Browsing Category

رفوف المكتبة – Books

رفوف المكتبة - Books

خفت الكائن التي لاتحتمل -ميلان كونديرا

1 سبتمبر، 2009

8687

من المسودات  المحبوسة من jun-1-2009

هل نكون حقاً ظلمنا الثقيل دائماً؟ هل ما نقوم به كـ ردة فعل عكسية للأشياء هو ناتج عن “ضغط الخفة ” اللامتناهي؟ بعثت لي صديقتي التي تشاركني قراءة هذا الكتاب برسالة تقول :

– شيء يشبه القتامة في نفسي !

كنت أرغب بأن أجيب عليها وأقول ”خفة هذا الفراغ الذي نعيشه بدأت تزعجك لا شيء أسود يا صديقتي حتى الظلام لم يعد أسوداً صدقيني نحن نشعد به حتى لو وقفنا تحت أنوار الفلاشات في حفل أوسكار أو في مسرح كبير فُتحت كل أنواره”

لكنني وكما أشيائي الأخرى التي أعدلُ عن تنفيذها في آخر اللحظات لم أرسل شيئاً و بقيت أفكر وحسب!

الحياة واحدة واختياراتنا حتى وإن إرتدت حُلة “الاختيار من متعدد” هي مفروضة علينا بشكل أو بآخر إذا لم نتحرر ونخلص أنا “نا” من الجميع ونحدد أينـ “نا” بالضبط من كل ما يحدث!، يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع اقتطاع شيء من الماضي أو تثبيت ورقة ملاحظات صفراء على جدار الزمن لنحدد : “هنا كنا أغبياء” على الأجزاء التي بخفة الطيش العجيبة فرطنا بخيارات مثيرة، ولا نملك فوهة في ذلك الجدار لنعود حيث يجب علينا إعادة تجارب أو لإعادة خيار ما، نحن لو استمعنا لــ :”ينبغي ذلك ” داخلي لكان أسهل علينا تقبل ما نحن فيه.

أول مصافحة لي للكاتب التشيكي : ميلان كونديرا بالرغم من أن مؤلفه هذا يقبع منذ مدة في قائمة كتبي لكنني كل مره أجده فيها لا أتشجع كثيراً على اقتناءه واليوم عرفت أنني فرطت بمتعة كبيرة شكراً لي لأنني تداركت الموقف وطرقت بابه، فلسفته الكتابية شيء يجمع بين أن تقرأ قصة وأن تسقط ذلك عليك، يحلل دوافع الشخصيات بطريقة ماكرة جداً حيث نتابع تسلسل الأحداث وكأننا نشاهد فلم سينمائي إلى أيّ النتائج تقف تحليلاته لا نملك إلا أن نقول محدثين أنفسنا ” أوه كنت أعرف انه سيحدث ذلك !! “

كتب عن الإنسان بطريقة قوية تخجلنا أحياناً منا، كإنها تواجهنا مع القبح الكامن فينا، كان كتفي لا يقف عن الإرتفاع وشفتاي ترتفع من تلقاء نفسها لأقول فعلاً فعلاً شيء طبيعي، هناك من يخون وهنا من يخاف النوم وحيداً وذاك لا يحب أن تنام معه أحداهن على فراش واحد وتلك مولعة بالستر والأخرى تمقت مسيرات الكذب الكبرى و الشيوعية التي تفرض نفسها كــ آذن كبيرة على الكل وهناك حرب دائرة لكن كل ذلك يتحدث ميلان من خلاله عن الإنسان يغوص به لدرجة تجعله يتحدث عني وعنك وعنكم أحببت فلسفته بشكل خرافي.

من خفة الكائن :

وهذا الظلام نقيٌ كاملٌ من غير صورٍ و لا رؤى وليس لهذا الظلام نهاية ولا حدود إن هذا الظلام هو اللانهاية التي يحملها كلٌ منا في ذاته, إنه ليس على من يبحث عن اللانهاية إلا أن يغمض عينيه

يمكن على الدوام التعبير عن مأساة الحياة باستعارة فكرة الثقل فيقال إن عبئاً سقط على كواهلنا

ليست الرواية اعتراف يبوح به المؤلف وإنما هي اكتشاف لماهية الحياة البشرية في الشرك الذي سارا العالم إليه

 

 

حسابي في قودريدز

رفوف المكتبة - Books

دميان

1 سبتمبر، 2009

103891
من المسودات المحبوسة  منذ  :jun-5-2009

,

 “لمْ أكن أريدُ إلا أن أعيش وفــقَ الدوافع التي تَنبُع منْ  نفسي الحقيقية، فلم كان ذلك بهذه الصعوبه؟”

هيرمان هيسه.

