Browsing Category

التدوينات العربية

Random thoughts التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حول هوامش معرض الكتاب

23 مارس، 2013

photo_1362586318192-1-0

وتدوينة أخرى تبقى حبيسة المسودات ولا تخرج في وقتها المحدد .شاركتني بها الجميلة  فوز الجميل , واحدة من أجمل العقول التي جمعتني بها   “ديوانية نون”. لكن قررت نشرها على كل حال :

مجموعة من الجمل التي تطلق كل عام في وقت معرض الكتاب استوقفتني هذا العام للتفكير بها , وفي السنوات الأخيرة أصبحت تتداول كثيرا في تويتر , الذي سأركز عليه في هذه التدوينة, لأنه موقع التواصل الاجتماعي الوحيد الذي كنت أتصفحه في فترة المعرض وبعدها.
محاولة فرض توجه معين أو الوصاية على خيارات الناس وانتقادها أمر يتكرر كل عام لكنني لن أركز عليه في هنا, بل سأختار تلك الجمل التي تحاول تقنين الثقافة ووصفها في إطار واحد وهو الإطار الذي يتخذه البعض لأنفهسم, تكررت علي في تويتر جملة مثل
:” شعب لا يقرأ إلا في معرض الكتاب لا يعتبر شعب مثقف”
” الكتاب يقرأ طوال العام لا يقرأ في وقت المعرض”
“دور النشر تسوق للكتب وكأنها منتجات عناية بالبشرة”
والأسوأ السخرية من الكتاب الذين يتحدثون عن كتبهم خلال فترة المعرض ويحاولون الوصول لأكبر قدر ممكن من القراء.

لا أجد أي عيب في تركيز الحديث عن الكتب في فترة المعرض, لأنها مناسبة مهمة وهذا لا يدل على أن القراء فقط يهتمون بالقراءة في أسبوع المعرض ولا يعني أن الثقافة حدودها في هذه الأيام, هي فقط مناسبة جيدة ومحدودة الوقت لذلك الكل يحاول الحديث عن تجربته وعن الكتب التي أعجبته, عن الكتب التي تأثر بها لإيصالها للمستفيد أو الباحث, الذي يقرأ ليختار ما يناسبه من الكتب, وهذا ليس عيبا بل العيب هو إتباع نصائح الغير فيما يخص أسماء الكتب دون تفكير لمدى ملائمتها لاهتماماته أو البحث عنها, وغالبية صديقاتي القارئات اللاواتي لا يجدن وقت كافيا خلال العام لشراء الكتب يعتبرن معرض الكتاب مناسبة مهمة لشراء كتب يقرأنها في العام التالي كاملا أو في نصفه لذلك يتركز حديثهم وقراءتهم حول الكتب في وقت المعرض بينما يقرأن الكتب خلال العام.
تقول  فوز الجميل عن تجربتها في قراءة تعليقات الآخرين على الكتب : “النقد ظاهرة صحية في كلّ حالاته .. فلو زاد الإقبال وزادت معه موجة النقد فنحن المستفيدين بكل تأكيد .. موجة الاتهامات بإدعاء وغيرها سطحية ولم تظهر بسبب إحصاءات دقيقة تؤكدها مثلا .. هي آراء فردية وشخصية لا يمكن تأكيدها بالصحة أو الخطأ”.

2011_sg6_340159729
وفيما يخص دور النشر فالتسويق للكتب ليس عيبا خصوصا إذا أردنا شعبا يقرأ باستمرار في ظل هجرة الكتاب التي يعاني منها مجموعة أو غالبية فئات المجتمع, فالتسويق طريقة ذكية لمحاولة لفت نظر الشباب المراهقين أو ذوي الاهتمامات المحددة لأسماء وعناوين ربما تكون مدخل لاهتمامهم بالكتاب والبحث عنه, دور النشر العالمية وأغلب الكتاب الناجحين في أمريكا مثلا, يخَصص لهم رحلة ترويجية لكتبهم يلتقون الناس في الجامعات والمكتبات العامة والخاصة للحديث عن الكتاب وقراءة أجزاء منه وهي فكرة ناجحة مهما كان عنوان الكتاب فسيجد من يهتم به ويتبادل معلوماته ويهتم باللقاءات الخاصة به , لا أجد بها شخصيا أي عيب, ولكن من حق من لايحب التعامل مع الكتب بهذه الطريقة أن يمتنع عن حضور مثل هذه اللقاءات أو يختار كتبه بعيدا عن هذه الدعاية لكن ليس من حقه محاولة الاستخفاف بهذه المحاولات أو التقليل من تأثيرها بل ونعت المستجيبين لها بالسطحيين أو ما إلى ذلك, خصوصا المبتدئين بالقراءة, أضافت فوز نقطة جميلة في حديثها عن التسويق عن الكتب قائلة:” لا أجد بأسا في التسويق أبدا ! وكيف سنعرف عنها إن لم يسوّق لها ؟ المشكلة ربما في الذائقة التي تتحكم وتستولي على فكر دور النشر أو المؤلفين .. يعني التسويق غالبا يأتي للكتب التي يطلبها الجمهور وهي غالبا تكون كتب بسيطة معرفيا على حساب الكتب الجيدة والتي تستحق تسويق لفائدتها العلمية”.

