فالس الوداع – ميلان كونديرا

فالس الوداع – ميلان كونديرا
دار ورد
ترجمة روز مخلوف
231 صفحة
,

لأن ميلان كونديرا عاصر زمن الشيوعيين في التشيك و عاش قمع الحريات التي كانت سمة الشيوعية بالرغم من أنها بدأت بطرق بعيده كل البعد عن الكبت وتوابعه , عاش الكثير في السجون وقتل الكثير و فرض حضر شامل على البلد المواطنين نصفهم مسجون والنصف الآخر مسجون في الدولة بأكملها السفر محظور إلا لأسباب يبيحها الرفاق , لأن كل ذلك مرّ خلاله كونديرا نجد أن شخصياته تعيش تحت وطأة تلك الأحكام والأحاسيس هناك الكثير من الشخصيات المهمة بالرواية يستخدمهم ميلان كلاً لدلالة معينة و يمرر الأفكار من خلال حوارات هذه الشخصيات مع أو ضد أو موقف محايد ناقش الكثير من الموضوعات التي شكلت فكر المواطنين في تلك الفترة ما بعد السجون والتحقيقات والقوائم السوداء ,
الممرضة روزينا تعيش في عالم يعج من بالعقم في منتج علاجي وكليما العازف الذي يعيش تحت أضواء مركزة تتمثل في غيرة زوجته القاتلة , جاكوب و أولغا شخصيتان هما من ضحايا توابع السياسة جاكوب بظلم الحزب له و أولغا بـ يتمها المفاجئ و حياتها كمضطَهَده بلا ذنب سوى أب سياسي وطبيب ذو الأحلام الكثيرة لامعقولة يربط بينهم في لقاءات الأمريكي الذي يعيش في مدينة النبع من أجل العلاج يمثل الأمريكي رجل ثري متدين يقود دفة الحوارات حينما تلتقي الشخصيات في منزله , فلسفة الوجود و الحياة و الأمومة والموت كلها تدور بينما كليما والممرضة يتجاذبون الحديث من أجل إجهاض جنين لم يتكون بعد في أحشائها رغبت بأن تدل على الخصوبة ولا توصم بالعقم الذي تعمل بينه كل يوم وتحتك بأجساد العقيمات العاريات في غرف العلاج تحمل جنين في بطنها هل تهبه موتاً أم تسلبه الحياة ؟
وعلى الخلفية هناك عزف مضطرب و رقصات قلوب فزعة على ألحان تمررها تارة على خط الموت وأخرى على حدود الحياة وفي الحد الفاصل بالضبط تبقى ( الحبة الزرقاء القاتلة ) التي لبثت 15عام محفوظة بالحرير وملفوفة بإتقان .

كتب أخرى لميلان :
فن الرواية
الحياة هي في مكان آخر
خفة الكائن التي لاتحتمل