Browsing Tag

مدونة مشاعل

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر4-15: العمل الحُر

9 سبتمبر، 2016

unnamed-52

 ٧\٩\٢٠١٦م   الساعة الـ٦ فجراً كيف نلتفُ على الواقع؟

الصغير -مهما كان طائشاً- إلا أنّ ضميره لايزال حياً، والدليل أنه يختَبئ حينَمَا يُخطئ. لا نأخذُ شيئا من هذا الصغير الذي كُنّاهُ يوماً ما، ولا نستفيدُ من تقدُمِنا بالعُمر سوى أننا نتعلم كيف نُبررُ لأخطائنا بحق الآخرين، ونبتدعُ أسماء أقل حدة حتى لا نشعر بأننا كائنات شريرةٌ، نعطيها يوما اسم هفوة، ويوم آخر نقول بأنها زلة، وأحيانا نُسميها حُرِّيَة التعبير والإختيار، في حين أن كل ما نفعله هو الخطأ في حق الآخرين.

هنا أنا لا أتحدث عن خياراتنا في الحياة، أتحدث عن خياراتنا في التعامل مع الناس بالحكم المُسبق، بالطبقية بالتصنيفات التي تجد لها مكتبة داخل عقولنا.

 ٧\٩\٢٠١٦م  الساعة ٩ صباحا، في يوم إستقطعته لنفسي من الأسبوع..
تأكدت هذا العام، أنني لا أُجيد العمل الذي يتطلب التواجد في المكتب في ساعات محددة، رَغم أنني قد أعمل لأكثر من ٨ ساعات أحياناً، لكن أحب الأعمال الحرة التي تعتمد على إنتاجي، وتأكدت أكثر بأن أحلام الإرتقاء والوصول لمناصب عليا لا تعنيني بشيء، لم أحلم يوماً بإدارة قسم، وهذا لا يعني أن طموحي محدود، لكن طموحاتي الكبيرة متوجه لأعمال ومجالات أخرى، مثلا تأليف كتاب، الحياة من أجل الكتابة فقط، قصص خلق محتوى لأفلام لمسلسلات، لمشاريع محددة، أعمل من خلالها للإرتقاء باسمي وليس بمنصبي.
لذلك لم أستمر بأي عمل أكثر من سنة ونصف أو سنتين، لكنني مؤخرا بدأت حقا بالبحث عن عمل أستطيع من خلاله أن أجد توازنا بين الإبداع والإستقرار، حيث أنهما وبحسب خبرتي لا يلتقيان أبدا.

 ٧\٩\٢٠١٦م الساعة الثانية بعد الظهر

لدي مشكلة مع وقت الظهر، أكثر الأوقات كآبة أتمنى لو أستطيع القفز فوقه ودمج الساعات ٢-٣ -٤ لساعات الصباح الأولى حتى يمكنني العمل والإنجاز دون المرو بهذا الساعات الكئيبة

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books رقص سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر3-15: دفاتر الأسرار

8 سبتمبر، 2016

fullsizerender-2

٥\٩\٢٠١٦م   .. الساعة التاسعة صباحا…  تاريخي مع التانغو :

موسيقى التانغو ترتبط في ذاكرتي بالصباحات والقهوة الداكنة المُرّة، لذلك كنت أرتب دروس التانغو لتكون في ساعات الصباح الأولى، وأعتقد أنني سأكون راقصة تانغو في إذا ما انتقلت روحي لجسد آخر في حياة أُخرى، فمنذ اللّحظَة الّتي تعرفت بها على الرَقصة من خِلال فيلم (Scent of a Woman) لآل باتشينو، عمري آن ذاك لا يتجاوز الثامنة، كان الزمن وقتها متوقفاً في حياتي، لم أكن قد أعطيته قيمةً بعدْ لكنه كان يبدو وكأن الثانية دهراً، كنت أشعر بأن العالم قد ينهار في أي لحظة شعور بعدم الجدوى يغلف أفكاري، وحتى الآن لم أستوعب حقاً كيف تتسلل هذه الأحاسيس لفتاة في مثل عمري، وكيف لم يكتشف أحد حقيقة ما أشعر به!، لكن شيءٌ يشبه المعجزة حدثت بعد أن تعرفت على التانغو شيء ما داخلي أزهر من جديد.

