Browsing Category

رفوف المكتبة – Books

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

خرافة التقدم والتخلف – جلال أمين

17 مارس، 2012


هذا الكتاب أول قراءة لي في فكر جلال أمين , وجدت في تسلسل أفكاره وطرحها زاوية مختلفة وطريقة جديدة للتفكير, في كل ما مر به العالم الإسلامي فكريا واجتماعيا, واقتصاديا.
يتطرق جلال أمين من خلال كتابه إلى فكرة التقدم والتخلف , بمحاولة توضيح أن القول عن أمة بالمطلق بأنها متقدمة هو أو القول “أمة متخلفة بالمطلق” أمر خارج حدود المنطق, لأن الأمة هي عبارة عن خليط من أكثر من عنصر قد تتقدم بأحده وتتأخر بآخر وبحسب وجهات النظر المختلفة, وهذه بالذات طريقة جديدة للحكم تعلمتها من كتابه, لأننا بالغالب نسمع كلمة :”شعب متخلف” أو ننظر مثلا للمجتمع الأمريكي بأنه متقدم, بعد قراءة الكتاب أمسكت بورقة وقلم وكتبت الأمة العربية و أمريكا , وكتبت كل النواحي التي أجد أن العرب متقدمين ومتخلفين بها والأمر ذاته تحت اسم أمريكا, ووجدت أنه من وجهة نظري قد تختلف المقاييس التخلف ربما يكون تعليمي أجتماعي لدينا لكن اقتصاديا لحد ما نحن أفضل خصوصا بعد الأزمة العالمية وما إلى ذلك, وأمريكا قد تكون متطورة علميا وقانونيا وإداريا, لكن اجتماعيا لا أعتقد برأيي الخاص أن حياتهم متقدمة في بعض نواحيها والأسباب يطول شرحها.
هنا يجب أن أوضح بأن ماكتبته أعلاه لا يعني عدم اعترافي بالتقدم الأمريكي أو القصور الذي نعيشه كعرب, لأن الاعتراف بالتأخر هو أول الحلول, ولن أتغاضى عن الحقيقة, لكنه مقياس جديد علمني التوازن حتى لا أكره واقعي.
ومن أسباب التأخر الدونية التي يشعر بها العرب مقابل الأجنبي, وضحها جلال أمين حينما تحدث عن “الخواجة” الذي غرس هذا الإحساس لدى العرب وقت الاستعمار, وكيف أثرت عقدت الخواجة على البعض , حتى أصبح التقدم أمر محال داخل النفوس العربية.
الكاتب هز الكثير من المصطلحات مثل الحرية و التنمية الاقتصادية والإنسانة وتمكين المرأة وحرية الإعلام التي خرجت علينا من خلال دراسات قام بها الغربية لمحاولة التأكيد في رسائل غير مباشرة للعالم العربي بأنه لايزال يعاني من مشكلات تقدم عليها الغرب وأجتازها في حين أن لدى الغرب الكثير من المشكلات التي قد تقلب موازين الحرية التي يدعونها, وفي هذا اتفق مع جلال أمين , أنها موجودة لدى الغرب بفارق بسيط هو أن أي جماعة أو شخوص يعانون في المجتمع الغربي من الاضطهاد لديهم المحال للحديث والمطالبة إذا استطاعوا أن يصلوا للرأي العام في حين تنعدم وسائل التعبير لدينا.
ماشدني هو الفصل الذي تحدث فيه عن الإرهاب حيث ناقش المصطلح و نشأته وطريقة تعامل الإعلام معه بطريقة لم يسبق لي أن فكرت بها أو قرأتها, وكيفية تمييع المصطلح ليبقى فضفاضا يسع كل ما يقع في طريق الغرب ليسهل التخلص منه, وليكون أمر عالمي لا يخص بلد دون آخر.
كتاب عميق رغم انه خفيف , هز مصطلحات تشربناها لنعيد التفكير بها و نشك بكل طرق تلقينا للأفكار حتى نستطيع أن نخرج بأفكار خاصة, طريقته في طرح الأسئلة هي احترام لعقل القارئ ولفكره وخروج عن الطرق التي تعودت الوصايا على العقول والتعبير.
بقي أن أقول عن الكاتب بأنه في بضع مواقف شعرت بأنها متحامل على الغرب بطريقة أكثر من المعقولة لكن توصلت بعد الانتهاء من الكتاب إلى أن الكتاب لا يحاول أن يؤسس فكرة بقدر ما يحاول أن يؤسس طريقة للتفكير ولا بأس من الشك بكل مانتلقى حتى حينما نبتلعه يكون له النكهة التي نريد ونحب, هي مجرد وضع الأفكار في عقولنا ومحاولة تفسير كل واحدة على حدة.
الأستاذة صفية الجفري, حينما ناقشتها عن الكتاب رشحت لي قراءة سيرة جلال أمين, ولأنني أثق برأيها وذائقته –الفكرية- أصبح في أولويات قائمتي القادمة.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

