Browsing Tag

رواية

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كومة كتب: أخرج في موعد مع فتاة تحب “القراءة”

31 مايو، 2018
الصورة: بينترست

الصورة: بينترست

في مدونتي القديمة كنت أجمع تعليقاتي على مجموعة من الكتب وأضعها في تدوينة واحده سميتها “كومة كتب” أحببت أن أبعث الحياة في هذه التدوينات من جديد وإليكم هذه “الكومة”.

الصبية والسيجارة
بونوا ديتيرتر

رواية ساخرة تحث على التأمل، العدالة الهشة التي تترك الإنسان أمام مؤسسات تحمل شعار ميزان العدل لكنها أبعد ما تكون عن ذلك، هذا يعيدني لأسئلة كنت قد سألتها قبل عامين من الآن وأعادها لي الفيسبوك قبل عدة أسابيع: “ماهي العدالة؟ وهل هناك أنظمة عادلة حقًا؟”.
في رواية الصبية والسيجارة؛ تقلب حياة رجلين بسبب سيجارة. هي القاسم المشترك غير أنها حولت حياة محكوم بالإعدام لنعيم وأردت حياة شخص آخر للدرك الأسفل، وكيف تفاعلت الجماهير مع كلا الحالتين. ذات الجماهير التي سيّرها إعلام مجموعة إرهابية لخلق لعبة إعلامية ضحيتها أشخاص معدودين لا حول لهم ولا قوة غير الوقوف لتسلية الحشود خلف الشاشة. القصة فيها من الجنون ما يجعلك تقف قليلا لتتساءل. حينها تتحول المأساة إلى لعبة.

فكرت كثيرا بمعنى “رأي الجماهير” وكيف يحكم المجتمع على صواب فكرة من عدمها فقط لأنها سائدة ويرددها الجميع، كيف ينسى المجتمع من أن يعمل عقله ويبدأ بالنفاق وادعاء المثل العليا والقيم التي قد لا يفهم معاناها من الأساس.

تجدر الإشارة هنا إلى نقطة ذكرت على غلاف الرواية أنها كتبت في عام ٢٠٠٥م لكنها استشرفت الوضع الراهن للشرق الأوسط؛ سيطرة الإرهابيين وإشغالهم للرأي العام، ومسرحيات الكوميديا السوداء التي تحدث اليوم.

كل ماكنت أفكر فيه خلال فصول هذه الرواية، التناقض، الشعارات الرنانة، الإرهاب، العدالة، الطفولة، السيجارة ….. وحتمًا ستبقى عالقة بين أفكاري لوقت لا بأس به.

 

وهم
الشادي سعود الحركان

بدايةً هي رواية غريبة، أدخلتني في متاهات عقل الإنسان الذي اختلط عليه حبل الوهم بالحقيقة، لتنتهي بي على مرفأ لا أعرف أي السفن أنزلتني، لكن يجب أن أقول بأنني لم أتوقعها بهذه القوّة أو التأثير، بقيت أفكر بها ليوم كامل بعد الانتهاء منها. أنصح بقراءتها بلا انقطاعات طويلة وبتركيز، حتى لا ينتهي بك الحال تائه بين وهمها وحقيقتها. 
بداية جميلة مع الكاتب وأعتقد بأنها لن تكون رحلتي الأخيرة معه. 

 

أخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة
اختيار وترجمة محمد الضبع


ابحث عن فتاة تحب الكتابة. ستكتشف أن لديها حس فكاهة عاليًا، أنها متعاطفة وحنونة لدرجة بالغة، أنها ستحلم وتبتكر عوالم وأكوانًا كاملة لأجلك. هي التي ينحني الظل أسفل عينيها، هي الفتاة ذات رائحة القهوة والكوكاكولا وشاي الياسمين الأخضر. هل رأيت تلك الفتاة، ظهرها متقوّس باتجاه مفكرتها الصغيرة؟ تلك هي الفتاة الكاتبة. أصابعها ملطخة أحيانًا بالجرافيت والرصاص، وبالحبر الذي سيسافر إلى يدك عندما تتشابك مع يدها. هي لن تتوقف أبدًا عن تذكّر المغامرات، مغامرات الخونة والأبطال. مغامرات الضوء والظلام. الخوف والحب. تلك هي الفتاة الكاتبة. لا تستطيع أبدًا مقاومة ملء صفحة فارغة بالكلمات، مهما كان لون الصفحة

 
عنوان الكتاب لفت نظري، اعتقدت في البداية بأنه إمّا مذكرات أو رواية، لكنه عبارة عن مجموعة مقالات أو تدوينات جمعت في كتاب، ولأنني لم أقرأ التدوينات من قبل فقد كانت رحلة جميلة مليئة بالأفكار والمعلومات التي استوقفتني للتأمل والتفكير.
بالنسبة لي أفضل الربط بين المقالات أو كنت أتمنى لو كتبت بشكل تخيّلته مسبقًا، في النهاية تمنيت لو لم أنتهي منه.

 

لعبة دي نيرو
راوي الحاج

تبدأ من بيروت المجروحة وتمتد لباريس وروما، قبل أن تنطلق لهناك تأخذنا في جولة لنشهد بأنفسنا على حياة الأبطال آلامهم ومخاوفهم، نطوف في شوارع بيروت وأزقتها، لتنقل لنا تفاصيل حرب لبنان، نتعرف على الصديقين الذين لم يكونا إلا مثالا على واقع الشباب الذي لا يفهم الحرب لكنه وجد نفسه جزء منها ويجب أن يتخذ قرارات يومه وفقًا لقواعدها البشعة.

بعد ما أنهيت قراءة الكتاب سألت نفسي سؤلًا بسيطًا: لماذا لم أقتني بقية كتب راوي الحاج؟ منذ أول ١٠ صفحات استحوذ الكاتب على كل اهتمامي. أكثر من مجرد سرد لتفاصيل قصّة، بل هي امتداد يمس جوانب عدّة؛ الجانب النفسي للبطل، الجانب المجتمعي والسياسي للبنان، والجانب الإنساني، والأكثر تأثيًرا في كل تلك التفاصيل؛ هو الإنسان الذي يصطدم بواقع قدرته على ارتكاب العنف، الذي يجد نفسه أمام خيارات يرفضها جميعها لكنها الحياة والواقع، يحاكم نفسه ويجد في كل النظرات حوله حكمًا على مستوى إنسانيته، عالم آخر خلفي بعيد لكنه الأكثر تأثيرًا وسيطرة. 

لا أتذكر اسم البائع – دار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- الذي نصحني بشراء الكتاب في معرض كتاب جدة العام الماضي، حينما اقتنيت رواية “الجاسوسة” لباولو كويلهو، قال لي البائع أنا متأكد من هذا الكتاب سيحوز على إعجابك، وظل يتحدث عن راوي الحاج، وعن كتاباته ترددت كثيرًا في شراء بقية كتبه، لا أريد تكديس المزيد من الكتب دون قراءة، فضلت أن أتذوق أسلوب الكاتب قبل شراء بقيّة كتبه وحقًا أشعر بالندم لأنني اتخذت هذا القرار وتمسكت به بالوقت الخطأ. المعرض القادم سيكون اسم راوي الحاج ضمن قائمتي. 