كانت تمرُ عليّ الأوقات بلا أى خُطط لتنفيذها مجرد فراغ يجرُ فراغ، وليس لدي مؤنة كافية من الكتب تصمد أمامه، الحياة شبه خالية من أي تسلية غير التسكع هنا وهناك، قرّر شقيقي الأكبر أن يتصرف ليملأ علينا أيام العطلات بدأت كل القصة بيوم الأربعاء الذي كان بداية عطلة نهاية الأسبوع آن ذاك، حينما إستأجر لنا مجموعة من الأفلام نقضي بها إجازت نهاية الأسبوع، كانت خياراته شبابية بعض الشيء أفلام مليئة (بالأكشن)، لم تكن تستهويني بالحقيقة، لكنني كنت أعشق العوالم الأخرى مهما كانت مختلفة ومربكة بالنسبة لي، وفي أحد الأربعاءات التي أعدها من أيامي السعيدة، طلبت من شقيقي أن يحضر قصصاً جميلة، بقيت هذه الكلمة عالقة في ذهنه، وسأل البائع عن أفلامه التي يفضلها ثم أضاف واحداً توجد به قصة جميلة – كما حكى لي لاحقا- إبتداءاً من تلك اللحظة وأنا ممتنة لهذا البائِع، الذي أضاف فيلم آل بتشينو لقائمة شقيقي.

علِقَ في ذِهني مشهد الرجل الأعمى الذي يرقص التانغو، وبقيت تتعَمْلَقُ أحلام الرقص مُغْمَضَةَ العَيّنين كلما كَبُرت، حتى وصلت لليوم الذي بدأتُ به دروس التانغو قبل عام ونصف من اليوم،  أتذكر هذه التفاصيل كأنها حدثت يوم الأمس، إخترت أحد الأربعاءات لأبدأ، كان يعني لي الكثير أن يكون أول دروسي في هذا اليوم، فقط إنتصار شخصي صغير -قد لاتعني أحدا- كل التفاصيل السابقة واللاحقة حاضرة بقوة في مخيلتي، إختياري للفستان الذي من المفترض أن أرتديه خلال التمرين، إرتفاع كعب الحذاء لون أحمر الشفاه، تفاصيل كثيرة كنت أعد لها العُدة وأنا أصل لسقف سعادتي.

كوني منذُ طفولتي مأخوذة بالأسرار، أسرتني لغة الرقص التي تعدُ حديثاً بلغات سرّية لا يفهمها إلا من هو مقدرٌ له أن يفهمها، الحديث الذي يعتمد على كل شيء إلا الكلمات. إيماءات، إشارات، أحاسيس تأخذ بزمام القيادة، إشتراك جميع الحواس حتى العميق منها، كل تلك التفاصيل الأخآذة إستحوذت على تفكيري كنت كمن وجد اللغة المناسبة له التي ستفتح عليه أبوابا ليتواصل مع العالم الذي فقده سابقاً.

لحظة… لنعود قليلا إلى الوراء حينما كنت في الثامنة من العمر، أصبحت بشكل يومي أبحث في شاشة الفضية عن أي رقص لأحاول محاكاته وحيدة، وأحيانا في معيّة شقيقتي، كنا نرقص ونرقص ونرقص طوال اليوم، ولساعات حتى نشعر بالإرهاق وننام، كانت بالنسبة لي إندفاعاتي في الهواء، حركات اليد إرتقاءها إنزلاقها، مكافحة شعري لجاذبية الأرض، حينما يرتد للأعلى مندهشاً، ويسقط على عيني ليستريح ويتضارب فيما بينه  يدور ويدور ويدور، كلها تفاصيل تحبسُ الأنفاس، جعلتني أفكر هممم على هذه الأرض أشياء تثير الدهشة لم أعرفها بعد، فعالمي الصغير الذي لا يتجاوز مدرستي منزلي بيت جدي الكبير، وفن تايم بيتزا، ليس العالم الوحيد الموجود على سطح الكوكب.

Continue Reading

التدوينات العربية العمل الحر - Freelancer

أسطورة (تنظيم الوقت) قد تصبح واقعا

30 يوليو، 2016

‏لقطة الشاشة ٢٠١٦-٠٧-٢٨ في ١٢‎.٣٩‎.٥٦ م

 

البداية دائما بأفكار كبيرة وأمنيات عظيمة، فالحلم بالمجان، لذلك نختارُ تمضية الوقت بالأحلام والغوص في أفكار لا تكلفنا حتى مشقة العمل الجاد، ولا أنكر بأن الأحلام أكثر جمالا ويمكن فقط بفكرة أو غمضة عيْن أن تختفي عوائق كثيرة، ونبدأ حلم جديد كل لحظة،  قد يصلنا شيءٌ من نشوة  الإنتصار أو لمحات من الجمال الذي ربما قد يكون واقعا لو عملنا جاهدا لتحقيقه، ولسهولته نكتفي بذلك الخيال ونعاود زيارة ذات الأحلام كل يوم، وهذه النقطة الفارقة في حياة المبدعين التي تتمثل بالحلم والعمل.