ثلاثية غرناطة

6 مارس، 2012

هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع.
لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.
لايسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح.
يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة.*

*رضوى عاشور

 

الأندلس لغز ساحر بالنسبة لي أقرأ هنا وهناك تفاصيلها الكثيرة تأخذني مرة للزهو والفخر بطريقة مضحكة أحيانا, ومرة أغضب من تشويه التاريخ والحضارة من أسماء لم تضف للتاريخ الإسلامي شيئا.
مايميز ثلاثية غرناطة ..أنها رواية قريبة للإنسان حاولت رضوى أن تتحدث عن الإنسان والعديد من الأجيال, عن الحياة الاجتماعية والحب, و كيف عاش الأندلسيون تقلبات المجد والرخاء وكيف دفع ثمن مئات السنين من الانهيار البطيء.
الوصف والتفاصيل الدقيقة ترضي نهم قارئة مثلي تكمل التفاصيل من خيالها حينما لا تتوفر, قلما توقفت عن القراءة مع ثلاثية غرناطة كما مع غيرها من الكتب التي أقف أتأمل المشاهد لإكمال شكل فناء المنزل مثلا أو ملامح شخص حتى أعيش التفاصيل بحذافيرها, رواية التفاصيل رواية الوداع والرحيل ربما استطيع أن أطلق عليها النسخة العربية من مئة عام من العزلة … ولكنها مئة عام من السقوط والوداع الطويل.
أبكتني فصولها كيف يشاهد المسن نيران تلتهم مجهود المئات من السنين والأشخاص في ثواني… كنت قد مت في خيالي قهرا قبل ان يموت …. الكتاب هذا الكائن الذي يمد تفاصيله لتصبح وأرواحنا جزء واحدا كيف أصبح مجرم هارب مختبئ في ذاك الزمان.
قرأت الكثير عن الأندلس لكنني أتعامل مع تلك البلاد “كحدث” حضارة سقوط.. مع ثلاثية غرناطة دخلت عوالم الأشخاص كيف واجهوا السقوط كيف تكيفوا مع الحياة كيف حرسوا دينهم وسقوا لغتهم من مياه عيونهم.. مع أزقة غرناطة وبقية المدن وقصورها وحجارتها وهي تنطق بهويتها سمعت صوت الكتب وهي تنعي موت زمان رخاءها .. حتى بناء الشخصيات كان مذهلا في الثلاثية .. في خط زمن مذهل متى يقف ومتى ينتقل لحدث آخر .. حتى في ثرثرة الشخصيات أحسست في بعض النقاط أنها كناية عن زمن متكرر لا ينتهي من إعادة نفسه بملل, أحسست أن التفاصيل الكثيرة والثرثرة جزء من خطة رضوى مع الرواية, وإن كانت في نظر من ناقشت معهن الرواية هي مجرد إضافة لا داعي لها.
فترة حرجة من التاريخ الإسلامي العربي الأندلسي , فترة الضعف السقوط الحصار .. كلها والثوار يشكلون أملا ترسله الجبال مرات استبشار الأهالي رغم ما يعيشون, أحببت كيف يظهر في لحظات, ليخفف علينا غصة رافقتني .. رغم أنني اعرف التاريخ كنت بطريقة مثيرة للشفقة أنتظر أن تقول رضوى عاشور بأن الثوار انتصروا وعادت الأندلس مسلمة عربية..
الأندلس غرناطة البيازين …. إلخ تاريخ وحكاية لا نمل تكرارها مئات السنين تبعت بعضها وانقضت ولازالت حكاية الرثاء الكبيرة التي نعيد ترديدها ولم تجف حتى اليوم الجفون التي تبكي سقوطها المر.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