الحجر الحي
لينور دي زوكوندو

لا تنسى أين وضعت ذاكرتك، لأنك ستنسى معها ذاتك، ولن تجدها إلا برحلة طويلة مع الحياة، مايكل أنجلو ورحلة البحث عن الصخور التي سينحت بها تماثيل قبر “جول الثاني” لكنها كانت أكثر من مجرد انتقاء للصخور، في تلك القرية النائية حفر النحات ليجد كل الأسرار التي خبأها وكل ما احتاجه ليجد ذاته هي أرواح بريئة تلاحم معها في رحلته.
علاقة الفنان بما يصنع هذا ماشدّني في هذه القصّة، علاقته بأعماله السابقة، كيف تعود لزيارته، الحوارات الداخلية التي يبقى يحدث ذاته فيها، وكيف ينظر بترقب لأعماله القادمة.

طالما كانت لغزاً أود لو أعرف جوابه، كل الأعمال التي خطفت أنفاسي بماذا فكّر الفنان وهو يخلقها؟.

لاعب الشطرنج
ستيفان زفايغ

رواية عظيمه بين سطورها حملت الكثير من الأفكار والمعاني، لا يمكنني نسيان شخصياتها أو تفاصيلها الأخاذة حتى اليوم رغم مرور وقت طويل على قراءتها، هذا النوع من الكتب هو ما أبحث عنه أن تبدأ من مكان وتنتهي منه إلى مكان آخر لن أتحدث عن تفاصيل الرواية لكنني أنصحكم بشدة بخوض هذه الرحلة لكن حذار ستكون مسيرتكم على رقعة شطرنج، فكروا ألف مرة قبل أي خطوة تخطونها… نعم فكروا ألف مرة.

 

٢٠١٦ Random thoughts التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر 8-15: العودة لصفوف الدراسة

22 سبتمبر، 2016

unnamed-54

١٤\٩\٢٠١٦م : الساعة التاسعة مساءا: 

هذا الأسبوع سيشهد عودتي لصفوف الدراسة مرة أخرى بعد إنقطاع لمدة ١٠ سنوات، وهي مدة ليست بالقصيرة أبدا يخيّل لي بأنها لم تكن سوى ١٠ دقائق هناك شعور بالندم أواجه فيه ذاتي منذ بداية الأسبوع لأنني لم أكمل تعليمي الجامعي في وقت سابق، لكنه كان شغف الكتابة والعمل في المجال الصحفي من دفع بي لترك مقاعد الدراسة والتوجه مباشرة للبحث عن فرصة، طبيعتي التي تكره كائن الإنتظار لم تترك الحياة تحدث بالترتيب الذي إعتاد عليه الجميع. 

كنت أفكر لماذا لم أدرس؟ وتيقنت أنني لا أنظر للدراسة كشهادة تؤخذ في نهاية الرحلة لتبقى حبيسة البرواز، التعليم في وجهة نظري هو رحلة حقيقية أقطعها في تعلم شيء أحبه، لكن الشهادة في بلادنا مطلب مهم للحصول على وظيفة وراتب مجزي، هل فعليا كنت منقطعة عن الدراسة كل هذه الـ١٠ سنوات؟، والإجابة بسيطة جدا، لا لم أكن منقطعة كنت أتعلم ولكن ليست على مقاعد دراسة نظامية، تعلمت الكثير خلال العشر سنوات الماضية، مهارات ومعلومات كثيرة تجعل من شعور الندم يتقازم داخلي ويحل مكانه فخرا بأنني لم أخن رغباتي في سبيل فعل ما هو متعارف عليه.
السنوات الماضية جعلتني أعيد النظر بالتعليم النظامي، وبجدواه، كون ما تعلمته لا أعتقد بأنني كنت سأحصل عليه لو لم أنقطع عن مقاعد الدراسة، وتذكرت حوارا دار بيني وبين صدقتي حنان أحمد حول التعليم في وقت سابق، وتيقنت بأن التجربة هي خيرُ برهان إختلف فيها رأيي بالتعليم ١٨٠ درجة.  
والآن أود التركيز على الحصول على شهادة جامعية في مجال الترجمة، كونه يتوافق مع خططي المستقبلية الآن أرجوا أن يكتب لها النجاح. 

 

١٦\٩\٢٠١٦م..  ذهول ورعدة أميلي نوتمب: 
رواية قصيرة تركت داخلي مشاعر متضاربة منذ البداية، ولكن بعد يومين من إنهاء الرواية، جلست لأكتب وتيقنت بأن بمشاعري المتضاربة، ما هي إلا نتاج العلاقة التي نشأت بيني وبين الشخصية الرئيسية التي تعاني خيبة كلنا مررنا بها بشكل أو بآخر، حينما نقبل على وظيفة ما تسبقنا كل دهشة الدنيا نريد فقط أن نترجمه من خلال العمل، حينما تعرف بشكل أكيد بأنك تجيد بعض المهارات لكنك فقط تحتاج للنافذة التي تمتد من خلالها الحياة في ناظريك لكنك تصطدم بواقع الأشياء كما حدث لأميلي.

تماما كما هي الحياة حينما نكبر لن تكون أبدا كما تخيلناها، ، يمكن لأي منا أن يشعر بتعاطف مع أميلي، وصف التفاصيل والاستطراد كان رائعا، الانتهاء من الرواية جعلني أفكر بالبحث عن مؤلفات الكاتبة.

قرأت في مكان ما في العالم الافتراضي بأن الرواية هي قصة شخصية للكاتبة التي عادت لليابان وهو البلد الذي نشأت به طفلة كي تعمل في إحدى الشركات، رغم قصر الرواية إلا أنها عميقة من خلالها يمكننا التعرف على عناصر عدة ليست فقط مجرد قصة، الفرق بين الشعب الياباني والغربي، والأفكار المسبقة التي يحملها كل طرف ضد الآخر، ممتعة جدا بالرغم من أنها قصة ساخرة إلا أنها كانت حزينة بعض الشيء.
طريقة التعامل مع الموظفين في الرواية أعاد لي الذاكرة لبعض الأماكان التي مرة عليّ ويزيدني قناعة بأن الوظائف هي عبودية المعاصرة، ولكنها عبودية ممنهجة بشكل أكثر تنظيما وبطريقة لن ننفك نعيشها ما حيينا. لذلك طالما كانت أسعد سنوات حياتي تلك التي عملت بها بشكل حر، وأخطط العودة لتلك الحياة قريبا.

 

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر6-15: صراع الذئاب البريّة

14 سبتمبر، 2016

img_7811
١٢\٩\٢٠١٦م..     الساعة الواحدة صباحا ٣٠ في معنى أن أكبر*

تتوقف لإحصاء أيامك على هذا الكوكب، لتتيقن بأنها مجرد ذكريات لا يمكن أن تتوحّد في نص، خاصة حينما تكون الحياة قد أخذتك في مناحٍ متشعبة، لتموج بك مرة ترتقي بك في أعالي السعادة ومرة في أسفل قاع الحزن والخذلان. لا يهم كم مرة نعود لنَلعَن بعض الذكريات، أو لنتأمل جمال أخرى، ما نحن عليه اليوم هو حصيلة كل ما عَبَرنَاه وعَبَرَنَا، السيّء قبل الجيّد، القبيح قبل الجميل، والصعب قبل الأسهل.