أعتقد بأن نصف الحياة  تضيع في الحيرة والنصف الآخر قد يضيع في محاولة مغالبة هذه الحيرة، قلة فقط من يجد طريقا لكسر قيود هذا الشرك الذي نجدنا حبيسي قضبانه. كنت أقرأ في موضوعات منوّعة، عن روتين  العظماء والمبدعين اليومي، لمادة بحثت بها وترجمتها لجريدة الوطن، كنت أفكر طوال اليوم بعد الإنتهاء من تسليم المادة، كم يلزمهم من جهاد النفس للبقاء على ذات الوتيرة اليومية دون الملل؟ وهل كانت هناك الكثير من الملهيات التي تساعد على تشتيت إنتباههم كل يوم؟ والأهم من ذلك كيف تصرفوا حول تلك الملهيات؟.

عني شخصيا، رغم كل البحوث التي أجريتها تحت بند ( كيف أخطط لحياتي وكيف أنظمها) لازلت أعاني كوني أعيش في طقس من الفوضى التي تغزوا كل زوايا حياتي الروحية والواقعية، وحتى تلك الإفتراضية، لكن مستوى الإنتاج الذي أعيشة ليس هو ما أرضاه لنفسي لا يهم إن كنت أعمل ١٢ ساعة في اليوم لكن هل جميعها ساعات فعالة بالحقيقة ومنتجة؟ أُفضِّل العمل ثلاث ساعات، أقدم بها كل طاقاتي على أن أوزعها على ١٢ ساعة من العمل الذي لا أستخدم به سوى أدنى درجات طاقتي.

هناك أسئلة تدور في عقلي لم أجد لها جوابا حتى الآن ولازلت أتعلم من تجاربي لمحاولة تحديد ما أستطيع عمله؟ هل يمكن تحقيق أكثر من هدف في ذات الوقت؟ وهل هناك إستراتيجيات تساعد في تنظيم الوقت، هذه النقطة كانت محط إهتمامي في الفترة الماضية، ولاحظت بعد ذلك بأنني أيضا أضعت جزءا كبيرا من الوقت في البحث عن طريقة لتنظيم الوقت وهذه النكتة التي خرجت بها من كل ذلك.

وجدت دراسة أجريت على موظفين وأعتقد بأننا نستطيع أن نسقطها على كل المهام والأهداف التي نحن بصدد إنجازها تقول بأن الموظف يقضي ١١ دقيقة في كل مهمة بعدها يتشتت إنتباهه لمدة ٢٥ دقيقة في الإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيره، وبالنسبة لي مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء كبير من عملي سواء للجريدة، أو في عمل الشركة أو حتى لمدونتي الخاصة، فعملي يعتمد بشكل أساسي على البحث من خلال هذه المواقع فالعمل المتعلق في المجال الإعلامي هو كل متكامل لا يمكن أن تكون كاتب ومعد لبرامج تلفزيونية بدون مهارات بحث عالية من خلال هذه المواقع وتواجد دائم لإلتقاط ما يمكن العمل عليه وتقديمه سواء للجريدة، أو لما تُعِده وتقترحه من برامج.

بعد شهور قضيتها في التفكير في كيفية التغلب على التشتت والإستفادة القصوى من تواجدي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن واقع تجربتي تعلمت التالي:

الإلتزام

  • أولا المسألة تحتاج للمواظبة والإلتزام التام والوعي بأنني في هذه المواقع كجزء من عملي وليس على الدوام الغاية هي قضاء وقتا ممتعا.

عمل ما تحبه

  • ولتحويل حتى البحث لمسألة ممتعة تخصصت في مجالات تهمني مثل الفن بأنواعه قراءة الكتب ومعلومات عن الكتاب وعالم الكتابة.
  • حولت كل مهمة بحث في موضوعات خارج إهتماماتي إلى فكرة ممتعة بأن أبتكر شخصية لقصة أكتبها لاحقا ويمكن نشرها في مدونتي يوما ما،  فمثلا لو كانت المادة التي أكتبها عن علم النباتات يكون بحثي محاولة لتغذية شخصيتي في القصة، حتى تكون الكتابة عنها لاحقا مبني على حقائق قد يشعر أي شخص خبير بأنها شخصيةٌ حقيقة.

