٩\٩\٢٠١٦م. الساعة ٥:٤٥ فجراً.. :
تعلّمَتْ مُنذُ صِغَرها، بأصعب الطُرق، أنَ الإنسانَ مسيّر بما تختارُه روحه وليس عقلُه، قد يعرف العقل ماهو الصواب، لكن يستحيل تماماً أن تُعارض مشاعر داخليه لا تفهمها أحيانا.
لم تعُد تعرف كيف تلتقطُ الأشياءَ من حولها، فكل ما يصل إلى عقلها يمرُ بطبقات تعمل مثلَ المصفاة، ليصل أخيرا ناقصاً غير مقبول لا يمكن لذلك الجزء الذي يتربع أعلى قمة في جسدها أن يفك شفراته مجرد آراء متناقضة.
في مرحلةٍ عمريةٍ متقدمة كانت تشعر بأنها لوحة بيضاء مجردة من الألوان، يستميت الجميع ليشكلها وِفْقَ أهواءٍ خاصة وأمزجة مَعّطُوبة، حتى حينما تشكلت ملامحها -أخيراً-، تيقْنت بأنها يجب أن تعيد ترتيب الأفكار بداخلها، لتعيش بسَلامٍ ظاهري مع الُمحيط، لكن صوت قادم من منطقة لمْ تَكُنْ تَعرِف اسمها يردد دائما، وماذا عن السلام الداخلي؟ أعتقد بأنه مجرد ترف للمرحلة التي عاشتها آن ذاك، ففي العالم المجنون الذي تقطنه ما هي إلا أداة ووسيلة ليحقق غيرها مبتغاه، قد تكون العِبَارة صَادِمة، لكنها الحقيقة، العالم مسرحٌ كبير، ولتنجح المسرحية كل شخص إما مُسْتَغَل أو مُسْتَغِل. طالما تسائلت في أوقات مواجهة ذاتها عن كواليس هذا المسرح وكُتّابِه.
في دوامة الأفكار التي تموج بها شيئا فشيئا، أصبح العالم الذي تتمناه مُجرد أفكَار. أضحى الحد الفاصل بين الموت والحياة يُغريها، تحاول جاهدة أن تدخل هذه المرحلة الانتقالية تسأل ذاتها ربما الموت ليس النهاية التي تَحَدَثَ عنها الجميع، لا تستغرب إن كانت واحدة من الكذبات التي إخترعها أعداء الإنسان ليمنعُوه من الخلاص، وإكتشاف العالم الحقيقي، هُناك على الضفة الأخرى من الواقع الهَش. …. يتبع في يوم ما … رُبما
١٠\٩\٢٠١٦م. الساعة الثانية بعد الظهر:
أسلوب Pascal Campion السهل الممتنع، في إلتقاط تفاصيل الأيام يبهرني، ووجود القطط في لوحاته زادها قربا منّي.
١١\٩\٢٠١٦م. الساعة الحادية عشر مساءا:
الأفكار العامة المجردة، هي ما أسقط البشر في مهاوي الأخطاء
روسو
(دين الفطرة) .. الكتاب الخامس الذي أقرأه في تحدي شهر سبتمبر للقراءة، قبل الدخول في تفاصيل عن الكتاب، ينبغي الإشارة إلى أن الترجمة تحصل على نجوم خمس إضافية، قدمت أفكار روسو بلا تعقيد، فهو عبارة عن خطاب موجه من قس منعزل في الجبال إلى شاب وصل إليه للتنور بأفكاره، والحوار يمثل عقيدة روسو.
رغم قدم الكتاب وخطابه الموجه للفلاسفة الماديين في القرن السابع عشر، إلا أن أفكاره تُخَاطِب فطرة الإنسان بشكل مباشر في معزل عن أي دين وعقيدة، كل من يقرأ الكتاب سيبني معه علاقته الخاصة بغض النظر عن خلفيته الدينية، كونها أفكار وتأملات قد تخطر لأيِّ إنسان في العالم الذي يسيطر عليه التعصب بكل مكان، حينما تُعْمَى فطرة الإنسان ويبدأ بالتعامل بتعالٍ فإننا -البشرية جمعاء- نرتكب ذات الأخطاء ونتصرف بذات الأساليب الرخيصة والبعيدة كليا عن الفطرة السويّه.
التأمل .. التفكر النظر حولك .. كلها أمور يدعمها روسو بدون محاولة إضافات تعقيدات جديدة فوق تعقيد الفكرة من الأساس، الحوار بين الملهم والمتعاقل في نهاية الكتاب، مسني بكل تفاصيله كونني كنت طرفا وشاهدا على حوارات شبيهة في الوقت الُمعَاصِر رَغم قِدم صُدور الكتاب في زمن مختلف إلا أنه يحكي واقعا، وهذا ما كان مبهرا بالنسبة لي.
نقد روسو للفلاسفة الذين أخذهم الإعجاب بذاتهم نحو إدعاء الصواب دون غيرهم، رغم أن فلسفتهم مبتدأها هو الشك الذي ينتفي إذا ما ادعى هؤاء الفلاسفة وصولهم إلى عين الصواب.
المقاطع التي شدتني في الكتاب تلك التي تتحدث عن أن الفرد منا لا يمكنه السيطرة على أحاسيسه لكن يمكنه أن يفندها كي يعي دوافعه، وتلك الأخرى التي تحدثت عن الضمير والرؤيا والمقارنة.
No Comments