 

سلسلةٍ منْ الأخطاء الكبيرة التي تراكمت بفعل كذبة صغيرة، كان سنكلير ذو العاشرة من العمر، مدفوعا لها لتحقيق رغبة دفينة بأن يكون بطلا بين أقرانه، كل تلك الأغلال التي خلقها لنفسه، ترسخت في عقله الصغير بأنها نهايةُ العالم وبدايةُ دخوله في عالم الأشرار المخيف، وربما تلك الذنوب البسيطة قادته ليكون دائما ًمطرقاً يفكر بكل ما يتعرض حياته وما يشعر به.. وكَبُرَ سنكلير الصغير يوماً.
نفسُه التي تتوقُ  للتفكير،  أرسلت إشارات لدميان الذي يكبره بعدة أعوام، لتكون عنصرا جاذبا خلقت صداقة قائمة على تقاسم الصراعات الداخلية التي يلفظها سنكلير بخوف، ويتسقبلها عقل دميان الذي يربت على مخاوفه كأخ كبير يعي طبيعة ما يمر به عقل هذا الصغير المنهك. الهالة التي تحيط بدُميان كان لها تأثير كبير على سنكلير لم يستطع أن يتخلَصَ منها أبداً.
تمحيص الأدلة الدينية ومحاولة اكتشاف مدلولاتها، قد تكون بذرةً للشك خاصة حينما يعتمد الوعاظ على القصص التي ربما تختلط فيها الأساطير أو أشياء تستعصي على بعض العقول الإيمان بها بدون تمحيصها ومحاولة فهمها، ومع الخطوط الحمراء التي تخترعها الأديان في وجه من ينتسبون إليها فالشك هو النتيجة الحتميّة، يتبعها بعد عن مصادر الوعظ التي لا تحترمها.
في دميان عمد هيسه إلى أن يشيرَ لدلالاتٍ دينيةٍ ويعبرَ عن فكرة أننا مجرد تنفيذ لرغباتِ الإله وبأن الخير والشر متواجدين ولهما آلهتهما، ومن خلال شخصية “بوستوريوس” غريبُ الأطوار الذي يسعى لأن يكون قساً لمذهبه الخاص الذي توصل إليه بالتأمل لكنه يخشى أن يعيشه حقيقةً مطلقة .
“هرمان هيسه”مدهش حقاً كل سطر من سطوره مدعاة للتأمل يغوص في نفسك ليجعلك تجابه صراعك الداخلي الذي يحولُ بينكَ وبينكْ، ويجعلُ الأيامَ تمضي وأنتَ مأخوذٌ بذلك الشيء الذي يدعوك لأن تغوص منذ أن تبدأ الحدود الغير مرئية التي تفصلُ بين طفولتكَ ونضجكَ تلك المرحلة التي تتموه فيها حتى ذاتك لنكون شيءً يستعصى على الفهم تكون طفلاً تخفي حقيقة بلوغك كـ ِّسر صغير يخصك وحدك، تبقى تعيش بشرود وأنت لا تعلم هل يتوجب عليك فهمك؟ أم فهم ما حولك يجزي عن ذلك؟

هل تكفي معرفتك بنفسك لتعي حقيقة هذا العالم؟ كيف تستدعي من يشبهونك لتكون معهم صداقات تساعدك لتتأمل ذاتك الحقيقة، كيف تتعامل مع رغباتك وتجعلها تتفتح تحت الضوء الباهر؟ وكيف تعي هل هي رغبات حقيقية أم هي مجرد فقاعات ظهرت في غمرة انشغالك بنفسك؟

كل الشخصيات في هذا العمل تبحث عن حقيقة ما في الوجود، وفي الذات، حتى أصبح نمط الرواية تأمليّ بحت لذلك سأبحث عن أعمال هيسه الأخرى لأنني أريد أن أعيش الدهشة مرة أخرى.

