أصبح الإعتماد كبيرا على طريقة الانفوجرافيك، لتلخيص القصة الصحفية، خاصة في الصفحات الأولى من الصحف السعودية المحلية، وتحولت هذه القصص لصور تتناقل في مواقع التواصل الاجتماعي وبعد فهمنا لمعنى صحافة البيانات، هناك خطوات تتبع لتغذية القصص بالأرقام، والتحقق من صحتها والاستفادة من كل المصادر المتاحة وبخطوات بسيطة يمكن إيجاد الأرقام والعمل على قصصك الصحفية.
كيف أختار موضوعي؟
المختلف في صحافة البيانات، هو تركيزها على موضوع معين لا يمكن معه التشعب. وإلا لأصبحت عبارة عن أرقام مجتمعة وغير مفهومة فصحافة البيانات كما وصفها الصحفي الفلسطيني خالد كريزم هي “صحافة تنظيم الفوضى”. وهناك أمثلة كثيرة على استخدامات صحافة البيانات يمكنك الإطلاع عليها عالمياً وهنا مجموعة من الأمثلة لاستخداماتها.
الخطوة الأولى: البداية من العنوان
كن محددا عن عنوان مادتك الصحفية، ثم إنطلق للجهات ذات العلاقة سواء بزيارتها أو زيارة موقعها على الانترنت وطلب بيانات وإحصائيات محددة، يقول الصحافي السعودي ماجد الكناني: “تواجد الانفوجرافيك في الإعلام السعودي لم يقتصر على الصحف، وإنما أصبح هناك أفراد ومؤسسات تقدم إنفوجرافيك خاص بها، وخاصة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، صحافة البيانات تعتبر حديثة عهد في الصحف السعودية، وهي فن وعلم وأسلوب صحفي ممتاز قضى على الكم الهائل من الكلمات التي لم تعد تقرأ.”. وهناك قسم متخصص في شبكة الصحفيين الدوليين، تجمع فيه أهم ما يمكنك معرفته عن صحافة البيانات وأدواتها ويمكنك أيضًا استخدام هذه النصائح وتطبيقها على صناعة المحتوى بشكل عام.
الخطوة الثانية: جمع المعلومات
هناك أرقام كثيرة تنشر بشكل يومي، يمكن بنظرة متفحصة أن تتحول إنفوجرافيك، كونها ملعبا جديدا في الصحف المحلية، خاصة الأرقام التي تطالعنا بها الصحف بشكل متكرر، مثل أرقام نسب البطالة، لو جمعت أرقام ١٠ سنوات أو آخر ٥ سنوات، يمكن معالجة البيانات ومقارنتها بأعداد الخريجين كل عام على سبيل المثال، والخروج بقصة صحفية قوية ومؤثرة وتمس المجتمع عن تدى تزايد البطالة أو توجيه مخرجات الجامعات. لكن مصادر المعلومات مهمة بأهمية الرقم ذاتها حتى لا تصبح قصتك هشة يمكن لأي شخص أن يجد بها ثغرة، وبطبيعة الحال لا تريد أن تخل بأخلاقيات العمل الصحفي، و تكون سببا بتضليل القراء بأرقام مزيفة.
الخطوة الثالثة: تعزيز المعلومات
حسابات الجهات الحكومية، والشركات الكبرى مؤخراً إلتفت لأهمية الأرقام والإحصائيات تم إعدادها من قبلهم، أبرزها هيئة الإحصاء ووزارة العدل التي كانت السباقة بنشر تفاصيل من احصائياتها السنوية مثل أعداد قضايا الطلاق، أو جرائم السرقة وغيرها، يمكن الاعتماد على أحد هذه الأرقام لبناء قصة صحفية، لكن إحذروا أخذ المعلومات كما هي ونشرها، في نهاية المطاف غرضك هو صناعة قصة صحفية، لا أن تنقل الأرقام، وهناك فرق كبير بينهما .
