رفوف المكتبة - Books

ستكون له عيناك

14 مايو، 2009

,
سيجيء الموت وستكون له عيناك
جمانة حداد .

الناظر إلى الكتاب المزخرف بورقة عليها رسم وردة حمراء يظن بأنه على موعد مع رحلات حب أو قصائدُ هيام على موعدٍ مع قبلاتٍ مسروقة أو عناق طويل يفيض حناناً وشوقاً وحرمان , لكن كل ذلك كان عبارة عن غلاف ورقي حينما نزيحه ما نلبث أن نفاجأ بلون الموت الأسود ولون الظلام كغلاف حقيقي للكتاب هل قصدت جمانة أن تقول بأن الموت هكذا مخبأ تحت وهج ورونق الحياة ؟
قلت ساعتها : ماذا تخبئين ياجمانة ؟
شيئاً فشيئاً عرفت بأن هذا المؤلف ماهو  إلا سيَّر منتحرين الجامع بينهم أنهم شعراء ,!

في الخامسةِ من العمر حينما هيمنَ الموتُ على حواسِ طفلةٍ وجدت جدتها تتمدد على الأرض وبجانبها قصيدةَ إنتحارها , إختبأ الموتُ في أعماق أعماقها والشعرُ أيضاً و قصائد الإنتحار هكذا كانت نواة العمل مخبأةٌ في داخل هذه الصغيرة وحينما كبرت هذه الجمانة ماكان منها إلا أن قررت جمع هؤلاء المنتحرين في ( أنطلوجيا كبرى ) “كما تحب أن تسميها” , جابت كل مكان وتسلّقت أعمدة الزمن ممتطية تارةً مرجع وأخرى كشوفات مركز شرطة متواجدة في الأمكنة عن طريق الصور وجامعة للمعلومات, تنقلت سائلة عن ماهية الإنتحار طرقه أوقاته وأشهُره طقوسه عن العوالم المختلفة التي ينقل الموت خلالها المنتحرين وعن أشكاله , لتخرج علينا بكتاب ( خرافيّ المجهود ترجمةً وجمعاً) راااائع لا تلمك أمامه إلا أن تقف إعجاب بالمجهود الجبار الذي أخرجه إلينا ,

إستهلت جمانة حداد الإنطلوجيا الكبرى بقسم صغير تحدثت به عن طريقة إختيارها للقصائد , والشعراء تحدثت عن أقسام هذا الكتاب وعن طريقة جمعها للمعلومات وترجمتها للقصائد , كتبت كل ذلك حتى الإحصائيات بلغة جملية شاعرية يستطيع القارئ أن يعرف بأن المؤلفة شاعرة مرهفة الحس وتخلبُ لبها الأشياء حتى لو كانت إنتحاراً تقول :
لا لستَ غياباً لستَ حتفاً لستَ فقداناً لستَ منفى لستَ رحيلاَ لستَ الإستسلاماً لست نهايةً , أقول إن أنتَ سوى أول الحكاية !

,

كتابها عن 155 شاعراً إنتحروا في القرن العشرين , نيذة عنهم و نماذج من أشعارهم وربما قصائد إنتحارهم 🙂

You Might Also Like

5 Comments

  • Reply ميقات الذاكرة( ميقات الراجحي) .. 15 مايو، 2009 at 3:44 م

    جميل
    هو
    التنوع
    في القراءة

    مازالت
    الفتاة
    السعودية
    تبهج
    في بعض الأحيان ..

  • Reply نوفه 20 مايو، 2009 at 2:45 ص

    يا الله مشوق هذا الكتاب مسجل في ليستتي للقراءة

    سأقتنيه بالتأكيد سلمتي على هذة القراءة :f3:

  • Reply أمـٌون/ غَفرَ اللهُ لها 24 مايو، 2009 at 2:33 م

    ليس ثمة وقت كاف للموت فمئة وخمسون شاعراً وشاعرة ساروا إليك مخيرين أيها الموت
    من أجل وأجل وأجل وأجل ,,,,,,,,,,,,,!
    من لم يقرا هذا الديوان اقوله روح انتحر << برا :yes1:

  • Reply انفاس القوايل 13 يوليو، 2009 at 5:38 ص

    مرحبا :f3:

    مساء الحب والتفاؤل :hugs:

    لماذا تقرأين كتب قد تدفعك للأنتحار :ki:

    لااحبذ هذه النوعيه التي تتحدث عن الموت :oh:

    ليس هروبا من واقع واقع لامحاله :cry1: لكن احب التفاؤل والعيش بهدوء وانسجام

    لا :an: لهذه النوعيه التي قد تترسب في داخلي فتصيبني بالكآبة :sk1:

    ودمتي بود :f2:

  • Reply fotat22 14 يوليو، 2009 at 3:49 ص

    أنفاس القوايل :

    همممم هي تتحدث عن الشعر عند المنتحرين لم تنصحنا بالإنتجار أو تحببه إلى نفوسنا ربما تأثر عليك إذا قرأتيها عني لا أتأثر بسهولة بهذه النوعية 😉

  • Leave a Reply

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.