٣٠ عاماً لي على الأرض يالله! تبدو وكأنها دهراً!، ولأنني مهوسة بتجميع الأفكار ومحاولة الإجابة على كَمْ؟ ومتى؟ وكيف؟، تسائلت عن عدد الخطوات التي مشيتها على هذا الكوكب، الاتجاهات التي سلكت، بانتمائي للصحراء الذي أفخر به، بكوني حفيدة تلك السيدة البدويّة الحُرّة، التي قالت وهي تعطيني خيارات سأواجهها في مستقبل الأيام:  الطريقة التي تتحدثين بها تصنع مسقبلك، هل تودين أن تكون تابعة؟ أو قائدة لحياتك؟، تلك السيّدة البدوية التي نامت إلى الأبد، وتركت لي عكازها أعلقه أمامي كتذكار للقوة، ودفعة لأكون ذاتي قبل أي شيء آخر.

أحاول أن أعود بذاكرتي للصفحات التي قرأتها، القصص التي كَتَبتْ، حتى تلك التي حُذِفَتْ قبل أن ترى النور، عدد المرات التي طُبع فيها اسمي على صفحات الجرائد، عدد المرات التي وقعت بها بحب شخصية هاربة من بين سطور الكتب، المرات التي حلمت بها بأن أسافر عبر الزمن.
عدد الأصدقاء الذين زرعهم الله في طريقي، المحادثات التي جرت بيننا الأفكار التي تبادلناها، الخذلان الذي مر بحياتي، الأيدي التي امتدت لي في أصعب الأيام، التجارب التي صقلت الشخص الذي أصبحته اليوم، تصالحي مع ذاتي، الأحلام التي مرت بخيالي تلك التي تحققت وحتى التي ماتت ومحاولات إحياءها، عدد السّاعات والليالي التي قضيتها وأنا أرقص على أنغام قادمة من الماوراء، من كل المدن التي حلمت يوما بزيارتها، عدد الخرائط التي علقتها لأخط عليها كل رحلات السفر التي أحلم بأن أسلكها، الاقتباسات التي زرعت في ذاكرتي القصائد التي كتبتها وخبأتها في مذكراتي، الشعراء الذين كبرت وأنا أتتلمذ على كلماتهم.

عدد حبات المعمول والمارشميلو التي رافقتني خلال رحلاتي مع الحرف والكلمات، وعدد فناجين القهوة التي كانت في معيّتها، عدد الفساتين التي ابتعتها لأحتفل بذاتي، الأحذية التي إرتديت، الأيام التي كنت أبحث بها عن سلسالي لأجده يتدلى من عُنُق شقيقتي وكأنه ملكها. الأقراط التي لم أغادر يوما منزلي بدونها، الليالي التي قضيتها مع شقيقتي نشاهد عروض الأزياء حول العالم، أو مارثوننا الخاص مع المسلسلات الأمريكية،  المعارض التي زرتها معها اللوحات التي حلمنا باقتنائها،  والمرات التي قالت لي جدتي ( هذا الفستان قصير لا يصلح )، وعدد المرات التي حاولت إرضاءها بشده قليلا للأسفل. تعابير وجه جدي القادم من زمن آخر، ونحن نجلس سويّا ونغنّي، إيماءاته المضحكة التي يتعمّدها لأضحك بأعلى صوتي كلما تذكرتها.

 والكثير الكثير من الأشياء التي خبئتها الذاكرة بعيدا عن خيالي الآن، لكنها جزء لا يتجزأ من أيامي. أعتقد بأن أكثر ما يمكنني أن أكون ممتنة لأجله في عامي الماضي، هو تصالحي مع ذاتي قبولي لعيوبي الشخصية قبل مميزاتي، اعترافي بكل ما يجب أن تطاله يد التغيير في حياتي، كل ذلك يهيئني لأتطلع لعامي الُمقبل وكل المفاجأت التي تخبئها لي الأيام، فأنا الآن أقوى من تلك الطفلة التي وجدت نفسها وحيدة في مهب الحياة، وأنا اليوم سعيدة بما أصبحته، ولن أبدل أي تجربة خضتها بكل مُتَع الحياة التي رغبت.

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books رقص سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر3-15: دفاتر الأسرار

8 سبتمبر، 2016

fullsizerender-2

٥\٩\٢٠١٦م   .. الساعة التاسعة صباحا…  تاريخي مع التانغو :

موسيقى التانغو ترتبط في ذاكرتي بالصباحات والقهوة الداكنة المُرّة، لذلك كنت أرتب دروس التانغو لتكون في ساعات الصباح الأولى، وأعتقد أنني سأكون راقصة تانغو في إذا ما انتقلت روحي لجسد آخر في حياة أُخرى، فمنذ اللّحظَة الّتي تعرفت بها على الرَقصة من خِلال فيلم (Scent of a Woman) لآل باتشينو، عمري آن ذاك لا يتجاوز الثامنة، كان الزمن وقتها متوقفاً في حياتي، لم أكن قد أعطيته قيمةً بعدْ لكنه كان يبدو وكأن الثانية دهراً، كنت أشعر بأن العالم قد ينهار في أي لحظة شعور بعدم الجدوى يغلف أفكاري، وحتى الآن لم أستوعب حقاً كيف تتسلل هذه الأحاسيس لفتاة في مثل عمري، وكيف لم يكتشف أحد حقيقة ما أشعر به!، لكن شيءٌ يشبه المعجزة حدثت بعد أن تعرفت على التانغو شيء ما داخلي أزهر من جديد.

كانت تمرُ عليّ الأوقات بلا أى خُطط لتنفيذها مجرد فراغ يجرُ فراغ، وليس لدي مؤنة كافية من الكتب تصمد أمامه، الحياة شبه خالية من أي تسلية غير التسكع هنا وهناك، قرّر شقيقي الأكبر أن يتصرف ليملأ علينا أيام العطلات بدأت كل القصة بيوم الأربعاء الذي كان بداية عطلة نهاية الأسبوع آن ذاك، حينما إستأجر لنا مجموعة من الأفلام نقضي بها إجازت نهاية الأسبوع، كانت خياراته شبابية بعض الشيء أفلام مليئة (بالأكشن)، لم تكن تستهويني بالحقيقة، لكنني كنت أعشق العوالم الأخرى مهما كانت مختلفة ومربكة بالنسبة لي، وفي أحد الأربعاءات التي أعدها من أيامي السعيدة، طلبت من شقيقي أن يحضر قصصاً جميلة، بقيت هذه الكلمة عالقة في ذهنه، وسأل البائع عن أفلامه التي يفضلها ثم أضاف واحداً توجد به قصة جميلة – كما حكى لي لاحقا- إبتداءاً من تلك اللحظة وأنا ممتنة لهذا البائِع، الذي أضاف فيلم آل بتشينو لقائمة شقيقي.

علِقَ في ذِهني مشهد الرجل الأعمى الذي يرقص التانغو، وبقيت تتعَمْلَقُ أحلام الرقص مُغْمَضَةَ العَيّنين كلما كَبُرت، حتى وصلت لليوم الذي بدأتُ به دروس التانغو قبل عام ونصف من اليوم،  أتذكر هذه التفاصيل كأنها حدثت يوم الأمس، إخترت أحد الأربعاءات لأبدأ، كان يعني لي الكثير أن يكون أول دروسي في هذا اليوم، فقط إنتصار شخصي صغير -قد لاتعني أحدا- كل التفاصيل السابقة واللاحقة حاضرة بقوة في مخيلتي، إختياري للفستان الذي من المفترض أن أرتديه خلال التمرين، إرتفاع كعب الحذاء لون أحمر الشفاه، تفاصيل كثيرة كنت أعد لها العُدة وأنا أصل لسقف سعادتي.