الوقت المستقطع مطلب أساسي

  • تخصيص وقت لمتعتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي حتى لو كانت خلال فترات العمل وجدت شيئا أود مشاركته مع أصدقائي فكل ما أفعله هو وقت مستقطع لمشاركة الرابط والرد على رسالتين ومن ثم العودة.

المهام واضحة ومكتوبه

  • كتابة قائمة المهام اليومية وحملها دائما في حقيبتي أو بجانبي على المكتب يساعدني على إبقاء وعيي حاضرا بأن هناك ما يجب أن أنجزه.

التطلع

  • تذكير نفسي دائما بذلك الشعور بالإمتلاء والراحة بعد إنجاز مهمة ليكون حافزا لإنهاء ما أقوم به بدون كسل أو تقاعس.
  • فصل الإنترنت عن جهازي حال توفر كل المصادر التي أحتاجها للكتابة وبذلك يكون التركيز على نقطة واحدة ووحيدة أعمل عليها

تحديد الوقت المفضل

  • من المهم جدا إكتشاف الوقت المناسب للإنجاز، فلكل شخص منها ساعته الداخليه التي تتعامل مع الأوقات بطريقة مختلفة فهناك من يعتبر الصباح قمة النشاط، وهناك من ينتمي لليل، وبالنسبة لي كائنة صباحية أنجز الكثير إذا ما بدأت العمل في ساعات الصباح الأولى، وبقية اليوم يكون مستوى تركيزي أقل بمراحل، وأعترف أنه وبظل نمط الحياة الذي يتخذ من المساء والليل مسرحا أبدي، عليّ أن أختار مجد أزلي؟ أو لحظات متعة وقتية مع الأصدقاء وكلاها أمران مهمان وعلى الفرد منها تحديد أولوياته.

*الصورة من مادتي في جريدة الوطن عن الروتين اليومي لبعض الأسماء المبدعة (إضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الكامل)

التدوينات العربية رقص

حديث الجسد لترافس وول

11 أغسطس، 2014

http://www.youtube.com/watch?v=aA0B0UUBMSk

ترافس وول ، كل مرة أشعر بأن هذا سقفه في الجمال والإبداع، أكتشف بأنها لاتزال البداية،ويبرهن لي بإمكانية تحليقه لمستوى آخر، في حلقة “So You Think You Can Dance” الـ10، صمم رقصتين من عالم خارجي لا نعرفه أبدا، لكن ترافس قدمه لنا بكل جمال العمل الفني، كل ما أفكر به، خلال هذه الرقصة أي مشهد منه أحتاج أن ألتقطه كصورة وأضعه أمامي كمثال بسيط عن معنى “الفن الكمال الإبداع” , لكن للأسف في الرقص لايمكننا أبدا التقاط لحظة وتعليقها في إطار ذهبي أمامنا.

في الرقصة الجماعية للشباب، أوصلني للمنطقة التي نجد أنفسنا بها أحيانا و الأشخاص من حولنا يتخبطون في حياتهم الخاصة، وكل مرة نجد أن هناك من يمد يده للمساعدة، وكأن كل خيبات من نعرف وخيباتنا الخاصة جمعت لتكون في نفس الزمان والمكان، لا نشاهد سوى أشخاص يهون وأشخاص يرتقون، والجمال كان في اتحادهم جميعا في المنتصف، لكن المشهد الذي كان في الجزء الأخير من الرقصة يقف الراقصون لأداء حركات متشابه واحدة منهم وكأنهم يتلقون صفعات تعيدهم للوراء ليعودوا ليقفوا مرة أخرى ويتلقون الصفعة التالية, والثالثة، مشهد لن يخرج من ذاكرتي أبدا، طيلة أجزاء الرقصة وأنفاسي محبوسة وكأنني أرقص معهم.