الخلود – ميلان كونديرا

21 ديسمبر، 2011



هل الرواية شيء آخر سوى فخ منصوب للبطل؟” “

* ميلان كونديرا-الحياة هي في مكان آخر

هنا كانت الخلود فخ لأفكارنا ولتوقعاتنا, الرواية/الحياة نقطة البداية ونقطة نهاية وبينهما حالة من الخطوط والأشياء المتشابكة التي توصلنا إليها أنا(نا) الخاصة, في رواية كونديرا هذه السهلة الممتنعة روى الحياة بكل تعقيداتها بكل فوضاها, ليس هناك بداية لأي شيء قد تبدأ من المنتصف لتجدك تترنح بين الماضي والمستقبل رغم أنك لازلت هاهنا مكانك في حاضر غير معروف تحاول تفسير الصدف والحياة, وتفكر بهؤلاء الخالدين الذين لا يملكون من خلودهم إلا أسماءهم وكل ماعداه هو أصوات غيرهم ممن يعشقون الأشياء ليبدؤوا باختلاق قصص عن خلودها.
“العالم الكونديري” مختلف تماما عن أي عالم آخر, لا يوجد تسلسل تقليدي كما في بقيّة الروايات, هي محاكاة للحياة “الغير متوقعة”, لا يمكن قراءة رواياته بدون تركيز, لأنه حتى حينما يصف المشاعر يربطها بأفكار فلسفية تستحق التأمل والتفكير.
“الخلود” تحتاج فعلا لفأس وحقيبة حتى تنقب وتحمل ماتريد, تشبه الرحلة الشاقة التي تنتهي بها لتحقيق حلمك, لتغلق أخر صفحاتها وأنت تعرف أنها تستحق العناء, رواية بلا أبطال الحياة هي البطلة الوحيدة, ولكل شخصية مكانه من العالم أناه التي شكلت له نظرته للحياة وطريقة تعامل الحياة معه.
الخلود.. جعلتني أفكر في “حياتي” كما اعرفها ومحاولة تفسير كيف يعتقد الآخرون عن “أناي”, مجرد تفكير بكل ما عبرت عنه وكيف سمعه الآخرون, لأنني كونت تلك النظرة بما قلته.
الجميل في حوار الكتّاب الذي تداخل مع مجريات القصة, -همنقواي وغوته- من “يُحسدون” على الخلود كأن الراوي أراد القول أننا محضوضون لأن أنا(نا) نصنعها نحن بطريقتنا ولا يكتبها غيرنا كما يعتقد عنا.
“كونديرا” الاستثنائي يُجيد تحويل الصدف إلى أحداث مهمة, يُجيد بشكل رائع بتحويل المعاني البسيطة لأفكار عميقة, كونديرا مليء بالدهشة أحب أن أقرأ عملا ينقل الحياة بكل تفاصيلها الفوضوية دون أن يقدمها وكأنه طريقة واحدة وخط مستقيم وتسلسل منطقي, الحياة هي أكبر الأفكار/الأشياء/ الغير منطقية, وهذا ما يقوله كونديرا.
قرأت “الخلود” في سهرة جميلة وأكملتها على مراحل لم تفسد متعة قراءتها.

قرأت لميلان كونديرا : خفة الكائن التي لا تحتمل , الحياة هي في مكان آخر , فالس الوداع , فن الرواية, حتى الآن الخلود أجملها.