كوني منذُ طفولتي مأخوذة بالأسرار، أسرتني لغة الرقص التي تعدُ حديثاً بلغات سرّية لا يفهمها إلا من هو مقدرٌ له أن يفهمها، الحديث الذي يعتمد على كل شيء إلا الكلمات. إيماءات، إشارات، أحاسيس تأخذ بزمام القيادة، إشتراك جميع الحواس حتى العميق منها، كل تلك التفاصيل الأخآذة إستحوذت على تفكيري كنت كمن وجد اللغة المناسبة له التي ستفتح عليه أبوابا ليتواصل مع العالم الذي فقده سابقاً.

لحظة… لنعود قليلا إلى الوراء حينما كنت في الثامنة من العمر، أصبحت بشكل يومي أبحث في شاشة الفضية عن أي رقص لأحاول محاكاته وحيدة، وأحيانا في معيّة شقيقتي، كنا نرقص ونرقص ونرقص طوال اليوم، ولساعات حتى نشعر بالإرهاق وننام، كانت بالنسبة لي إندفاعاتي في الهواء، حركات اليد إرتقاءها إنزلاقها، مكافحة شعري لجاذبية الأرض، حينما يرتد للأعلى مندهشاً، ويسقط على عيني ليستريح ويتضارب فيما بينه  يدور ويدور ويدور، كلها تفاصيل تحبسُ الأنفاس، جعلتني أفكر هممم على هذه الأرض أشياء تثير الدهشة لم أعرفها بعد، فعالمي الصغير الذي لا يتجاوز مدرستي منزلي بيت جدي الكبير، وفن تايم بيتزا، ليس العالم الوحيد الموجود على سطح الكوكب.

Continue Reading

٢٠١٦ التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books سبتمبر يومياتي - Diary

سبتمبر2-15: معركة ذات الستائر

5 سبتمبر، 2016
artwork by pascal campion

Artwork by pascal campion


٣\٩\٢٠١٦م  الوقت: غير معروف،  ذاك الذي …  خالد عبدالقادر:

أحكي لكمْ عن صوتِهِ الحوْليِّ يثْمرُ كلَّ عامٍ رعْشةً
بقراءةِ السُّوَرِ القصيرةِ و الدعاءِ و آيةٍ : (( قُلْ يا عبادي )) مُسْرِفٌ ..
لكنْ يحبُّ اللهَ أكثرَ من أبيهِ و عارفٌ ..
لوْلا القصائدُ و السجائرُ
ما رأتْهُ العينُ إلاّ رَأْيَ غيمٍ صالحٍ .

أحكي لكمْ عن سقفِ حجرتِه الذي سَكَنَتْهُ أشباحُ القبيلةِ
هارباً منهم .. يشدُّ مُلاءَةً و يعضُّ رُكْبتَه و يهتفُ : لا أحبُّ جنوبَكم لو زُرْتموني كلَّ عامٍ مرَّةً
كنتُ احْتملتُ بَداوتي و أدرْتُ ظهري للشمالِ
تركتُ خلْفي شبهةَ الإنسانِ رجعْتُ لي .

٣\٩\٢٠١٦م  …. الساعة السادسة والنصف عصراً.. كيف بدأت ذات الستائر؟ :

مَضَتْ سِتُ سنوات منذ أن إنتقلنا لمنزلنا الحالي، وقتها بدأتُ أخُوضُ معركة لإبقاء غرفتي بدون ستائر، رغم محاولات والدتي بإقناعي بضرورة (السِتر)،  وأنا أتجاهل هذه المطالب كوني مفتونة بالمساحات الشاسعة، أحب أن أنظر -كلما رغبت بذلك- بعيدا في الأفق بلا حواجز، فالنقاط أعلى سقف غرفتي لم تعد تغريني مثلما كانت تفعل في فترة طفولتي. أريد المزيد دائما والأصعب والأعلى والأبعد.

حينما أعلنَت والدتي احتجاجها بِشَكل أكثر شَراسةً عن ذي قبل، في محاولةٍ لإنذاري بأنه قد ( طَفَحَ الكَيل)، قرّرت التلاعب على الواقع كما أفعل دائما، بعد أن استنفذت محاولاتي السابقة، عَلّقت ستارة بيضاء شفافة بـ (دانتيل) يزيّن مساحات منها، كانت نظرة والدتي حينما شاهدتها تحمل الكثير من الخذلان وفي الوقت ذاته  تحمل من الإصرار ما يشير إلى أنها سعيدة بهذه الخطوة الأولى،  فهذه الطبقة الأولى من الستارة وصلت، وأعتقد بأنها كانت تتوقع عدد آخر من الطبقات ، فالمعركة مستمرة ولن تنتهي في أي وقت قريب، جهزت دفاعاتي، وحدثت نفسي مُستفسرةً هل أمد صبري لأعلى مستوياته، وتكون ست سنوات أخرى حتى أعلق الطبقة الثانية؟.

بعد مرور ست أشهر من شموخ الستارة الشفافة على نافذتي تحجب على إستحياء ١٪ من الشمس الزائرة لغرفتي، بدأت تعجبني فكرة التأمل من خلال الستارة الشفافة أكثر فتنة من ذي قبل، والتي تجعل من الأفق متدرج الألوان، وبأشكال (موردة) أجده في أوقات كثيرة مصدر إلهام، وبدايات لأسئلة الـ ماذا لو؟ التي أمارسها كلعبةٍ يومية لتمرينات الكتابة، والعديد من التساؤلات التي -شخصيا- أجدها مثيرة.

لكن دوام الحال من المُحال، تيقنت بأن جهاد والدتي لتشاهد الطبقة الأخرى من الستارة معلقة قد بلغ أشُدَه، فأخَذَتْ تعود لي باستراتيجيات متجددة ومباغتة في آن،  ولتخفيف الأعباء اليومية الأخرى عني فكرت بالإستسلام لأن حرب ذات الستائر هذه قد تتطور لتكون أساس لحروب تغيير أخرى، فالجانب الوديع يقول : “هي مجرد ستارة”، لكن الجانب المشاكس داخلي لا يريد تعليق الستارة، والجزء الماكر داخلي أوجد طرق تَحَايُل أخرى إضافية لقائمة جديدة في عقلي بعنوان:

كيف يمكن تأجيل تعليق ستارة في غرفتي لأطول وقت ممكن؟؟:
١- تجاهل المطالب!
٢- الخروج بحُجة فلسفية مُضادة لفكرة وجود الستارة ( تم دحضها)
٣-تجاهل المطالب مرة أخرى.
٤-محاولة المُماطلة باستخدام عبارات مشابهة لـ: لم أجد اللون المناسب.
٥- ستارة شفافة لا تحجب الأفق (عرفت والدتي بأنني أستهبل)
٦- تجاهل المطالب مرة ثالثة
٧- المجادلة على مبدأ الحرية في المساحات الشخصية (لم ينجح)

والآن كآخر الحلول التي قررت بعدها أن أضع أسلحتي جانباً وأرفع ستارتي البيضاء علامة الإستسلام :
٩- شراء قماش، والمُماطلة في خياطة الستارة
في تلك الأثناء حينما وصلت للمنزل بالقماش، مُدعية بأنني لم أجد مكاناً يستقبل الستارة لخياطتها، لحظات صَمْت دامت لدقائق بيني وبين والدتي، وأعتقد إذا كنت قد فهمت نظرتها جَيّداً، قالت لي بدون كلام: ” أنا سأتصرف”، قارئي العزيز؛ أعدك بإبلاغك بكل تحديثات ممكنة على مَراحِل المعركة المُتبقية. وحتى إشعار آخر هذا كل شيء.   