وتتفق معي فوز بأن إعداد القوائم وتبادلها أمر صحي, فكيف نطالب بمجتمع مثقف ويتبادل الحديث عن الثقافة وغيرها إذا كان الحديث عن الكتب والتجارب  يوجه لها الانتقادات, جزء كبير ممن يبحث عن كتب يقتينها من خلال تلك القوائم لا ينسخ أسم الكتاب فقط بل يلحق ذلك ببحث عن الكتاب والكاتب ومحتواه والآراء حوله وهو أمر ممتع إن لم تكن قد جربته سابقا, فجربه لتعرف جمال التجربة قبل انتقادها, أما نقطة نسخ قوائم الآخرين دون تفكير هي النقطة التي يجب أن تنتقد وليست “العملية بأكملها”.
وأخيرا تساءلت كثيرا لماذا ننتقد الحضور للمعرض؟ قرأت تقريبا خلال أيام المعرض مجموعة من المغردين ينتقد الحضور الكثيف للمعرض ويدعي بأن نصفهم قدم للاستعراض, وكأن الثقافة موجهة لشخصه فقط,  مجرد التواجد في المعرض وكثافة الحضور فيه أمر يبشر بالخير في رأيي ولو خرج من قيل عنهم بأن حضورهم مجرد استعراض بكتاب واحد فقط وقرأه ووعاه وغيّر محتواه مافي نفسه لكفاه حقا.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كافكا على الشاطئ

9 فبراير، 2013

photo-(10)

“عاجلا أم آجلا – تتفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا”*

رواية : كافكا على الشاطيء – هاروكي موراكامي
المركز الثقافي العربي
ترجمة : أيمان رزق الله
حسابي في موقع قودريدز

تحذير : إذا لم تقرأ الرواية لا تكمل بقية السطور , لا أريد أن أفسد عليك بعض المتعة أثناء قراءتها..
لم تخيّب ظني النهاية , لو كانت  بطريقة غير هذه لكنت تحسرت على الأسبوع الذي قضيته بين صفحاتها, لم أبحث عن نهاية تفسر الأحداث كنت أريدها مبهمة غريبة مثل الأحداث وكانت كما تمنيت.
بين حياتين  “كافكا ونكاتا”  ينتهي الأول ليبدأ الثاني من جديد, في عالم غرائبي وغير متوقع, هروب الطفل- الشاب , كافكا تامورا من حياته السابقة خوفا من “تدمير روحه”  ليجد نفسه في وسط  غابة متشابكة , الحياة غابة حقيقية, متشابكة الخطوط والأقدار.

“هناك عالم آخر مواز لعالمنا هذا, وإلى حد ما يمكنك أن تخطو إليه وتعود منه آمناً. طالما كنت حريصاً, ولكن تجاوز هذا الحد وستضلّ الطريق. إنها متاهة.”*

هروب كافكا أوصله للفراغ بين العالمين يخترقه حتى يصل للموت  يجده هادئا بشكل لم يفهمه, أشعر أن جزء الغابة واختراقها ما كان إلا رمزا عن تعبه من الحياة التي تدمره ويأسه حتى وصل للموت على قدميه , و ما كان رميه لبوصلته وحقيبته إلا تخلي عن كل ما يربطه بالحياة لذلك وجد الجنديين الحارسين بعد ذلك مباشرة.
الرواية أقرب وصف لها بأنها مجنونة, سيريالية, لم أكن أبحث بين سطورها عن أي شيء منطقي  ولم أستغرب بأي تفصيل يضاف, حينما أقرأ عن رجل يحدث القطط ويسقط السمك من السماء؟ هل علي أن أنتقد أي حدث بعد ذلك بالراوية ؟ لا أعتقد لذلك جعلت الجنون يقودني حيث يريد.

“حولني العيش إلى لا شيء  أمر غريب … يولد الناس ليعيشوا, صح؟ ولكن كلما عشت أطول , فقدت ما في داخلي أكثر فأكثر – وصرت خاويا”*

مواجهة النفس حقيقة بكل التفاصيل التي مر بها الشخص ربما تساعده على الخيار بشكل أفضل هل يريد أن يموت؟ هل يريد العيش في المدينة الصامتة؟ , هل يريد إتباع عجوز يحدث القطط ولا يعرف القانون؟  وغيرها من التفاصيل, كل شخصية في الرواية واجهت نفسها بما تعتقد بأنها “هي” لتتصالح في النهاية وتقبل مصيرها وتتعامل معه.
أحببت المعلومات التي مرت خلال الـ621 جنونا , المعلومات عن الأكل الياباني والمدن والتاريخ , تشابك الأحداث والتقاءها في النهاية, لم أشعر بالملل لأنها حكت أيضا عن الموسيقى العالمية والأدب الياباني القديم أسماء مثيرة للاهتمام تمر على القارئ الذي يجد نفسه أمام تلميحات ودروس أدبية قد تعطيه لمحة عن أسماء وقصص وحياة العديد من الأدباء اليابانيين, الحوارات التي تحمل أفكارا فلسفية مبهرة حقا, أعيدها مرة ومرتين خصوصا حوارات كافكا وأوشيما, كأنني فهمت بأن كل مانمر به أو حتى جزء من الضياع الداخلي سنجده في الكتب الكلاسيكية القديمة كإجابات وخطوط إرشاد وحكم.

“أنا أحب غريبي الأطوار… أما الأشخاص العاديين الذين يعيشون بطريقة عادية فهم الذين يجب أن تحترس منهم”*

فكرت كثيرا بعد الانتهاء منها ماذا اكتب؟ وقررت أنني سأفتح “مستند ورد ” وأكتب دون تفكير, لأنني لن أكتب هنا محاولة لتبرير أو ترتيب جنون موراكامي, هذه أروع تجربة لي مع هذا الكاتب في أول قراءة له لم أفهمه حقيقة بالشكل الكافي, لكن مع “كافكا على الشاطئ” أخذني لعالم مختلف حقا كنت أحتاج لجرعة من هذا النوع الغامض تعيد لي التوازن الداخلي وفعلا وجدتها هنا, ربما انتهت دون أي أشارات أو إجابات لكنني أفضلها هكذا لأضع ما أريده من إجابات أو لأبحث في عقلي عن ما لا اعرفه حتى أملّ وأعود لأفكر.

ملاحظة إلى نفسي:  “عزيزتي مشاعل المستقبلية , ربما تودين قراءة هذه الرواية مرة أخرى عني شخصيا أرشحها لك جدا في عمر مختلف وحالة فكرية مختلفة, لأتأكد من أن هذا الجنون يروق لك , لا تترددي إذا ما وقفتي يوما أمامها في مكتبتك, لكنها لا تقرأ فقط لتجاوز حالة الملل , تقرأ لأنك تريدين قراءتها, وقت ممتع أتمناه لك”.

photo-(6)

“إذا تذكرتني أنت, فلا يهمني إن نسيني الجميع”*

التدوينات العربية سينما - Movies قالوا - Quotes

?Les Misérables : Do you hear the people sing

30 يناير، 2013

Les-Mis-Jackman

ليس لدي الحقيقة الكثير لأقوله  حول الفيلم,  وهذه التدوينة مجرد تسجيل لإعجابي لا أكثر ,  أحب أن أمر بعد سنوات لأشاهد انطباعي عن الفيلم.