من رواية الخلود:
تَغَيّرَ الوضع, وفهم الصحافيون بأن طرحْ الأسئلة ليس فقط طريقةً لعمل صانع الريبورتاج الذي يتابع بتواضع تحقيقا ما ممسكاً بمفكرته في يده, بل طريقة لممارسة السلطة حقاً, ليس الصحافي هو من يطرح الأسئلة, بل هو الشخص الذي يملك الحق المقدس بطرحها , وبِطرْحِها على أيِّ كان, وحول أي موضوعٍ كان.
ولاتقوم سلطة الصحافي على حق طرح السؤال بل على حق المطالبة بِجواب.”
**
“حتى لحظة معينة, يبقى الموتُ شيئا أبعد من أن نهتم به , إنه ليس على مد النظر إنه غير مرئي. إنه الطور الأول للحياة , أكثر الأطوار سعادة.”

**
“اسمُ عائلتنا أيضا, هو يُقسَم لنا بالمصادفة, دون أن نعرف متى ظهر في العالم, ولا كيف التَقَطَهُ أحد الأجداد المجهولين. إننا لانفهم هذا الاسمَ مطلقاً, ولا نعرف شيئاً عن تاريخه, ومع ذلك نحمله بإخلاص مُمَجّد, نتوحّد به ويروق لنا جداً, ونفخر به بشكل يدعو للسخرية كما لو أننا نحن الذين ابتدعناه تحت تأثير إلهام عبقري”
**
“-آنييس, قال بول…وجهُكِ لا يشبه أي وجهٍ آخر..
(ابتسمت)
– قال بول: لا تبتسمي .. أتكلم بجد…. عندما نحب أحداً, نحب وجهه وهكذا نجعله مختلفاً كلياً عن الآخرين.
– تعرف.. أنت تعرفني من وجهي, تعرفني كوجهٍ, ولم تعرفني على نحو آخر قط.. ولهذا لم يخطر لك بأنه يمكن ألاَّ يكون وجهي هو أنا!!!!.”
**
“جميعنا في جزء ما من أنفسنا نعيش وراء الزمن, ربما أننا لا نَعي عمرَنا إلا في لحظات استثنائية, وأننا معظم الوقت أشخاص بلا أعمار*”

في قودريدز

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

اليوم العالمي للكتاب 2011

23 أبريل، 2011

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب  سأدرج المقال الذي كتبته لمجلة الإسلام اليوم في عدد ” أبريل” والذي يتحدث عن  القراءة  سأدرج صورة للمقال في المجلة حالما تصلني نسختي:

قراءة الكتب هي رحلة طويلة، سفر متعدد الأوجه زمني و مكاني، سفر لا نستطيع معه أن نتوقف عن الدهشة و الذهول التي هي مفتاح للكثير من الإبداعات التي وصلتنا وسوف تصلنا، حينما أنظر إلى مكتبتي والرفوف المحيطة بي أشعر أنني أمام كرة زجاجية كبيرة تتنقل داخلها العوالم من مكان لآخر وتواجهني بأفكار قديمة حديثة أفكار غريبة و مريبة أحيانا أخرى و خلاقة وملهمة أيضاً، أتعرف معها على وجوه الأماكن و ملامح الأزمنة القديمة و أشاهد من خلف الزجاجة المكبرة الأفكار المعلقة بين السطور الأفكار العظيمة التي تختبئ خلف الأفكار الصغيرة العابرة، بعد الانتهاء من كل تلك المغامرات القرائية تحديدا عند الانتهاء من الكتاب أشعر بشبع لذيذ محاولةً تمرير أفكار الكتاب مرة تلو الأخرى في العقل دون النطق بها فترة قصيرة نغيب بها عن الواقع لنتفكر فيه من خلال ما قرأنا وكيف رتبت الأفكار نفسها داخل عقولنا بطريقة رشيقة.