Continue Reading

التدوينات العربية تحدي القراءة رفوف المكتبة - Books يومياتي - Diary

سبتمبر 1-15: مجهول في حفلة التفاهة

3 سبتمبر، 2016

DSC00491
– الحياة مملة!
– أعتقد بأنه ينقصك الكثير من الصبر إنتظريها فالحياة تحدث دفعة واحدة ..
شخص مجهول*

١\٩\٢٠١٦م   .. تمام الساعة الثانية ظهرا ..  (مابين البين)

لسبب لم أتبيّنه بعدْ، هذا الحوار الذي جرى بيني وبين شخص لا أعرفه، لازال يدور في مُخيلتني، خِلال الأسبوع الماضي الذي قضيتُه أفكر؛ كيف أن العمر يركض بإتجاه المجهول، كنت أفكر بالرقم ٣٠، الذي ما انفك يُغازل أفكاري منذ عُمرٍ مبكر، الحياة تحدث دفعة واحدة، بقيت أحاول تحليل هذه (الدفعة الواحدة) طوال اليوم الأول والثاني من سبتمبر، وحينما كنت منهمكة أنتقل تارة بين أفكاري وتارة أخري لعملي الكثير المتشعب، لمحت في بالي فكرة توقفت خلالها عن الكتابة وقلت مخاطبة نفسي: عرفت قصد ذلك الشخص ، أن الأشياء التي تسرق وقتنا تحدث في ذات الوقت حتى أننا لن نعرِف كيف يمكننا توزيع كل الأمور الحياتية على الـ٢٤ ساعة التي ماعادت حتى تكفي للعيشِ بأقل تقدير ممكن.

منذ حاورت ذاك الشخص المجهول الذي أتمنى لو أنني عَرِفتُ اسمه.. هممم تعرف  ( ياقارئي المحتمل)، لا أُخفيكَ سِراً، قد يكون هذا الشخص من وحي خيالي، أشعر أحياناً بأني أعيش في منطقة متوسطة بين اليقضة والحلم، في عالم إخترعة عقلي ليكون مُستقرا في مكانٍ يعرفُ دهَاليزَه وزواياه، أمسيتُ لا أعرف الفرق بين الواقع والخيال، بكل الأحوال سواء كان ذاك الحوار حقيقيا أم لا، فقد لمسني جدا، وها هو الآن يعود للواجهة من جديد، أعتقدُ بأنه صَارع الكثير من الذكريات الأخرى ليفاجأني بالظهور مرة أخرى مصحوبا بالرقم ٣٠ والكثير من الأشياء الأُخَر.

ولأزيد الأمر تعقيدا، فكرت كيف يمكن أن أدخل عامي الـ٣٠، هممم فكرت بوسيلتي الأكثر شهرة للهروب،(الكتاب) الذي كان بساط الريح لأحلامي وعوالم أخرى منذ أن كنت أرى نفسي مع المحقق بوارو أحاول حل لغز القضية١حتى الوقت الذي أجد كتفي يلتصق بكتف كافكا على الشاطيء٢، نستمع كلانا للموج ذاته، ونغوض داخل أعماق أعماقنا، قررت بأنني سأقرأ أكثر ليكون يومي مقعدا بشكل لا يمكن لأي أحد أن يتخيله، قراءة كتاب كل يوم كانت ولازالت حلما يراودني لكنني رغَم إنفصالي الجزئي عن الواقع -هو إنفصال اختياري بالمناسبة -إلا أنني أفاجئ نفسي بعقلانية تطل برأسها كل حين عرفت بأن قراءة كتاب كل يوم أمر أشبه بالمستحيل بظل الحياة العملية التي أعيشُها، فكتاب كل يومين سيكون أمراً معقولاً، لذلك أقول أهلا سبتمبر وأبدأ أول كتاب.

٢\٩\٢٠١٦م   الساعة التاسعة إلا ربع صباحا  ( الكتاب الأول : حفلة التفاهة)

سألت نفسي لماذا إخترت كتاب ( حفلة التفاهة) والجواب ليس محاولة فلسفية لإسقاط أي شيء على الواقع الشبه تافه، ببساطة؛ لأنه الكتاب الوحيد الذي لم أقرأه من سلسلة كتب ميلان كونديرا، ولأنه من المفضلين، فكانت حفلة التفاهة في المستهل. 

أدهشني كونديرا سابقا بشكل مضاعف عن ما حدث مع هذا الكتاب، ربما سيكون كل ما يمكنني تقديمه هو نجمتين من خمسة لهذا الكتاب.
كونديرا من أكثر الكُتّاب الذي يتقنون تفكيك الأشياء وتقديمها كوجبة فلسفية دسمة مثلما ما فعل مع الخفة والبطئ والفرح والخلود والانتماء والهوية والأقنعة والحياة، وغيرها فيما قرأت له سابقا، كنت أظن أنني على موعد مع الدهشة التي ستخلفها لي حفلة التفاهة تلك. 

الكاتب نجح في إيصال فكرة التفاهة لي، وكان بارعا في توظيفها مثلما قال الكاتب طاهر الزهراني. لكن وبعد قول كل ذلك، ألسنا نتفق بأن الواقع شبيه بتلك الحفلة؟ وربما كرهناها لأنها مواجهة للذات. الجدير بالذكر أنه وبالرغم من صغر حجم الرواية إلا أن شخصياتها واضحة المعالم، استطعت تفريق واحدة عن الأخرى هنا تظهر براعة كونديرا الروائية، وربما كل ما نشعر به الآن بعد نهاية الرواية هو إحساس قصد أن يوصله لنا، تفاهةٌ هي؟ إذا فلتكن كذلك. عزيزي القارئ المحتمل.. إذا كنت لم تقرأ شيئا لميلان كونديرا لا أعتقد أن البداية مع حفلة التفاهة فكرة سديدة، لذلك أتركها لآخر القائمة.

 

“أنظر حولك: لا أحد من جميع أولئك الذين تراهم موجود هنا بإرادته. بالتأكيد ما قلته منذ برهة هو الحقيقة الأكثر تفاهة بين جمع الحقائق إنها في غاية التفاهة والجوهرية، إلى حد كفوا عن رؤيتها وسماعها”كونديرا

بقي أن أشير إلى أن الفصل الأخير في الرواية مختلف تماما وبدونه لكنت ندمت على الوقت الذي قضيته في قراءتها، الحوار بين آلان ووالدته المتخيلة, رفع من تقييم الرواية في نظري، وكان سببا بالنجمتين.

