأساس مصلحة طبقة معينة حولت مصالحها بالسياسة و أوهمت الشعوب أنها مصالح عامة وحريات وخيارات متعددة.
يبدأ من الأساس من قيام الصناعات والآلات والتكنولوجية الحديثة على يد الإنسان من أجل أن تقوده وتوجه طاقاته ونشاطاته لتلك الوجهة الوحيدة، وهي من وجهة نظره النقدية، وسائل تدميرية و تسلط مقنّع.
الكتاب بالحقيقة لفت نظري لعدة موضوعات أود القراءة عنها لاحقاً لأستكمل نظرية ماركوز وأستطيع الإمساك بها من جهاتها المختلفة كتاب يستحق القراءة .