بإخراج أقرب للعمل المسرحي كوّنت ملحمة جميلة, لأن الفيلم مأخوذ من النص المسرحي لرواية البؤساء لفيكتور هوجو, الموسيقى عالم آخر, قرأت بأن الممثلين أدوا أغنياتهم أثناء تمثيل المشاهد بشكل مباشر وأعتقد أن ذلك كان واضحا لأن الممثل كان يقدم الأغنية بإحساس حاضر, والحس الفكاهي في الفيلم له بصمة  مميزة, برأيي أن فيلم “Les Misérables”   أنتج ليشاهد على مقاعد السينما سيكون وقعه أكثر جمالا.

ملفت للنظر, كيف جاء الجيل الجديد لينتفض لكرامته, وكيف يعرف “الصغار” معنى العبودية والفقر والخوف الذي عاش به أبائهم القصة تقدم الأجيال الجديدة أكثر جرأة في الثوار الشباب, الذين حتى حينما أرادوا التراجع  هتف الطفل ليعيد إليهم روح الثورة لشعلهم وهم يعرفون بأنهم سيهزمون –لتخلي البقية عنهم-, 

“هل تسمع غناء الشعب وهو يشدو أغنية الغاضبين؟
هو صوت الشعب الذي لن يصبح عبدا من جديد.
عندما تتناغم ضربات قلبك مع دقات الطبول.
ستبدأ حياة أخرى عندما يأتي الغد الجديد”.

les-miserables-trailer-uk-hugh-jackman

الفيلم بأكمله استثنائي, مؤثر,  لن تستطيع منع دموعك, ربما شاهدته باستعداد مسبق ومبيت للبكاء, كل المعاني في الأغنيات التي قدمت كل زوايا التصوير الأزياء الممثلين, الإحساس ,  وإن كنت بالعادة لا أحب الأفلام الغنائية, لكن هذا واحد من القلة التي راقت لي.

الفيلم هدية لكل ثوار العالم, اللقطة الأخيرة , مؤثرة, وصف الحياة  – الأخرى – بعد الموت التي يكمل بها الثائر هتافه حتى بعد أن قدم حياته من أجل أن نعيش.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

الحارس في حقل الشوفان

17 يناير، 2013

7015554

رواية : الحارس في حقل الشوفان 
ج.د سالنجر 
ترجمة غالب هلسا

“كان أحد أولئك المزيفين الذين يوسعون الفراغ الذي حولهم حين يردون على سؤال وجه لهم*”
الرواية حقيقة تتحدث عن واقع المراهق ربما عبر عنه هولدن –المتحدث في الرواية- بطريقة ناقمة على المجتمع “المزيف” كما يعتبره, والذي يمقت الكبار المزيفون , لأنه بدأ يدخل عالم الكبار ويعرف الفرق بين عالمه الصغير السابق والعالم الذي عليه أن يدخله الآن وربما هذا التذبذب والمنطقة المتوسطة هي التي تسبب كل  “الحيرة” والتعب والضياع التي يمر بها المراهق ربما عبر عنها أو بقيت حبيسة نفسه.
هولدن يعبر بنا شوارع نيويورك يعاني الوحدة القاتلة ويهرب من منزله المكان الذي يعتبره مركز العاصفة التي ستلحق به وهي كذلك بالنسبة للمراهقين, الرواية تعمقت في نفس المراهق ونقلت لنا ما يشعر به في لحظات يتصرف كالبطل البالغ الكبير وأخرى يبكي مثل الأطفال, خصوصا موقفة من أخته حينما أراد أن يصل إليها ليطمئن, هذا دليل بأنه يحتاج لشخص يثق به.
فلسفته حقيقة مميزة وتلفت النظر كيف ينظر مراهق للعالم بهذه النظرة التي هي تتكون نتاج تجارب وخبرات كبيرة ربما هولدن – ومن مثله في عالمنا الحقيقي خارج الرواية-  شخصيات رائعة ضاعت في زحمة المشاعر التي كبرت في هذا العمر, بالحقيقة احترت كم نجمة أمنحا وقرأت مراجعات الرفاق في الصالون, قالوا بأن الفكرة عظيمة لكن السرد ممل بالنسبة لي لم أشعر بالملل من سرده أبدا , لكن الرواية شرحت سلوك أو وصفت نفسية مراهق حينما انتهيت منها لم أعرف ماذا أضافت لي شعور متذبذب بين 4 أو 3 نجمات وكانت الأخيرة الأقرب, وحقيقة توقعت النهاية بأن يكون في مصح نفسي فعلا كان تعامله مع العالم وفكرته عنه تحتاج لتقويم أو ع الأقل لشخص يفهم كيف يتعامل معه.
خلال الرواية شعرت بالأسف على والديه , حقيقة وجود أفكار بهذا العمق داخل رأس صغيره عمره 16 عاما ليس بالأمر السهل أبدا, وفعلا أصبح العالم مكان خطر على المراهقين هذا ما أشعر به لا أعلم.
بقية الإشارة إلى أن الترجمة وفقت بنقل لغة المراهق الساخر المكتئب , قرأت نصوص من النص الأصلي وأعتبر الترجمة ممتازة,  إلا بعض الجمل التي لي عليها ملاحظة ولكن المترجم له فلسفته من خلالها.
* من الراوية