برأيي هي أهم مراحل القراءة مرحلة تحديد إجابات بسيطة للكثير من الأسئلة الملحة التي تطرأ مثل: ماذا يعني لي الكتاب؟ و كيف أُجمِّل واقعي من خلال ما قرأت؟ كيف أنتقده؟ وكيف أكوّن أفكاري الخاصة في هذا الموضوع اعتقد أن دقائق الامتلاء هذه هي خلاصة الخلاصة لذلك جاءت أهمية التدوين عن الكتب لنعود لها يوما و نقرأ ونعرف لأي عتبة من السلم الثقافي وصلنا حينما أضفنا هذه المجموعة لحصيلتنا و لأي مرتقى ارتفعنا بقراءتنا لتلك الأخرى، وجدت متسع رحب للكتابة عن ما أقرأ من خلال موقع ( goodreads) وتقديم أراء مبسطة ومشاركة قائمة الأصدقاء، وجدت باب للتفاعل الحقيقي.

حالات امتلاء كثيرة تلتقي و تتلاقح فيما بينها و تتضاد وتكون خلاصات من عدة أوجه، بعد تجربة سنتين في الكتابة عن ما أقرأ أقف اليوم لأقيم التجربة و أجد أن تلخيص الفائدة ولو كانت على المستوى الشخصي ضاعف من قدرتي على ترتيب ما أقرأ و ضاعف الفائدة أصبحت قادرة بشكل أفضل على أن أستشف الخلاصة حتى من خلال الحوارات و ملاحظة الأشياء المتوارية خلف الأحاديث و الحكايات و أيضا قدم فهرس جديد من نوعه لمكتبتي تساعدني في عملية البحث عن موضوع محدد مستقبلا أجد رأيي فيما قرأت أضيف إليه أو أنقحه من خلال قراءة أخرى في ذات الموضوع، وتقدم الكثير حتى لمن يقرأ أرائنا عن الكتب من خلال مقارنتهم لأرائهم وتكوّن مناخ مناسب للنقاش المثمر الكتاب ليس فقط مجرد قراءة هو مدخل لعوالم لو فهمناها جيداً تساهم برقينا فكريا، إذا كانت القراءة سفر و عالم، و دهشة أسئلة فالكتابة عن ما نقرأ زاد و ملامح و إجابات مذهلة تجربة ثرية من كل النواحي فكريا و لغويا.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