٢\٩\٢٠١٦م  الساعة السادسة مساءا  ( الوصاية البشرية )
Continue Reading

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

حَوجن

26 ديسمبر، 2013

image (2)

أنهيت رواية ” حوجن” –بفتح الحاء- ، لا أنكر الفضول الذي تلبسني –نعم تلبسني بما أن الرواية عن الجن- لقراءتها, لكن جدولي المزدحم بالأعمال التي أتوق لقراءتها أخرها حتى الآن, وكان سبب تقديمي لها على حساب الكتب الأخرى لأن زميلات  العمل نسقن للقاء مع الكاتب إبراهيم عباس،– للأسف لم أحضره بسبب اجتماع مع فريق العمل في وقت اللقاء- ففكرت بقراءتها لمناقشته على بينة وليس مجرد أخذ الانتقادات التي سمعتها.
في البداية اعتقدت بأن الرواية موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17, وكنت أرى أنها مناسبة لخيالهم بدون تجاوزات بالقصة لا تناسب أعمارهم بل كلها قائمة على الخيال الذي هو حي في فيهم أكثر من البالغين الذين يغرقون في الواقعية وينسون الحلم والخيال الذي غالبا ما يكون مفتاح للواقع،  لكن بعد ذلك لم أجد أي إشارة للفئة العمرية لذلك افترض أنها  رواية للكبار.

فكرة  العمل بإسقاطاته على واقعنا وأفكارنا عن الجن كانت ممتازة،  لكن ما أفسد كل هذا الحوارات، أولا من حيث مستواها  لا تتناسب مع أعمار أبطال القصة، وكأنها بين طالبات متوسطة وليست طالبات في كلية، أو جامعة، وأيضا كونها بالعامية كلها – في نظري –ليست مبررة ربما لو استعان ببعض المفردات الدارجة العامية في الحوارات وليس النص كاملا لكان عملا أدبيا جميلا.
هناك تفاصيل صغيرة متناقضة أحيانا أفسدت أيضا اندماجي مع القصة، لو أهتم بهذه التفاصيل كان سيجعل منه عمل عبقري وربما يحول لفيلم بكل سهولة ويكون أيضا فيلم عبقري، لكن للأسف لم تكن بالمستوى الذي تخيلت.
مثال للأحداث المتناقضة لم يقدم تبريرات مناسبة لبعض النقاط مثل كون الجني لا يستطيع الخروج والباب مقفل رغم انه في نقاط أخرى كان الجني يحرك يده خلال الإنسان كيف يخترق الإنسان ولا يخترق الجدر؟ , بالإضافة إلا أنه –سواء كانت حقيقة أو نسج خيال الإنسان- من المتعارف عليه أن الجن يمرون خلال الأشياء كان من الأحرى به أن يقدم تفسيرا لسبب كون الجن لا يستطيع اختراق الباب أو الجدار ويكون هذا التفسير مساعدا في سير الأحداث، وسأقدم مثال توضيحي  بعمل آخر لكاتب مختلف، اطلعت على قصة البطل فيها مصاص دماء ومن المتعارف أنه لا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصاص الدماء أو منعه من امتصاص دمه فما كان من كاتب القصة إلا أن أضاف في سياق الأحداث شيء أطلق عليه “عشبة الفيرفين” التي تحرق مصاص الدماء وقدمها في سياق القصة بل وأصبحت من العناصر التي تساهم في تحويل الأحداث وتغييرها مثل هذه التفسيرات تساهم في ربط القارئ بالقصة أكثر.
بعض الأجزاء تقفز فيها الأحداث بطريقة غير منطقية بالنسبة لي, وتتطور بدون مقدمات, مثلا حب حوجن لسوسن, أو طريقة تقبلها للحديث مع جني!!,، ستكون أقرب للواقعية لو كان هناك أحداث بين تقبلها للحديث معه وبين محاولاته، أن يكون هناك محاولات من قبل الجني قبل أن  تقبل البطلة في الحديث معاه ولاتشعر بغرابة الموقف أو “الخوف” الذي كان غيابه بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة لي، ولأحدث هذا التطور البطيء سببا للحب يمكننا تقبله بشكل أكثر بدون حتى شك بأنه أفضى لهذا الحب.

أروع ما في الرواية إمكانية إسقاطها على الواقع تقبل الآخر العنصرية الأفكار النمطية التي تنسينا الحكم على الشخص بعيدا عن خلفياتنا الثقافية,  إسقاط بعض المظاهر الدينية, لذلك أكرر كلامي لو كانت موجهة للفئة العمرية من 13 إلى 17 لكانت جدا مناسبة، بكل الأسلوب.

لأول مرة أقرأ كتاب دون الخروج باقتباسات تعيش معي وتستفزني لقراءة أجزاء من الرواية أعتقد لأن اللغة كانت بسيطة وحذرة في أكثر الأجزاء.
كان من الممكن الخروج بعمل أكثر قوة خط القصة جميلة لو أضاف أجزاء لتتحدث بقية الشخصيات عن نفسها لنتمكن من فهم دوافعها وأفكارها مثل الجزء المخصص لسوسن لكانت حقيقة  أروع بمراحل، وربما لأضافت الكثير.
طوال فترة قراءتي للرواية وفي عقلي مقارنة بين “حوجن” و جنية غازي القصيبي,  كنت مندمجة تماما مع الجنية كانت عمل قوي جدا ومتميز ولم يترك القصيبي لنا فراغا لنخرج من الاندماج الكامل كل التفاصيل الصغيرة في علاقة الجنية بالإنسي كانت مغطاة بطريقة عبقرية لم نشعر بتناقض حتى ولو كانت مجرد قصة خيالية, حوجن تشبه للجنية بطريقة أكثر “حداثة “, لكن باختلاف اللغة مستوى الحوارات أقصد, وتصاعد الأحداث, طريقة تطور علاقة الجنية بحبيبها لماذا أحبته .. وهكذا أعرف أنه من الخطأ مقارنة عملين وكاتبين لكن ماقصدته هو من ناحية بناء القصة والتفاصيل الصغيرة وليس الأسلوب لكل كاتب طريقته طبعا.

غالبا ما أتقبل الأعمال المجنونة والغريبة والشخصيات الغريبة, لكن  خلف القصة غالبا يكون عمل قوي يغطي كل النقاط التي قد تطرأ في خلفية تفكيرك أثناء التقدم مع الأحداث لذلك تجبرك على الاندماج وكأنها قصة واقعية تحدث أمامك, ما هي أسباب افتقاد رواية حوجن لهذه القوة لا أعلم,  قرأت بأن للكاتب 3 مؤلفات قبل حوجن وإلا لاعتقدت بأنها البداية، هل الكاتب أستعجل بتقديم عمله للنور؟ كلها احتمالات  واردة, لكن لم اندم على اليوم الذي قضيته مع حوجن, فهمت القصة التي يتحدث عنه الجميع تقريبا, وأطلعت على الادعاءات بأنها تعلم السحر وما إلى ذلك وفهمت بأن العمل أبعد من أن يكون عن هذا, وبالتوفيق للكاتب في رواياته المقبلة.  

 صفحتي في القودريدز

التدوينات العربية سينما - Movies

إعادة تعريف الأشياء .. “Liberal Arts”

22 أغسطس، 2013

http://soundtrack.ucoz.com

“هناك وقت يبدأ الشخص منا بالخوف من عد سنوات  عمره… “

أو أعتقد بأنها جملة قريبة لما قالها أستاذ جامعي في حفل تقاعده في فيلم “Liberal Arts“, حينها عرفت فقط أن الذكريات التي مرت عليه أفزعته حقا تلك اللحظة, يحدث أن تفزعني الذكريات , وحجمها لا أصدق بأنني فعلا مررت بكل تلك التجارب!