صفحتي في موقع Goodreds

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

أن تقتل طائرًا بريئًا

15 يناير، 2013



رواية : أن تقتل طائرًا بريئًا  
هاربر لي 

الرواية جاءت على لسان سكاوت وهي طفلة تروي عن المنطقة التي عاشت فيها, جزء من شيطانتها الصغيرة , عن حياة القرى وأهلها وطريقة الحياة فيها والعنصرية التي اكتشفتها من دفاع والدها المحامي عن متهم “ملّون”, الرواية أشبه بفيلم أمريكي , الحبكة والقصة والتسلسل والضرب على وتر العاطفة , الصفحات الأولى لم تشدني وكنت أمر عليها بملل, إلا أن تعليقات أعضاء قروب “صالون الجمعة” عن الرواية شجعتني على المواصلة.
” إذا لم تقرأ الرواية أفضل أن لا تكمل المراجعة هنا, ربما أفسد عليك بعض المتعة لاحقا”
في البداية أحب أن أنوه بأنني انتقدت كيف تكون هذه الأفكار العميقة والملاحظات من طفلة صغيرة في بداية قراءتي ولم أستسغ الفكرة , لكن بعد إكمالها وتكوين صورة عن طريقة تربية الأب لأطفاله في الرواية, وحبه للقراءة وتشجيعه لأطفاله على التعبير تفهمت الأمر وبالإضافة إلى استماعي لحوار دار بين أم وأطفالها من معارف العائلة كانوا ناضجين بطريقة لم أصدقها, لذلك تجاوزت عن هذه الملاحظة.
الموضوعات الأساسية –غير وصف القرية و الطفولة فيها- في الرواية هي الطبقات الاجتماعية والعنصرية ضد الملونين في أمريكا , أو في ولاية من ولاياتها التي تتعامل مع الشخص على أساس لونه, الرجل الأبيض الذي ينظر بتعال على أي رجل أسود في أمريكا يستحقر أيضا أي رجل أبيض يدافع عن متهم كل تهمته بأنه “ملون” ومهما كانت الأدلة واضحة فإن لونه يغيبها تماما عن تفكير المحلفين الذين يحكمون بما نشئوا عليه “عنصرية ضد السود” وليس بما يمليه عليهم عناصر مثل العدل والأدلة الواضحة.

 

تذكرت وأنا أشاهدها الأفلام التي تحكي عن العنصرية ضد السمر, وكنت أربطها في العنصريات التي تمارس في مجتمعي ضد فئات معينة , بالرغم من أنه –كما في المجتمع الأمريكي سابقا أيضا- لاتوجد أفضلية لأي طرف على آخر إلى بالخيال المريض الذي يصور للإنسان بأنه إذا ولد أبيضا –أو أي عنصري آخر- فهذا يكفيه عن أي شي آخر.
الحوارات في الرواية رائعة, طريقة تربية أتيكوس لجيم وسكاوت , جميلة الحديث مع الصغار بثقة وبطريقة تشعرهم بأنهم كبارا دائما ما تعطي نتائج على شخصياتهم التي تنضج بسرعة, وأن كانت تحتفظ بشيطناتها الطفولية اللذيذة.
الرواية هي المولود الوحيد لكاتبتها “هاربر لي” حولت لفيلم سينمائي, في عام 1962, أفضل لو أنني قرأت الراوية باللغة الإنجليزية, سأحاول الحصول عليها بلغتها الأصلية وأقرأها.

هنا حسابي في موقع Goodreads 

 

التدوينات العربية سينما - Movies

The Words

24 ديسمبر، 2012

فقط في الوقت الذي ظننت بأن زمن الدهشة الجميلة انتهى، جاء فيلم الكلمات، يعيد سرقت عيني وتفكيري خلال ساعتين تقريبا, في السنوات الماضية شاهدت العديد من الأفلام وأعجبني الكثير منها لكنها لم تدهشني لم تفتح جزءا داخلي ليتجاوب حتى مع إيماءات الممثلين والموسيقى التصويرية، -كما أتذكر مع بلاك سوان مثلا – ، الآن مع فيلم “الكلمات”، القصة داخل القصة التي تتحدث عن قصة، -دوامة صحيح؟-.
نسيت أن أقول.. أذا وصلت إلى هذه السطور ولم تشاهد الفيلم ربما يستحسن تأجيل قراءة هذه التدوينة لوقت لاحق..

باختصار كاتب مبتدئ يحلم بنشر روايته الخاصة التي يعمل عليها ويتفرغ لها بشكل تام طوال ثلاث أعوام من عمره, تسانده حبيبته بصبر ليس له حدود, ليصل الكتاب إلى ناشر يقول له بصراحة بأن كتابه رائع لكن الزمن الحالي يحتاج الأكثر روعة لذلك لايصلح للنشر.
استوقفتني هذه اللحظة , ماذا يحتاج الكاتب؟ إذا اللغة والذكاء لا تكفي لينشر كتابه؟؟
الأمر أبعد من ذلك لطالما عرفت أن الكتابة تحتاج تجارب جبارة لتخرج لنا الخلاصة، لا أعتقد أن كل رواية قرأتها قد خاض تفاصيلها الكاتب, لكنني أؤمن بأن جزءا منها  فكرة فصل بداية مست الكاتب في مرحلة من حياته، ربما الفكرة التي بنى عليها روايته, هي فكرة خرج بها من حياته، ليتخيل حياة أخرى تعيش تجربته، ربما الأحداث أيضا فيها جزء من الواقع لكن الكتاب الناجح هو الذي يدخل هذه التجارب إلينا يبكينا يفرحنا يسرب لنا ألمه، الصدق في الكتابة عملة نادرة القارئ كائن يملك حاسة عاشرة، يستشعر بها الصدق ينفر أو ينجذب لكتاب بناءا على ذلك.
اتخاذ الخيارات سهل إنما التعايش مع نتائجه هو الأصعب، هذا ما يوصله الفيلم باختصار،  من تريد أن تكون؟ كيف تكونه؟ ماذا تختار لنفسك وكيف تواجه خيارك؟ أمر صعب جدا لا يجتازه الجميع.
الفيلم لغز يتداخل الخيال مع الكاتب، هل روي هو همند؟ كتب بصدق ليحقق نجاحا حقيقيا من رواية كتبها دون استعارة أو سرقة هذه المرة؟.