بداية تعرفي على ترفس بشكل مكثف كان في تصميمه رقصه قدمها، روبرت وأليسون، كانت مهداة لأمه التي كانت تعاني من السرطان تمثل مساندته لها خلال مراحل العلاج، أسرتني هذه الرقصة بكل تفاصيلها، المشاعر والتكنيك والموسيقى والأغنية التي اختارها ترافس، ولفتت نظري لقدرة هذا الفن على إيصال رسالة،، وبعدها كان فاتنا في تصميم رقصه لتاكر و روبرت، تعبر عن الأخوة، من خلال تصوير حياة شخص وأخوه يحاول انتشاله من المنطقة السوداء التي وقع بها من خلال إدمانه، كانت قطعة فنية رائعة وقريبة في الحديث عن الحب الأخوي الذي لا يبرزه الفن إلا من أعمال بسيطة ومتفرقة.وفي حلقة الأمس كان ترافس حقا مصرا على أن يرى دمعات مني، وهو برهنة على إمكانية تحويل الرقص لرسالة اجتماعية هادفة.

بداية برقصة جاسيكا وكايسي انتهاء بالرقصة الجماعية التي أدها الشباب السبعة المتبقون في المنافسة.

برنامج “So You Think You Can Dance” وصل لمرحلة رائعة من الكمال كل تفاصيله مدروسة بشكل مذهل، رقصات كثيرة دخلت التاريخ منه كوصلات فنية مذهلة نقلت الرقص من مجرد حركات لمرحلة التعبير الحداث والظواهر الاجتماعية وإيصال إحساس المظلوم أوالمختلف، الآن فقط فهمت إحساس محبي الشعر والقصائد،، وإحساسهم بما خلف الكلمات، هنا الرقصات كانت بالنسبة لي قصائدي التي أحب.

Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حَوجن

26 ديسمبر، 2013

image (2)

أنهيت رواية ” حوجن” –بفتح الحاء- ، لا أنكر الفضول الذي تلبسني –نعم تلبسني بما أن الرواية عن الجن- لقراءتها, لكن جدولي المزدحم بالأعمال التي أتوق لقراءتها أخرها حتى الآن, وكان سبب تقديمي لها على حساب الكتب الأخرى لأن زميلات  العمل نسقن للقاء مع الكاتب إبراهيم عباس،– للأسف لم أحضره بسبب اجتماع مع فريق العمل في وقت اللقاء- ففكرت بقراءتها لمناقشته على بينة وليس مجرد أخذ الانتقادات التي سمعتها.
في البداية اعتقدت بأن الرواية موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17, وكنت أرى أنها مناسبة لخيالهم بدون تجاوزات بالقصة لا تناسب أعمارهم بل كلها قائمة على الخيال الذي هو حي في فيهم أكثر من البالغين الذين يغرقون في الواقعية وينسون الحلم والخيال الذي غالبا ما يكون مفتاح للواقع،  لكن بعد ذلك لم أجد أي إشارة للفئة العمرية لذلك افترض أنها  رواية للكبار.

فكرة  العمل بإسقاطاته على واقعنا وأفكارنا عن الجن كانت ممتازة،  لكن ما أفسد كل هذا الحوارات، أولا من حيث مستواها  لا تتناسب مع أعمار أبطال القصة، وكأنها بين طالبات متوسطة وليست طالبات في كلية، أو جامعة، وأيضا كونها بالعامية كلها – في نظري –ليست مبررة ربما لو استعان ببعض المفردات الدارجة العامية في الحوارات وليس النص كاملا لكان عملا أدبيا جميلا.
هناك تفاصيل صغيرة متناقضة أحيانا أفسدت أيضا اندماجي مع القصة، لو أهتم بهذه التفاصيل كان سيجعل منه عمل عبقري وربما يحول لفيلم بكل سهولة ويكون أيضا فيلم عبقري، لكن للأسف لم تكن بالمستوى الذي تخيلت.
مثال للأحداث المتناقضة لم يقدم تبريرات مناسبة لبعض النقاط مثل كون الجني لا يستطيع الخروج والباب مقفل رغم انه في نقاط أخرى كان الجني يحرك يده خلال الإنسان كيف يخترق الإنسان ولا يخترق الجدر؟ , بالإضافة إلا أنه –سواء كانت حقيقة أو نسج خيال الإنسان- من المتعارف عليه أن الجن يمرون خلال الأشياء كان من الأحرى به أن يقدم تفسيرا لسبب كون الجن لا يستطيع اختراق الباب أو الجدار ويكون هذا التفسير مساعدا في سير الأحداث، وسأقدم مثال توضيحي  بعمل آخر لكاتب مختلف، اطلعت على قصة البطل فيها مصاص دماء ومن المتعارف أنه لا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصاص الدماء أو منعه من امتصاص دمه فما كان من كاتب القصة إلا أن أضاف في سياق الأحداث شيء أطلق عليه “عشبة الفيرفين” التي تحرق مصاص الدماء وقدمها في سياق القصة بل وأصبحت من العناصر التي تساهم في تحويل الأحداث وتغييرها مثل هذه التفسيرات تساهم في ربط القارئ بالقصة أكثر.
بعض الأجزاء تقفز فيها الأحداث بطريقة غير منطقية بالنسبة لي, وتتطور بدون مقدمات, مثلا حب حوجن لسوسن, أو طريقة تقبلها للحديث مع جني!!,، ستكون أقرب للواقعية لو كان هناك أحداث بين تقبلها للحديث معه وبين محاولاته، أن يكون هناك محاولات من قبل الجني قبل أن  تقبل البطلة في الحديث معاه ولاتشعر بغرابة الموقف أو “الخوف” الذي كان غيابه بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة لي، ولأحدث هذا التطور البطيء سببا للحب يمكننا تقبله بشكل أكثر بدون حتى شك بأنه أفضى لهذا الحب.

