أفكار تطوير الذات يومياتي - Diary

لماذا لا نستطيع تحقيق أحلامنا؟

20 مايو، 2021


العمل للفنانة Sofia Bonati شعرت بأنه يعبر عنّي وأنا أحاول فك شفرة الأحلام والشغف


هل حقًا هناك أشخاص محظوظين بالفطرة؟ تتحقق أحلامهم بفرقعة أصابع ولا يحتاجون للتعب مثلنا؟ هل حقًا ظروفنا هي العائق ولو وجدنا في زمن أو مكان أو حتى عوائل مختلفة لاختلفت نتائجنا التي نحققها في هذه الحياة ولاصبحت أحلامنا على مقدار خطوة منّا؟ أم أن جميع ما سبق هو مجرد ألعاب وخدع نقع فريسة سهله لها ولعقولنا التي تخاف من المجازفة والتجربة والتغيير؟ وهل هناك وصفة سحريّة تجعلك قادرًا على تحقق حلمك أو هدفك؟

هناك مجموعة من المعوقات، واللي تقف بيننا وبين تحقيق الأحلام والأهداف، سواء كانت بداية مهنة الأحلام أو تحقيق الوزن المثالي، أو حتى تعلّم رقصة معينة كلها تنطبق عليها الفكرة ذاتها، أن تعتقد عدم قدرتك من تحقيق شيء، وتضع قائمة من المعوقات من دون أن تكون قد حاولت حقًا بصبر ومواظبة. بدأت رحلة البحث عن السر العظيم الذي من خلاله يستطيع أي شخص تحقيق أهدافه وأحلامه تحدثت مع أشخاص حققوا ماكان يعد قبل بضع سنوات حلم في قائمة من الأحلام التي وضعوها لأنفسهم، وقرأت قصص نجاح كثيرة، جميعهم باختلاف أحلامهم اتفقوا على النقاط التالية:

أولًا الأولويات تحتاج لإعادة ضبط هذه اليومين ما رأيكم؟
بمعنى: إذا كان لديك حلم تتمنى تحققه، أين يقع في سلسلة أولوياتك؟ في أول القائمة؟ أم أنه في القاع ينتظرك أن تجد الفانوس السحري حتى يحقق حلمك شخص آخر؟ إذا كنت تأملت يومك ووجدت أنه يبدأ وينتهي موزّع بين تفاصيل كثيرة لا تفيدك سوى ساعات المتعة اللحظية، إذًا تحتاج وقفة جادة مع ذاتك لتفكر كيف ترتب أولوياتك، كنت صريحة مع نفسي مؤخرًا واكتشفت أن حلمي بقي مجرد حلم ولم أعطيه أولوية في حياتي بالتالي لم يتحقق. وجدت أن هناك أشخاص وأنشطة كثيرة في أماكن متقدمه من قائمة الأوليات التي تاخذ طاقتي ووقتي ولا تبقي أي وقت أحقق فيه هدفي! منذ سنوات قريبة بدأت أضع نفسي أولًا ثم عائلتي وبعدها عملي وشغفي والأشياء الأخرى قد تتقاسم وقتي المتبقي. والنتائج على الصعيد العملي والشخصي عظيمة بدأت أحصد نتاجها، في راحة نفسية وإنجازات مهما كانت بسيطة لكنها ذات تأثير عظيم على نسيتي ونظرتي للحياة. 

ثانيًا: نتائج ملموسة خير من أحلام الكمال.
في البداية وجود نتائج – أي كانت -أهم من البحث عن البداية الكاملة. لا يوجد مقياس للكمال، لأن كل من سبقك، كان يتعلّم من خلال الرحلة، لا يوجد كاتالوج للنجاح لأن أهدافنا ليست “خزائن ايكيا” مرفق معها خطوات التركيب! كل تجربة وكل فكرة وكل هدف هو شيء مميز بحد ذاته، قد تأخذ نصائح ممن سبقك أو من تثق به، وتطلع على تجارب غيرك لكن يستحيل أن تحصل على نتائج مطابقة ١٠٠٪، لذلك من المهم أن تعرف أنه لا يوجد شخص أعلم منك بخارطة طريق تحقيق الأحلام، الفرق أن هناك من بدأ واكتشف الدروس والنتائج وأنت -مكانك سر-