طعام صلاة حب

2 أبريل، 2011

5-

ليست المرة الأولى التي ينبغي علي أن  أقول أنني أحببت الكتاب أكثر بكثير من الفلم و أنني استمتع بتذوق تفاصيل الأشكال والمشاعر و الرائحة و حتى الطعم من خلال القراءة أكثر من المشاهدة , حينما نؤمن من الداخل اليقين الذي يعطينا إياه هذا الإيمان كفيل بخلق سعادة وسلام داخلي يستطيع مواجهة الحياة وتفاصيلها حتى تلك المشوهة , رحلة الغياب عن الحياة والعودة إليها مرةً أخرى التي سردتها إليزابيث ” بصدق ” لا نستطيع تجاهله  تمس كل أنثى ربما غابت قليلاً أو طويلاً ثم عادة بطريقتها الخاصة التي تختلف بالأدوات لكنها تؤدي ذات الغرض , حتى لمن لا تزال غائبة لا تعرف كيف تكتشف طريقها الخاص ربما من السخف أن نقول لها أن  هذا الكتاب كتالوج ” كيف أعود لنفسي مجدداً ” , هو لا يعرض خطوات ولا طريقة محددة هو يوضح  أن الوصول للنقاط الخفية خلف الوعي بعد  استكشاف الشوارع الخلفية من ذواتنا حيث يختبئ ما لا نريد أن نراه أو نفكر فيه أو نسمعه لكن للأسف حتى لو لم نريد هناك يقع ما نحتاج لمواجهته لمعرفته من نكون ومدى قوتنا ليس من العيب أن نهار أو نتفكك لقطع مترامية في كل الأمكنة  حتى لو كانت تفصل بين كل مكان وآخر أزمان  ليس عيبا أن نكون أمام أنفسنا في حالة ضعف العيب أن نترك الضعف يقودنا عندها سنفاجئ بأننا وصلنا لمراتب متردية من العذاب ,  نقول فقط أن قراءة كتاب ( طعام صلاة حب ) إلهام كبير خصوصا حينما تتحدث عن نفسها وعن السجود و المناجاة .
أسوء ما يمكن أن يمر بالإنسان إحساسه بأنه يسقط لاتجاهات غير معروفة و أن الصدع في الأرض التي أسفل قدميه  بدأ يتسع , السقوط في متاهات روحية والضياع الذي نتخبط بعده نبحث -على القليل– عن حائط نستند إليه لنفكر, في بدايات النضج قد نسلك طرق لا نريدها خوفا من أن لا نحصل على تذاكر للحياة بعدها تحت تخبط يسمى “ماذا لو كانت فرصة حياتي ؟” وبعد أن تتضح رؤانا بالحياة نعرف أنها غلطة البعض قد يستطيع أن يتعايش مع نفسه الجديدة لكن البعض يبدأ بالسقوط في الدوامة التي لا تجعله قادرا على اكتشاف طرق ليتوازن ويقف بها , إليزابيث حينما كانت تتخبط ” روحياً ”  كانت بحاجة للكثير من الشجاعة للتجاوز ضعفها الداخلي لتبحث عن أول لبنة في بناء جدار متماسك من القيم الروحية التي ترتب الكثير من طرق تعاملها مع الحياة , كنت أحاول المقارنة بين طريقة إليزابيث جيلبريت بين المرأة عموما هناك وفي مجتمعي لو أنها مرت بحالة الضياع تلك التي مرت بها الكتابة بمقارنة بسيطة بين نموذجين إليزابيث لم تكترث إلا بنفسها لأسباب كثيرة أهمها أنها نستحق السعادة, لدينا من تبحث عن سعادتها تحتاج لجرعات شجاعة خارقة لتفكر به كيف بالتنفيذ  إذا كانت السعادة تتطلب تغييرات جذرية في الحياة ؟ تفكر بالمحيط بالمجتمع هناك عناصر تتداخل مع قراراتها لان هذه العناصر تحرك حياتها بشكل أو بآخر والنتائج التي تبحث عنها المرأة كحلول مريحة لها لا يجب أن تكون بمعزل عن المحيط ,بالرغم من أنها حياتها هي وأن أي تبعات لأي قرار تتخذه هي من يواجه معطياته و نتائجه بالدرجة الأولى, بينما المجتمع مشغول بحياته في مكان آخر , لا أعتقد أنه مخجل أن تحب إحداهن ذاتها بدرجة أكبر قليلا أو أن تفكر بنفسها قبل كل شيء ليس دليل على الأنانية  إن كانت تنوي أصلاح  حياتها بطريقتها الخاصة هذا دليل على أنها تحب من يستحق أن تكون سعيدة لأجله .

لم تكن فقط مجرد رواية امرأة كانت تعيسة و تبدلت حياتها هي حديث داخلي يمر بأي أنثى أخرى على اختلاف أسبابه هو بحث من النوع الذي نحتاج فيه للحفر عميقاً حيث الكنوز الغالية النفيسة هو أشياء جديدة تشبه الولادات مخاض يسحبنا لحواف الموت ثم نعود بعده لنقدر الحياة بشكل أكبر هو عن الحب الذي يستحق الحب المشغول بنا و بسعادتنا أكثر من انشغاله بتغييرنا هو الحب الذي يتقبلنا بكللللل ما فينا الحب الذي نصل معه للتناغم الذي قد نقف بوسطه من فرط السعادة لنقول  : ” هل هذا حقيقي ؟ ” هو الحب الذي قد نقطع العالم من نصفه إلى نصفه الآخر لنعيشه هو علاقات غرامية مع مدن عن تفاصيل الزوايا في كل مدينة هو قراءة رسائل بعض المدن للزائر عن الأصدقاء الذين هم عوننا في رحلات الحياة الجميلة والبشعة عن حديث شديد السخونة بيننا وبين الأطباق و النكهات هو مناجاة وشكوى إلى الله بصوت مطبوع .