أروع ما في الرواية إمكانية إسقاطها على الواقع تقبل الآخر العنصرية الأفكار النمطية التي تنسينا الحكم على الشخص بعيدا عن خلفياتنا الثقافية,  إسقاط بعض المظاهر الدينية, لذلك أكرر كلامي لو كانت موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17 لكانت جدا مناسبة، بكل الأسلوب.

لأول مرة أقرأ كتاب دون الخروج باقتباسات تعيش معي وتستفزني لقراءة أجزاء من الرواية أعتقد لأن اللغة كانت بسيطة وحذرة في أكثر الأجزاء.
كان من الممكن الخروج بعمل أكثر قوة خط القصة جميلة لو أضاف أجزاء لتتحدث بقية الشخصيات عن نفسها لنتمكن من فهم دوافعها وأفكارها مثل الجزء المخصص لسوسن لكانت حقيقة  أروع بمراحل، وربما لأضافت الكثير.
طوال فترة قراءتي للرواية وفي عقلي مقارنة بين “حوجن” و جنية غازي القصيبي,  كنت مندمجة تماما مع الجنية كانت عمل قوي جدا ومتميز ولم يترك القصيبي لنا فراغا لنخرج من الاندماج الكامل كل التفاصيل الصغيرة في علاقة الجنية بالإنسي كانت مغطاة بطريقة عبقرية لم نشعر بتناقض حتى ولو كانت مجرد قصة خيالية, حوجن تشبه للجنية بطريقة أكثر “حداثة “, لكن باختلاف اللغة مستوى الحوارات أقصد, وتصاعد الأحداث, طريقة تطور علاقة الجنية بحبيبها لماذا أحبته .. وهكذا أعرف أنه من الخطأ مقارنة عملين وكاتبين لكن ماقصدته هو من ناحية بناء القصة والتفاصيل الصغيرة وليس الأسلوب لكل كاتب طريقته طبعا.

غالبا ما أتقبل الأعمال المجنونة والغريبة والشخصيات الغريبة, لكن  خلف القصة غالبا يكون عمل قوي يغطي كل النقاط التي قد تطرأ في خلفية تفكيرك أثناء التقدم مع الأحداث لذلك تجبرك على الاندماج وكأنها قصة واقعية تحدث أمامك, ما هي أسباب افتقاد رواية حوجن لهذه القوة لا أعلم,  قرأت بأن للكاتب 3 مؤلفات قبل حوجن وإلا لاعتقدت بأنها البداية، هل الكاتب أستعجل بتقديم عمله للنور؟ كلها احتمالات  واردة, لكن لم اندم على اليوم الذي قضيته مع حوجن, فهمت القصة التي يتحدث عنه الجميع تقريبا, وأطلعت على الادعاءات بأنها تعلم السحر وما إلى ذلك وفهمت بأن العمل أبعد من أن يكون عن هذا, وبالتوفيق للكاتب في رواياته المقبلة.  

 صفحتي في القودريدز

التدوينات العربية سينما - Movies

The Croods رحلة البحث عن الحياة

24 أكتوبر، 2013

stardima.com_13758013041

-The rules don’t work out here

-They kept us alive!!!

-That wasn’t living!, that was just not dying…! There’s a difference.