تمنيت لو أنني أستمع للروايات التي “أدهشتني ” يوما ما بلسان كاتبها يرويها لي وأحاول كشف شخصياته ماذا أخذت منه وماذا تركت له.
تجربة الجندي الكاتب مؤلمة فجرت بحرا من الكلمات التي ما أن ضاعت من بين يديه حتى أخذت ما تبقى من عمره حتى قبل أن ينتهي.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

روايات لـ ميلان كونديرا

24 ديسمبر، 2012

في تحدي القراءة بدأته على موقع قودريدز هذا العام, قرأت 3 روايات لميلان كونديرا, سأدرجها في تدوينة واحدة لأنه لا يوجد الكثير لقوله عن كل واحدة, حقيقة لا أعرف ماذا أقول حينما أنتهي من القراءة لكونديرا رغم أنه يحيِّ الكثير من الأفكار داخلي:
الهوية :


“لا تستطيعين قياس المحبة المتبادلة بين كائنين بشريين بعدد الكلمات التي يتبادلانها، الأمر بكل بساطة هو أن رأسيهما فارغان وربما كانا يرفضان -عن لباقة- أن يتحادثا لأنه ليس لديهما ما يقال. “

لا أكتفي من الروايات القصيرة مع كونديرا، كنت أقرأ بنهم وبطريقة سريعة أبحث بها عن نقطة توقف لالتقاط أنفاسي والتفكير، لكن القراءة عمل عقلي لا مجال معه للتوقف خصوصا مع العبقرية التي تجبرنا على الحياة داخل الرواية والتفكير داخلها واستخدام منطق شخصياتها.
” شانتيل” تبحث عن -أناها- لم تعد تتعرف عليها في تفاصيل تغيرت من عمرها، ” لم يعد الرجال ينظرون إليها ” كل ما يخطر في عقلها من تساؤلات عن خط الزمن الذي مرت
به عن معاني لأفكار نمر بها نحن أيضا عن الأصدقاء الحب الجمال العمر الجسد عن الذات.
ومارك حبيب شانتيل القوي بصغر عمره الذي يشعرها بالضعف، مارك الذي يقوده حبه للبس قناع يحاول من خلاله طرد هواجس أرهقت حبيبته لكنه يقع في فخ السؤال والعبث
العقلي الذي تنتجه الأسرار.
برأيي أن جمال هذه الرواية في غموضها، و بحثها عن الهوية بين متغيرات الزمن وعناصر أخرى من الواقع الذي تمر به وتتساءل عنه دائما.
قربها من الواقع بشكل كبير يجعل منها بوابة للتساؤلات والبحث في الماضي الخفي وما طرأ على إحساسك تجاه هويتك التي تعتقد كل عام بأنك بدأت تتأكد من معرفتها وتسيطر على ما يؤثر عليها.
الخلل الذي أصاب علاقة شانتيل ومارك، أصابني بالحيرة، وكيف ينظر كل شريك نحو شريكه و ما مقدار ما تتأكد من قوته وثباته بالعلاقاتك المختلفة.
أذكر أنني قلت لصديقتي التي تنتقد الروايات دائما، أن كونديرا أحد الكتاب الذين يؤكدون بذكائهم بأن الرواية ليست مجرد حكاية تقرأ للتسلية هي بوابة للعديد من التساؤلات
واستجواب الذات، حتى لا أبدو “متحمسة” أكثر مما ينبغي سأنهي كلامي هنا.

البطء :

البطء اللذة التي تأتي من الهدوء والتركيز يفتقدها هذا العالم, كنت أعتقد أن هذه فكرة كونديرا من الرواية, لكنها كانت عالمين متداخلين يقفز بينهما كونديرا ليتحدث عن البطء والحب والعلاقات السريعة, ورقص السياسيين.

كما يعودنا كونديرا الأفكار من حيث لا نتوقعها أفكار تراودنا دائما لكنه يعرضها بعمقه الرائع، الرواية هي عن زمانين متداخلين في ذات المكان، ويستحضر خلال الأحداث رواية من القران الثامن عشر “ليلة بلا غد” التي تتحدث عن السيدة “ت” التي تمر في علاقة في شاب جديد، الأمر الذي يقارنه بحياة شخصياته من القرن العشرين.
فلسفة كونديرا مفضلة لدي بطريقة يصعب حتى الحديث عنها.

الجهل:

” الحنين ألم الجهل “

تركت هذه الرواية فترة طويلة، كما هي العادة تطير كل الأفكار التي قررت الكتابة عنها بعد الانتهاء، لأنني لم أجد وقتا كافيا، الرواية تتحدث عن المهاجر، الذي دفعته أسباب كثيرة للهرب من وطنه، أو ما يعتقد الجميع وطنه ليحاول دفن جذوره في بلد آخر، الوطن الأم ينظر إليه كهارب مذنب، والوطن الجديد يعامله -وإن كانت بطريقة غير مباشرة- كأنه دخيل وضيف طال بقاؤه.
كونديرا يغوص في كل شخصية يدرسها بطريقة مشوقة، لنشاركه معرفة دوافع الهرب، أو البقاء، ماذا يفعل المنفى؟ أو الأوطان التي نبحث عنها خارج حدودنا؟ في الشخص الذي كنّاه!، كيف أن الشوارع القديمة والوجوه المألوفة لم تعد تحرك في المهاجر سوى حنينه القديم للهرب، كيف نعتاد على الوطن الجديد لنعود تائهين في شوارع مع كل خطوة نتأكد بأننا نعرفها لكنها لم تعد تعرفنا. كونديرا أكثر ما يبدع في هذا الموضوع لأنه يعيش في فرنسا بعد هجرته لوطنه التشيك وتغيير الكثير من المفاهيم التي كبر عليها واعتنقها.
هناك تساؤل توقفت عنده كثيرا جاء على لسان البطلة :

” كيف تستطيع نساء لا يصغى إليهن أن يضحكن؟! “

هنا حسابي في قودريز إذا أحببتم متابعة قراءاتي 🙂 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

تاريخ القراءة

21 نوفمبر، 2012

 كتاب تاريخ القراة لـ ألبرتو مانغويل 

دار الساقي

 

“القراءة مثل التنفس إنها وظيفة حياتية أساسية”

يتحدث ألبيرتو مانغويل عن تاريخه مع القراءة وتاريخ القراءة ذاته محاولا وصف العلاقة مع الكتاب من وجهة نظره كقارئ, معلومات الكتاب كثيرة,  لو نقلت كل اقتباس أعجبني من الكتاب لوجدت بأنني أنقل لكم الـ”384″ صفحة كاملة لذلك فكرت لماذا لا أتحدث عن علاقتي أنا مع الكتاب عن تاريخي الخاص مع القراءة؟, لم أكتب يوما عن طقوسي أو علاقتي بالكتاب.