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حبيبتي لا ترحلي – فاروق جويدة

12 مارس، 2011

10532747
ديوان “حبيبتي لاترحلي” لـ فاروق جويدة
دار الشروق
عدد الصفحات – 110


و رجعت وحدي في الطريق
اليأس فوق مقاعد الأحزان
يدعوني إلى اللحن الحزين
و ذهبت أنت و عشت وحدي.. كالسجين
هذي سنين العمر ضاعت
و انتهى حلم السنين
قد قلت:
سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع
و أتي الربيع و بعده كم جاء للدنيا.. ربيع
و الليل يمضي.. و النهار
في كل يوم أبعث الآمال في قلبي
فأنتظر القطار..
الناس عادت.. و الربيع أتى
و ذاق القلب يأس الانتظار
أترى نسيت حبيبتي؟
أم أن تذكرة القطار تمزقت
و طويت فيها.. قصتي؟
يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي
فلقد ذهبت حبيبتي
و نسيت.. ميعاد القطار..! *


,

* من قصيدة عندما ننتظر القطار

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

ماريو فارغاس-جائزة نوبل للآداب 2010

7 أكتوبر، 2010

mario-vargas-llosa2
ماريو فاراغاس يوسا (74 عام) يفوز بجائزة نوبل للآداب عام 2010 ,
اللاتيني ذو التاج الأبيض الذي طالما كان المفضل بالنسبة لي بالرغم من أنني أحب  اعماله إلا أنني قضيت مدة طويلة منذ وقت معرفتي بحروفه لا أرغب بمشاهدة صوره، ربما لأنني أحب جداً استكشاف الناس من ملامحهم، تارة أحاول معرفة شخصياتهم من خلال نظراتهم،  لذا دائماً أتجنب التدقيق بصور من لم التقي بهم وجهاً لوجه,  كنت أتخيله أسمر ونحيل جداً ذو حواجب تعطي أيحاء شرير وابتسامة ساخرة جداً كنت دائماً مصرة على أن شعره أسود فاحم بالرغم من معرفتي بعمره الحقيقي و بالرغم من حبي الشديد للون الأبيض المائل للرمادي خصوصاً لو أعتلى رأس احد ما، إحدى الروايات التي اقتنيت لفاراغاس كانت تحمل صورة له على غلاف الكتاب الخلفي، للوهلة الأولى صدمت لأنه لا يشبة ماريو الذي رسمته في خيالي بحثت عن صوره في الإنترنت فوجدت شيء لايشبه كثيراً ما كنت أفكر به لكنه كان أفضل بكثير وتأكدت أنني أستطيع أن أقرأ له كل كلمة يكتبها مستقبلاً ألا تعد تلك حماقة الحكم من الصورة؟.
طبعاً ماقلته أعلاه لاينطبق على الجميع، فقط على الجمال الذي يبقى عالقاً في مخيلتي من لوحة رسمت أو حرف كتب، من تركوا انطباع جميل في نفسي.

بعض قراءاتي لكتب  يوسا  :
رسائل الى روائي شاب
ليتوما في جبال الإنديز
حفلة التيس
شيطنات الطفلة الخبيثة
دفاتر دون ريغيوبيرتو
بانتليون و الزائرات
الرؤساء – قصص قصيرة

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حديقة الغروب

22 سبتمبر، 2010

3373276

انقطعت عن القراءة لمدة شهرين الآن بعد مرورها لا أصدق انني قضيت كل هذا الوقت بعيدة عن مكتبتي كنت أتجاهل الإقرار بأنني لم أشتري كتابا واحد طوال شهرين كاملة لكن بعد رسالة وصلتني من صفحة ” مكاتيب ”  من زائر جميل لمدونتي قال يوصيني  بأن أقرأ  فكانت مثل الإشارة التي أكدت لي بأن التجاهل لم يعد ممكنا.  راجعت ماذا حصل في الشهرين الأخيرة رددت على إيميله بإيميل يسرد أعذارً انا نفسي لم أقتنع بها أبرر لنفسي أمام نفسي قبل أن يكون رد على رسالة الزائر، فقررت العودة للقراءة عن طريق ( حديقة الغروب ) للراحل غازي القصيبي رحمه الله الشعر بالنسبة لي لغة مشفرة لا تقرأ أي وقت، فما بالكم في وقت كنت مبتعدة فيه عن القراءة.
ريما صفحات الكتاب قليلة لكنه بالنسبة لي أكثر مما تتصورون رحلة ممتعة زادتني قناعة أنني لا أجيد وصف الشعر أبداً استمتعت على مدى  اقل من 100 صفحة  ومصالحة مع القراءة عبر بوابة العملاق القصيبي. وشكراً للزائر الكريم.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