The Coroods

فكرة عبقرية .. طريقة التعبير فيها شيء مدهش,  ربما يكون “كارتون” لكنه واقعي جدا تشعر بكل مشهد منه يمسك بشكل أو بآخر, تأجيلنا للتعبير عن مشاعرنا, الخوف من العالم الخارجي , الخوف من كلمة ” جديد ” عدم مراعاة متغيرات الزمان لاتقدم لنا سوى انهيار عالمنا الحالي فوق رؤوسنا بينما نحن نحاول إحياء تراث ميت لا يصلح للحياة اليوم, العيش في الظلام رغم شروق شمس يصلنا ضياءها ولو من بعيد, الفرق بين أن أكون حيا وبين كوني لم أمت بعد, القواعد القوانين خلقت لتساعدنا على الحياة إذا أصبحت عائق بيننا وبين الحياة هي بالتأكيد تحتاج لإعادة نظر, لا نتكلم هنا عن طرد كل شيء- قانون- قديم ونبذ التراث, لكن الفيلم يحاول أن يوصل بأن الأجيال مختلفة, متطلبات الزمان مختلفة إذا لم نجد طريقة للتأقلم والتكيف مع التغيير سيصلنا ويفرض نفسه علينا وربما يقضي علينا لأنه شيء من فطرة الحياة.
الفيلم استطاع أن يوصل فكرة المزج بين العقول الجديدة والقوة الكامنة في خبرة العقول القديمة التي ربما نسيت كيف تفكر في ظل تكرار ذات القوانين والأفكار والاعتياد عليها هي الطريقة الوحيدة للحياة الحقيقية البعيدة عن الموت المبكر المتمثل بتجمد حياة عقولنا قبل أن نموت بشكل حقيقي, منع الصغار من اختيار حياتهم ربما يقتل فيهم بذرة الإبداع ولا يستطيعون مجابهة الحياة لأنها ستباغتهم حقا في أوقات سباتهم.

 الكثير من الأفكار تفجرت خلال الساعة والنصف مثير للتأمل والتفكير, ربما من يقرأ هذه التدوينة قبل مشاهدة الفيلم لن يفهم شيئا لكنني أنصحكم بمشاهدة الفيلم في سهرة عائلية توصل لكل جيل بأنه بحاجة للآخر  بطريقة ذكية ومدهشة ومسلية, ربما بعدها يمكنكم فهم التدوينة جيدا, أعترف بأنني كتبتها تحت تأثير الفيلم ربما لو انتظرت ليوم آخر سأنسى كل الأفكار, تأثرت كثيرا بمشهد تضحية الآب كان فعلا رسالة جميلة قوية جدا.

Random thoughts

عندما يسوق الإعلان التجاري للعنصرية

1 أكتوبر، 2013

helme

يظهر أحمد حلمي وسيارته متعطلة أمام سيارة سيدة في إعلان تجاري , تطلب منه السيدة -التي يظهر من ملابسها شبه الرسمية بأنها أربعينية- أن يزيح سيارته ويرد عليها بأن تأتي لتدفع  سيارته معه كما يطلبه من أي مار بالشارع, يتقدم الإعلان ليصل إلى نقطة  يبدأ فيها حلمي بالتهام الشيبس يتخيلها فتاة رشيقة صغيرة ويمد لها الشيبس لتشاركه  سعادته, لتعود السيدة الأولى بالظهور ويعدل عن مشاركتها الأكل باستهجان لشكلها.
الإعلان ارتكب خطأين الأول خاص بالتسويق لا أعتقد من مصلحة المنتج أن يشير للهيئة أو الوزن ولكن هذه ليست مسؤولية المتلقي, والخطأ الفادح هنا هو بثه لرسالة عنصرية سخيفة ضد النساء اللاتي لا يتماشين مع المقاييس الحالية للجمال, ولا يشبهن العارضات أو لأنهن لا يرتدين التنانير الضيقة أو يتصرفن بغنج مشابه لمقاييس الأنوثة التي أصبحت أمر مسلم به في نظر العالم بعد بثها في الأفلام والإعلانات وكل الوسائل الإعلامية, حتى وإن كانت تتجاهل اختلاف العالم وتنوعه وسذاجة حصره بنوع واحد وشكل محدد خصوصا الأنوثة التي تحمل أكثر من مجرد فكرة المهظر الخارجي والهيئة, هذه الطريقة البشعة في توجيه التفكير وتنميط الأفكار تحاول دفع الجميع للتفكير بطريقة واحدة.