الأمر ليس له علاقة بالتقدم بالعمر أو الخوف من الوصول لمرحلة ” الكبر”  كل ما في الأمر أنني حقا أشعر بأن الخيارات تقل كلما كبرنا , أتوق لسذاجة الصغار , أحب التفاؤل الذي كنت أشعر به , شعوري بأن العالم مكان جميل كل ما أحتاجه هو الدوران فيه وبأنني العنصر الذي سينير زواياه المظلمة, الآن أصبحت أختبئ خلف كتاب وأرقب العالم من الطرف , وككل الكبار أحيانا أتغاضى عن الزوايا المظلمة وأتجاهل وجودها حتى لا أصبح ملزمة بإعادة الضوء لها كما وعدت العالم في داخلي حينما كنت في 19  من العمر.
وأعتقد بأنه  فيلم مناسب تماما لي في هذه الفترة, يوم ميلادي  بعد 20 يوم تقريبا,  الفيلم ينقل لنا فكرة إعادة مشاهدة الحياة بشكل آخر  بعيون جديدة من خلال زيارة  شخص لجامعته التي تخرج منها يأتي من مدينته الصاخبة ليحتفل مع أفضل أستاذ عرفه بتقاعده ليجد أن المكان يشده إليه, ليبدأ بشكل  فعلي بأخذ التقدم بالعمر بالحسبان حتى أنه يبدأ بعد السنوات وقسمتها والتفكير بحياته سابقا والآن وبالمستقبل.
أحببت أن أسجل الأفكار التي طالما خطرت لي ووجدت بأن هذا الفيلم كررها على لسان أبطاله, أو حتى استفز عقلي للتفكير بها بعد المرور بأفكار كثيرة , حتى لو كانت عشوائية….
– ماذا لو كنا نسير في شوارع المدن التي نحبها ونستمع للموسيقى التي نحب كخلفية لكل أحداثنا هل سيجعل هذا منها أقل حدة ؟ أقل سخافة؟ أقل بشاعة؟ أكثر جمالا؟ هل سيبرز كل الجمال الذي نتغاضى عنه بطبيعتنا التي يفرضها علينا النضج؟ هل سنتخيل بأن كل الوجوه أصبحت مبتسمة لنا حتى ولو كانت إبتسامة غير مرئية؟

LiberalArts
– هذا الفيلم  يصف طريقة القراء في حب كتبهم , أحسست بأنني أشاهد أصدقائي القودريزيين وتخيلت لو أننا قررنا  التخلي عن  التكنولوجيا وأحدهم قرر أن يطلق على مكتبته اسم “قودريدز” , بأننا سنجلس بين رفوف الكتب ونتحدث فقط عن الكتاب الاقتباسات الآراء الأفكار الخيال الجمال عن مانحب , عن ما سبب لنا الصدمة عن الكتب الجيدة عن الكتب السيئة عن تدهور الأذواق عن قائمة الأكثر مبيعا عن الرومانسية , الكتب الكلاسيكية , عن الفلسفة , عن أفكارنا التي كبرت, عن إعادة إحياء الأطفال التي بداخلنا , عن أول دهشة في أول اقتباس ننقله, عن الكتب التي نود لو أن العالم كله يصمت ليستمع إلينا نقرأها  , عن أعيننا التي تختبئ خلف السطور تهرب من الواقع لتعيشه في الكلمات, عن تجارب مستعارة من شخصيات الروايات, عن حيوات تمنينا لو أننا نعيشها, وعن أنفسنا.
– هناك كتب تعيد تعريف الحياة في دواخلنا , هل تعتقدون بأن هناك كتاب يقتل إنسانا؟
– الجمال موجود ويعرف كلا منا بأنه موجود, لكن سنتذوقه لو شاركنا شخص آخر استشعاره.
– كان غروري وكبريائي وسذاجة الصغار يمنعاني دائما من الاعتراف بأن الحياة بوجود شريك أقل رعبا.
– مثلما نحتاج الكتب الرائعة الفوق مدهشة, نحتاج للكتاب السخيف وللكتاب العادي نحتاجها جميعا لنتذوق كل درجات الجمال.
– أود أن أسير في الشارع أقرأ كتابي المفضل دون أن أكترث بالنظرات , بأن أستلقي بكل بساطة على العشب الأخضر أو حتى على الرمال وأقرأ , أن أكتب رسائل بخط يدي وأرسل بها لأي شخص أصف بها مشاعري بشكل مطول, أن أتحدث بكل بساطة كيف تغيرت نظرتي للأشياء, أريد أن أنتظر الأشياء الجميلة أن تأتي إلي بكل بساطة, أريد حقا  تلك البساطة التي كنت أعامل بها العالم في زمن ما قبل أن أتفاجأ بأن الحياة تحدث كما تريد ليس كما نخطط له قبل أن تصغر العدسة التي أرى بها العالم وقبل أن تقل الأشياء التي أشعر تجاهها بالدهشة الحقيقية.
-على غير عادة الأفلام الأمريكية مؤخرا, في “Liberal Arts” سمعنا هنا صوت العقل والمنطق وليس صوت الحاجات والجسد, كانت علاقة الرجل بالفتاة علاقة فكرية جميلة تبادل للمشاعر تجاه الأشياء الكتب الحياة الموسيقى بشكل راقي جدا.

– فيلم Liberal Arts قاتل  , من نوع جميل , لكنه من ذلك النوع من الأفلام الذي يصبح أكثر لذة إذا ما شاركك شخص ما مشاهدته, أن تشاهده وحيدا يعني أنك تتخلى عن نصف جماله وحتما ستشاهد الجزء المتشائم منه فقط.

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books قالوا - Quotes

كافكا على الشاطئ

9 فبراير، 2013

photo-(10)

“عاجلا أم آجلا – تتفجر هذه الحياة البسيطة ذات المحور الواحد إلى شظايا”*

رواية : كافكا على الشاطيء – هاروكي موراكامي
المركز الثقافي العربي
ترجمة : أيمان رزق الله
حسابي في موقع قودريدز

تحذير : إذا لم تقرأ الرواية لا تكمل بقية السطور , لا أريد أن أفسد عليك بعض المتعة أثناء قراءتها..
لم تخيّب ظني النهاية , لو كانت  بطريقة غير هذه لكنت تحسرت على الأسبوع الذي قضيته بين صفحاتها, لم أبحث عن نهاية تفسر الأحداث كنت أريدها مبهمة غريبة مثل الأحداث وكانت كما تمنيت.
بين حياتين  “كافكا ونكاتا”  ينتهي الأول ليبدأ الثاني من جديد, في عالم غرائبي وغير متوقع, هروب الطفل- الشاب , كافكا تامورا من حياته السابقة خوفا من “تدمير روحه”  ليجد نفسه في وسط  غابة متشابكة , الحياة غابة حقيقية, متشابكة الخطوط والأقدار.