“وبحسب نظرية وتروك فإن القراءة ليست ظاهرة خصوصية في البنية أو المزاج وهي ليست فوضوية أبدا إلا أنها أيضا عملية غير متناغمة كليا ومتراصة يكون فيها معنى واحد هو الصحيح كلا, إن القراءة عملية خلاقة إبداعية تعبر عن محاولة القارئ المنتظمة لإنشاء وتكوين معنى واحد أو أكثر ضمن أحكام اللغة وقواعدها.”

نجد في الكتاب عرضا لتاريخ الطباعة ومراحل تطور شكل الكتاب, ومتى أصبح الكتاب في متناول الجميع بعد أن كان ملكا لطبقة معينة, عن أشهر القارئين, وأشهر الكتاب والكثير من المعلومات التي توصل إليها الكاتب والاقتباسات والكثير من الكتب التي يدلك عليها مانغويل ويحرضك على قراءتها.

” أنا أظن كتب كافكا عام 1904 إلى صديقه أوسكار بولاك ” على المرء ألا يقرأ إلا تلك الكتب التي لا تعظه وتخزه. إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذا؟, كي يجعلنا سعداء كما كتبت ؟ يا إلهي , كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب, والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها. إننا نحتاج إلى الكتب التي تنزل علينا كالبلية التي يؤلمنا, كموت من نحب أكثر مما نحب أنفسنا, التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدا عن الناس, مثل الانتحار. على الكتاب أن يكون كالفأس التي تهشم البحر المتجمد في داخلنا, هذا ما أظنه”.

أتنفس الكتب بشكل يومي أسافر وأحلق على بساط الورق بنهم لا ينقطع, وتعبير السفر مع الكتاب رغم أنه يستخدم بشكل كبير ولكنها مشاعر حقيقية يصفها القارئ, كنت ألتهمه ببطء أخاف أن أنتهي منه وتنتهي المتعة التي انتظرتها كثيرا, القراءة أكثر الممارسات التي تحدث توازنا داخليا لي, وتكشف لي جوانب خفية وتعلمني وتحتويني وتقلب معي حيرتي, العمل الوحيد الذي أقوم به بحب كبير لا ينضب.
كل من أحب القراءة مرّ بذات المشاعر وربما عبر عنا مانغويل في كتابه, في كل ما أقتبسه نجد أننا نبتسم ونقول ” نعم هذا صحيح أنا أفهمك”, بدأ لدي الشغف بالكتاب, قبل تعلمي للقراءة في “الروضة” كنت أقضي وقتا كبيرا أقلب القصص المصورة وأحاول أن أستخرج الحروف التي تعلمتها, كنت أقرأ بطريقتي الخاصة فقصتي كانت في أي كتاب كالتالي :   س م ب  ع ن خ ت, وهي بالترتيب أول حرف من اسم والدتي  وحرف الميم الأول من اسم والدي  وحرفي وحرف شقيقي وحرف الباء حرف شقيقتي “النون والخاء والتاء” أول حروف أسماء أصدقاء الروضة, كنت أنسج الكثير من القصص لخيالي وأحكيها لخالد “صديقي في الروضة” الذي تساءلت خلال كتابتي لهذه القصة هل يتذكرني الآن؟ وهل يتذكر قصصي المختلقة التي لا تتكرر كل مرة أمسك بالكتاب لأحكي لهم.
لا أتذكر أن الحروف كانت تعني لي شيئا بجانب الصور كانت مجرد أشكال, وهي بدايات لأسماء العالم, واعتقدت وقتها بأنهم وضعوها ليتعرف كل الأطفال على أول الحروف بـ أسماء والديهم وأشقاءهم.

وبعد عام واحد بعد أن تعلمت حروف الهجاء كاملة في المرحلة التمهيدية قبل المدرسة أصبح النص بالنسبة لي سحرا ولغزا يستفز عيني على فك شفراتها, بدأت أنبذ كل القصص ذات الصور الكثيرة والنصوص القليلة, توقفت عن شراء قصص الأطفال واستبدلتها بـ “أطلس التاريخ” وبعض من كتب والدتي التي غالبا عن تخصصها التاريخ, لأكون صريحة لم أكن أفهم شيئا من المكتوب  لم تكن تعنيني الدولة العباسية , أو الأموية , أو أي شيء آخر كنت سعيدة فقط بنطقها أ م و ي ة , ا ل ق ا د س ي ة , وهكذا سعيدة بالحروف بتعلمي لنطقها متصلة وأفضل جزء حينما أنسخ الاسم وأفككه لحروف منفصلة, كانت متعة كبيرة لي أقضي معظم الوقت سعيدة بها.

“كان تحمسي مفرطا إلى درجة أنني كنت أظن سأصبح إنسانة غير سعيدة إن لم أعثر دوما على كتاب جديد أقرأه”

بعد أن “فكيت الحرف” مرت علي مرحلة الابتدائي كاملة وأنا متعطشة بشكل كبير للقراءة لكن لم أجد أبدا كتاب مناسب لخيالي أستطيع قراءته بسعادة, وكنت مبتدئة باللغة الإنجليزية ففضلت أن تكون هذه المرحلة لقراءة الكلمات الانجليزية اشتريت قصص أطفال باللغة الإنجليزية وأعدت مرحلة الحروف وتركيب الكلمات وكنت أسعد بذلك.
بدأت المرحلة المتوسطة بكتب لأغاثا كريستي قرأت أكثر من 16 كتاب في المرحلة الأولى وكان هذا العدد كبير جدا على طالبة مجتهدة تقضي نصف يومها تذاكر دروسها وتكمل تعليم اللغة الإنجليزية  “بشكل ذاتي”  كنت أحب تعليم نفسي وفك رموز الحروف الجديدة, وانتقلت بعدها لقراءة ماجدولين المنفلوطي وغادة السمّان و مسرحيات شكسبير كان تدرجي في القراءة غريب أقفز من نقطة لأخرى بنهم لا يعرف كيف ينتظم.