الخطوة الرابعة: معالجة الأرقام
معالجة الأرقام تكون من خلال جمع أرقام من إحصائيات متعددة، مثلا: أرقام العاطلين عن العمل وأرقام الخريجين، يمكنك محاولة معرفة ما هي التخصصات التي تحتوي فيها أعلى نسبة بطالة وهل لازالت هذه التخصصات تخرج طلاب وطالبات بأعداد كبيرة؟ وبذلك تكون وصلت للقارئ البسيط بمعلومة مفادها أن هناك أعدادا كبيرة عاطلة عن العمل في هذا التخصص فهو غير متلائم مع متطلبات سوق العمل الحالية. وهذه مادة تمس المجتمع وسيلتفت إليها. هل هناك مصادر أخرى ؟ يقول الكناني أيضا عن توفر المعلومات:
“توفير المعلومة في صحافة البيانات يأخذ جهدا مضاعفا عن المادة الصحفية الأخرى، وتعتمد بشكل كامل على الصحفي، يجب عليه أن يستقصي ويدقق ويبحث وينقب حتى يخرج بمادة، وحاليا هناك مراكز ومراصد تقدم معلومات دقيقة كونها مراكز بحثية، بدأت في الانتشار وتقدم الأرقام التي من الممكن أن يعود الصحفي لها لتدعيم المادة الصحفية”.
بعد تحديد الموضوع، وزيارة الجهات الحكومية أو مواقعها للبحث عن أرقام، يمكنك عمل التالي:
– البحث الشامل في الإنترنت لمعرفة الأخبار ذات العلاقة التي نشرت سابقا، وفي حالة وجدت أرقاما قديمة يمكن أن تساعدك في تسلسل القصة الصحفية، لكن تأكد من التواصل مع كاتب القصة الصحفية أو الجهة التي زودته بالاحصائية للتأكد من المعلومات، سر النجاح يكمن بسؤالك الدائم عن صحة معلوماتك حتى لو نشرت من صحفي معروف فهناك دائما معلومات لا تعرفها أنت قد تغير مجرى القصة.
– الجمعيات المتخصصة: هي دائما مصدر مهم لسؤالها عن الأرقام أو زيارتها للحديث مع القيمين عن موضوعك ويمكنك دائما الخروج بأفكار واستكشاف الجديد لمادتك من الأشخاص المتخصصين.
– الأكاديميون والباحثون: في كل موضوع ستجد شخصا مهتما، يبحث ويجمع الأرقام الخاصة به، سيكون عنصرا مساعدا في بناء قصتك، وتجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال زيارة الوسوم المتخصصة، أو من خلال مداخلاتهم السابقة في البرامج التلفزيونية أو الصحف المحلية.
هل أثق بأرقام مواقع التواصل الاجتماعي؟
هناك جدل كبير بين أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصادر موثوقة من عدمه لكنها بطبيعة الحال هي مساحة يمكنك من خلالها الاطلاع على آراء الناس لكن لا تعتمد على أرقام تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تعود لأصلها وتطلع عليها بنفسك، مهما كان الشخص الذي نشر المعلومة مشهورا.
الدور الذي يمكن أن تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي هنا: تساعدك على الإلتقاء بأشخاص مهتمون في نفس المجال الذي تكتب عنه، وأشخاص مطلعون على مستجدات كثيرة قد تطلب أرقامهم أو بريدهم الإلكتروني لتتواصل معهم وتستفيد من خبرتهم بتوجيهك لإحصائيات أو محاور مهمة يمكنك الارتكاز عليها. وبعضهم قد يكونوا أكاديميين لديهم أبحاثهم الخاصة التي قد تفيدك. لكن لا تعتمد أبدا على أرقام منتشرة من خلال وسوم تويتر أو صور فايسبوك.
هل اللجوء للترجمة يعزز الإنفوغرافيك أم لا؟
هناك بلا شك أرقام كثيرة تنشر في الصحافة العالمية، ترجمتها غالبا غير مجدية كونها لا تمس القارئ المحلي، إلا في موضوعات محددة وبطريقة تخدم القصة الخاصة بك كالمقارنة بين وضع عالمي ومحلي، مثل أرقام مبيعات الكتب، إذا كانت مادتك عن ثقافة القراءة، ووجود عدد القراء العالمين مقارنة بـقراء العالم العربي سيكون مؤثراً، وأرقام الإحصائيات الطبية أيضا يمكن الاستفادة منها. لكن الانفوجرافيك المترجم بالكامل مع أوضاع أو قصص صحفية أجنبية لا يحتوي على معلومات مفيدة للقارىء سيحط من قيمة قصتك.
ويوضح الكناني قائلا: “الخطأ الذي قد يقع به بعض الصحفيين هو تحويل أي مادة صحفية لطريقة صحافة البيانات وهذا أمر خاطئ. هناك معلومات تدفعك لتحويلها إنفوجرافيك، المعلومات الوفيرة والجيدة لو لم تتحول لانفوجرافيك يبرز الأرقام فيها لن يكون لها قيمة، لأنها ستصبح أسهل على التداول على الهواتف الذكية وبواسطة مواقع التواصل الاجتماعي”.
No Comments