“هناك عالم آخر مواز لعالمنا هذا, وإلى حد ما يمكنك أن تخطو إليه وتعود منه آمناً. طالما كنت حريصاً, ولكن تجاوز هذا الحد وستضلّ الطريق. إنها متاهة.”*

هروب كافكا أوصله للفراغ بين العالمين يخترقه حتى يصل للموت  يجده هادئا بشكل لم يفهمه, أشعر أن جزء الغابة واختراقها ما كان إلا رمزا عن تعبه من الحياة التي تدمره ويأسه حتى وصل للموت على قدميه , و ما كان رميه لبوصلته وحقيبته إلا تخلي عن كل ما يربطه بالحياة لذلك وجد الجنديين الحارسين بعد ذلك مباشرة.
الرواية أقرب وصف لها بأنها مجنونة, سيريالية, لم أكن أبحث بين سطورها عن أي شيء منطقي  ولم أستغرب بأي تفصيل يضاف, حينما أقرأ عن رجل يحدث القطط ويسقط السمك من السماء؟ هل علي أن أنتقد أي حدث بعد ذلك بالراوية ؟ لا أعتقد لذلك جعلت الجنون يقودني حيث يريد.

“حولني العيش إلى لا شيء  أمر غريب … يولد الناس ليعيشوا, صح؟ ولكن كلما عشت أطول , فقدت ما في داخلي أكثر فأكثر – وصرت خاويا”*

مواجهة النفس حقيقة بكل التفاصيل التي مر بها الشخص ربما تساعده على الخيار بشكل أفضل هل يريد أن يموت؟ هل يريد العيش في المدينة الصامتة؟ , هل يريد إتباع عجوز يحدث القطط ولا يعرف القانون؟  وغيرها من التفاصيل, كل شخصية في الرواية واجهت نفسها بما تعتقد بأنها “هي” لتتصالح في النهاية وتقبل مصيرها وتتعامل معه.
أحببت المعلومات التي مرت خلال الـ621 جنونا , المعلومات عن الأكل الياباني والمدن والتاريخ , تشابك الأحداث والتقاءها في النهاية, لم أشعر بالملل لأنها حكت أيضا عن الموسيقى العالمية والأدب الياباني القديم أسماء مثيرة للاهتمام تمر على القارئ الذي يجد نفسه أمام تلميحات ودروس أدبية قد تعطيه لمحة عن أسماء وقصص وحياة العديد من الأدباء اليابانيين, الحوارات التي تحمل أفكارا فلسفية مبهرة حقا, أعيدها مرة ومرتين خصوصا حوارات كافكا وأوشيما, كأنني فهمت بأن كل مانمر به أو حتى جزء من الضياع الداخلي سنجده في الكتب الكلاسيكية القديمة كإجابات وخطوط إرشاد وحكم.

“أنا أحب غريبي الأطوار… أما الأشخاص العاديين الذين يعيشون بطريقة عادية فهم الذين يجب أن تحترس منهم”*

فكرت كثيرا بعد الانتهاء منها ماذا اكتب؟ وقررت أنني سأفتح “مستند ورد ” وأكتب دون تفكير, لأنني لن أكتب هنا محاولة لتبرير أو ترتيب جنون موراكامي, هذه أروع تجربة لي مع هذا الكاتب في أول قراءة له لم أفهمه حقيقة بالشكل الكافي, لكن مع “كافكا على الشاطئ” أخذني لعالم مختلف حقا كنت أحتاج لجرعة من هذا النوع الغامض تعيد لي التوازن الداخلي وفعلا وجدتها هنا, ربما انتهت دون أي أشارات أو إجابات لكنني أفضلها هكذا لأضع ما أريده من إجابات أو لأبحث في عقلي عن ما لا اعرفه حتى أملّ وأعود لأفكر.

ملاحظة إلى نفسي:  “عزيزتي مشاعل المستقبلية , ربما تودين قراءة هذه الرواية مرة أخرى عني شخصيا أرشحها لك جدا في عمر مختلف وحالة فكرية مختلفة, لأتأكد من أن هذا الجنون يروق لك , لا تترددي إذا ما وقفتي يوما أمامها في مكتبتك, لكنها لا تقرأ فقط لتجاوز حالة الملل , تقرأ لأنك تريدين قراءتها, وقت ممتع أتمناه لك”.

photo-(6)

“إذا تذكرتني أنت, فلا يهمني إن نسيني الجميع”*

التدوينات العربية رفوف المكتبة - Books

أن تقتل طائرًا بريئًا

15 يناير، 2013



رواية : أن تقتل طائرًا بريئًا  
هاربر لي 

الرواية جاءت على لسان سكاوت وهي طفلة تروي عن المنطقة التي عاشت فيها, جزء من شيطانتها الصغيرة , عن حياة القرى وأهلها وطريقة الحياة فيها والعنصرية التي اكتشفتها من دفاع والدها المحامي عن متهم “ملّون”, الرواية أشبه بفيلم أمريكي , الحبكة والقصة والتسلسل والضرب على وتر العاطفة , الصفحات الأولى لم تشدني وكنت أمر عليها بملل, إلا أن تعليقات أعضاء قروب “صالون الجمعة” عن الرواية شجعتني على المواصلة.
” إذا لم تقرأ الرواية أفضل أن لا تكمل المراجعة هنا, ربما أفسد عليك بعض المتعة لاحقا”
في البداية أحب أن أنوه بأنني انتقدت كيف تكون هذه الأفكار العميقة والملاحظات من طفلة صغيرة في بداية قراءتي ولم أستسغ الفكرة , لكن بعد إكمالها وتكوين صورة عن طريقة تربية الأب لأطفاله في الرواية, وحبه للقراءة وتشجيعه لأطفاله على التعبير تفهمت الأمر وبالإضافة إلى استماعي لحوار دار بين أم وأطفالها من معارف العائلة كانوا ناضجين بطريقة لم أصدقها, لذلك تجاوزت عن هذه الملاحظة.
الموضوعات الأساسية –غير وصف القرية و الطفولة فيها- في الرواية هي الطبقات الاجتماعية والعنصرية ضد الملونين في أمريكا , أو في ولاية من ولاياتها التي تتعامل مع الشخص على أساس لونه, الرجل الأبيض الذي ينظر بتعال على أي رجل أسود في أمريكا يستحقر أيضا أي رجل أبيض يدافع عن متهم كل تهمته بأنه “ملون” ومهما كانت الأدلة واضحة فإن لونه يغيبها تماما عن تفكير المحلفين الذين يحكمون بما نشئوا عليه “عنصرية ضد السود” وليس بما يمليه عليهم عناصر مثل العدل والأدلة الواضحة.

 

تذكرت وأنا أشاهدها الأفلام التي تحكي عن العنصرية ضد السمر, وكنت أربطها في العنصريات التي تمارس في مجتمعي ضد فئات معينة , بالرغم من أنه –كما في المجتمع الأمريكي سابقا أيضا- لاتوجد أفضلية لأي طرف على آخر إلى بالخيال المريض الذي يصور للإنسان بأنه إذا ولد أبيضا –أو أي عنصري آخر- فهذا يكفيه عن أي شي آخر.
الحوارات في الرواية رائعة, طريقة تربية أتيكوس لجيم وسكاوت , جميلة الحديث مع الصغار بثقة وبطريقة تشعرهم بأنهم كبارا دائما ما تعطي نتائج على شخصياتهم التي تنضج بسرعة, وأن كانت تحتفظ بشيطناتها الطفولية اللذيذة.
الرواية هي المولود الوحيد لكاتبتها “هاربر لي” حولت لفيلم سينمائي, في عام 1962, أفضل لو أنني قرأت الراوية باللغة الإنجليزية, سأحاول الحصول عليها بلغتها الأصلية وأقرأها.

هنا حسابي في موقع Goodreads