طقوسي:
من طقوسي قبل بداية كل كتاب  أقسم عدد صفحاته على الأيام التي أخصصها له ونقاط التوقف التي أحددها تكون قانون مقدس بالنسبة لي إذا فشلت يوم واحد في الوصول إليه أشعر بأن مزاجي يرتبك!! ولا أستطيع أن أكمل القراءة بشكل منتظم وقد أترك الكتاب لغيره حتى أتصالح مع نفسي وهذا نوع من العقاب الذاتي لأنني لم أنتظم بالخطة , وأحب جدا الرقم 20 أو 30 أو 50 في توزيع الصفحات على الأيام , نادرا ما أقرأ 33 صفحة أو 53  , أحب أن أقف على أحد مضاعفات هذه الأرقام قبل أن أنام.

“غير أن القراءة في الفراش تعتبر أكثر من مجرد تمضية للوقت, إنها تمثل نوعا من الوحدة. فالمرء يتراجع مركزا على ذاته, ويترك الجسد يرتاح, ويجعل من نفسه بعيدا لا يمكن الوصول إليه مخفيا عن العالم”

الأماكن :
ترتبط كثيرا في ذاكرتي الأماكن التي قرأت بها الكتاب حينما أتذكر أحد سطوره أتذكر المكان ليس لدي مكان محدد فكتابي في حقيبتي دائما, أقرأ في انتظار المستشفى, في انتظار صالون التجميل, في الكافي, أختار كل فترة أو مرحلة من عمري كافي معين للقراءة فيه , كنت أفضل ستاربكس (آيسلاند) , بعدها  كوستا كوفي (في جرير مول) , بعدها أدمنت على القراءة في تيانا الكورنيش, وحاليا كليلة في الروضة * , وهناك أماكن أخرى قرأت بها خلال استراحتي في المولات أثناء التسوق أسترق صفحات من نصاب اليوم مع فنجان القهوة, ولا شيء أجمل من يوم أمارس به شيئان أحبهما “التسوق والقراءة”, وفي آخر اليوم يجب أن أبقي بعض الصفحات للقراءة في السرير خصوصا في أيام الشتاء بكوب النعناع بيدي والكتاب يرتاح أمامي كل قارئ يمر على سطوري هذه سيفهم معنى أن تختم يومك بما تحب.

علاقتي بالكتاب :
يصيبني حب التملك مع الكتب أي كتاب أقرأه فهو يحوي تاريخي ملاحظاتي اقتباسات مفضلة لحظاتي الخاصة, يحوي داخلة رحلتي سفري المفضل, لا أعير الكتب إلا في حالات نادرة مع توصيات كثيرة ولا أسمح لأحد أن يكتب على كتبي أو يحدد شيء –رغم أني أكتب وأحدد كثيرا- أشعر بأن من يفعل ذلك فقد أربك رحلتي وتاريخي, أي شخص يطلب مني استعارة كتاب أهدي له نسخة أخرى, حالات خاصة جدا وأشخاص معينين من سمحت لهم باستعارة كتبي من ضمنهم أختي التي دائما ما تهين كتبي بمعاملتها بطريقة لاترضيني , وتغضب إن أنا وجهت لها أي ملاحظه وقد تعيد لي الكتاب قائلة :”أخر مرة أخد منك شيء” , وهي بالمناسبة هذه الأيام تقرأ كتاب لي وأحاول قدر المستطاع أن لا أنبهها كل دقيقة على أنها “رمت” كتابي على الأرض وبقيّ هناك ليلة كاملة أنا فعلا أحاول أن لا أصبح إنسانة صعبة جدا لمن يستعير مني كتابا ولكنها عادة لم أستطع أن أكف عنها.

كتابي المفضل  ..
من أكثر الأسئلة التي تستفز قارئة مثلي سؤال :” أفضل كتاب بالنسبة لك” أرد عليه بـأن أقول :” هي كومة كتب وليست كتابا واحدا”, حقيقة أجد صعوبة في تحديد كتاب مفضل, كثيرة هي الكتب التي أبكتني كثيرة التي أوصلتني لبر الأمان و احتوت أسئلتي, كثيرة هي التي أدخلتني عالما مجنونا أو فجرت جنونا كامنا فيّ, كثيرة تلك السطور التي توقف عقلي عندها كثيرا, والتي صححت لي مفاهيم , وفتحت لي الطريق للوصول لقناعات, كثيرة التي ساعدتني لأزور العالم وأتعرف على الشوارع والأماكن والخصائص, والمجتمعات.

تاريخ القراءة من الكتب التي سأعود لقراءته مرة أخرى, شكرا صديقتي مها الجبر التي أهدتني هذه النسخة وقد كنت قبلها أبحث عنه وأطلبه من المواقع المخصصة لبيع الكتب ودائما حظي يقف معاندا لي وتنفذ النسخ قبل وصولي إليها, كتاب ممتع جدا ورائع.

*سكان جدة يعرفون الأماكن طبعا
* العبارات الغامقة بين القوسين”” من الكتاب

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

هوس العبقرية

17 نوفمبر، 2012

"صورة ماري كوري مع ابنتيها ايرين وأيف"