رفوف المكتبة - Books

خوارق اللاشعور

29 يونيو، 2009

خوارق اللا شعور
دعلي الوردي
دار الورّاق

فكرت كثيراً كيف ستكون مراجعتي لهذا الكتاب حتى أنني كتبت وحذفت كثيراً , إلا أنني سأتحدث كما أفكر الآن :

دائما أقول بأن التفكير العقلاني قد يكون من أكبر الأخطاء التي يرتكبها العقلاء ! وتأتي ردود الفعل على جملتي السابقة بأنها ضربٌ من ضروب التهور أو نفخة من تمرد أعمى , أو قلة تجارب وصغر سن … إلخ !
إن أنماط التفكير السائدة ( كما يوافقني على ذلك دكتور الودري ) تفرض تفسها على خياراتنا بالرغم من عقمها في حل مشكلاتنا إلا أننا نجد أنفسنا (نعيد ونزيد) في تفكير لا يسمن ولا يغني من جوع متعللين بأننا نحاول أن نفكر بحل خرافي ينهي حيرتنا ويمثّل آرائنا تجاه الأشياء والقضايا المختلفه التي نمرّ بها في حياتنا , يخبرنا دكتور الودري في خوارق اللاشعور بأنه Continue Reading

رفوف المكتبة - Books

كم بدت السماء قريبة …..!

28 فبراير، 2009


,
,
,
 

 كم بدت السماء قريبة في تلك الأرجوحة المعلقة على شجرة الحياة حينما كانت الحياة باتساعها هي قريتنا الصغيرة ,

رواية بتول الخضيري , أصنفها ضمن الكتب اللذيذة بتفاصيلها الكثيرة التي استحالت شاشة وزر صغير مع كل وصف أضغطه ليتوقف قليلاً لأستمتع بجماليات المشهد الصغير المفصل بطريقة صغيرة لأن الحياة تقف في منتصف كل الأشياء و المتناقضات تنهشها من الطرفين تميل تارة للجمال و آخرى للقبح بأشكاله , من بين السطور تفوح رائحة ألوان وعطور ما تلبث أن تعكر صفوها رائحة السجائر و بارود الحرب الذي قدمته لنا بتول بغرابة متداخلة بطريقة فضه كما هي الحرب دوماً كأنها أرادت أن تقول هذه الحرب لا تستأذننا لتكون بيننا وبالرغم من أننا نتجاهلها ونتعامل مع وجودها وكأنها ضيف ثقيل إلا أنها لا تهتم لكل تلك الهمزات واللمزات التي نتحدث بها عنها وبحضورها تفرض واقعها على أيامنا نحاول رغم كل الدمار أن نعيش ونتوه بين الحياة الطبيعية وبين الأوضاع الصعبة نخترع الضوء في ليالي العتمة و نرطب الأجواء رغم الحر الخانق نلقي الحب قسراً في قلوبنا رغم ما تسربه لنا الحرب من خوف وكره وانتقام ,أفضل المقاطع تلك التي كانت في قاعة الرقص أجمل شيء في الحياة حينما نرقص على جروحنا بلا مبالاة كانت هذه رسالتها من دروس الرقص في أيام الحرب الصعبة ,

كم بدت السماء قريبة من تلك الأرجوحة الطفولية وفي كل الأيام التي عشناها في الوطن أو ابتلعتنا الغربة السماء قريبة دائماً على مرمى النظر ,العنوان بحد ذاته حكاية جميله جداً أحببت من خلال هذه الرواية بتول الخضيري ولي موعد قريييب مع غائب تلك التي قالوا بأنها تفوق هذه السماء جمالاً.

من الرواية :

*لكن يجب أن نقسو على أنفسنا لنبرر جهدنا .

*الرقص منطق , حركات الجسم منطق وجودكم هنا منطق التناسق هو الأصل قبل أن يدخل عليه عنصر الموسيقى .

*نلقي نظرة على عازف البيانو المأجور الذي ينتظر تعليماتها كأنه في محنه نعلم جميعاً أن أرنبة أنفه مثقوبة ربما كان يأمل أن يعفى من الخدمة بفضلها .

* إن التنسيق بين حركة الذراعين والساقين والوجه هو العامود الفقري لكل خطوة احرصوا على التنسيق قبل التصميم , لا تفكروا بالانطباع الذي تتركونه على الخشبة بل أنصتوا  لالتواءات  مفاصلكم ودعوها تحدد لكم خبرتكم في إدراك الذات .

*نشبه مجموعة من قنادس سود نقرض أحلام بعضنا لنبني لأنفسنا أعشاشاً على مياه كانت بالأصل راكدة .

*بدأت أدخل زمناً لشدة كآبته أكاد أمسك هواءاً ثقيلاً في قبضة يدي .

*على كل حال ما أذكى أن نتدارك أخطائنا قبل فوات الأوان لكن من جهة أخرى ما أغبي أن ندع أجمل ما في الحياة يمر من جانبنا فتضيع الفرصة .