رفوف المكتبة - Books

خوارق اللاشعور

29 يونيو، 2009

خوارق اللا شعور
دعلي الوردي
دار الورّاق

فكرت كثيراً كيف ستكون مراجعتي لهذا الكتاب حتى أنني كتبت وحذفت كثيراً , إلا أنني سأتحدث كما أفكر الآن :

دائما أقول بأن التفكير العقلاني قد يكون من أكبر الأخطاء التي يرتكبها العقلاء ! وتأتي ردود الفعل على جملتي السابقة بأنها ضربٌ من ضروب التهور أو نفخة من تمرد أعمى , أو قلة تجارب وصغر سن … إلخ !
إن أنماط التفكير السائدة ( كما يوافقني على ذلك دكتور الودري ) تفرض تفسها على خياراتنا بالرغم من عقمها في حل مشكلاتنا إلا أننا نجد أنفسنا (نعيد ونزيد) في تفكير لا يسمن ولا يغني من جوع متعللين بأننا نحاول أن نفكر بحل خرافي ينهي حيرتنا ويمثّل آرائنا تجاه الأشياء والقضايا المختلفه التي نمرّ بها في حياتنا , يخبرنا دكتور الودري في خوارق اللاشعور بأنه ليس كل تسلسل منطقي يفضي إلى حل إذ أن قانون السببية ليس دائماً على حق لأنه بعيد عن الواقع وبعيد عن ظروفنا الحياتية التي نعيشها , حينما لا يجدي نفعاً تفكيرنا الذي نستخدم به عقلنا الظاهر يجب أن نفسح المجال ( للعقل الباطن ) الذي ربما أشار علينا بطريقة تجعل من الفرص التي تمر علينا في الحياة منعطفات طرق تقودنا للنجاح( أنا مؤمنه بالحدس والللاشعور بطريقة خرافية لكن كل الحلول التي أجدها تقابل بالرفض التام ليس لأنها خاطئة بل لأنني وقفت في زاوية أخرى غير التي إعتدناها أثناء مجابهة مشاكلنا وأثناء وضع الحلول لها ) ,يقول د علي الوردي :
*إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل وماكان الناس يحسبون أنه نزاع بين ق وباطل هو بالواقع نزاع بين حق وحق آخر

أما القيود الحضارية النفسية و الإجتماعية التي تكبل عقولنا أثناء التفكير فما هي إلا عراقيل في طريق النجاح لا أكثر لذلك دائماً مانجد الناجحين يسلكون مسالك لم نعتدها من أجل الوصل بل وربما تعجبنا من غرابة تصرفاتهم تلك دون أن ندري بأننا كلانا يرى الحقيقة الحل من زاوية تخصة أحدنا يفكر بطريقة نمطية والآخر يخرج من ذلك الإيطار ويطلق العنان لللاشعور ليقودة بخط متوازٍ مع تفكيرة العقلي , يقول دعلي الوردي :

*إن كثيراً من أسباب النجاح آتية من إستلهام اللاشعور والإصغاء إلى وحيه الآني إذا تعجل المرء أمراً وأراده وأجهد نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور وسار في طريق الفشل .

وذلك تماماً ما وافق جملتي ( بأن الأفكار العقلانية خطأ في بعض الأحيان ) التي أنا مؤمنه بها

ويقول أيضاً :
*إن الإنسان يسير بوحي العقل الباطن أولاً ثم يأتي العقل الظاهر أخيراً لكي يبرر ما فعله ويبهرجة ويطليه ويظهره أمام الناس بالمظهر المقبول .

و يجب أن نشير لنقطة مهمة تطرق لها المؤلف في خوارق اللاشعور وهي أن الفرد العربي لديه من المكبوتات في نفسه ما يعيقه عن التقدم و إستخدام خوارقه اللاشعورية في سبيل النجاح إذ أنه يعيش صراع في سبيل خروج الرغبات المكبوتة إن كانت جنسية أو رغبة التقدير أو رغبة المعيشة أو غيرها مما تكون إنسان سوي قادر-بصفاء سريرتة- أن يبدع , بالمقابل فالمجتمع الغربي يسد حاجات أبنائة وأهمها تقدير الذات ويوفر لهم المناخ الإجتماعي الذي يسيرون فيه على خطى محددة في سبيل تنمية مواهبهم ( مهما كانت في إتجاهات هامشية من الحياة) وبالتالي فإن اللاشعور يكون حاضراً ليخرج خوارقة وإتقانة لتلك الموهبة لأن الخيال إجتمع في إتجاه واحد مع الرغبة والإرادة لا أقول ذلك بطريقة المغرمين بكل غربي فقط بل من واقع يجب علينا الإقرار به ومقارنة المجتمعين من هذه الناحية ( العربيّ والغربيّ ) إذ أننا بطريقتنا في التربية وبمناهجنا المدرسية المعتمدة على التلقين جعل ( كل الشعب ) يسير بطريق واحد ويفكر بأسلوب واحد ويحب طريق معين ونشاطات معينة ويستحقر أخرى ليس لسبب إلا لأن ( المجتمع عاوز كده أو تربى على كده 🙂 )
يقول دكتور علي الوردي :
*وبإختصار نقول إن الطريقة البدوية في تربية أبناء المدينة تؤدي إلى إنتاج جيل فيه الكثير من العقد النفسية وهذا هو بعض ما نشكو منه في مجتمعنا الحديث

*إن المعقدة نفسه يكره ويحب على غير أساس صحيح

أسألة للحوار :

كيف أتخلص من الأفكار المحبطة في اللاشعور إذا أعتبرنا أنه يتكون من المحيط ويأثر فيّ سلباً أو إيجاباً بحسب ما إختزلت به عن نفسي من معتقدات ؟
كيف أنجح بإستخدامه إذا ما حسبنا المحبطات والعراقيل الإجتماعية ؟
كيف أعرف نفسي أولا ؟

بعض سطور توقفت عندها كثيراً في الكتاب :
*أن المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المالفة لرأية فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن إلى صحة رأيه ذلك لأن المعيار الذي يزن به صحة الآراء غير ثابت لديه .