 كتاب : هوس العبقرية : الحياة السرية لماري كوري
لـ   باربارا جولدسميث  

“كتاب هوس العبقرية هو كتاب الشهر في صالون الجمعة وهذا أول كتاب أقرأه مع القروب”.
لم أكن أتوقع أن أنسجم مع الكتاب, معرفة تفاصيل حياة شخصية عبقرية معروفة, أمر ملهم حقاً, كل الصعوبات والمراحل التي قطعتها لتكون “العالمة” ماري كوري, قبل زواجها, تعليمها, أعمالها المتنوعة في سبيل توفير المادة التي تساعدها للتعلم, الشغف الذي عاشت تغذيه كله ملهم ولا أستطيع إلا احترامه.
برغم أنني بعيدة عن المجال العلمي, لكن الإلهام هام لتغذية الأحلام مهما كانت, قراءتي لهذا الكتاب جاءت في وقتها المناسب,  كنت قد فقدت الأمل في أحلامي أو حتى إمكانية الوصول, لكن بعد الانتهاء من الكتاب واجهت نفسي بكل العوائق وعرفت بأنها لم تكن شيئا بجانب ما عانته أو مرت به ماري كوري, لكنها انتصرت وحولت كل فشل وعثرة لوقود يدفعها للأمام.
ماري كوري لم تواجه فقط سوء الحالة المادية, كانت تواجه مجتمع وفكر ذكوري وندرة الفرص, وتواجه البرد أيضا تفاصيل حياتها قبل الزواج وغرفتها الباردة أثرت بي كثيرا, أعتقد بأنها تستمد الدفء من العلم ومن حلم الوصول, لحظة , هل كان هناك وصول في رأيي ماري؟؟ , كانت محاربة دائمة تسعى خلف العلم وتطلبه حتى آخر أيامها ليس هناك وصول بل نجاح فقط, يحضّرها لنجاح آخر.
أحببت علاقة ماري بزوجها, تشارك الشغف والحلم عنصر مهم في الحياة الزوجية حتى لو كانت المجالات مختلفة في قصة ماري وجدت زوجا يشبهها في حب العلم, لكن وجود حلم لدى أي شخص يجعل منه أكثر تقبلا واحترام لطموح الآخرين.

تحويل ماري كوري لكل تجربة حياتية لمعادلة علمية أو تجربة أمر لفت نظري مثل تجربة الطبخ والولادة وتربية الأطفال.
سيرة ماري كوري وهذا الكتاب تحديدا الذي يصف حياتها يصلح بأن يكون هدية نفيسة لكل من نحب, والدروس التي نتعلمها من قراءة حياتها أكبر بكثير من دراسة معاني التضحية والسعي والاجتهاد مجردة دون قصة, وأعتقد أن هذا الجيل بحاجة لقدوة أو مثال  يعلمهم الكثير الذي عجزوا أن يتفهموه خصوصا حب العلم والنظر للعلوم بأنها جزء مهم من الحياة, لأن التعليم الآن لا يخرج إلا جيل يبحث عن درجات النجاح وينظر للمواد العلمية بأنها عبئ أكثر من كونها أمورا تتصل بالحياة حتى لو بدت المركبات أمرا خاصا بالدراسة فقط ولكنها بالتأكيد متصلة بحياتنا, وهذه مسؤولية المناهج التي لم تغرس مع ما تفعله من تلقين حب العلم وأهميته لحياتنا, بل تقدم العلم على أنه مواد مملة جدية لا تصلح للحياة العلمية وتعطي انطباع بأن السابقون اكتشفوا كل شيء ولم يعد هناك مجال للمزيد من العلماء.
عائلة كوري تتشرب العبقرية الأم وابنتها يحصلن على جائزة نوبل, ولفت نظري كيف تتخرج ابنة ماري كوري ايرين من الجامعة مع مرتبة الشرف في تخصص “رياضيات وكيمياء وفيزياء”.
دائما أقول بأنني أقدر أبداع المرأة أكثر من الرجل ليس تعصب جنسي,  لأنني أعرف أن المرأة دائما تحفر الصخر في كل خطوة تخطوها, إذا كان الطريق للرجل ميسر أو لأكون منصفة, ليس ميسرا بقدر ما أن الفرص مفتوحة أمامه دائما ليبدأ ليس محروما من البدايات أما المرأة خصوصا في مجتمعنا, البداية بحد ذاتها هي سلسلة من التعقيدات وإذا  انتهت منها  الطريق فيه عقبات كثيرة, لذلك إبداعها ووصولها يؤثر بي أكثر من نجاح الرجل.

شكرا ” صالون الجمعة” لتعريفي على هذا الكتاب خمسة نجوم  ونص.

 

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

كل الأسماء – ساراماغو

5 نوفمبر، 2012

كل الأسماء – جوزيه ساراماغو

ترجمة : صالح علماني – دار المدى

برغم من أنها رواية كل الأسماء إلا أنها خالية إلا من اسم البطل دون جوزيه الذي كانت رحلته خلال الرواية هي البحث عن امرأة مجهولة, أو البحث عن ذاته التي شاخت دون أن تجد شيئا تبذل من أجله وقتها.
يصف دون جوزيه الموظف الحكومي في إدارة السجل المدني الذي يعمل كاتبا يسجل بيانات الأحياء والموتى, حياته الرتيبة التي تسير على نمط واحد كأي موظف عادي كما يقول, يبحث عن شيء يفهم به ذاته ويطعّم وقته بشيء يعيش ليكمله.
دون جوزيه لديه هواية ربما تكون أصغر من عمره الذي خط الشيب طريقه إلى قمته, فهو مغرم بجمع المعلومات عن المشاهير, لتتحول هذه الهواية إلى سبب ليجد ذاته ويقدرها بعد أن عثر على بطاقة لامرأة مجهولة دست نفسها بالخطأ بين بطاقاته التي استعارها من مقر عمله ليسجل المعلومات التي يحتاجها عن المشاهير, ليبدأ رحلة للبحث أعادت إليه الحياة وروح المغامرة التي قتلتها رتابة حياته.
روح الرواية رائعة قدرته على الوصف ومناقشة فلسفة الأسماء والأرقام و الحياة والموت والخط الفاصل بينهما, والملل و الرغبات المجنونة الغريبة, بغرابة الشخصية التي تتحدث لسقف الغرفة وتكتب “جرائمها البريئة” في دفتر.
الفصل الذي تحدث فيه عن الراعي والمقبرة كان الأفضل, هل وجد المرأة المجهولة التي دفعته ليكون مجرما في نظر القانون؟ رغم أنه لم يؤذ أحدا.
الحوارات وطريقتها وتداخل المتحدثين في الرواية كتبت بعبقرية لم أشعر بأنني تهت في أي قسم منها, أول تجربة لي لقراءة سارماغو لكن عبقريته حتما ستقودني للمزيد.
المترجم الرائع صالح علماني, شكرا لجمال روحك التي تنقل لنا الجمال بحذافيره.