ثالثًا: المسألة دائمًا خيار:
كنت أرفض تصديق هذه الجملة وكان جوابي: “لا هذي أهلها داعمينها ولا هذا مايحتاج يشتغل ساعات عمل قد اللي أشتغلها، ولا هذا عنده سبورت سيستم أخذ بيده”. في جلسة الصراحة مع ذاتي اتفقت مع المنطق الذي يقول أن كل ما سبق قد يكون عنصر مساعد، ولكن هم اختاروا أن يعطون لهدفهم أولوية أو حتى اختاروا أن يبدؤون في المحاولة، لأنني صادفت أشخاص لديهم الدعم المالي والمعنوي والوقت، لكن لديهم أعذار أخرى لأن العقل أداة خطيرة دائمًا يخترع لنا عقبة لو سمحنا له.

رابعًا: خليك واقعي:
يعني أن لا تتصور أن الشغف الحقيقي دائمًا يكون سهل، والعمل عليه مليء بانتصارات لا نهائية، وهذه فكرة عبقرية لو آمنت بها ستستوعب أن هدفك أو شغفك الذي تسعى خلفه، ليس بالضرورة حلم وردي طوال الوقت. يمكن أن تعطيك نتيجته سعادة ولكن الجهد الذي ستضعه لابد أن يكون فيه تقلبات من صعود ونزول وصعوبة لأنه يحتاج تغذيه، وهذه الفكرة قرأتها في مقال جميل (هنا) يوضح أن من يعتقد أن الشغف حلم وردي هو من سينسحب من بداية الطريق لأنه لم يكن واقعيًا.

خامسًا: لا تقارن نفسك بأحد لا تقارن نفسك بأحد لا تقارن نفسك بأحد:
نعم كررتها ثلاث مرات، لأن المقارنات شيء غير عادل بحق نفسك! بالإضافة إلى أن إن كلًا له حياته وظروفه ومعطياته، أنت لا تملك الصورة الكاملة، أنت تقارن نفسك بنسخة مثالية تعتقد بأنها حياة هذا الشخص؛ تعبه وانضباطه وترتيبه لأولوياته وساعات المحاولة ومرات الفشل والأخطاء اللي ارتكبها والانهيارات والوقت الذي وضعه حتى يصل لحلمه، كلها في كواليس حياته، كل ما تشاده أنت النتيجة في حديثه أو حتى في منشور يضعه ليكافئ نفسه في مواقع التواصل الاجتماعي.

سادسًا: تعلّم الصبر والمثابرة:
في عالم السرعة الذي نعيش فيه ننسى معنى الصبر وننسى أن كلمة السر هي الاستمرار والمثابرة، نبحث عن نتائج سريعة لا توجد طرق مختصره لذلك استمتع بالرحلة بكل تفاصيلها، حتى لا تتوقف في منتصف الطريق او حتى قبل البداية.

وأخيرًا وليس آخرًا: عادي انك تكون خايف من الفشل:
في اللحظة التي ستعترف بها لنفسك بأنك تخاف من التغيير والمجازفة والفشل، ستستطيع أن تتعامل مع مخاوفك، لا يمكنك تحدد متى وكيف تحصد تعبك، كل ما في يدك الآن أن تبدأ، وأن وتحاول، وتضع قائمة أولوياتك بشكل يخدم شغفك وحلمك، تعطيه الوقت الذي يستحق والجهد الذي يحتاجه مهما كان بسيطًا، والنتائج لها طريقتها الخاصة في الظهور وبعدها يمكنك تقييم مسيرتك، هناك جملة قرأتها منسوبة لـ أحمد خالد توفيق؛ يقول فيها أن “النجاح تراكمي” وهذا التراكم سيحصل من الخلال المحاولة والعمل.

استمتع بالرحلة بكل تفاصيلها، حتى لا تتوقف في منتصف الطريق او حتى قبل البداية.  

 

You Might Also Like

No Comments

Leave a Reply

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.