*إن كل حركة إجتماعية تعتبر في أول أمرها زندقة أو تفرقة أو جنوناً فإذا نجح أصحابه في دعوتهم أصبحوا بعد ذلك أبطالاً خالدين

*أن القياس المنطقي قد أصبح آلة في يد الإنسان يستعملة في سبيل ما يشتهي وما يرغب فيه

*إن مجتمعنا اللئيم يخلق أسباب الفقر والعاهة من جهه ثم يحتقر المصابين بها من جهةٍ أخرى وبذا ينمي فيهم عقداً نفسيةً لا خلاص منها

*أن الحقيقة لاتعيش في الغراف إنما هي صنيعة المجتمع وصدى أهدافه وآماله

5-5-2009

You Might Also Like

7 Comments

  • Reply نبض 30 يونيو، 2009 at 1:26 ص

    الآن أن أقرأ ” وعاظ السلاطين ” لذات الكاتب .. مشكلتي أني لست ذات علاقة حميمة مع القراءة الالكترونية .. لذا لازلت بطيئة جداً وأمشي في الكتاب حبة حبة ..
    الكاتب وأسلوبه ممتع وبسيط وسلس .. وواقعي جداً وهذا أكثر ماشدني إليه ..

    خوارق اللاشعور .. من ضمن الكتب التي ستقرأ هذا الصيف بإذن الله وما أن انتهي منه سأعود هنا بقراءةٍ وتصور عن مضمونه ..

    جميلُ ما قرأت هنا ومحمس لإلتهام الكتب ..
    مشاعل :f3:

  • Reply Sarah 30 يونيو، 2009 at 5:11 ص

    مرحبا مشاعل :f3: ,
    فعلاً هالكتاب عجيب .. ابعاده عميقة جدا
    تقدري تتحدثي عنه بكذا طريقة و كذا اتجاه و كذا محور
    نصحتني به صديقة من حوالي ثلاث شهور
    و من هذاك الوقت و انا لسة اغوص فيه
    :haa:
    ,,,

    إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل وماكان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل هو بالواقع نزاع بين حق وحق آخر

    ^^^خطيــــرة!!..من منطلقها, صرت أفهم الكثير من التصرفات..
    و أتغاضى عن الكثير منها..أو أصرِّفْها بعبارة بسيطة;
    (انت صح و انا صح.. كلنا صح, بطريقتنا الخاصة)..

  • Reply لمى الزهراني 1 يوليو، 2009 at 12:39 ص

    جميل جدا ما اقتبستيه من الكتاب

    ساحاول قراءته

    عندما انهي ماعندي من كتب

    دمتي بصحه 😛

  • Reply نوران 1 يوليو، 2009 at 6:12 م

    سمعت عن الكتاب كثيراً، رائع .
    أرجو أن أقتنيه في أسرع فرصة .

    بالنسبة للتخلص من عادات المجتمع، أنا بتّ أضطلع على المجتمعات الأخرى وأوزن تصرفاتها مع مبادئي لا عاداتي، فإن وافقت مبادئي وقبلها عقلي مضيتُ بها .
    أقرأ نقد علماء الاجتماع لعادات المجتمعات وأرى ..
    الأمر بحاجة لجرأة وشجاعة وإرادة قبل هذا، ولكنه قد يُفلح .
    :f2:

  • Reply أَلُـوف 3 يوليو، 2009 at 2:48 م

    حمستيني لهـ الكتاب ،
    عميق جداً وتربوي .. :mrgreen:

    شُكراً :f3:

  • Reply ♣ S.A.R.A.H ♣ 27 يوليو، 2009 at 2:17 ص

    التفكير العقلاني قد يكون من أكبر الأخطاء التي يرتكبها العقلاء !

    والكثير من قرارات القلب ، تأخذك للمسار الخاطئ 🙄

  • Reply Arwa ~ Mishari ( فسيفساء ماطرة ) 2 أغسطس، 2009 at 4:59 م

    خوارق اللاشعور , بإذن الله سأبحث عن الكتاب وأقرأه , لدي الآن بين يدي ثلاث كتب سأنتهي منها قريباً وكنت مخططه مسبقاً أن أبدأ بـوعاظ السلاطين ولكن يبدو أنني سأستبدله بـ خوارق اللاشعور

    توقفت عند هذه كثيراً

    * إن مجتمعنا اللئيم يخلق أسباب الفقر والعاهة من جهه ثم يحتقر المصابين بها من جهةٍ أخرى وبذا ينمي فيهم عقداً نفسيةً لا خلاص منها

    قمت التناقض الذي يعيشه هذا المجتمع اللئيم 8)

    * إن كثيراً من أسباب النجاح آتية من إستلهام اللاشعور والإصغاء إلى وحيه الآني إذا تعجل المرء أمراً وأراده وأجهد نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور وسار في طريق الفشل

    كما ذكر أغلب الإنطلاقات والأفكار الرائعة كانت نتيجة الإصغاء للعقل الباطن , العقل يضع دوماً القيود ويحصر ويرفض الأفكار الجديدة , لذلك علينا خلق توازن بين العقل وبين صوتنا الداخلي .

    تدوينة رائعة حقاً عزيزتي مشاعل وتحريض أروع لقراءة الكتاب , شكراً لكِ

    :f3:

  • Leave a Reply

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.