السمكة الذهبية

26 يونيو، 2010

7483630
صادرة عن دار ورد

رواية ‘السمكة الذهبية’ للروائي (ج . م . لوكليزيو) الحائز على جائزة نوبل لعام 2008 ,
عالم ” الهاربة ” طفلة خطفت من أهلها وباعوا طفولتها ببخس أن تعيش في بيت كخادمة مكان أحبته لكن كل زواياه والعيون التي تزوره تقول لها بأنها لا تنتمي إلى ها المكان أبدا , المنتمية إلى بنو هلال ليس لديها إثبات لهويتها سوى القرطين الذهبيين بشكلهما الهلالي , تتأملها كل مرة و تتساءل هل انتم إلى هناك حقاً ؟ ليلى التي تهرب من هرب ألى آخر تطلب حريتها لا يهم ما تخسره بالمقابل المهم أن لا تسمح لأحد أن يصار كل ممتلكاتها التي لديها وهي الحرية تنتقل مهاجرة غير شرعية من شمال أفريقيا إلى فرنسا وتعيش حياتها كمشردة مهاجرة تخاف على حريتها من كل شيء, على الرصيف تتساءل في داخلها بعد أن أدمنت التأمل كلنا أحرارا لماذا لا أستطع ممارسة الحرية كعادة لازمتني في حياتي ,لماذا أحرسها من عيون الشرطة ومن نظرات الفضوليين ومن أيادي العصابات التي تمر من خلالها , تستقر في أمريكا تسير حياتها بشكل لا تفهمه لكن كل ما تقاتل من أجله هو الحرية ولا شيء غير هذا , لوكليزيو نقل لنا عالم المشردين المجروح و غرز في إنسانيتنا خنجر ملتهب , الشخصيات بغموضها رائعة مصنوعة من الألم رواية لن نندم على قراءتها أبداً عن أشخاص تتكرر مآسيهم كل يوم و نمر بهم نجهل ما بهم من روعة الروح و لا نعرف سوى جانب الجرائم منهم.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

رسائل الى روائي شاب

21 يونيو، 2010

CartasAUnJovenNovelista
رسائل الى روائي شاب – ماريو بارغاس يوسا
دار المدى
ترجمة : صالح علماني
131 صفحة
a9e959c125bf171a28eb77045e6d0e50
مجموعة رسائل  بين الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا  و شاب مجهول  أراد الحصول على بعض النقاط التي يرتكز عليها في عمله الأدبي , الرسائل تحمل الكثير من النقاط التي قد تشكل  تساؤلات كثيرة تحيّر أي روائي شاب ,الزمن ,الخاتمة ,الشخصيات, طريقة الفصل بين الراوي و القصة وكيف نمزج بين الخيال والحقيقة وكيف نوظف الحقيقة لاستنباط حكايانا الخاصة و أهمية الدخول للداخل واستخراج كل طاقاتنا الكتابية في العمل وكأنه الأخير  , عبارة عن اثنتا عشر درس بينت لنا رؤية يوسا الكتابية و نقاط النقد لديه و أيضاً تحدث عن الكثير من الكتب الملهمة بالنسبة له ككاتب له أعمال كبيرة  في عالم الرواية التي قال عنها يوسا أنه لم يأتي الزمن الذي تستغني فيه عن الرواية بعد ,  كتاب جميل جداً  من يوسا ربما فهمت بعده الكثير من طريقته يبقى بخصلاته البيضاء أعلى رأسه و نظراته الطفولية الأفضل لدي  ” هل نصنف الجملة الأخيرة تحت عنوان غزل ؟ ؟”
أيقونة قلب فسفوري