الإعلان الناجح يحمل رسالة هادفة أبعد من مجرد شخص مشهور أو ممثل كوميدي, هذا ما يتوقعه المجتمع من الشركات أن تساهم ولو بجزء بسيط ببعث رسائل مصاحبة للتسويق كأقل عمل تقدمه للمجتمع الذي يعيش به  المتلقي الزبون الجمهور الفئة المستهدفة المستهلك أي كان مسمى الفرد داخل الشركة لا أن تكون غير مبالية بهذه الطريقة.
يشير الباحث الدكتور يوسف محمد, إلى أن ” الإعلان التجاري يعكس مضموناً ثقافياً معيناً, وأن هناك علاقة بين النسق القيمي للمجتمع والاستمالات الإعلانية التي تعكس الثقافة السائدة في المجتمع من خلال الإعلان التجاري”*, هذا يجبرنا على التفكير في علاقة الثقافة العربية في السخرية من المرأة وتحديدها كعنصر سلبي؟ , لا أريد أن أكون متباكية ومبالغة في وصف الواقع لكنه يتحدث عن نفسه إذا ما أردنا أن نفكر بالنظرة السائدة للمرأة في الدول العربية وإذا قلنا سائدة يعني أنها غالبة وليست معممة على الجميع, أضف إلى ذلك أن الثقافة العربية تؤثر أيضا بشكل كبير على نظرة الشركات في إعلاناتها للمجتمع لا أعتقد بأنها تكترث برسالة الإعلان لأنها بالحقيقة لا تهتم بردة الفعل الشعبي عليها لأنها تعرف بأن الثقافة الاجتماعية لا تتخذ رد فعل قوي تجاه الرسائل الأخلاقية إلا إذا كانت تحمل إيحاءات تسخر من الدين, حتى وأن غضب المجتمع من أسباب أخرى أخلاقية لا تكاد تذكر وتتخذ شكل هاشتاق تويتري يعيش ليومين ثم يموت.

أما في ما يخص تأثير الإعلان على ثقافة المجتمع إذا ما  وضعنا في عين الاعتبار كونه جزء من الإعلام ومن المواد التي يشاهدها الجميع دون استثناء فأن تعزيز مثل هذه النظرة والاستهتار بأي شخص لا يمثل الفكرة السائدة أي كانت, وتحولها لمادة مضحكة فإن بها تعزيز لفكر سخيف ليس من صالحنا أن ينتشر في مجتمعنا ويجد من يشجعه.
جزء كبير من المستهلكين الآن لا تحركهم إعلانات سخيفة ويعوا بشكل كبير أن الشركات تخلت عن أدوارها الايجابية وأصبح هدفها تسويقي بحت لا يهتم بمدى ملائمة المنتج أو حتى جودته يهتم بالبيع بالتوزيع وبالانتشار حتى لو كان على حساب أحد فئات المجتمع, وللأسف المرأة من أكثر العناصر المستهدفة بالسخرية- التي لا أراها ترتقي لأن تكون كوميديا حتى- في الإعلانات, وبالمناسبة لسنا ضد السخرية أبدا لكن إذا كانت توجه رسائل هادفة بالتساوي للرجل أو المرأة ليس لإضحاك أحدهما على حساب الآخر أو السخرية من شكل وزن أو ربط الشكل بمقاييس واحدة تتجاهل تنوع العالم واختلافه, وهذا الإعلان نموذجا لمثل هذه الرسائل وهناك العديد من الأمثلة منها إعلان سنيكرس “إنت مو أنت” التي تصور أن النسخة السلبية من الرجل هي امرأة إذا عاد لطبيعته سيكون رجل سعيد.

أتمنى من أحمد حلمي أن يفكر بالرسائل التي تحملها الإعلانات قبل أن يشارك بها لأنه عنصر مهم في انتشارها, سواء تلك المباشرة أو الغير مباشرة والاستهتار بمثل هذه الإعلانات خطأ فادح لا يقدم أي فائدة, وهو أمر يساهم في ملئ فراغات الشاشة لا أكثر.

 

ـــــــــــــــــــــــــ
*دراسة “القيم الثقافية التي تعكسها استمالات الإعلان التلفزيوني دراسة مقارنة لعينة من إعلانات القنوات الفضائية” للباحث د / يوسف سلمان سعد محمد.
*سنكرس قدم إعلان جديد استبدل فيه المرأة كعنصر سلبي بشخصية وهمية مثل الجوكر لا أعلم إن كان انتقادات الإعلان هي السبب أن ماذا؟.